التوتر الإسرائيلي الروسي ينتقل من أوكرانيا إلى الكنيست

ضياء غنيم
التوتر الإسرائيلي الروسي يمثل فرصة لعودة نتنياهو

عزز التوتر الإسرائيلي الروسي الانقسامات الداخلية في النخبة السياسية بين قوى اليمين القومي المتطرف من جهة وقوى اليسار والوسط الليبرالي من جهة أخرى.


دخل التوتر الإسرائيلي الروسي مرحلة جديدة، بعد تحذير نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، إسرائيل من إرسال أنظمة دفاعية لأوكرانيا.

وخلال الحرب الروسية الأوكرانية، اتخذ الموقف الإسرائيلي منحً تدريجيًا في تأييد كييف، بالتوازي مع تحركات الوكالة اليهودية لتسهيل هجرة اليهود الروس إليها، ومع بدأ العد التنازلي لانتخابات الكنيست، تحذر الحكومة من تدخل روسي في الانتخابات.

الحرب الروسية الأوكرانية

أبرز التوتر الإسرائيلي الروسي الأخير، الانقسامات داخل النخبة السياسية الإسرائيلية، بين قوى اليمين القومي المتطرف، بقيادة زعيم المعارضة، بنيامين نتنياهو، وقوى اليسار والوسط الليبرالي، بقيادة رئيس حكومة تصريف الأعمال، يائير لابيد، حسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط“، يوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2022.

وأطلق وزير استيعاب الهجرة وعضو حزب “يش عتيد”، نحمان شاي، دعوة لتزويد أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي للتصدي للمسيرات الإيرانية التي استخدمتها روسيا في هجماتها الأخيرة، ولكن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، وجه تحذيرًا شديد اللهجة إلى تل أبيب ردًا على ذلك، وفقًا لما نقله موقع “العربية نت”.

تحول العلاقات

في بداية الأزمة، سعت إسرئيل لتبني سياسة متوازنة بين روسيا وأوكرانيا، وبذل رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، جهود وساطة لم تسفر عن حلحلة الأزمة، في حين رفضت طلبًا بدعم كييف بمنظومة القبة الحديدية، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

لكن غلب التوتر على العلاقة بين إسرائيل وروسيا، منذ يوليو 2022، حين تولى رئيس الوزراء المناوب، يائير لابيد، الذي أدان الهجمات الروسية، وبات الموقف الرسمي أكثر ميلًا نحو أوكرانيا.

وفي المقابل، داهمت موسكو مقر الوكالة اليهودية للهجرة وقيّدت عملها على الأراضي الروسية وكذلك لوّحت بحلها عبر مذكرة قضائية قدمتها وزارة العدل، بعد اتهام الوكالة باستغلال أجواء الحرب لاستقبال أعداد متزايدة من اليهود الروس.

موسكو تتهم لبيد بتدمير العلاقات

ساعدت الوكالة اليهودية للهجرة، منذ بداية احرب وحتى أغسطس 2022، على جلب 16 ألف يهوديًّا روسيًّا، واستقبلت السلطات الإسرائيلية نحو 37 ألف شخص دخلوا بتأشيرات سياحية، حسب “مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة“.

ويرجع تحليل صادر عن المركز، تغير الموقف الروسي تجاه نشاط الوكالة، والتوتر الإسرائيلي الروسي إجمالًا، إلى صعود لابيد، مشيرًا إلى تحذير سفير موسكو لدى تل أبيب، أناتولي فيكتوروف، في 20 يوليو 2022، من إضرار تولي لابيد السلطة على العلاقات الروسية الإسرائيلية.

نتنياهو على الخط

دخل زعيم المعارضة، بنيامين نتنياهو، على خط التوتر، واتهم غريمه يائير لابيد بتدمير العلاقات مع روسيا، التي عززها على مدار 12 عامًا من توليه السلطة، ومنحت إسرائيل حرية الحركة في الأجواء السورية، لاستهداف مواقع عسكرية تقول تل أبيب إنها تتبع لميليشيات إيران والحرس الثوري، حسب صحيفة “واشنطن بوست”.

وبدأت أنباء التصدي الروسي لغارات إسرائيل في أجواء سوريا منتصف مايو 2022، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، اعتبرها حادثة فردية، إلا أن أول تأكيد رسمي من جانتس لتحول الموقف  الروسي، جاء في 26 يوليو الماضي، حين فعّلت موسكو للمرة الأولى منظومة إس 300 للدفاع الجوي.

هل تتدخل روسيا في الانتخابات

تعززت محاولات الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لحث سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تزويد بلاده بالأسلحة، منذ حديثه أمام الكنيست عبر الفيديو في مارس 2022، وحتى 23 سبتمبر الماضي، حين  طلب  عبر القناة الفرنسية الخامسة بتزويد كييف بمنظومات دفاع جوي إسرائيلية، حسب صحيفة “واشنطن بوست“.

وفيما تتقارب حظوظ تحالف اليمين بقيادة نتنياهو وتحالف اليسار وفي مقدمته، يائير لابيد، وفق آخر استطلاعات الرأي، التي تتوقع حصول الأول على 59 مقعدًا من إجمالي 120، مقابل حصول الثاني على 57 مقعد في انتخابات 1 نوفمبر المقبل، يتخوف مراقبين من انعكاس التوتر الإسرائيلي الروسي على المشهد السياسي، خاصة بعد تحذير الشاباك، في أغسطس الماضي، من تدخل روسيا في الانتخابات لدعم نتنياهو، حسب موقع “المونيتور”.

ربما يعجبك أيضا