“التاكسي الطائر”.. الإمارات تحلق في الفضاء لتصبح الأذكى في العالم

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بعد عدد من الاختبارات والتجارب، أطلقت دولة الإمارات أمس أول “تاكسي” طائر في سماء دبي، لتفاجئ العالم كالعادة وتحلق في الفضاء وتفجر ثورة جديدة في عالم النقل الجوي.

بحسب وسائل الإعلام المحلية الإماراتية، يعد “التاكسي الطائر” أول سيارة أجرة تحلق ذاتيًا في العالم.

يشبه التاكسي الطائر، الذي تطوره شركة فولوكوبتر الألمانية المتخصصة في الطائرات بدون طيار، مقصورة طائرة هليكوبتر صغيرة ذات مقعدين يعلوها طوق عريض مزود بثماني عشرة مروحة.

وتبلغ المدة القصوى للرحلة 30 دقيقة، وهي مزودة بالعديد من وسائل الأمان في حال حدوث مشكلة، فهناك بطاريات للطوارئ ومراوح، وزوجان من مظلات القفز تحسبًا لأسوأ الحالات.

“بعد النجاح الملحوظ للمترو الأول بدون سائق في المنطقة، يسعدنا أن نشهد اليوم تجربة طيران التاكسي الجوي ذاتي القيادة، فهذا دليل آخر على التزامنا بإحداث تغيير إيجابي، ونحن نستكشف باستمرار الفرص لخدمة المجتمع والنهوض بازدهار وسعادة المجتمع”، هكذا وصفه الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي.

رحلة اختبارية

خلال الرحلة الاختبارية التي أجريت أمس الإثنين، حلق التاكسي الطائر على ارتفاع 200 متر تقريبا، لمدة خمس دقائق تقريبا على رقعة من الرمال تتخطى ساحل الخليج.

مواصفات التاكسي الطائر

يعمل التاكسي الطائر الجديد بالكهرباء النظيفة، وهو مدعوم بتقنيات لضمان مستويات منخفضة من الضوضاء، ليصبح وسيلة مواصلات صديقة للبيئة، كما أن مدة الرحلة بالنسخة الحالية لهذا التاكسي الطائر 30 دقيقة للرحلة بسرعة 50 كم/ ساعة، والحد الأقصى لسرعة الطيران يصل إلى 100 كم/ ساعة.

يبلغ ارتفاع التاكسي الطائر مترين، كما يبلغ قطر الإطار الدائري، بما في ذلك المراوح، ما يزيد قليلا عن سبعة أمتار.

وتستغرق بطارية هذا النموذج المتاح من التاكسي الطائر ساعتين فقط للوصول إلى كامل طاقتها، إلا أن هناك خططا لتقليل هذه المدة عند بدء مرحلة الإنتاج وتطوير المزيد من النسخ.
 

طريقة عمل التاكسي الطائر

يدعم التاكسي الطائر بتطبيق ذكي على الهواتف والأجهزة الذكية، ويسمح للعملاء بحجز الرحلات الجوية، وتلقي تفاصيل عن الحجز وطرق المسار.

وخلال السنوات الخمسة المقبلة، ستتعاون هيئة الطرق والمواصلات مع الهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الطيران المدني في دبي لضمان تطبيق المتطلبات التشغيلية لتنفيذ خدمات التاكسي الطائر.

تشمل هذه المتطلبات وضع قوانين وسياسات تنظم إصدار شهادات للطائرات على مستوى الإمارة وعلى المستوى الاتحادي، جنبا إلى جنب تحديد الطرق الجوية والممرات، وتصميم وتحديد مواقع الإقلاع والهبوط، بالإضافة إلى وضع معايير للمشغلين الرسميين لخدمات التاكسي الطائر في دبي، وتحديد أدوار ومسئوليات أصحاب المصلحة، وتحديد معايير الأمن والسلامة.

صراع التاكسي الطائر

تتسابق شركة فولوكوبتر مع أكثر من 12 شركة أوروبية وأمريكية ممولة تمويلًا ضخمًا، تمتلك كل منها الخيال والرؤية اللازمين لتطوير شكل جديد من وسائل النقل، والذي سيشمل السيارات الكهربائية من دون سائق وطائرات يمكنها الإقلاع والهبوط عموديًا.

وتعد إيرباص من أبرز الشركات المنافسة، والتي تهدف إلى إطلاق أول سيارة أجرة ذاتية القيادة بحلول عام 2020، بالإضافة إلى شركة كيتي هوك، المدعومة من قبل “لاري بيج” المؤسس المشارك لشركة جوجل، بالإضافة إلى أوبر، التي تعمل مع مجموعة من الشركاء على استراتيجية الطيران الخاصة بها.

يحول دبي إلى أذكى مدينة في العالم

قال الشيخ حمدان: إن اعتماد التقنيات والتطبيقات الجديدة التي تساعد على تعزيز الخدمات للمجتمع هو المفتاح لتصدر التصنيفات التنافسية العالمية، مؤكدًا أن تشجيع الابتكار واعتماد التقنيات الحديثة لا يسهم في تنمية البلاد فحسب بل سيسهم أيضا في بناء جسور في المستقبل، كما أن تحسين النقل يعد محركًا حيويا لعملية التنمية ومؤشرًا على مستوى التقدم في البلاد.

من جانبه، قال مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين التنفيذيين لجمعية الطرق والمواصلات، إن التاكسي الطائر يتمتع  بأعلى معايير الأمن والسلامة، كما أنه مزودة بمظلات الطوارئ الاختيارية، وتسعة أنظمة بطارية مستقلة، جنبًا إلى جنب نظام شحن سريع للبطارية”.

وبحسب الطاير: “تعكس تجربة التاكسي الطائر توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة وحاكم دبي، لتحويل دبي إلى أذكى مدينة في العالم، وهو جزء من جهود هيئة الطرق والمواصلات لتقديم خدمات النقل الذاتي بعد إجراء اختبارات صارمة لهذه المركبات في الظروف المناخية في دبي”.

ربما يعجبك أيضا