الصحافة الألمانية| برلين حاضرة بقوة بين إيران وإسرائيل.. وماذا فعل الأسد بسوريا؟

بسام عباس

ترجمة بواسطة – عماد شرارة
إسرائيل وإيران في ميزان السياسة الألمانية
نشر موقع "نيو تُسرشر تسايتونج" تقريرًا للكاتب "يوهانس هيرمان" تحدث عن موقف السياسة الألمانية من إيران وإسرائيل في الآونة الأخيرة، ولفت إلى أن ألمانيا تعمل في الوقت الحالي على أن تلعب دور الوسيط، وليس الحليف مع إسرائيل، بعدما أعلنت واشنطن انحيازها لإسرائيل وفقدت الحيادية، ولذلك تعمل ألمانيا على أن تملأ هذا الفراغ السياسي بسياسة الموازنة في علاقاتها مع كل من إيران وإسرائيل.
أما الحزب الديمقراطي الحر بألمانيا فيحاول تحييد برلين عن إدانة إسرائيل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وافقت ألمانيا في العام الماضي فقط على 16 قرار إدانة لإسرائيل من ضمن 21 قرارًا، وهو ما يحاول الحزب الديمقراطي الحر عرقلته عن طريق البرلمان، واقترح الحزب استصدار قرار من البرلمان يقضي بعدم إدانة إسرائيل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي رفضته جميع الأحزاب الألمانية، ما عدا حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) والحزب الديمقراطي الحر ((FDP.
اتهامات ضد الحزب الديمقراطي الحر
وجه ممثلو الأحزاب الألمانية الأخرى انتقادات لاذعة لـ "بيجان جير ساراي" من الحزب الديمقراطي الحر، بسبب طريقة تقديمه للطلب، حيث اعترض النائب "رودريش كيسفتر" من الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) على المقترح، واتهم الحزب باتخاذ موقف مُسبق قبل الطرح، وقال: "كيف تتقدمون بطلب للبرلمان وتطلبون التصويت الفوري دون دراسته والاتفاق عليه من قبل اللجان المختصة بهدف التوصل إلى حل مشترك".
ورد "جير ساراي" باتهام مماثل على رافضي القرار بقوله: "الحكومة تؤيد إيران على حساب إسرائيل، ولذلك هنأت إيران، التي تهدد بتدمير إسرائيل، بالذكرى السنوية للثورة الإسلامية"، وقد رفض "كيسفتر" هذا الاعتراض باعتبار أن السياسة لا تعرف القطيعة.
 معسكر "أوشفيتز" وتحول هيكوماس نحو السياسة
انتُقد الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير"، ووزير خارجيته "هيكو ماس" بسبب موقفهما من إيران، فيما ردَّ "ماس" قائلا: إنه اتجه للسياسة بسبب معسكر أوشفيتز، الذي قُتل فيه اليهود"، ومن ثمّ استغل "جير ساراي" هذا الاقتباس وناشد الأعضاء بضرورة إنصاف ألمانيا لإسرائيل في الأمم المتحدة، وتحمُّل مسؤوليتها التاريخية بتغيير سلوكها، وإلا فإن التضامن مع الدولة اليهودية سيصبح مجرد شعارات.
قوة احتلال
من جانبه برّر السياسي في حزب الخضر "أومريد نوريبور" موقفه الرافض بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقوميين الآخرين يستخدمون إسرائيل لإضعاف الأمم المتحدة، فيما قال النائب اليساري "ستيفان ليبش" من الحزب الديمقراطي الحر: إن إسرائيل تقوم باستغلال قرارات الأمم المتحدة لصرف الانتباه عن النقاش حول كون إسرائيل قوة محتلة للأراضي الفلسطينية.
وفيما يخص موقف ألمانيا المتحفظ تجاه إسرائيل وتبريره بحض الألمان على الحياد من أجل الوساطة؛ ردَّ ممثل حزب البديل من أجل أمانيا بأن هذه حج واهية، وتساءل: "هل يمكن أن نغلق شراعًا بحجة عدم القدرة على التحكم فيه؟!

