الأزمة الأوكرانية تشعل المواجهة بين موسكو وواشنطن.. ما ردود الفعل الدولية؟

نداء كسبر

تشهد الساحة الدولية في الآونة الأخيرة تصاعدا للتوتر بشأن الأزمة الأوكرانية التي يعتقد الغرب أنها مهددة بغزو روسي محتمل وسط ترقب غربي.


ما زالت المساعي الدبلوماسية على أشدها للتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية التي ظهرت على الساحة الغربية من جديد، خاصة بعد حشد روسيا حوالي 130 ألف جندي على الحدود الأوكرانية.

أثار هذا الأمر حفيظة أوكرانيا والولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، مع التوعد الأوروبي بتوقيع عقوبات على موسكو، لتفادي التصعيد العسكري، وسط تعزيز حلف شمال الأطلسي دفاعاته في أوروبا الشرقية ووضع قواته في حالة تأهب.

أسباب التصعيد

منذ نهاية 2021 وجهت كييف عدة اتهامات إلى روسيا بمحاولة اجتياحها، في المقابل نفت موسكو  وجود أي خطط من ناحيتها لغزو أوكرانيا مطالبةً في الوقت ذاته بضمانات خطّية لأمنها، وفي مقدّمها التعهّد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مع وقف توسع الحلف شرقًا، إضافة إلى إزالة الأسلحة الهجومية قرب حدودها، وسحب البنية التحتية العسكرية للحلف إلى وضعها عام 1997.

عقوبات أمريكية أوروبية محتملة

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الأزمة الأوكرانية في 31 يناير 2022 بطلب من الولايات المتحدة، لفرض عقوبات على روسيا، دخلت الدبلوماسية الروسية مع نظيرتها الأمريكية في مواجهة مباشرة بالمجلس، ووصفت موسكو تلك الجلسة كونها “استفزازية” و”إثارة للتصعيد” في ظل عدم وجود دليل قاطع بشأن الاتهامات الموجهة ضدها.

وفي تصريحات رسمية للرئيس الأمريكي “جو بايدن” 31 يناير، عقب جلسة مجلس الأمن، أوضح أن واشنطن لن تستمر في الدعوة لاعتماد “الدبلوماسية” سبيلًا لحلّ الأزمة على الحدود الروسية – الأوكرانية، وأنها “مستعدّة لكلّ الاحتمالات”.

تعزيزات تشمل بلدان البلطيق

وفقًا لتصريحات رسمية لمسؤولين أمريكيين، فإن الأمر لا يشمل نشر قوات أمريكية في أوكرانيا فقط، بل يُتوقع أن تمتد التعزيزات العسكرية الأمريكية لتشمل بلدان البلطيق المنضوية تحت راية حلف الناتو وهي لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، خاصة مع تزايد القلق في هذه الدول الثلاث جراء تحركات موسكو، وقدرت تلك التعزيزات العسكرية ما بين 1000 و5000 جندي أمريكي.

عقب المؤتمر الصحفي بين موسكو وبرلين، قال المستشار الألماني” شولتس” إن حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية يشكل تهديدًا، وصفه بأنه غير مفهوم، ودعا إلى وقف التصعيد في المنطقة موضحًا أن وحدة أراضي أوكرانيا غير قابلة للتفاوض.

ما العقوبات المحتملة؟

هناك عدة تساؤلات بشأن ماهية العقوبات المحتملة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا فرضها على روسيا، وهل قد تشمل فصل موسكو عن نظام تحويل المدفوعات في جميع أنحاء العالم الذي يُعرف باسم “سويفت” أو وقف خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” بين روسيا وألمانيا؟

ومن المتوقع بأن استهداف قطاع الطاقة الروسي بعقوبات قاسية هو الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر بروسيا بشكل فعلي، لأن العقوبات الأخرى ستكون مصدر إزعاج لا أكثر، خصوصًا أن موسكو لديها ثقة كبيرة بقدرتها على مواجهة مثل تلك العقوبات.

موقف الناتو

في رد فعل لمطالبة روسيا بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، أرسل الحلف سفن حربية ومقاتلات إلى أوروبا الشرقية، بعد غياب أي دليل يدعم الادعاءات الروسية التي تفيد بأنها سحبت بعض قواتها من الحدود الأوكرانية، ما يؤكد الرفض المباشر من قبل الحلف لمطالب موسكو بسحب قوات الناتو من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق.

في ضوء ذلك، ذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك 26 يناير 2022، أن الهدف المشترك للتكتل الأوروبي حيال الأزمة الأوكرانية لا يزال يتمثل في “الدفاع عن سيادة أوكرانيا وأراضيها”.

ربما يعجبك أيضا