اغتيال «خليفة الظواهري».. طارده الأمريكان ووقع في مصيدة إيران

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

في عملية سرية خططت لها الولايات المتحدة ونفذها عملاء إسرائيليون، قُتل ثاني أرفع شخصية في تنظيم القاعدة “أبومحمد المصري” على الأراضي الإيرانية قبل ثلاثة أشهر، وهو ما نفته طهران رغم تواجده على أراضيها منذ 2003 في وقت لم ينفي فيه التنظيم الخبر أو يؤكد مقتله، الذي جاء على خلفية تورطه في التفجيرات الإرهابية بإفريقيا وقتل الأمريكيين في الخارج.

مقتل مُدبر للرجل الثاني في القاعدة

أكد مسؤولون استخباراتيون، اليوم السبت، أن ثاني أرفع شخصية في تنظيم القاعدة الإرهابي وأحد العقول المدبرة لهجمات 1998 الإرهابية على السفارات الأمريكية في أفريقيا، “أبومحمد المصري” قتل في إيران قبل 3 أشهر.

كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية كشفت أن عبدالله أحمد عبدالله، المعروف باسمه الحركي “أبومحمد المصري” قتل برصاص في شوارع طهران على يد مسلحين كانا يقودان دراجة نارية في 7 أغسطس الماضي، في يوم يصادف فيه الذكرى السنوية لهجمات سفارتي واشنطن في تنزانيا وكينيا.

وأفادت المعلومات أن المصري قتل مع ابنته مريم، أرملة حمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن.

كما كشف التقرير أن الهجوم كان بتنفيذ إسرائيلي وتخطيط أمريكي، وذلك بحسب 4 من المسؤولين المطلعين، بعد أن تعقّبت الاستخبارات الأمريكية تحركات المصري ونشطاء آخرين من القاعدة في إيران منذ سنوات.

في المقابل، لم تعلن القاعدة عن مقتل أحد كبار قادتها حتى اليوم، كما غطّى المسؤولون الإيرانيون الأمر، ولم تعترف رسميّاً بمقتل الإرهابي الذي كان موجوداً على أراضيها منذ العام 2003 بحسب الصحيفة.

إيران تنفي

من جهتها، نفت الخارجية الإيرانية مزاعم تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول قيام عملاء إسرائيليين بقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة “أبومحمد المصري” في أراضي إيران، في أغسطس الماضي.

ونفت الخارجية الإيرانية وجود تنظيم القاعدة على أراضيها، وجاء في بيانها “لا تواجد لتنظيم القاعدة في إيران وننصح وسائل الإعلام الأمريكية بعدم الوقوع في مصيدة السيناريوهات الملفقة للمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين”.

 وتابعت الخارجية في بيانها، “بين الحين والآخر، تحاول واشنطن وتل أبيب تصوير إيران على أنها على علاقة بهذه الجماعات من خلال الكذب وتسريب معلومات ملفقة إلى وسائل الإعلام من أجل التنصل من المسؤولية عن الأنشطة الإجرامية لهذه المجموعة وغيرها من الجماعات الإرهابية في المنطقة”.

ولفتت الخارجية إلى أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حرب اقتصادية واستخباراتية ونفسية شاملة ضد الشعب الإيراني، و”لا ينبغي أن يكون الإعلام منصة لنشر أكاذيب البيت الأبيض الهادفة ضد إيران”.

وقد اعتاد تنظيم القاعدة ألا ينشر أي أخبار عن وفاة قادته عند حصولها، فعلى سبيل المثال، لم يؤكد التنظيم وفاة القيادي المعروف باسم عزام الأمريكي عام 2015 ، واستغرق الأمر خمسة أشهر للاعتراف بوفاته، وفي حال تأكد مقتل “أبو المصري” سيتأكد للعالم علاقة طهران بإيواء المتطرفين والمنتمين لجماعات إرهابية.

من هو المصري؟

رجل القاعدة الثاني، البالغ من العمر 58 عاماً، يعد أحد القادة المؤسسين للتنظيم الإرهابي، كما كان من المتوقع تسلمه قيادة التنظيم بعد زعيمه الحالي، أيمن الظواهري، بحسب “نيويورك تايمز”.

حمل عدة أسماء مستعارة، إلى جانب أبومحمد المصري، وهي صالح، وأبومريم، وأبومحمد، وعبدالله أحمد عبد الله علي.

وبحسب الأوصاف التي قدمت بشأنه، فإن المصري مولود في وقت قريب من عام 1963 في مصر، ويتميز بلون داكن لشعره وعينيه، ويحمل الجنسية المصرية ويتحدث العربية.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادرها، فإن المصري كان محتجزًا في إيران منذ عام 2003، إلا أنه كان يعيش بحرية في إحدى ضواحي العاصمة طهران، منذ 2015 على أقل تقدير.

وتقول الصحيفة: إن المصري كان لاعبًا محترفًا في الدوري المصري لكرة القدم، قبل انضمامه إلى الحركة المسلحة التي كانت تساند القوات الأفغانية بعد الغزو السوفييتي عام 1979.

وبعد انسحاب السوفييت من أفغانستان، انضم المصري إلى بن لادن، ودخل النواة التأسيسية لتنظيم القاعدة.

وفي التفاصيل التي أوردتها الصحيفة، فإن المصري سافر مع بن لادن إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، في بداية تسعينيات القرن الماضي، وتوجه إلى الصومال للمشاركة في تدريب مسلحين صوماليين على استخدام قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف لإسقاط طائرات الهليكوبتر، والذي نتج عنه إسقاط طائرتي هليكوبتر في ما يعرف بهجوم “بلاك هوك داون”.

بعد ذلك فر المصري إلى إيران عام 2003، ليكون بعيدًا عن أيدي الأمريكيين، وظل محتجزًا هناك إلى أن أفرجت عنه إيران مع آخرين عام 2015 ، مقابل تسليم دبلوماسي إيراني كان قد اختطف في اليمن.

لماذا تلاحقه واشنطن؟

نقلت “نيويورك تايمز” عن وثائق لمركز مكافحة الإرهاب الأمريكي تعود للعام 2008، أنّ عبدالله أحمد عبدالله المعروف باسمه الحركيّ “أبومحمد المصري” كان “الأكثر خبرةً والأكثر قدرة على تنظيم عمليّات استراتيجيّة” من بين الإرهابيّين غير المعتقلين لدى الولايات المتّحدة أو أحد حلفائها.

وقد وجهت هيئة محلفين فدرالية أمريكية كبرى في وقت لاحق من السنة نفسها التهمة إلى عبدالله لدوره في هذه الهجمات، وظهر منذ فترة طويلة ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

ووفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن المصري متهم بالتآمر وقتل مواطنين أمريكيين خارج الولايات المتحدة.

ويُتهم المصري بشن هجوم على منشأة فيدرالية، أدى إلى مقتل أشخاص، والتآمر لقتل أمريكيين وتدمير مبانٍ وعقارات تابعة للولايات المتحدة، ويتهم المصري أيضا بالتآمر لتدمير مرافق تابعة للدفاع الوطني الأمريكي.

كما ظهر منذ فترة طويلة ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ووجهت إليه الولايات المتحدة تهماً بارتكاب جرائم تتعلق بتفجيرات سفارتيها في كينيا وتنزانيا، والتي أسفرت عن مقتل 224 شخصاً وإصابة المئات.

إلى ذلك عرض مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، مقابل المعلومات التي تؤدي إلى القبض عليه، وحتى أمس الجمعة، كانت صورته لا تزال على قائمة المطلوبين.

ربما يعجبك أيضا