التوسع فى القتل من أجل البقاء.. سياسة داعش للاستمرار على قيد الحياة

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – فريق رؤية
المصدر – ذى أتلانتيك
ترجمة – بسام عباس

بمجرد أن يتجاوز أعداد القتلى 50 شخصا أو أكثر، يصبح من المستحيل معالجة الوضع. حيث أسفر الهجوم الذي وقع يوم الجمعة على مسجد الروضة في بئر العبد شمال سيناء عن مقتل أكثر من 300 شخص، بتفجير عدد من القنابل وباستخدام الأسلحة الخفيفة. فقد أعدم المهاجمون الناجين وقتلوا أول المستجيبين. تخيل خمس هجمات كهجوم لاس فيغاس منفصلة تحدث في نفس الوقت ولكن من زوايا مختلفة، بدأت جميعها بينما كان الضحايا يصلون.

رغم أن أحد لم يعلن مسئوليته عن الهجوم على مسجد الروضة في مصر. ولكن لا يمكن أن يكون التخمين بأن داعش هو مرتكب هذه المذبحة تخمينًا خاطئًا. فلديه الدافع والفرصة. فقد شهدت محافظة سيناء في أكتوبر 2015 إسقاط طائرة من طراز ميتروجيت 9268 بالقرب من شرم الشيخ ما أسفر عن مقتل 224 شخصا معظمهم من السياح الروس. كما قتلت جماعة "أنصار بيت المقدس" المحلية التابعة لتنظيم داعش الشرطة والجنود المصريين في شمال سيناء، ومعظمهم في مدينة العريش، وذلك بمعدل ثابت على مدى السنوات الثلاث الماضية. ولم تتم تغطية معظم هذه العمليات في الصحافة الغربية. لكن إعلام داعش نشر صورًا تم منتجتها لرجال على دراجات نارية يرتدون ملابس مدنية، يتم إعدامهم، ونشر كذلك بطاقات هويتهم لإثبات مقتلهم.

أما بالنسبة للدافع، فتنظيم داعش يتهم المسلمين الذين لم يتبعوه بأنهم مرتدون، وهي الجريمة المفضلة لديه، حيث الدعاية الأكثر رعبا تتضمن قتل الذين يعتبرهم داعش مرتدين، مثل معاذ الكساسبة (الطيار الأردني الذي أحرقه التنظيم حيًّا)، أو ما يزيد عن الألف شيعي الذين قتلهم في معسكر سبايكر العراقي في يونيو 2014. أما المشتبه في ارتكابهم الزنا فتهشم رؤوسهم. وعندما يقتل التنظيم أحد المرتدين، يسلط الكاميرا بسادية على الضحية وهو يتراقص في بحيرة من النار، أو ينفجر الدم كالنافورة من حلقه.

ويعود المسجد الذي تم تفجيره في سيناء للشيخ عيد الجرير، وهو ولي صوفي ومؤسس جماعة صوفية تحمل اسمه. ويعتبر تنظيم داعش أن التصوف -وهو الاعتقاد بوجود علاقة مباشرة مع الله- نوع من الهرطقة، كما أنه يجرم تقديس الأولياء بأي شكل من الأشكال يمكن أن يضع البشر في مكانة يدعون أنهم جزء لا يتجزأ من الله نفسه. وهذين يعتبرهما التنظيم جرائم تستحق القتل. وقبل حوالي عام، قطع مقاتلو داعش رأس رجل دين عمره مائة عام، وهو سليمان أبو حراز، بتهمة نشر البدع. ليس من الواضح ما إذا كان الحضور في صلاة الجمعة في هذا المسجد كانوا من الصوفية أم لا. لكن داعش قتل أشخاص بسبب جرائم دينية أخف من الصلاة في مسجد صوفي. (فقبل ثلاثة أيام فقط، قتل التنظيم نحو خمسين شخصًا في مسجد بنيجيريا، بتبرير مماثل).

إن الجماعات الإرهابية لا تستسلم بسهولة أبدًا. وهي تكافح من أجل البقاء والظهور، وإذا كانت تعاني من خسائر -كما هو الحال مع تنظيم داعش- فإنها تشعر بالحاجة إلى التعويض من خلال ارتكاب مذابح سريعة وأكثر إثارة، مثل هذه المجازر. ومع عدم إعلان تنظيم داعش مسئوليته عن المذبحة، فمن المحتمل أن تكون جماعة أخرى قد ارتكبتها، وتسعى إلى إبراز نفسها كأسوأ الجماعات على وجه الأرض. ولكن بالنسبة لتنظيم داعش، فإن الدافع والفرصة مصحوبان بإلحاح خاص. وهؤلاء الضحايا الثلاثمائة لن يكونوا آخر الضحايا.

المزيد
"الإرباك بالخيارات المفتوحة".. استراتيجية جديدة لتوسيع دئرة الإرهاب فى سيناء

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا