الجولان وتصفية حسابات ترامب ونتنياهو الانتخابية

هالة عبدالرحمن

جاء هذا القرار فورًا بعد اجتماع وزير الخارجية مايك بومبو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، بعد مرور عام تقريبًا على اعتراف ترامب رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل وأعلن أنه سينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب.

نتنياهو، وهو زعيم محافظ، يواجه حاليًا تهديدات ربما تكتب نهاية حياته السياسية مدى الحياة بسبب الاتهامات بالرشوة والفساد، مما جعله في مأزق خلال انتخابات أبريل.

وتقول صحيفة “نيوزويك” الأمريكية إن إعلان الرئيس ترامب على “تويتر”، الذي تلاه رحلة مقررة إلى البيت الأبيض، سيعزز بالتأكيد فرص الزعيم الإسرائيلي في الاحتفاظ بمقعده، وهذا عكس ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2015، رفض أوباما مقابلة نتنياهو في موعد قريب من موعد انتخابه، قائلاً: “إنه بحاجة إلى أن يكون بعيدًا بما فيه الكفاية عن الانتخابات”.

وأضافت الصحيفة: “الرئيس ترامب لا يمانع في التدخل على نطاق واسع لصالح حليفه السياسي، حتى عندما يتعلق الأمر بمنطقة مرتفعات الجولان المثيرة للجدل والمتنازع عليها كثيرًا”.

وأشارت إلى أن إيران تسعى إلى استخدام سوريا كمنصة لتدمير إسرائيل، في الوقت الذي يعترف الرئيس ترامب بجرأة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.

هضبة الجولان، وهي منطقة استراتيجية مساحتها 400 ميل مربع تطل على دمشق، استولت عليها إسرائيل أولاً من سوريا في حرب عام 1967.

وفي عام 1973، حاولت سوريا استعادة الأرض خلال حرب يوم الغفران وخلال هجوم مفاجئ، تمكنت القوات المصرية والسورية من قتل 2668 جنديًا إسرائيليًا، ومع ذلك سادت إسرائيل واستبقت السيطرة بضم مرتفعات الجولان في عام 1981، لكن هذه الخطوة لم يعترف بها رسميًا من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.

ولا تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب من الناحية الفنية على الأرض، لكن المنطقة أصبحت الآن منطقة منزوعة السلاح يشغلها مراقبو الأمم المتحدة.

وتتميز مرتفعات الجولان بأرض خصبة تحتوي على مصادر المياه الرئيسية، وتشكل ثلث إمدادات المياه في إسرائيل، وتوفر المنطقة أيضًا لإسرائيل نقطة مراقبة عالية لمراقبة الجيش السوري وتجنب الهجمات.

ويوجد حاليًا حوالي 30 مستوطنة إسرائيلية على الأرض، والتي يسكنها 20 ألف مواطن، ويقدر الخبراء وجود حوالي 20.000 سوري يعيشون في الجولان، معظمهم من الطائفة الدرزية، لكن الدروز على خلاف عادة مع السوريين.

وتثير تغريدات ترامب مخاوف عسكرية، مما يجعل إسرائيل في وضع غير مستقر مع جيرانها، بعد أن ضربت أهدافًا إيرانية في سوريا، وهذا التطور الأخير، الذي أنشأه ترامب، يمكن أن يستفز سوريا وروسيا وإيران لعزل إسرائيل وربما مهاجمتها، مما يعقد الأمور بشكل كبير.

وندّد الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ على الولايات المتّحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلّة، واعتبرت الجامعة العربية أنها “خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي” ومؤكدة أن “الجولان أرض سورية محتلة”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الجمعة، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إن تغيير وضع هضبة الجولان سيمثل انتهاكًا مباشرًا لقرارات الأمم المتحدة.

ووصفت وزارة الخارجية السورية تصريحات الرئيس الأمريكي، بـ”اللامسؤولة”، مؤكدة “انحياز الولايات المتحدة الأعمى” لإسرائيل.
 

كتب – هالة عبدالرحمن

هضبة صغيرة تقع في أكثر أماكن الصراع بالعالم، هذا ما جعل الجولان بؤرة النزاع العالمي منذ استولت عليها إسرائيل عام 1967، حيث تسيطر إسرائيل على هذا الجزء في ظل مطالبة سوريا بإعادته إليها.

وامتنعت دول العالم بما فيها الولايات المتحدة طيلة عقود عن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إلى أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان” مشيرا إلى أن هذه المنطقة الاستراتيجيّة التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 وضمّتها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي، تُعتبر “ذات أهمّية استراتيجيّة وأمنيّة بالغة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة”.

ربما يعجبك أيضا