«السحر انقلب على الساحر».. لماذا فرض بايدن عقوبات على المستوطنين؟

التفاصيل الكاملة بشأن العقوبات الأمريكية على المستوطنين الإسرائيليين بالضفة

شروق صبري
بتصعيد المواجهة مع الحوثيين.. بايدن يجر أمريكا إلى حرب جديدة

يواجه بايدن انتقادات متزايدة لدعم إدارته القوي لإسرائيل مع تزايد الخسائر في الصراع، لكنه اتخذ خطوة مؤخرا ضد تطرف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية فما السبب؟


أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمرًا تنفيذيًا يستهدف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المتهمين بمهاجمة الفلسطينيين ونشطاء السلام، حيث يفرض عقوبات مالية وحظر تأشيرات الدخول، في جولة أولية ضد 4 أفراد.

وبحسب أمر بايدن، فإن الأمر  يستهدف المستوطنين المتورطين في أعمال عنف، بالإضافة إلى تهديدات ومحاولات تدمير أو الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية. وتهدف العقوبات إلى منع الـ4 من استخدام النظام المالي الأمريكي ومنع المواطنين من التعامل معهم، وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يدرسون إمكانية معاقبة الآخرين المتورطين في الهجمات التي تكثفت خلال الحرب بين إسرائيل وحماس.

خطوة أمريكية ضد المستوطنين

يعد أمر جو بايدن  بمعاقبة المستوطنين اليهود خطوة نادرة ضد أقرب حليف لأمريكا في الشرق الأوسط، حيث أن الرئيس الديمقراطي حث حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إظهار قدر أكبر من ضبط النفس في عملياتها العسكرية التي تهدف إلى استئصال شأفة حماس. وقال مسؤولون أمريكيون إن نتنياهو ندد بالعقوبات الأمريكية التي تم إخطار حكومته بها مسبقا.

إن عنف المستوطنين اليهود  يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط، ويهدد الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بما في ذلك جدوى حل الدولتين وضمان حصول الإسرائيليين والفلسطينيين على تدابير متساوية من الأمن والازدهار والحرية. وذلك حسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، يوم 1 فبراير 2024 عن  مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان.

هجمات المستوطنون

قبل القرار ضد  المستوطنين  اليهود أعاد بايدن تنشيط الدعوات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتواجد إلى جانب إسرائيل، وهو الهدف الذي استعصى على الرؤساء الأمريكيين والدبلوماسيين في الشرق الأوسط لعقود من الزمن. وقال إن إيجاد طريقة لتحقيق السيادة الفلسطينية بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس أمر ضروري لبناء سلام دائم.

ورفض نتنياهو مثل هذه الفكرة طوال حياته السياسية وأخبر المسؤولين الأمريكيين أنه يعارض أي خطة لما بعد الحرب تتضمن إقامة دولة فلسطينية. فيما اتهم الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي بعدم منع هجمات المستوطنين. إذ كثفت وزارة الحرب الإسرائيلية غاراتها عبر الضفة الغربية بعد بدء الحرب.  بدعوى أنه يتواجد نشطاء حماس في الضفة الغربية، لكنهم يعملون إلى حد كبير تحت الأرض بسبب قبضة إسرائيل المشددة على المنطقة.

المستوطنون في الخدمة

تضمنت تعبئة إسرائيل في زمن الحرب لأكثر من 300 ألف جندي احتياطي حيث تم استدعاء المستوطنين اليهود بالضفة الغربية  للخدمة، وتم تكليف العديد منهم بمهمة مراقبة مجتمعاتهم. وقال الجيش إنه في بعض الحالات، حل جنود الاحتياط الذين يعيشون في المستوطنات محل الكتائب النظامية في الضفة الغربية المنتشرة في الحرب.

وهو ما دفع بايدن للتحدث ضد الهجمات الانتقامية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون وتعهد بمحاسبة المستوطنين  اليهود المسؤولين عن أعمال العنف. وقال في أواخر أكتوبر 2023 إن العنف الذي يمارسه “المستوطنون المتطرفون” يصل إلى حد “صب البنزين” على النيران المشتعلة بالفعل في الشرق الأوسط، ويجب أن تتوقف، و يجب أن يحاسبوا.

