الانتخابات العراقية.. النفوذ الإيراني ومخاوف التزوير

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مع بدء العد العكسي للانتخابات التشريعية في البلاد، تحتدم المنافسة في العراق، وخصوصًا مع كثرة التيارات والأحزاب السياسية التي تحاول السيطرة على مقاعد المجلس النيابي المقبل في العراق. في الوقت الذي يرى مراقبون أن الانتخابات المقبلة هي أهم انتخابات لربما خلال العقدين الأخيرين، ولهذا الصراع فيها جدليا والهدف الأمريكي ينصب حول إبعاد الحشد الشعبي عن مستقبل العراق، وهو هدف لا يمكن تحقيقه، يذهب البعض الآخر إلى أن نتائج الانتخابات المقبلة لن تفضي إلى تغيير حقيقي سوى في الوجوه.

الخريطة السياسية

6156d4d24c59b778ad03b9bb
الانتخابات العراقية

تجرى الانتخابات وفقاً لقانون انتخابي جديد يقوم على الانتخاب طبقاً للنظام الفردى الذي يحسب الفوز لصالح الكتل أو الأحزاب أو المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات. ولا تزال خريطة المشهد الانتخابي تتسم بحالة التمييز الطائفي التي على أساسها يتم تقاسم السلطة السياسية ما بين شيعة وسنة وكرد.

الاستحقاق الـ5 منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهذه هي الخريطة السياسية للانتخابات:
التيار السياسي الشيعي، تألف من كتل عدة أبرزها كتلةُ الفتح المرتبطة ولائياً بمرجعية قم الإيرانية، وكتلةُ دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وتيارُ عمار الحكيم المعروف باسم تيار الحكمة.

وهناك تحالف العَقْدُ الوطني الذي يتزعمه رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وتحالفُ “نصحح” الذي يتزعمه المجلس الإسلامي الأعلى إلى جانب منظمة العمل الإسلامي، وبالطبع كتلة سائرون التي يمثلها تيار مقتدى الصدر.

أما بالنسبة للتيار السياسي السني فانقسم إلى ثلاثة تحالفات انتخابية رئيسية، هي تحالفُ “تقدم الوطني” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وتحالفُ المشروع الوطني للإنقاذ ويتصدره أسامة النجيفي، وتحالف “عزم العراق” بزعامة خميس خنجر.

وبشأن التحالفات الكردية فاصطفت في تكتلين: وهما كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكتلة تحالف كردستان وتضم حزبَ الاتحاد الوطني الكردستاني وحركةَ التغيير.

النفوذ الإيراني ومخاوف التزوير

لا أحد لديه ثقة بأن الانتخابات المنتظرة، وسط توقعات بتكرار سيناريو 2018 للتزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات العراقية فليس هناك أي انتخابات شفافة وعادلة على أرض الواقع. ذهب الشعب العراقي أو لم يذهب إلى الانتخابات فالنتيجة واحدة، النظام المليشياوي الفاسد والمدعوم خارجيا باق، لذلك من الإجرام التصويت في انتخابات محسومة سلفا. يقول معارضون

التزوير والتلاعب بالنتائج ليست الهاجس الوحيد، فالبعض يرى أن هذه الانتخابات، هي انتخابات المال والسلاح، والإشكالية ليست إشكالية انتخابات أو حكومة، لكن الإشكالية في النظام السياسي الذي قام على أسس خاطئة، وهذه الأسس شوهها السلاح المنفلت؛ المدعوم من النفوذ الإيراني في العراق.

النتائج السابقة لم تكن محبذة وهناك رغبة في عدم تكرارها، مع ذلك ستأتي النتائج صادمة للأمريكي مرة أخرى، ففي العراق ولبنان حيث وجود تنظيمات مسلحّة أو احتلال إيراني، لا جدوى لأية انتخابات.

مطالب حراك تشرين

مع بداية شهر أكتوبر يستذكر العديد من العراقيين الحراك والاحتجاجات التي انطلقت في مثل هذا الوقت قبل سنتين، وأفضت لاحقا إلى تقريب موعد إجراء الانتخابات إلى العاشر من أكتوبر الحالي (2021).

لعل أبرز مطالب حراك تشرين قبل نحو عامين كانت تغيير الطبقة السياسية الحاكمة، وهو ما يؤشر إلى مقاطعة القوى الثورية لهذه الانتخابات التي ستقوم بإعادة تدوير نفس الوجوه من الكتل والأحزاب السياسية.

هذا ويجمع المحللون على أن تلك الانتخابات المقررة يوم العاشر من الشهر الجاري، ستكشف انقسامات متزايدة خاصة بين الأحزاب الشيعية، بحسب ما أفاد تقرير لوكالة رويترز.

ربما يعجبك أيضا