الانتخابات الأوروبية.. هل حانت لحظة «اليمين المتطرف»؟

ما الذي يعينه صعود اليمين المتطرف في أوروبا؟

محمد النحاس

قد يؤثر صعود اليمين المتطرف على مستقبل الاتحاد الأوروبي.. كيف؟


يدلي نحو 450 مليون مواطن في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بأصواتهم في الفترة من 6 إلى 9 يونيو 2024، لانتخاب أكثر من 700 عضو في البرلمان الأوروبي.

وتجرى انتخابات البرلمان الأوروبي كل 5 سنوات، وبما أن البرلمان يلعب دورًا أساسيًا في صياغة قانون الاتحاد الأوروبي، فإنه يساعد في تشكيل الاتجاه السياسي للكتلة، وتأتي الانتخابات فيما تواجه القارة تحديات أمنية وعسكرية واقتصادية ملحة، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، 8 يونيو 2024.

ما أهمية الانتخابات؟

الانتخابات الأوروبية هذا العام تحظى باهتمام فريد، فهي الأولى منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما ترجح العديد استطلاعات الرأي تحقيق أحزاب اليمين المتطرف مكاسب كبيرة، الأمر الذي سيكون له عواقب بعيدة المدى على سياسات الاتحاد الأوروبي.

ويرى خبراء أن هذه الانتخابات يمكن أن تكون “لحظة حاسمة” بالنسبة للكتلة الأوروبية، وفي المقابل، يعتقد آخرون أنه على الرغم من الصعود عالمتوقع للأحزاب اليمينية المتطرفة “المناهضة لأوروبا”، فإن واقع الممارسة العملية لن يتغير بشكل كبير.

الأجيال الشابة والتحول تجاه اليمين

إحدى المتغيرات الجوهرية كذلك في هذه الانتخابات، أنه يشارك بها للمرة الأولى الجيل “زد”، حسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

ومن المرجح أن يميل أبناء هذا الجيل من الشباب تجاه اليمين المتطرف، وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية فإن ثلث الناخبين الشباب في فرنسا، وهولندا تحت سن 25 عامًا، يدعمون اليمين المتطرف، وفي ألمانيا تصل هذه النسبة إلى 22 %.

وإجمالا، تشي استطلاعات الرأي بأن الأحزاب اليمينية المتطرفة سوف تحصل على نحو 25 % من إجمالي عدد المقاعد.

استغلال الأزمات

في هولندا، يتجه حزب الحرية اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت ويلدرز والمعروف بمناهضته للمهاجرين لتحقيق تقدم كبير، فوفقًا لوكالة أنباء فرانس برس فإنه يحتل المركز الثاني.

وتسعى تيارات اليمين المتطرف إلى الاستفادة من سخط الناخبين المتزايد على مدار السنوات الـ 5 الماضية، والتي شهدت اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا وما تلاها من تداعيات اقتصادية، ناهيك عن تبعات الجائحة.

تكوين البرلمان الأوروبي

سيضم البرلمان المقبل 720 عضوًا، أي أكثر بـ 15 عضوًا عما كان عليه في عام 2019. ويتم الاتفاق على الأعضاء من كل دولة مسبقًا ويتم وفق تعداد السكان في كل دولة من الدول الأعضاء.

الحد الأدنى لعدد أعضاء البرلمان الأوروبي من أي دولة هو 6 والحد الأقصى هو 96، وفي البرلمان المقبل، ستكون المجموعات الثلاث الأكبر هي ألمانيا بـ 96 عضوًا، وفرنسا عضوًا81، وإيطاليا 76 عضوًا، وأصغرها ستكون قبرص ولوكسمبورغ ومالطا، ولكل منها 6.

ولن يتم الإعلان عن أي نتائج حتى مساء يوم 9 يونيو لذا فإن البلدان التي تصوت مبكرًا لا تؤثر على النتائج في أماكن أخرى.

ماذا سيتغير بعد صعود اليمين المتطرف؟

هناك جملة من المتغيرات ستتلو صعود اليمين من المتطرف في البرلمان الأوروبي، فمن المرجح أن تتبنى تلك التيارات موقفًا أقل حدة فيما يتعلق بروسيا، كما قد يعمل اليمين المتطرف كذلك على الحد من الدعم المقدم لأوكرانيا.

وفي ما يتعلق بسياسات الاتحاد الخضراء، سوف يسعى أعضاء اليمين المتطرف للحد من سياسية الاتحاد في هذا الصدد. وفي حملاتهم الانتخابية استغل اليمينيون المتطرفون احتجاجات المزارعين لتقديم وعود بتخفيف القيود البيئية.

ومن المرجح كذلك أن يتبنى اليمين المتطرف سياسات هجرة أكثر تشددًا، لكن العامل الأخطر، قد الدفع تجاه تقويض صلاحيات الاتحاد لصالح الحكومات المحلية، ما يعني إضعاف الكتلة الأوروبية، حيث توصف هذه الأحزاب اليمينة المتطرفة بأنها “مناهضة للاتحاد”.

ربما يعجبك أيضا