الشركات الألمانية تحذر من تداعيات الأزمة الاقتصادية التركية
نشر موقع "تاجس شبيجل" تقريرًا لكل من "كارلا نيوهاوس" و"سوزان جوستنجن" أشار إلى تداعيات الوضع السياسي لتركيا، والوضع الاقتصادي على بيئة الاستثمار بالنسبة للشركات الألمانية العاملة في أنقرة، والتي تعد الأكبر من حيث قيمة الاستثمار على المستوى الأوروبي في السوق التركي، ولذلك أعلنت هيئة الاستثمار الألمانية أن الوضع الاقتصادي والسياسي في تركيا الآن لا يشجع على الاستثمار.
وأفاد التقري بأن ألمانيا هي أهم شريك تجاري لتركيا؛ حيث إن هناك أكثر من 7000 شركة ألمانية تعمل في السوق التركي، على سبيل المثال تقوم شركة "إيون" للطاقة بتزويد ملايين الأتراك بالكهرباء بالاشتراك مع الشريك المحلي التركي، بينما تقوم شركة "دلمير" بتشييد الحافلات والشاحنات في منطقة البوسفور. وفي عام 2017 أطلقت شركة سيمنز مشروعًا استثماريًّا في مجال طاقة الرياح بمليارات الدولارات. وتعمل شركة "BASF" للكيماويات في تركيا منذ عام 1880 ولديها 900 موظف وستة مواقع إنتاج".
الاتحادات التجارية تناشد الحكومة
ناشد "يواكيم لانج"، الرئيس التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية، الحكومة التركية بالعمل على تحسين بيئة الاستثمار قائلًا: "الاتحاد الألماني قلق بشأن الوضع الاقتصادي في تركيا، ومضطر لتقييد النشاط الاقتصادي هناك، ولذلك يجب على الحكومة التركية اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة الاقتصاد إلى طريق النمو، بما في ذلك العودة إلى مسار الديمقراطية".
تشويه صورة تركيا
كانت لتصريحات وزير الداخلية التركي باعتقال الصحفيين الذين يثبت مشاركتهم في مظاهرات ضد النظام في تركيا، أثر سيئ على صورة أنقرة في الغرب، وجاء في ظروف غير مواتية للغاية؛ فتركيا تعاني من حالة ركود اقتصادي، وفقًا للأرقام الجديدة لمكتب الإحصاء في أنقرة، فقد انخفض الناتج الاقتصادي بنسبة 1.6٪ في الربع الثالث من العام الماضي، كما تراجع النمو الاقتصادي بنسبة 2.4٪ في الربع الرابع، ويتوقع العديد من الخبراء والمستثمرين مزيدًا من الانخفاض والتدهور خلال العام الحالي، وأنقرة في هذه الظروف في أمسّ الحاجة إلى إعادة بناء الثقة، وهو ما لا يمكن أن يحققه مثل هذا النوع من التصريحات والتهديد بالاعتقال وطرد الصحفيين الألمان.
من جانب آخر، أثّرت هذه السياسة المتناقضة والاضطرابات الاقتصادية على شعبية الحزب، الذي ينتمي إليه أردوغان، فوفقًا لأغلب استطلاعات الرأي، تراجعت شعبية الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس أردوغان في الكثير من المدن، حتى في العاصمة أنقرة، ويتوقع بعض الخبراء أن تلجأ تركيا إلى صندوق النقد الدولي (IMF) بعد الانتخابات المقبلة لتعزيز اقتصادها المنهار.

80% من الألمان يرفضون قضاء العطلة الصيفية في تركيا
أما موقع "تاجس شبيجل" فنشر استبيانًا لمعرفة موقف الألمان من قضاء العطلة الصيفية في تركيا لهذا العام، والذي جاءت نتيجته برفض 80% من المستطلعين قضاء عطلة الصيف هناك لأسباب سياسية في المقام الأول، ثم تأتي الحريات في المقام الثاني؛ فقد أثارت تصريحات وزير الداخلية التركي بشأن التهديد باعتقال بعض الصحفيين الألمان إذا ما قدموا إلى تركيا، انتقادًا كبيرًا في ألمانيا والعالم الغربي بصفة عامة.
وتتأثر صناعة السياحة بشكل خاص بالأزمات السياسية، فبعد التوترات الأخيرة، التي أعقبت تصريحات وزير الداخلية التركي سلَيمان حسن صويلو باعتقال أي صحفي يُتهم بمشاركته في مظاهرات تحريضية ضد تركيا أو رئيسها في الخارج، نصحت برلين رعاياها بعدم السفر إلى أنقرة، وكنتيجة لذلك انخفضت أرقام الحجز، حيث أعلن رئيس اتحاد مالكي الفنادق التركي "تيمور بايندير" أن أعداد السياح الذين حجزوا عطلتهم في تركيا من داخل برلين تراجع من 1000 إلى 300 سائح. وقد جاءت نتيجة الاستطلاع على النحو التالي:
80% من الألمان الذين تم استطلاع آرائهم يرفضون السفر إلى تركيا بسبب الأوضاع الحالية.
66.8 منهم يرفضون السفر لتركيا على أية حال.
1/5 هؤلاء لا يمانعون فكرة السفر حتى إلى تركيا في ظل الظروف الحالية.

