هل تقود الانتخابات الإسبانية إلى صعود اليمين المتطرف؟

محمد النحاس

قد تحمل الانتخابات الإسبانية صعودًا لليمين المتطرف.. ما السبب؟


اتجه الإسبان، اليوم الأحد 23 يوليو 2023 إلى صناديق الاقتراع للتصويت في استحقاق من المرجح أن يأتي باليمين إلى سدة الحكم.

وستحدد نتيجة الاستحقاق الانتخابي ما إذا كان اليمين المتطرف سيصل إلى السلطة في إسبانيا، البالغ تعداد سكانها حوالي 48 مليون نسمة ورابع أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع تزايد شعبية اليمين بأوروبا كلها.

من يحسم السباق؟

تتجه أنظار العالم اليوم إلى إسبانيا، التي تجري انتخاباتها التشريعية. وتقول استطلاعات الرأي إن اليمين سيحسم الاستحقاق لصالحه، في مقابل خسارة الائتلاف اليساري الحاكم، حسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ويواجه الائتلاف الحاكم مشكلة حقيقة، لأن غالبية استطلاعات الرأي تتوقع تصدر حزب الشعب اليميني المحافظ، الذي يقوده ألبرتو نونيز فيخو، والذي يسعى لأن يفوز بـ176 مقعدًا برلمانيًّا لتحقيق الأغلبية المطلقة في المجلس البالغ تعداد نوابه 350، وحال تصدره قد يضطر إلى التحالف مع اليمين المتطرف.

دعوة إلى المشاركة

أمام الحزب اليميني، يقف رئيس الوزراء الحالي بيدرو سانشيز، القابع على رأس الحكومة منذ 5 سنوات، ويقود ائتلافًا هشًّا مكونه الرئيس مجموعات وأحزاب يسارية. وبلغ إقبال الناخبين في الانتخابات العامة الإسبانية اليوم 40.4%، بزيادة 2.5 نقطة مئوية عن انتخابات 2019، عندما كانت 37.9%، حسب بيانات وزارة الداخلية.

وقال سانشيز: “لا أريد أن أقول إن كنت متفائلًا، لكني أشعر بردود إيجابية”. وطالب بـ “أقصى تعبئة ممكنة” حتى تكون السلطة التنفيذية التي ستخرج من صناديق الاقتراع “قوية ويمكن لإسبانيا أن تستمر لمدة 4 سنوات أخرى”.

وأضاف الزعيم الاشتراكي: “شكرًا للذين جعلوا من الممكن لإسبانيا أن تظهر نفسها على ما هي عليه اليوم، ديمقراطية لا تشوبها شائبة”.

صعود اليمين

إذا ما صحت توقعات استطلاعات الرأي التي أجريت في الآونة الأخيرة، قد يكون اليمين الموسوم بـ”المتطرف” جزءًا من التحالف الحاكم، للمرة الأولى منذ عام 1975 حين انتهت حقبة الديكتاتور ذائع الصيت فرانسيسكو فرانكو، وعاد الحكم الديمقراطي للبلاد.

ويتمتع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بشعبية كبيرة لدى الاتحاد الأوروبي، بسبب تبنيه لسياسات تقدمية.

محاولة لإعادة السيطرة

لم يكن من المقرر إجراء الانتخابات، لكن خلال الآونة الأخيرة تراجعت التيارات اليسارية في انتخابات البلديات والاستحقاقات المحلية، ولحقت بها مجموعة من الهزائم القاسية، ليدعو سانشيز خلال مايو إثر ذلك إلى انتخابات مبكرة، منوهًا بأنه يتحمل المسؤولية الكاملة.

اقرأ أيضًا| الإسبان يصوتون في انتخابات إقليمية وبلدية

واعتبرت نيويورك تايمز الخطوة محاولة استباقية من سانشيز، لإعادة لملمة صفوفه وحشد مؤيديه مجددًا، ووقف التراجع المستمر في شعبية حكومته الائتلافية، غير أنها مهدت الطريق كذلك أمام احتمالية عودة اليمين إلى السلطة.

ما سبب صعود اليمين؟

وفقًا للصحيفة الأمريكية، لطالما اعتبرت إسبانيا بمثابة “حصن” أمام صعود النزعات القومية المغالية في القارة العجوز، حين كان صعود اليمين المتطرف ينتشر في أرجاء أوروبا، لكن يبدو أن هذا قد تيغر.

ويمكن إرجاع ذلك الصعود إلى أن الإسبان ظلوا يعانون لفترة طويلة من الصدمة، من جراء دكتاتورية فرانسيسكو فرانكو التي استمرت 4 عقود. وكان الدافع الرئيس وراء صعود النزعة اليمينية الحركة الانفصالية في كتالونيا، والأجندة المضادة للمهاجرين.

ورغم أن حزب فوكس اليميني المتطرف ليس من المتوقع أن يجاوز 13% من الأصوات، قد يدخل في تحالف مع حزب الشعب اليميني المحافظ الذي يتصدر نتائج الاستطلاعات بحوالي 34%.

تحديات رئيس الوزراء المقبل

بصرف النظر عمن سيفوز، سيكون على رئيس الوزراء المقبل التوفيق بين المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الطاقة، والقضايا الأخرى طويلة الأجل، بما في ذلك موجات الجفاف الشديدة بنحو متزايد، وتدفقات المهاجرين الأفارقة الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى إسبانيا.

وتولت البلاد رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي هذا الشهر، وقد تعني نتيجة التصويت أن إسبانيا ستغير قيادتها وهي تقود الأجندة السياسية للقارة.

اقرأ أيضًا| إسبانيا تتأهب لانتخابات عامة ساخنة يخيم عليها شبح اليمين المتطرف

وتحت قيادة سانشيز، انتعش الاقتصاد الإسباني ورفعت الحكومة الإسبانية الحد الأدنى للأجور بنحو 50% منذ عام 2018، وتمكنت من كبح التضخم إلى واحد من أدنى المستويات في أوروبا، لكن البطالة لا تزال مرتفعة مقارنة بدول أخرى في أوروبا.

ربما يعجبك أيضا