العقوبات الأمريكية على المستوطنين

حددت وزارة الخارجية في بيان لها هوية المستوطنين  المتطرفين الأربعة ووصفت الاتهامات الموجهة إليهم:
– يُزعم أن ديفيد تشاسداي قاد أعمال شغب في حوارة قُتل فيها مدني فلسطيني.
– اتهم عينان تنجيل بالاعتداء على مزارعين فلسطينيين وناشطين للسلام.
– اعتدى شالوم زيترمان على نشطاء للسلام في الضفة الغربية.
– قاد ينون ليفي مجموعة من المستوطنين من بؤرة ميتريم الاستيطانية التي اعتدت على المدنيين الفلسطينيين والبدو وهددتهم بمزيد من العنف إذا لم يغادروا منازلهم.

وسرعان ما ندد نتنياهو بالعقوبات المفروضة على المستوطنين، وقال في بيان له إن “الغالبية العظمى من المستوطنين هم مواطنون ملتزمون بالقانون، والعديد منهم يقاتلون هذه الأيام كمجندين وجنود احتياطيين في إسرائيل”. وقال إن بلاده “تتخذ إجراءات بحق المخالفين للقانون في كل مكان، وبالتالي لا مجال لخطوات استثنائية بشأن هذا الإجراء”.

بايدن ونتنياهو

بايدن ونتنياهو

فرض عقوبات على  المستوطنين المتطرفين

يمنح الأمر وزارة الخزانة الأمريكية سلطة فرض عقوبات مالية على المستوطنين المتورطين في أعمال العنف، لكنه لا يهدف إلى استهداف المواطنين الأمريكيين، إذ يحمل عدد كبير من المستوطنين في الضفة الغربية الجنسية الأمريكية، وسيحظر عليهم بموجب القانون الأمريكي التعامل مع الأفراد الخاضعين للعقوبات.

وركز المشرعون الأمريكيون على دور الأمريكيين أو مزدوجي الجنسية في أعمال العنف والترهيب التي يمارسها المستوطنون. وفي رسالة الشهر الماضي، طلب السيناتور بن كاردين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من البيت الأبيض اتخاذ إجراء ضد أي مواطن أمريكي متورط في هجمات ضد الفلسطينيين. وقال إن ذلك قد يشمل اتهامات جنائية وعقوبات مالية.

وقال كاردين، الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، للصحفيين يوم الخميس 1 فبرير 2024: “يجب أن تكون هناك رسالة قوية ضد الأنشطة المتطرفة التي يقوم بها بعض المستوطنين في الضفة الغربية، والتي تعرض حياة الفلسطينيين وكذلك السلام في المنطقة للخطر”.

تقييد المعاملات المالية للمستوطنين المتطرفين

بالتزامن مع الأمر التنفيذي، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية تنبيها للمؤسسات المالية للبحث عن المعاملات التي قد تفيد المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.

يوفر التنبيه للبنوك أربعة إشارات حمراء محتملة يجب مراعاتها عند تحديد ما إذا كان سيتم وضع علامة على المعاملات على أنها مشبوهة. وهي تشمل المعاملات مع المنظمات غير الربحية المرتبطة بالمستوطنين والجماعات “المتطرفة”، وبيانات المذكرات التي تشير إلى دعم التطرف، وشراء معدات تكتيكية للاستخدام غير الحكومي في الضفة الغربية.

حظر تأشيرات المستوطنين المتطرفين

أصدر أمر بايدن قبل وقت قصير من زيارة ميشيغان، وهي ولاية رئيسية تمثل ساحة معركة رئاسية، حيث شهد فريق حملته علامات مثيرة للقلق على الخلاف المتزايد بين القادة العرب والمسلمين بشأن طريقة تعامله مع الحرب.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في ديسمبر أنها ستفرض حظر سفر على المستوطنين اليهود المتطرفين المتورطين في سلسلة من الهجمات الأخيرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. في حين أن الوزارة لم تعلن عن حظر التأشيرات الفردية، وقال المسؤولون في ذلك الوقت إن الحظر سيشمل “العشرات” من المستوطنين وعائلاتهم، مع المزيد في المستقبل إذا استمر العنف.

ربما يعجبك أيضا