الإسلام السياسي في أوروبا.. سياسات وتشريعات لتضييق الخناق خلال عام 2021

جاسم محمد

رؤية – جاسم محمد

ما زالت مساعي دول الاتحاد الأوروبي مستمرة بإصدار تشريعات وقوانين جديدة وفرض رقابة مشددة على أنشطة جماعات الإسلام السياسي. كما تقوم بفرض عقوبات وحظر جماعات وحل منظمات وكيانات لها علاقات أو روابط  بتنظيمات الإسلام السياسي على الأراضي الأوروبية. وخلال عام 2021 اتخذت دول أوروبية خطوات تعتبر الأولى من نوعها في حظر جماعات تنتمي لتيار الإسلام السياسي فعلى سبيل المثال تعد فيينا أول عاصمة أوروبية تحظر تنظيم الإخوان المسلمين رسميا.

وضع مسجد ميونيخ تحت مراقبة الاستخبارات الألمانية خلال السنوات الأخيرة، خاصة ما بعد عام 2014 ولحد الآن. وارتبط اسمه بشبهات وصلات بالتطرف وأصبح داعما لتيارات الإسلام السياسي داخل ألمانيا. وحذر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في 23 يونيو 2020، من خطورة موقف الإخوان المسلمين وتهديده للمجتمعات،  تعد: “جماعة الإخوان هرمية بشكل صارم، وبالتالي فإنها تعتمد على النخب. حقيقة أن التنظيم يبحث على وجه التحديد عن أشخاص مدربين أكاديميا ولديهم الفكر المناسب، وغالبا ما تكون لديهم مهارات بلاغية فوق المتوسطة.

بريطانيا “جنة” “الإخوان المسلمين”

ما زالت بريطانيا – المملكة المتحدة، تعتبر “جنة” الإخوان المسلمين، ورغم ما كشفته أوراق الاستخبارات البريطانية عن علاقة الجماعة بالاستخبارات البريطانية، فهو ربما لا يكون سوى رأس  جبل جليد، وهذا ما يجعل بعض منصات إعلام الإخوان في تركيا ودول أخرى تتجه نحو بريطانيا، تبقى التكهنات حول العلاقة بين الإخوان والحكومة البريطانية مفتوحة على كل الاحتمالات.

تنتهج جماعة الإخوان المسلمين أجندة سرية تخدم مصالحها داخل بريطانيا،وتزايدت أنشطتها في ظل تفشي فيروس كورونا. وما زالت  تشكل لندن ملاذاً آمناً لتنظيم الإخوان المسلمين. ويتواجد العديد من قيادات التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، وبعضهم يحمل الجنسية البريطانية

أهمية الإعلام الرقمي عند الإسلام السياسي

أدركت جماعة الإخوان المسلمين مبكراً وقبل غيرها من جماعات الإسلام السياسي أهمية الإعلام الرقمي، فسعت إلى توظيف هذا النوع الجديد من الإعلام لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تخدم مشروعها السياسي والترويج لأيديولوجيتها العابرة للحدود والمرتبطة بأحلامها الخاصة بـ “إحياء دولة الخلافة وأستاذية العالم“. وتمكنت الجماعة بالفعل من أن يكون لها وجود واسع على الشبكة العنكبوتية عبر عدد كبير من المواقع الإلكترونية الناطقة باسمها والمؤيدة لها، والتي استخدمتها في الترويج لأفكارها المتطرفة عبر الحدود. 

سعى التنظيم الدولي للإخوان في أوروبا إلى استغلال الجائحة عبر مؤسساته الأهلية في مضاعفة مواردها من التبرعات تحت مزاعم “دعم المتضررين من الوباء”، ما أبرز مخاوف لدى الأوروبيين من استغلال “الإخوان” مواقع إلكترونية في نشر أفكار متطرفة داخل أوروبا ومنها بريطانيا ، لذلك رفضت لندن منح تأشيرات لعدد من أعضاء الجماعة لدخول البلاد، وسعت لتقييم زيادة النشاط الاقتصادي للمؤسسات التابعة للإخوان خلال فترة انتشار كورونا.

طالب البرلمان البريطاني وزيرة الداخلية “بريتي باتل” بتقييم سريع لنشاط جمعيات “الإخوان” الاقتصادي، للتأكد من عدم استخدامها في تمويل التطرف.

وفي هذا السياق، تنبهت فرنسا مؤخراً للخطر الكبير الذي تمثله الجماعات المتطرفة، مثل حزب الله، داعش، القاعدة فضلاَ عن جماعة الإخوان، علي المجتمع الفرنسي وذلك بعد تنامى العمليات الإرهابية في شتى أرجاء البلاد، والهجمات التي نفذها  أفراد، أثبتت التحقيقات صلتهم بهذه الجماعات، كان أبرزها جريمة قطع رأس المدرس “صامويل باتي” على يدي رجل من أصل شيشاني خلال شهر أكتوبر 2020، حادث نيس الدموي.

عانت هولندا من ذات الوضع الذي عانت منه فرنسا منذ سنوات، وتعد هولندا واحدة من الدول التي يحظى فيها “الإخوان” بموقع متميز، ومثل ذلك الوجود زعيم الإخوان هناك “يحيى بوعيفا”، الذي يتولى منصبًا قياديًّا في عدد من المؤسسات الإسلامية، التي تعمل بشكل مباشر، أو غير مباشر لصالح الجماعة.

النمسا أول دولة أوروبية تحظر تنظيم الإخوان المسلمين

وتعد النمسا أول دولة أوروبية تحظر تنظيم الإخوان المسلمين رسميا ووسعت النمسا قانون حظر رموز التنظيمات المتطرفة. وقبل هذا التوسيع، كان القانون يحظر عدة تنظيمات منها  داعش تنظيم القاعدة، والذئاب الرمادية التركية، ومليشيات حزب الله اللبناني، وحزب التحرير. ففي 13 يوليو 2021  حظر البرلمان النمساوي تنظيم الإخوان المسلمين ومنعهم من ممارسة أي عمل سياسي ، وحظر كافة الشعارات السياسية وأعلام  للتنظيم من الأماكن العامة في النمسا. وتورط التنظيم في النمسا بتوفير بيئة خصبة للجماعات المتطرفة واستغلال الشبكة العنكبوتية في خطاب الكراهية ونشر التشدد الديني.

على الرغم من سنوات من الجهود، فقد وصل الاتحاد الأوروبي إلى حدود هيكلية فيما يتعلق بالجهود الواسعة التي تشمل المجتمع بأسره لكبح التطرف ومنع العنف الإرهابي. داخل الاتحاد الأوروبي، فما زالت هناك مناقشات لم تحسم على مستوى الاتحاد الأوروبي حول دور “الإسلام السياسي” وتأثيره السلبي في الاندماج في المجتمع.

حركة حماس

حظرت ألمانيا، حركة حماس يوم 25 يونيو 2021، وكذلك حظر استخدام أعلام ورموز حركة “حماس” الفلسطينية على أراضيها وأن البرلمان الفيدرالي أقر سلسلة تعديلات قانونية ووفقا للمادة 86 المضافة، سيكون إدراج تنظيم ما على قائمة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي، كافيا من الآن فصاعدا لحظر علم ورموز ذلك التنظيم في ألمانيا.  وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، يوم 19 نوفمبر 2021، أنها اتخذت قرارا بحظر حركة “حماس” بشكل كامل.أكدت وزيرة الداخلية البريطانية باتيل أن “لدى حماس قدرات إرهابية تتضمن الوصول إلى أسلحة متطورة على نطاق واسع”. وقالت باتيل إن “الحكومة ملتزمة بالتصدي للتطرف والإرهاب أينما كان”.

تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية       

تحظر بريطانيا وهولندا و لاتفيا وسلوفينيا فيما فرضت ليتوانيا وأستونيا قيودا قوية على دخول عناصر الحزب أراضيها. حظرت الحكومة النمساوية في 14 مايو 2021، أنشطة حزب الله وصنفته كمنظمه إرهابية بجناحيه السياسي والعسكري. ويقول وقال وزير الخارجية النمساوي”ألكسندر شالنبرغ” إن “هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكرية والسياسية”، مبديا أسفه لعدم إحراز أي تقدم بشأن دعوة مجلس الأمن الدولي لنزع سلاح “حزب الله”. حظرت الحكومة الألمانية أنشطة حزب الله على أراضيها في 30 أبريل 2020 وصنفته “منظمة إرهابية. وفي 19 مايو 2021 حظرت السلطات الألمانية منظمات تابعة لحزب الله. “.

ويتم إرجاع الحظر إلى تخطيط الحزب لشن هجمات إرهابية على الأراضي الألمانية كما أن منظماته تعمل بطريقة غير رسمية في ألمانيا  ويمارسون أنشطة إرهابية من بينها جمع الأموال لدعم الإرهاب. مازال “حزب الله” يخسر الكثر من وسائل الدعم والتمويل من داخل ألمانيا، فالاستخبارات الألمانية لم تكتف بحظر الحزب عام 2020 بقدر ما تعمل على رصد ومتابعة وتفكيك خلايا هذه الجماعة وتعقب أيضا شبكة عمله السرية، التي كثيرا ما تأخذ واجهات ” جمعيات خيرية” من اجل تقديم الدعم اللوجستي من داخل ألمانيا

لقد خسر حزب الله الكثير من مصادر تمويل عملياته في أوروبا وخارجها، كونه كان يعتبر ألمانيا، مركزا لانطلاق عملياته للخارج، ما عدا تمويل الحزب عن طريق غسيل الأموال والعصابات والإتاوات من داخل ألمانيا، ناهيك أن ميليشيا حزب الله، خسرت أيضا  داعما سياسيا أوروبيا، فقد كانت ألمانيا خير من لعب دور الوسيط ين حزب الله وإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا