الدواء المستخدم في علاج الإدمان يقاوم سرطان القولون والمستقيم

اكتشف الباحثون في جامعة “أوتاوا” الكندية سلاحًا قويًّا غير متوقع لمقاومة سرطان القولون والمستقيم المتقدم، وهو أحد أكثر أشكال المرض فتكًا والذي يطلق عليه “القاتل الصامت”.

وكشفت دراستهم عن أن عقار فانوكسيرين التجريبي، الذي تم تطويره أصلا لعلاج إدمان الكوكايين، يمكن أن يساعد في مكافحة هذا السرطان العدواني.

تأثير قوي

أوضح موقع Study Finds، في تقرير الخميس 15 فبراير 2024، أن الفانوكسرين له تأثير قوي ضد الخلايا الجذعية لسرطان القولون والمستقيم، وهي الخلايا التي تدفع نمو الورم وانتشاره، ويعمل الدواء عن طريق التدخل في البروتين الذي ينقل الدوبامين وعن طريق تثبيط إنزيم يسمى (G9a).

وذكر أن سرطان القولون والمستقيم يتطور عندما تنمو خلايا القولون أو المستقيم بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أورامًا، ويعرف بأنه “القاتل الصامت”، لأن سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة لا تظهر عليه أعراض، ما يؤدي إلى تقدم المرض قبل اكتشافه.

وأضاف أن سرطان القولون والمستقيم، وفقًا للإحصاءات الأخيرة، هو السبب الثاني الأكثر شيوعًا لوفيات السرطان على مستوى العالم، لافتًا إلى أن ما يثير قلق العلماء أن المعدلات لدى البالغين الأصغر سنًا ترتفع بشكل حاد.

يتطور سرطان القولون والمستقيم عندما تنمو خلايا القولون أو المستقيم بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أورامًا

طريقة آمنة

قال الموقع إن الفانوكسيرين، في الاختبارات المعملية على عينات الأنسجة من مرضى سرطان القولون والمستقيم، أظهر تأثيرات قوية ضد الخلايا الجذعية السرطانية، كما عزز اكتشاف الجهاز المناعي للخلايا السرطانية، ما يساعد على منع تكرار المرض.

وأضاف أن الدراسة، التي نشرتها مجلة (Nature Cancer)، تقدم طريقة آمنة للقضاء على الخلايا الجذعية السرطانية في أورام القولون والمستقيم دون الإضرار بالخلايا الجذعية الجيدة في أعضاء الجسم، حيث وجد الباحثون الحد الأدنى من السمية من علاجات الفانوكسرين عند اختبارها على أنسجة الإنسان والفأر السليمة.

أداة حيوية

شدد الموقع على أن الوقاية والفحص المبكر أمرين ضروريين، مشيرًا إلى أن الدراسة تعطي تفاؤلًا جديدًا للذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم في مراحله المتأخرة، إذ يأمل الباحثون أن يؤدي اكتشافهم إلى تطوير خيارات قوية للعلاج في المستقبل وزيادة فرص بقائهم على قيد الحياة.

وأضاف أن الدراسات الإضافية إذا استمرت في تحقيق نتائج إيجابية، فمن المحتمل أن يزود الفانوكسيرين أطباء الأورام بأداة حيوية جديدة للتغلب على سرطان القولون والمستقيم، وقد يكون هذا الاكتشاف منقذًا لحياة الملايين من المصابين بالسرطان.