الانتخابات الفرنسية.. ماذا ينتظر المسلمون والمهاجرون بعد اختيار الرئيس؟

آية سيد

يضم سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية مرشحين من تيارات مختلفة، ومع صعود واضح لليمين المتطرف، فما مواقفهم من الهجرة والمسلمين؟


يتنافس 12 مرشحًا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر عقدها في 10 إبريل 2022، على أن يتأهل المرشحان الأعلى أصواتًا إلى الجولة الثانية في 24 إبريل الجاري.

يضم سباق الرئاسة الفرنسية مرشحين من تيارات مختلفة، وتختلف مواقفهم تجاه بعض القضايا الرئيسة، وأورد تقرير في موقع “أيه بي سي نيوز” الأمريكي، في 6 إبريل، المواقف المختلفة للمرشحين في أبرز القضايا، فما مواقفهم من القضايا المتعلقة بالهجرة والمسلمين؟

إيمانويل ماكرون

الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون،  ينتمي إلى تيار الوسط وهو رئيس حزب “الجمهورية إلى الأمام”، ويتخذ موقفًا صارمًا تجاه قضية الهجرة، فيضغط لتعزيز الحدود الخارجية للمنطقة الأوروبية الخالية من جوازات السفر وإنشاء قوة جديدة لمراقبة الحدود الوطنية على نحو أفضل، كما تعهد تسريع عملية النظر في طلبات تصاريح اللجوء والإقامة وترحيل من لا يستوفوا الشروط، بحسب “التقرير”

وعن موقفه من المسلمين، أفاد تقرير في صحيفة دويتشه فيلا الألمانية، في 5 فبراير 2022، أن ماكرون أنشأ “منتدى الإسلام” الذي يضم شيوخ ورجال ونساء مسلمين بهدف إعادة تشكيل حياة المسلمين في فرنسا والقضاء على التطرف، لكن يخشى النقاد من أن محاولة حزب ماكرون لجذب دعم جناح اليمين عن طريق السيطرة على مجتمع المسلمين.

مارين لوبان

زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني، مارين لوبان. تتخذ هي الأخرى موقفًا حادًا تجاه قضية الهجرة، فتخطط لإنهاء سياسات لم شمل الأسرة، وقصر المزايا الاجتماعية على الفرنسيين فقط، وترحيل الأجانب العاطلين عن العمل لأكثر من عام والمهاجرين الآخرين الذين دخلوا بطرق غير قانونية، وفق تقرير أيه بي سي نيوز

وبخصوص موقفها من القضايا المتعلقة بالمسلمين، وعدت لوبان بقانون يحظر الحجاب في الأماكن العامة، وتجريم الفعاليات والتمويل الذين يهدفون لنشر “الإسلاموية”.

فاليري بيكريس

مرشحة محافظة من حزب الجمهوريين، فاليري بيكريس، تخطط أيضًا لتحديد حصص للهجرة، ومنح مزايا الإسكان والأسرة للأجانب بعد 5 سنوات من وصولهم إلى البلاد بطريقة قانونية، وفقًا للتقرير.

ويتشابه موقف فاليري مع لوبان، فالأولى تريد حظر الحجاب على الفتيات الصغيرات وفي الأندية الرياضية، ومنع ارتداء “البوركيني” رداء السباحة الذي يغطي الجسم بالكامل، في حمامات السباحة.

إيريك زيمور

زيمور، 63 عامًا، هو مرشح يميني متطرف مدان بالترويج لخطاب الكراهية، يسعى لتقييد وضع اللجوء إلى 100 شخص فقط في العام، من 54 ألف العام الماضي. وإنهاء إعانات الرعاية الاجتماعية للأجانب غير الأوروبيين، وتجريم الهجرة بهدف لم الشمل، بالإضافة إلى إنشاء قوة حرس سواحل لمنع الوافدين عن طريق البحر، وترحيل أي مهاجر يدخل دون تصريح، بحسب “أيه بي سي نيوز”.

ويريد زيمور حظر الحجاب في الأماكن العامة، وحظر بناء المساجد الكبيرة والتمويل الأجنبي للدين الإسلامي. فضلًا عن تقييد الأسماء التي يمكن للوالدين منحها لمواليدهم، وهو ما يحظر في الواقع الكثير من الأسماء الإسلامية الموجودة في فرنسا.

زيمور يطلب دعم المسلمين

وفقًا لتقرير في صحيفة تليجراف البريطانية، في 27 مارس 2022، دعا المرشح الفرنسي إيريك زيمور المسلمين إلى التصويت له في ظل تراجعه في استطلاعات الرأي إلى المرتبة الرابعة، وفي حشد انتخابي، أخبر المسلمين بأنهم يجب عليهم التكيف مع الثقافة الفرنسية قبل أن يناشدهم بدعمه في الانتخابات، منوهًا بأن الصحفيين ورجال السياسة قلبوا المسلمين عليه.

وأضاف: “يريدون أن تعتقدوا أنني أريد منعكم من ممارسة دينكم، وهذا غير صحيح”، في الوقت نفسه أشار التقرير إلى تصريحات زيمور السابقة التي طالب فيها بمنع الأذان ووصف الأطفال المهاجرين بأنهم “لصوص وقتلة ومغتصبين” ويجب إعادتهم إلى بلادهم.

منافسة للهجوم على الإسلام

صحيفة الجارديان البريطانية، قالت في 27 مارس 2022، إن عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حافظ، حذر من أن صعود الخطاب المُعادي للإسلام في الانتخابات الفرنسية يخاطر بخلق “موجة من الكراهية”، وأنه نوه بأن المرشحين من تيار اليمين يتنافسون في الهجوم على الإسلام والمسلمين، ويصورون المسلمين على أنهم “أشخاص غير مرغوب بهم ويمثلون خطورة أو يجلبون معهم عدم الأمن”.

وأعرب حافظ عن قلقه من أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع في الأعمال العدائية ضد المسلمين عقب الانتخابات، موضحًا أنه كان أول من أدان الهجمات الإرهابية الإسلاموية، وأن مسجده كان في قلب العمل لمكافحة التطرف في فرنسا، وأنه يخشى من الخلط بين غالبية المواطنين الفرنسيين المسلمين الملتزمين بالقانون والهجمات الإرهابية، رغم أنهم في كثير من الأحيان يكونوا ضحايا للإرهاب.

ربما يعجبك أيضا