التجزئة والتقليص والحصار.. وسائل إسرائيل للسيطرة الأمنية على غزة

منطقة عازلة على طول حدود إسرائيل وغزة.. معالم خطة أمنية «مكتملة الأركان»

محمد النحاس

بدأت ملامح الخطة الأمنية الإسرائيلية للسيطرة على قطاع غزة في التكشّف.. فما تفاصيلها؟ وما علاقة المنطقة العازلة بهذه الخطة؟


تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، على تجريف مناطق شاسعة من الأراضي الزراعية الحدودية والمنازل والمدارس.

تأتي عمليات التجريف والهدم والإخلاء القسري التي تنفذها قوات الاحتلال بهدف إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الجمعة 15 مارس 2024.

إجراء أمني

ذكر مسؤولون إسرائيليون أن المنطقة العازلة، هي إجراء أمني حاسم في خطتهم لتجريد غزة من السلاح، وطمأنة الإسرائيليين بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى البلدات والمجتمعات القريبة من الحدود التي تم إخلاؤها بعد هجوم 7 أكتوبر الذي أدى لمقتل نحو 1200 شخص، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الخطط التي رسمها الاحتلال تهدف منذ البداية لإنشاء منطقة عازلة يزيد عرضها عن 800 متر، هذه المساعي تضاف على نحوٍ جليٍ إلى ما تبدو أنها خطط إسرائيلية للسيطرة الأمنية طويلة الأمد على قطاع غزة. 

ما هدف المنقطة العازلة؟

ستُمكّن هذه المنطقة العازلة القوات الإسرائيلية من رؤية ومنع اقتراب أي شخص من الحدود، وفق الوثائق المثيرة للجدل التي أشارت إليها الصحيفة الأمريكية، ورفض الجيش الإسرائيلي الاستجابة لطلبات التعليق المقدمة من قبل “وول ستريت”.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية عمليات التجريف المستمرة، كما جمعت الصحيفة شهادات من بعض السكان المحليين الذي شهدوا على تجريف أراضيهم وقتل ماشيتهم وهدم منازلهم من قبل قوات الاحتلال، قبل أن ينزحوا لمناطق أقل خطرًا. 

تقليل مساحة القطاع

حال تم تنفيذ الخطط الإسرائيلية بشأن المنطقة العازلة بشكل كامل، فإن ذلك سيقلل مساحة القطاع بنسبة 16 %، وفق ما نقلت الصحيفة الغربية عن أستاذ الجغرافيا بالجامعة العبرية، عدي بنون، والمعني بتحليل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية. 

من جانبها، تعارض -علنًا- إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المساعي الإسرائيلي، وحذرت من أي اقتراح من شأنه أن المساس بالحدود الإقليمية لقطاع غزة، الذي تبلغ مساحته حوالي 365 كم².

وفي تصريحات أدلى بها أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، لـ شبكة رؤية الإخبارية، قال إن المسعى الإسرائيلي يوضح أن الاحتلال لا زال يظن أن بإمكانه تغيير الواقع، كأن المقاومة قد هُزمت بالفعل.

فصل الشمال عن الجنوب

في سياق متصل، يسعى جيش الاحتلال عبر ما أسماه ممر نتساريم، بفصل جنوب القطاع عن شماله، وزعم الجيش إنه يستخدم الطريق “لإنشاء موطئ قدم عملياتي في المنطقة، والسماح بمرور القوات وكذلك المعدات اللوجستية”.

والشهر الماضي أشار مسؤولون إلى أن الطريق يهدف لفصل شمال غزة عن جنوبها، وهو جزء من خطة أمنية للسيطرة على المنطقة لأشهر وربما لسنوات قادمة.

ذكر المسؤولون أن الطريق الجديد سيسهل على الجيش الإسرائيلي شن هجمات شمال مدينة غزة وجنوبها، مشيرين إلى أن الطريق سيكون به 3 مسارات: واحد للدبابات الثقيلة والمدرعات، وآخر للمركبات الخفيفة، وثالث للحركة السريعة.

اجتياح رفح

غير بعيد عن ذلك، وافقت إسرائيل يوم الجمعة على هجوم محتمل على مدينة رفح في قطاع غزة بينما أبقت على آمال وقف إطلاق النار ممكنة مع عزمها إرسال وفد آخر إلى قطر لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل بخصوص الرهائن مع (حماس).

بحسب وكالة أنباء رويترز، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه وافق على خطة لمهاجمة المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي من غزة حيث يعيش أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد خمسة أشهر من الحرب.

معالم خطة أمنية متكاملة

ترى إسرائيل أن الهجوم على رفح أمر ضروري لمهاجمة حماس في ما تزعم رغم استمرار عمليات الفصائل في شتى مناطق القطاع، أنه “آخر معاقلها الحركة”، وقد يأتي الهجوم كجزء من الخطة الأمنية الإسرائيلية لإطباق الحصار على القطاع، عن طريق السيطرة على محور فيلادلفيا.

وإذا ما أُضيف إلى ذلك مساعي الفصل بين الجنوب والشمال، والمنطقة العازلة، تتضح معالم الخطة الأمنية الإسرائيلية، إلا أن واقع المعركة وعمليات المقاتلين الفلسطينيين قد تودي بكافة مساعي نتنياهو.  

ربما يعجبك أيضا