الجذام ينتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة.. لماذا يعود مجددًا؟

طبيب أمريكي: الجذام يؤثر على الجلد والجهاز العصبي المحيطي ويسبب تشوهات جسدية

بسام عباس
بكتيريا المتفطرة الجذامية، العامل المسبب لمرض الجذام

ظل مرض الجذام متجذرًا، في الولايات المتحدة، لأكثر من قرن من الزمان في أجزاء من الجنوب حيث كان الناس على اتصال بحيوانات المدرع، وهي العلاقة الأساسية التي نقلت المرض من الحيوان للإنسان.

ولكن حالات التفشي الأخيرة في الجنوب الشرقي، وخاصة ولاية فلوريدا، لم ترتبط بالتعرض للحيوانات، وقد شرح أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية في كلية روتجرز نيوجيرسي الطبية، روبرت شوارتز، معلومات أساسية عن هذا المرض.

ما هو الجذام؟

قال شوارتز، في مقال نشره موقع (Conversation) الجمعة 15 مارس 2024، إن مرض الجذام ينجم عن نوعين مختلفين من البكتيريا ولكن متشابهين، وأن مرض الجذام يمكن تجنبه، ولا يزال انتقال العدوى بين الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، خاصة المهاجرين والفقراء، يمثل قضية ملحة.

وأضاف أن هذا المرض المداري المهمل القديم، والموجود في أكثر من 120 دولة، يمثل تحديًا متزايدًا في أجزاء من أمريكا الشمالية، وقد بدأ مرض الجذام ينتشر بانتظام في أجزاء من جنوب شرق الولايات المتحدة، وشهدت فلوريدا ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالجذام.

وتشمل عوامل الخطر التقليدية التعرض للأمراض الحيوانية المنشأ والعيش مؤخرًا في بلدان يتوطنها الجذام، وسجلت كل من البرازيل والهند وإندونيسيا أكثر من 10 آلاف حالة جديدة منذ عام 2019، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، وأبلغت أكثر من 12 دولة عن ألف إلى 10 آلاف حالة جديدة خلال نفس الفترة الزمنية.

ما مدى عدوى الجذام؟

أظهرت الأبحاث أن الاتصال الشخصي لفترات طويلة عبر قطرات الجهاز التنفسي هو الوسيلة الأساسية لانتقال العدوى، وليس من خلال الاتصال اليومي العادي مثل العناق أو المصافحة أو الجلوس بالقرب من شخص مصاب بالجذام، ولا ينقل الأشخاص المصابون بالجذام المرض بمجرد بدء العلاج.

ويمثل حيوانات المدرع المستودع الحيواني الوحيد المعروف للبكتيريا المسببة للجذام والتي تهدد البشر، وهذه الثدييات الصغيرة منتشرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، وفي أجزاء من تكساس ولويزيانا وميسوري، ولا يعد تناول لحم المدرع سببًا للإصابة بالجذام، إلا أن صيد المدرع وتربيته وإعداد لحومه، يعد من عوامل الخطر.

 كيف تتعرف عليه؟

أوضح شوارتز أن الجذام يؤثر على الجلد والجهاز العصبي المحيطي، ما يسبب تشوهًا جسديًا، ويقلل من قدرة الشخص على الشعور بالألم على الجلد المصاب، ويستغرق ظهور الأعراض ما يصل إلى 20 عامًا لأن البكتيريا المعدية لها فترة حضانة طويلة وتتكاثر ببطء في جسم الإنسان.

وأضاف أن فقدان الإحساس يبدأ على بقع بيضاء من الجلد أو احمرار الجلد، ومع انتشار البكتيريا في الجلد، يمكن أن تسبب سماكة الجلد مع أو بدون عُقَيدات، وإذا حدث هذا على وجه الشخص، فيمكن أن يتطور المرض ليسبب فقدان الحاجب وتضخم الأعصاب في الرقبة وتشوهات الأنف وتلف الأعصاب.

الأيدي المقربة لرجل عجوز يعاني من الجذام

الجذام يؤثر على الجلد والجهاز العصبي ويسبب تشوهات جسدية

ما مدى قابليته للعلاج؟

أوضح الطبيب الأمريكي أنه لا يمكن الوقاية من الجذام فحسب، بل يمكن علاجه أيضًا، وأن تحدي الوصمة والتقدم في التشخيص المبكر من خلال التدابير الاستباقية أمر بالغ الأهمية لمهمة السيطرة عليه والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم، كما أن تكنولوجيا اللقاحات المكافحة للجذام في مرحلة التجارب السريرية ويمكن أن تصبح متاحة قريبًا.

وأضاف أنه إذا لم يقم العاملون في مجال الرعاية الصحية والباحثون في مجال الطب الحيوي والمشرعون بتعزيز جهودهم للقضاء على الجذام في جميع أنحاء العالم، فسوف يستمر المرض في الانتشار، ويمكن أن يصبح مشكلة أكثر خطورة في المناطق التي ظلت خالية إلى حد كبير من الجذام لعقود من الزمن.

ربما يعجبك أيضا