الإمارات تدعو إلى حماية مدنيي غزة والإفراج غير المشروط عن الرهائن

إسراء عبدالمطلب

لانا نسيبة: حري بهذا المجلس القدرة على الإجماع حول أمرين: التمسك بالقانون الإنساني الدولي ورفضه للهجمات العشوائية وعدم تبريرها، وإنهاء دوامة العنف.


“الحياة التي لا تُعرّف إلا بضدٍ هو الموت.. ليست حياة”، هكذا بدأت المندوبة الدائمة للإمارات كلمتها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن غزة.

مستشهدة بالشاعر الفلسطيني،  محمود درويش، قالت لانا نسيبة، في الجلسة التي عقدت في وقت سابق اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023: “لا يستحق الفلسطينيون والإسرائيليون العيش فقط، وهو الحد الأدنى، بل النهضة، جنبًا إلى جنب، في دول مستقلة وآمنة”.

روسيا تقترح تعديلين على مشروع قرار برازيلي في مجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط - RT Arabic

التمسك بالقانون الإنساني الدولي

قالت نسيبة: “حري بهذا المجلس القدرة على الإجماع حول أمرين: التمسك بالقانون الإنساني الدولي، ورفض الهجمات العشوائية وعدم تبريرها، وإنهاء دوامة العنف”، مضيفة “إن أحداث الأيام الماضية أوضحت بنحو مؤلم أن شبح إراقة الدماء، سيظل يطارد الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، في ظل غياب الأفق السياسي الجاد”.

وأضافت “سبق واقع غزة كأحد أكثر الأماكن بؤسًا على وجه البسيطة وبمدة طويلة، هجمة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، التي لا يمكن تبرريها. وأدان جميع أعضاء مجلس الأمن القتل العشوائي للمدنيين الإسرائيليين الأبرياء، واحتجاز 199 منهم كرهائن، بمن فيهم الأطفال”.

3 جولات من العنف

تابعت نسيبة “بدورنا نكرر هنا في هذا المجلس تلك الإدانة، لكن، وجب التنويه بأن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا سكان غزة، الذين يعانون أشد المعاناة يوميًّا، الأمر الذي يستدعي الحاجة الملحة لوحدة المجلس بشأن هذا الملف”.

وأشارت إلى أنه في يناير من هذا العام، أشار تقييم الأمم المتحدة للاحتياجات الإنسانية في غزة إلى أن بقاء مليونًا و300 ألف شخص على قيد الحياة مرتبط بحصولهم على المساعدات، وكان نصف هذا العدد من الأطفال، في حين صُنف ما يقارب 60% من هذه الاحتياجات ما بين الشديدة والكارثية.

أما في العقد الماضي وحده، عاش سكان غزة 3 جولات من العنف في هذا الصراع الممتد، ما أفقد أطفال غزة الأمل. ولفتت إلى أن هذا كان توصيف الكابوس، الذي تعيشه غزة قبل 10 أشهر من استشراء الحرب، واليوم، يواجه المدنيون فيها مرة أخرى حربًا مدمرة، بلا ملجأ ليفروا إليه من ويلاتها.

مطلبًا لا يمكن تبريره

قالت نسيبة إن غزة أحد أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان على وجه الأرض، محاصرة، ويتعذر فيها الحصول على الوقود، أو الكهرباء، أو الغذاء، أو الماء، أو الإمدادات الطبية، ويعتمد فيها مليونا إنسان على خط أنابيب واحد للمياه، وشل انعدام الكهرباء العمل في محطات التحلية الثلاث.

وأردفت قائلة إنه إزاء هذه الخلفية المروعة، يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن الدعوة إلى إجلاء أكثر من مليون شخص بلا مأمن ليقصدوه ولا مساعدة، تشكل مطلباً لا يمكن تبريره أو تحقيقه.

ضرورة اتخاذ أفعال بدلاً من الاكتفاء بالبيانات

أكملت مندوبة الإمارات: “من هنا، يتعين على هذا المجلس العمل بما يتجاوز الإدلاء ببيانات، وأقله أن يكون قادرًا على الالتقاء بشأن الحاجة إلى حماية جميع المدنيين، والإفراج غير المشروط عن كافة الرهائن، وتوفير المساعدة الإنسانية بنحو آمن”.

وشددت على أن “المطلوب هو الاستعادة الكاملة للوصول إلى الوقود والغذاء والمياه والمعونات الطبية وغيرها من الضروريات الأساسية، وإنشاء إطارٍ يؤمن سلامة العاملين في المجال الإنساني، الذين يوميًّا يخاطرون بحياتهم بكل شجاعة، إلى جانب تأمين سرعة إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق”.

الإمارات تعبر عن خيبة أملها

دعت المندوبة الدائمة إلى وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية، تشكل ضرورة ملحة لكل ما سبق، لافتة إلى أن مشروع القرار الذي قدمه الوفد الروسي يستجيب لهذه الاحتياجات الإنسانية المحددة، ولهذا جاء تصويت دولة الإمارات لصالحه، مردفة “لذلك أيضاً، نشعر بخيبة الأمل لأنه لم يحظ بدعم المجلس اليوم”.

واختتمت نسيبة حديثها بتوجيه الشكر إلى الرئاسة على جهودها، قائلة “كلنا أمل بسرعة استجابة المجلس وبصوتٍ واحد لمن هم في أمس الحاجة على أرض الواقع.

ربما يعجبك أيضا