الخلاف الإسرائيلي الأمريكي بشأن غزة.. «لعبة» تكتيكية لشراء الوقت

رؤية
الباحث في شؤون الشرق الاوسط أحمد الباز

كتب – الدكتور أحمد الباز
باحث في شؤون منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أنه لن يقبل بوجود دولة فلسطينية بعد إنتهاء الحرب في غزة، وأن إسرائيل لن تتنازل عن السيطرة على المنطقة حتى غرب نهر الأردن، فيما رد البيت الأبيض (أنه لن يتم القبول باحتلال غزة).

تصريحات نتنياهو تعكس حالة شد وجذب بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن تخفيف القصف وليس إيقاف الإبادة، والقلق الأمريكي يتمحور حول عدم وجود خطة لليوم التالي واحتمالات توسع الحرب.

ويجب أن يتم الوضع في الاعتبار تحول حالة الشد والجذب إلى لعبة أمريكية إسرائيلية مفيدة تضمن لإسرائيل كسب الوقت، وأعتقد بوجود شُبهة اتفاق بين تل أبيب وواشنطن بهذا الخصوص، لأن الولايات المتحدة لم تتحول حتى الأن نحو تفعيل أي أداة من أدوات ضغطها على إسرائيل لإجبارها على خفض التصعيد وتخفيف معدل القتل، كما علينا ألا نفترض أن الانسحابات العسكرية الإسرائيلية من قطاع غزة تحدث بسبب الضغط الأمريكي بقدر أنها تحدث بسبب المخاطر على الاقتصاد الإسرائيلي لحرب مفتوحة النهايات.

نستنتج مما سبق أننا أمام حالة مفيدة لشراء الوقت، كون الخلاف القائم تكتيكي يخص آلية القتل و السياسة، وليس استراتيجي يستهدف وقف القتل وبدء العمل بالسياسة.

وفقاً لصحيفة جيروزاليم بوست العبرية لا تزال منطقة رفح من الجانب الفلسطيني أخر المناطق شبه الآمنة في قطاع غزة، ويظن الجيش الإسرائيلي أنها تتمتع بميزات مفيدة لحماس، وأنها تضم بعض الأسرى، ولدى إسرائيل ظن حالياً أن عدم تراجع القدرة التنظيمية واللوجستية لحماس بعد 3 أشهر من الحرب إنما يعني أن قيادة العمليات والمخزون الاستراتيجي موجود في أقصى الجنوب، ورغم ذلك يظل اجتياح رفح بنفس وتيرة اجتياح شمال غزة محفوفاً بالمخاطر.

كما أن الاقتراب من الحافة المصرية يشكل مصدر قلق لإسرائيل، لأنها لن تضمن رد الفعل المصري، خصوصاً أن مصر طرف فاعل في الوساطة مع حماس، وستزداد أهمية وجود علاقات مع مصر بعد انتهاء الحرب، قد تكون قطر مفيدة حالياً في الوساطة، لكن واقع الجغرافيا سيجعل إسرائيل تخشى خسارة مصر.

وفقاً لوجهة النظر الإسرائيلية فإن الجيش الإسرائيلي قام بخنق نفسه عندما أجبر السكان على النزوح نحو جنوب غزة لأنه ببساطة قام بنقل الحمولة السكانية نحو رفح، بما تسبب في رفع معدلات التكدس، ولن يكون أمامه سوى شن إبادة في رفح للتأكد من عدم وجود مقاتلي حماس، وفي هذه الأثناء ستتطاير القذائف نحو الجانب المصري، بما يعيد إسرائيل للورطة رقم 1 وهي فقدان مصر لزمام ضبط النفس.

ربما يعجبك أيضا