اعتزال السياسية و«استرداد الوطن».. ماذا يجري في بيت الحريري؟

محمود طلعت

يسود جدل داخل لبنان، مع إعلان رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، تعليق عمله بالحياة السياسية، وفي نفس الوقت تأكيد شقيقه الأكبر بهاء الحريري، خوض معركة "استرداد الوطن".. فماذا يجري في بيت الحريري؟


في 24 يناير 2022 أعلن سعد الحريري (51 عامًا) في خطاب متلفز تعليق عمله وعمل تياره (المستقبل) في الحياة السياسية اللبنانية، المبنية على المحاصصة الطائفية بين السنة والشيعة والمسيحيين، وعدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بترشيحات من تياره أو باسمه.

خسارة ثروة الحريري

الحريري ربط تعليق عمله السياسي بجملة أسباب، أهمها قوله إن كل تسوياته السياسية جاءت على حسابه، وتسببت في خسارة ثروته وأصدقائه الخارجيين والتحالفات الوطنية وحتى الإخوة، مضيفا “لا فرصة أمام لبنان في ظل نفوذ إيران”.

وقال الحريري “لا شك أن منع الحرب الأهلية فرض عليّ تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار، إلى اتفاق الدوحة، إلى زيارة دمشق، إلى انتخاب ميشال عون، إلى قانون الانتخابات، وغيرها.. هذه التسويات التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل للبنانيين.. والتاريخ سيحكم.”

معركة “استرداد الوطن”

بعد أيام من إعلان سعد الحريري، اعتزال العمل السياسي، تحديدا في 29 يناير 2022، برز إلى الواجهة شقيقه الأكبر رجل الأعمال بهاء الحريري (55 عامًا)، وأعلن عبر حسابه بـ«تويتر»، دخوله الحياة السياسية، واستكمال مسيرة والده، قائلا إنه سيخوض معركة “استرداد الوطن من محتليه.”

بهاء الحريري حذّر من أن “أي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني، يخدم فقط أعداء الوطن”، في إشارة إلى مآل الطائفة السنية في لبنان على المستوى السياسي عقب اعتزال شقيقه.

من اغتال رفيق الحريري؟                                                      

ذاكرة لبنان الحديثة مليئة بالمآسي، وكانت عائلة الحريري في قلبها، فقبل 17 عامًا، وتحديدا في 14 فبراير عام 2015 شهد وسط بيروت جريمة اهتز لها العالم، حين اغتيل رفيق الحريري، ووجهت أصابع الاتهام لنظام الأسد وحليفه حزب الله.

بعدها وجد سعد الحريري نفسه مقذوفًا به إلى المعترك السياسي اللبناني بالغ التعقيد الذي تتداخل فيه الحسابات الداخلية بالرهانات الإقليمية.

دخول معترك السياسة

لعب الحريري دورًا رئيسًا منذ وفاة والده، حيث خاض معارك سياسية على عدة جبهات استعمل فيها سلاح المواجهة تارة وتسويات ومهادنة تارة أخرى، بل والابتعاد عن ساحة المعركة أحيانًا.

تولى سعد الحريري رئاسة الحكومة 3 مرات: الأولى بين 2009 و2011، والثانية عام 2016، والثالثة بعد انتخابات 2018، التي قلصت عدد مقاعد تياره البرلمانية، ثم أعلن استقالة حكومته بعد الحراك الشعبي في أكتوبر 2019.

وبقى الحريري من نجوم الأحداث السياسية، خصوصًا بعد سقوط تسويته مع عون وصهره النائب جبران باسيل، وعجزه عن تأليف الحكومة على مدار أكثر من 9 أشهر بعد استقالة حكومة حساب دياب في أغسطس 2020 عقب انفجار مرفأ بيروت.

ربما يعجبك أيضا