الجوكر.. ما هو إلا جانبك المظلم

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

“إنهم جيدون بقدر ما يسمح لهم العالم، عندما يتعرضون للخطر، هؤلاء البشر المتحضرون، سيأكلون بعضهم البعض، أنا لست وحشًا، أنا فقط أسبقهم”.

بتلك الكلمات وبهذا الدور المميز، حصل الممثل الأسترالي “هيث ليدجر”، على جائزة الأوسكار، في مقبرته، كأفضل ممثل مساعد في فيلم “The Dark Knight”، حيث لقي حتفه بعد ذلك بأشهر قليلة في ظروف غامضة، ولم يشهد عرض الفيلم، الذي لقي نجاحًا جماهيريًا، وإشادات واسعة بدور “الجوكر” الذي قام به “هيث”.

“الجوكر” كان طريق “هيث” للاضطراب النفسي

“قرأت ما استطعت من المجلات الرسومية التي تتعلق بالشخصية، أغلق عيني متأملًا كيف سأتقمصها، عشت في غرفة بفندق في لندن لمدة شهر، أغلقت على نفسي وانعزلت، كتبت مذكرات باسم “الجوكر”، قمت بصنع الأصوات والحركات، انتهى الأمر بالهبوط أكثر داخل مملكة الاضطراب النفسي”، كانت تلك مذكرات حقيقية كُتبت وعنونت باسم الشخصية التي رأيناها، بها اعترافات وحوارات وهمية وتخيلات لمشاهد بعينها صورت في خياله قبل تصويرها بالفعل، منها مشهد المواجهة مع “هارفي دِنت” داخل المستشفى، بعد كل ذلك قد يتبادر إلى ذهنك، هل كان الجوكر مجرد دور سينمائي فقط! أم كان حقيقيًا!، خاصة أن “ليدجر” توفي في سن 29 عاماً بعد انتهائه من دوره مباشرةً، وحتى الآن لم يعرف أحد سر تلك المذكرات المعنونة باسم “The joker”، والتي كان يحملها معه طوال التصوير، وكان آخر ما دونه في الصفحة الأخيرة عبارة “باي باي”.

“الجوكر” ما هو إلا جانبك المظلم!

كانت شخصية “الجوكر” في الفيلم تجسيدًا للشر في صورة واضحة، الشر الخالص، لا من أجل مكسب أو مطمع، فقط من أجل الشر ذاته، فكان على عكس الكثير من أشرار السينما، لا يمتلك أي قدرات خارقة، فقط يعكس الجانب المظلم منا،  فكان طوال الفيلم يحاول أن يثبت بصورة غير واضحة، أنه ما هو إلا مرآة يعكس الشر الذي بداخل الناس ليروه أمام أعينهم في صورته هو، وتلك الحقيقة التي سيحاول الناس إخفاءها بأي شكل كي تتناسى صورة الشر من أمام أعينهم، ولكن الشر لم يختفي، ولم يذهب إلى العدم لأنه مازال قائم في داخلنا نحن.

قد يكون بداخلك “الشر” ولكن لم يحن الوقت لإخراجه

كانت أكثر التجارب جدلًا في تاريخ علم النفس، هي تجربة “ستانلي مليغرام”، في محاولة منه لفهم العنف غير المبرر الذي يمارسه البشر على بعضهم البعض، وكانت تلك التجربة عام 1961، وكان ينتظر “مليغرام” من خلال تلك التجربة أن تجيب على سؤال: “ما كمية التعذيب التي يكون الناس العاديون على استعداد لإنزالها بشخص آخر بريء تمامًا حين تكون هذه العملية هي وظيفتهم؟!، وبالطبع أخفى الهدف الحقيقي من التجربة لضمان نجاحها، وكان من المتوقع أن نسبة قليلة جدًا لا تتعدى نسبة الواحد بالألف تقريبًا، هم من يقدرون عىل أذية الغير، بينما جاءت النتائج مرعبة حيث وصلت نسبة الناس الذين قاموا بأذية غيرهم إلى 65%، والتي كانت صادمة للكثير من الباحثين وغير متوقعة.

فماذا لو حلت قيودك.. واكتشفت أنك لست كما أنت عليه الآن!

https://www.youtube.com/watch?v=RuPSLGDsYwI
https://www.youtube.com/watch?v=Vegx–qtIRo

ربما يعجبك أيضا