الحكومة الإسرائيلية عالقة في دائرة الفشل.. ونتنياهو يورط جانتس في “المستنقع”

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

الفشل في تشكيل حكومة جديدة مرة ثانية والعودة إلى المربع الأول، خطوة إلى الأمام تتبعها أخرى إلى الخلف، هكذا بدا الحال السياسي الذي يغيم على الساحة الإسرائيلية.

في غضون 6 أشهر انتخب الشارع الإسرائيلي الكنيست مرتين دون أن يثمر عن تشكيل الحكومة، فقد فشل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال المكلف بمهمة تشكيل الحكومة للمرة الثانية على التوالي لينتقل التكليف بموجب القانون إلى غريمه بيني جانتس، زعيم حزب “أزرق أبيض”.

تكليف بيني جانتس

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن هارئيل توفي، السكرتير العام لمكتب رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، قد توجه لرؤساء الأحزاب اليمينية الدينية الممثلة بالكنيست، لاستطلاع آرائهم بشأن انتقال التكليف إلى بيني جانتس، ويبدو أن الخطوة لم تجد معارضة من قبل هذه الأحزاب.

وكشف موقع “سيروجيم” الإخباري العبري، أن قادة كتلة اليمين وهي الكتلة التي تدعم نتنياهو، أرسلوا في المقابل خطابات إلى مكتب الرئيس، جاء فيها أنهم لن يتقدموا بالتماسات ضد خطوة نقل التكليف نفسها، بيد أنهم ما زالوا يتمسكون بتوصيتهم الأولى بشأن أحقية نتنياهو بتشكيل الحكومة.

بدوره وعد زعيم الحزب الجديد (أزرق أبيض) بتشكيل حكومة وحدة وطنية، قائلًا إنه سيبذل كل جهوده من أجل هذا الهدف.

وأوضح جانتس أنه سيدعو جميع أحزاب الكنيست لمشاورتهم قبل صياغة الخطوط الأساسية، كاشفًا النقاب إلى أنه سيتوجه أولا إلى حزب الليكود، مقترحا إلى أن يكون نتنياهو جزءًا من الحكومة.

سيناريوهات

وهناك عدة سيناريوهات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، منها حكومة مشتركة موسعة بين حزب “الليكود” و”كاحول لفان” على أساس التناوب بين نتنياهو وجانتس، لكن هذا السيناريو قد يفشل بسبب إصرار كل منهما على أن يتولى رئاسة الحكومة أولا، أما السيناريو الثاني، فهو تشكيل حكومة مصغرة بقيادة بيني جانتس بمشاركة حزب العمل وتأييد من الخارج من قبل الجبهة العربية المشتركة لكن ليبرمان قد يمتنع عن الدخول في غمار هذه الحكومة.

هذا وجاء إعادة نتنياهو لكتاب التفويض إلى رئيس الاحتلال ريفلين قبل يومين من انتهاء المهلة المحددة له، وبعد وصول جهوده إلى طريق مسدود، لكن الخبراء ينظرون لخطوة نتنياهو على أنها مجرد مناورة وأن الحياة السياسية لنتنياهو لم تنته، بل الهدف منها عودة نتنياهو لموضع القوة مرة أخرى، خاصة وأن رئيس الاحتلال ريفلين لن يعطي جانتس نفس الإمكانيات التي أعطاها لنتنياهو لتشكيل الحكومة، فضلا عن عدم وجود شخصيات داعمة كثيرا لجانتس، لأن الحل بيد ليبرمان الذي يبحث عن ذاته أولا.

مستنقع فشل جديد

دفع نتنياهو بالكرة إلى ملعب جانتس لربما لاختبار قدراته السياسية أو لإدخاله في مستنقع فشل جديد قد يفضي إلى انتخابات ثالثة، فيما يبقى مصير نتنياهو السياسي غامضًا في انتظار قرار المدعي العام بخصوص ملفات الفساد المحيطة به.

يمكن وصف الوضع السياسي في إسرائيل بناءً على آخر التطورات بأنه عالق في دائرة الفشل بتشكيل حكومة جديدة منذ نصف عام تقريبا، فحتى بيني جانتس لا تبدو فرصه مبشرة أكثر من حظوظ نتنياهو، وهذه هي الفرصة الأخيرة التي قد تحول دون التوجه لانتخابات ثالثة.

وأجرى جانتس الليلة الماضية اتصالات هاتفية مع 14 رئيس حزب، وأكد بعدها أنه سيبذل كل ما بوسعه من أجل تشكيل حكومة وحدة ليبرالية وواسعة.

وبحسب تقارير إخبارية إسرائيلية، فإن رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، قدم لرئيس الوزراء المكلف، بيني جانتس، “خطة جديدة”، لتشكيل حكومة وحدة موسعة.

تقديم تنازلات 

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن نتنياهو القول خلال اتصال أجراه جانتس معه الليلة الماضية، عقب تكليف جانتس رسميًا بتشكيل الحكومة،: “من أجل تشكيل حكومة، من الواضح أنه يتعين على كافة الأطراف تقديم بعض التنازلات”.

وكان حزب “أزرق أبيض” تصدر الانتخابات الأخيرة بحصوله على 33 مقعدا، متقدما بمقعد واحد على حزب “ليكود”، بزعامة نتنياهو، إلا أن أيا من الحزبين لم يتمكن من تشكيل ائتلاف يضمن له 61 مقعدا وبالتالي تشكيل حكومة أغلبية.

وجمع نتنياهو دعم 55 نائبا من أحزاب يمينية ودينية، بينما جمع جانتس تأييد 54 نائبا من أحزاب تنتمي إلى الوسط واليسار.

وحصل حزب وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان “إسرائيل بيتنا”على 8 مقاعد في الانتخابات الأخيرة، إلا أنه رفض دعم أي من نتنياهو أو جانتس.


 

ربما يعجبك أيضا