التواصل مع الغرب.. هل انضم وزير خارجية إيران إلى «عصابة نيويورك»؟

لطالما طالب نواب في البرلمان الإيراني، الذي يسيطر عليه التيار المحافظ، باستجواب وزير الخارجية، حسين عبداللهيان، على خلفية الاتصالات مع القوى الغربية في إطار المحادثات النووية.

وينتمي عبداللهيان إلى حكومة محافظة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي، أعلنت رفضها ربط مستقبل الاقتصاد والعلاقات الخارجية لإيران بمستقبل المفاوضات النووية مع الغرب، عكس ما كانت تفعله حكومة الرئيس روحاني المعتدلة.

اقرأ أيضًا: «آفاق جديدة في العلاقات».. هل يزور وزير خارجية إيران مصر؟

وزير الخارجية الإيراني، عبداللهيان ورئيس البرلمان، قاليباف

عصابة نيويورك

حسب تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” 25 يونيو 2023، فإن “عصابة نيويورك” تسمية تطلق في الأوساط الإيرانية على حلقة وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، وقبله وزير الخارجية الأسبق كمال خرازي الذي يشغل حاليًا رئاسة اللجنة الاستراتيجية العليا للسياسة الخارجية، وهي هيئة خاضعة لمكتب المرشد الإيراني وتساهم بشكل أساسي في تصميم مسارات السياسة الخارجية، وينظر إليها أيضًا على أنها جهاز موازٍ لوزارة الخارجية.

و“عصابة نيويورك” مصطلح للتعريف بالقوى التي تميل للتواصل مع الغرب، خاصة أن حكومة الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني اهتمت بحل القضية النووية مع الغرب بقيادة فريق وزير الخارجية آنذاك، محمد جواد ظريف، وهو ما أفشله المحافظون والمتشددون بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

اقرأ أيضًا: من تشابهار حتى سرخس.. خط سكك حديدية يربط آسيا الوسطى بالخليج

عبد اللهيان يلتقي لافروف في نيويورك

زيارات نشطة

نشطت زيارات وزير الخارجية الإيراني الخارجية في الآونة الأخيرة في ظل حرب غزة، في إطار مشاركة القوى الدولية في النقاش حول القضايا الدولية والإقليمية، ما يظهر أن إيران قد استغلت نفوذها الإقليمي في إطار التواصل مع الغرب وإثبات مكانتها الإقليمية، والتمهيد للنقاش أيضًا حول قضاياها وعلى رأسها الملف النووي.

وحسب وكالة “مهر” الإيرانية، اليوم الثلاثاء 23 يناير، فقد وصل وزير الخارجية الإيراني إلى نيويورك، للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط والاجتماعات الثنائية.

اقرأ أيضًا: لمنع اتساع الحرب.. اتصالات غربية مع طهران

ووفا للوكالة الأربعاء 17 يناير الجاري، فقد التقى مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، الذي زار جنيف، مساعد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، وتناولت المباحثات مختلف القضايا الثنائية والاتجاهات الإقليمية والدولية بما فيها الحرب في غزة، ومفاوضات رفع العقوبات أيضًا كأجندة ثابتة لتفاعلات طهران مع الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضًا: الرئيس الإيراني يزور تركيا تزامنًا مع اجتماع آستانة لحل الأزمة السورية

علي باقري يلتقي إنريكي مورا في جنيف

وساطة سعودية

بينما حكومة روحاني تسعى للتقارب مع دول الجوار، وعلى رأسها دول الخليج، عملت حكومة رئيسي المحافظة على المصالحة مع السعودية في مارس 2023، كمقدمة للتقارب نحو العالم العربي.

ونشرت وكالة “ايسنا” الإيرانية، السبت 20 يناير، أن الرياض لعبت دور وساطة بين واشنطن وطهران لخفض التوتر بين الطرفين في إطار حرب غزة، فقد سافر وفد سعودي إلى طهران في 25 سبتمبر 2023، حاملاً رسالة من واشنطن. ما يعني أن طهران لا تسعى لخسارة تقاربها مع دول الخليج ومحادثاتها مع الجانب الغربي.