السعودية والصين إلى تعاون رفيع المستوى.. ما ملامحه؟

آية سيد

شهدت الدورة الـ48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة بباكستان، مباحثات بين وزير الخارجية السعودي ونظيره الصيني، وهو ما يبشر بظهور "مثلث استراتيجي" بين باكستان والصين والسعودية.. ما القصة؟


على هامش الدورة الـ48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بحث وزيرا خارجية السعودية والصين سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

ووفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”، في 23 مارس 2022، صرّح وزير الخارجية الصيني، وانج يي، بأن بلاده مستعدة لإقامة تعاون شامل ورفيع المستوى مع السعودية، في ظل تصريحات باكستانية عن الدخول مع الدولتين في “مثلث استراتيجي”.. فما الملامح الجديدة للتعاون؟

بحث التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية

التقى وانج بوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، مع بدء انعقاد الدورة الـ48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بحسب ما ورد في التقرير.

وتبادل وانج وفيصل الآراء حول التعاون بين الصين والدول العربية واتفقا على تعزيز التواصل والتنسيق في الأعمال التحضيرية للقمة الصينية-العربية القادمة والتكاتف لبناء مجتمع بمستقبل مشترك يضم الصين والدول العربية في العصر الجديد.

بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك

بحسب التقرير، اتفق وانج وفيصل على تكثيف التواصل للارتقاء بالعلاقات بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، وتسريع عملية إقامة شراكة استراتيجية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، والعمل على تحقيق اتفاقية التجارة الحرة، لتوفير دافع قوي لتنميتهما وللتعافي الاقتصادي العالمي.

وبحث الجانبان قضية اليمن، وقال وانج إن الصين تتفهم المخاوف المنطقية للسعودية وتود لعب دور بناء في الدفع باتجاه التسوية السياسية لقضية اليمن، وعقد وانج وفيصل أيضًا محادثات حول قضايا متعلقة بأوكرانيا وأفغانستان والقضية النووية الإيرانية.

دعم صيني للسعودية

قال وانج إن “الصين والسعودية صديقتان وشقيقتان تثقان ببعضهما البعض وتبحثان عن التنمية المشتركة، وتدعمان بعضهما البعض دائمًا في القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية”.

وذكر وانج أن الصين تُثمّن السعودية لاتخاذها موقفًا موضوعيًا وعادلًا تجاه القضايا المتعلقة بالصين ولدعمها مقترحات الصين المشروعة، وأضاف أن الصين تدعم السعودية في حماية سيادتها وأمنها وكرامتها الوطنية، وكذلك استراتيجياتها التنموية الكبرى مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ورؤية 2030.

تعميق الاندماج مع مبادرة الحزام والطريق

قال الأمير فيصل إنه فخور بالعلاقات بين البلدين وبالتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بينهما، ووافق على العمل مع الصين لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه قادة البلدين، وقال إن بلاده مستعدة لتعميق الاندماج مع مبادرة الحزام والطريق وتوسيع تعاونها البراجماتي مع الصين في مجالات مختلفة، لتحقيق التكامل بين مزايا كل منهما.

وأضاف أن السعودية والصين تتمسكان بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلتيهما، وتدعمان تعددية الأطراف وتؤيدان أن الأجندة الدولية يجب أن تخدم مصالح غالبية الدول وليس مصالح الدول الفردية.

ردود الفعل على التعاون السعودي-الصيني

في تقرير لصحيفة جلوبال تايمز الصينية، 22 مارس 2022، عن المباحثات الصينية السعودية، قال محللون صينيون إن الكثير من الحقائق المهمة مثل تحقيق تقدم في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، والمباحثات النشطة بين السعودية والصين لتسعير بعض مبيعات النفط إلى الصين باليوان.

وأظهر التقرير أن الجهود الأمريكية لترويج الشائعات حول شينجيانج، فشلت في تقسيم الصين والعالم الإسلامي، واختار الجانبان بحث التعاون الأعمق.

مثلث استراتيجي

نقل تقرير في صحيفة “ذي إكسبريس تريبيون” الباكستانية، 22 مارس 2022، تصريحات لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الباكستاني، مشاهد حسين، قال فيه إنه رأى ظهور “مثلث استراتيجي” بين باكستان والصين والسعودية، الذي يمكنه لعب دور محوري في تعزيز الوحدة والتنمية الاقتصادية والترابط في العالم الإسلامي.

وأضاف أن التحول الاستراتيجي في السعودية كان نتيجة للقيادة المتنورة لولي العهد محمد بن سلمان.

ربما يعجبك أيضا