“الأمعاء الخاوية” تفضح التعسف الإيراني تجاه المعتقلين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أحياء أم أموات، في سجون سرية أم علنية، يبقى مصير السجناء داخل زنازين النظام الإيراني غامضاً، بصيص ضوء من نافذة التعذيب الإيراني يسلط الضوء على انتهاكات جسيمة تطال القابعين داخل غياهب السجن.

منذ اعتقال السلطات الإيرانية لموظفة الإغاثة البريطانية نازانين زاغاري راتكليف، تتحرك الدبلوماسية البريطانية لإطلاق سراحها، آخر تلك التحركات كانت استدعاء وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، للسفير الإيراني بلندن، وذلك للمطالبة بمنح زاغاري، الرعاية الصحية الفورية، مشدداً في الوقت نفسه على أن استمرار اعتقال زاغاري أمر مرفوض تماماً.

معركة الأمعاء الخاوية

مطالبة السلطات البريطانية تأتي بعد دخول المعتقلة البريطانية في إضراب عن الطعام احتجاجاً على استمرار سجنها وظروف اعتقالها.

واعتبر ريتشارد راتكليف، زوج نازانين، أن الهدف من نشر النظام الإيراني لمقطع الفيديو الذي لم يشاهد من قبل، من خلال التلفزيون الرسمي، “محاولة لشن لعبة نفسية خبيثة” ضدها، رداً على إضرابها عن الطعام، حسب ما ذكر موقع “سكاي نيوز”.

زاغاري.. أحدث الضحايا

قضية زاغاري هي واحدة من قضايا عديدة لسجناء أجانب في إيران يواجهون تهماً من قبيل التجسس لجهات أجنبية وتهديد الأمن القومي والتآمر لتغيير النظام وتسلط عليهم أحكاماً قاسية قد تصل إلى الإعدام رغم عجز السلطات الإيرانية عن تقديم أدلة واضحة تدين المتهمين.

“نزار زكا” الأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات اتهم بالتعامل مع دول معادية ، لم تشرع السلطات الإيرانية في إجراءات محاكمته إلا بعد تسعة أشهر من الاعتقال.   

هذا الأمر دفع أغلب الدول خاصة الغربية إلى نصح رعاياها بعدم السفر إلى إيران، التي تعتبر موطناً غير آمن للأجانب، وهذا ما تدلل عليه تقارير عدة لمنظمات حقوقية تتهم إيران بانتهاك حقوق الإنسان.

اتهامات فضفاضة

اتهامات فضفاضة توجهها السلطات الإيرانية للنشطاء والصحفيين والحقوقيين جميعها تصب في خانة العمالة وتتعلق بالأمن القومي الإيراني.

فلا تزال قوات الأمن الإيراني تنفذ عمليات اعتقال على خلفية المشاركة في “الثورة الخضراء” رغم مرور سنوات عدة على اندلاعها، آخر هذه الضحايا “زاغاري”، التي تعمل لصالح مؤسسة “تومسون رويترز”،وجرى توقيفها عام 2016 وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بدعوى مشاركتها في تظاهرات ضد النظام عام 2009.

تهم تتعارض كما تشير منظمات حقوقية مع قانون حقوق الإنسان، ومحاكمات تقول منظمات دولية إن عيوباً تشوبها كما حدث مع رئيس مكتب صحيفة واشنطن بوست في طهران “جيسون رضائيان” أمريكي من أصول إيرانية، والذي اعتقل عام 2014 بتهم التجسس لصالح أمريكا قبل أن تجبر طهران على إطلاق سراحه مع أربعة أمريكيين على إثر الاتفاق النووي.

أسماء عديدة طالت حملات إيران على حرية التعبير والمعارضين ولم تردعها مطالبات المنظمات الحقوقية ولا تصنيف مراسلون بلا حدود كصاحبة أحد أسوأ السجلات العالمية فيما يتعلق بسجن الصحفيين ونشطاء الإعلام الاجتماعي .

ربما يعجبك أيضا