بعد ثمانية أعوام من الحرب.. ماذا فعل الأسد بسوريا؟
نشر موقع "تاجس شبيجل" تقريرًا للكاتب "كريستيان بوهما" تحدث عن الدمار والخراب الذي خلفته الحرب السورية، وعن المستقبل الممزق على يد نظام الديكتاتور "بشار الأسد" في ظل المستجدات على الساحة، وحسابات توازن القوى في المنطقة على حساب الشعب السوري، الذي بات الخاسر الأكبر.
وأضاف التقرير أنه بعد ثمانية أعوام لم يتحقق السلام المنشود على الأراضي السورية؛ فالقتال والعنف في كل مكان، وتستمر الحرب والجرائم من قصفٍ للمنشآت المدنية، كالمدارس والعيادات وتعذيب واعتقالات، وما زالت أجواء الخوف تسيطر على أغلب الأراضي التي تقع تحت قبضة النظام. وحتى في مناطق المعارضة لا يبدو الوضع أفضل بكثير بالنسبة للمدنيين؛ ففي عام 2019 فقط تسببت الحرب في تشريد ما يزيد عن المليون ونصف سوري، كما تؤكد إحصائيات الأمم المتحدة. وعلى الرغم من هزيمة "داعش" عسكريًّا إلا أن انسحاب واشنطن من المعركة أربك الحسابات، وبات من الواضح أن "الأسد" لم يُهزم وأن المعارضة لم تنتصر، أو أن المعركة لم تنتهِ بعد ولم تضع الحرب أوزارها، فبعد مقتل ما يزيد عن نصف مليون سوري وتشريد ما يزيد عن 13 مليونًا، لا يزال "الأسد" في السلطة ولم يعاقب بعد.
موسكو والحرب السوية
كانت قوات الأسد محاصرة وكانت تنسحب من منطقة تلو الأخرى حتى دخلت موسكو وبدأت دفة الحرب تتحول تدريجيًّا، فبدأ النظام المدعوم من قبل الميليشيات الشيعية في إعادة المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، ولم يكن في مقدور خصوم الأسد مواجهة حملات الإبادة باستخدام الغاز السام والقصف المدمر، كما حدث في حلب أو الغوطة الشرقية، كما لم تكن موسكو وطهران على استعداد بقبول سقوط الأسد؛ فهذا معناه ضياع أهدافهم التي حاربوا من أجلها، وضياع حليفهم الذي يضمن لهم بقاء هذه المصالح، فالجميع ينتظر مكافأة ما بعد الحرب. وترغب موسكو في تأمين موقع جديد لها في المنطقة، كذلك ترغب طهران في استخدام دمشق كقاعدة لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط.
تخوين المعاضة
ويَعتبر نظام الأسد كل معارض خائنًا وعميلاً، ولذلك فمن واجب النظام أن يقضي على هؤلاء، وقد صرّح رئيس القوات الجوية بأن عشرة ملايين شخص موثوق بهم ومطيعون للقيادة أفضل من بلد به 30 مليون مخرب، على حد زعمه. ومن ثمَّ فقد أدرج النظام الملايين من السوريين على قوائم الانتظار بتهم الخيانة والعمالة والإرهاب، ويشعر ما يزيد عن ستة ملايين من السوريين يعيشون في مخيمات اللجوء في كل من تركيا ولبنان والأردن بخيبة أمل وإحباط ومرارة، ويعيش الكثير من هؤلاء بلا وظيفة أو مسكن، لكنه يأمل في العودة التي ستظل سرابًا إذا ما ظل الأسد في السلطة، حيث لا بديل أمام هؤلاء سوى الاستمرار في المعاناة والألم؛ فقد فشلت الكثير من محاولات الواسطة من قبل الأمم المتحدة وغيرها لإنهاء هذه الحرب متعددة الأطراف بشكل سلمي وودي، لكن خاب أملهم.
 ولذلك صرّح مبعوث الأمم المتحدة "ستافان دي ميستورا" في منتصف عام 2017 لصحيفة تاجيسبيجل: "لا يوجد قضية مماثلة للقضية السورية؛ فالوضع معقد للغاية"، لافتًا إلى المواقف المتناقضة بخصوص بقاء الأسد بين واشنطن وبروكسل من جانب، وبين روسيا وإيران من جانب آخر، والذي سيدفع الثمن هو الشعب السوري وحده الذي يرغب "الأسد" في تمزيقه إربًا.

لماذا فشل الديمقراطيون في سوريا؟
نشر موقع "دويتش فيلله" تقريرًا لكل من "كريستين كناب" و"محيي الدين حسين" تحدث عن أسباب فشل المعارضة في سوريا في تكوين جبهة موحدة يمكن أن تكون بديلاً عن النظام الديكتاتوري هناك، وعن دور الصراع بين القوى العالمية في فشل هذه المعارضة، وموقف أوروبا الهزيل تجاه ما يجري على الأراضي السورية.
وأضاف التقرير أن ألمانيا كانت ضمن الدول الأوروبية التي كانت تدعم المعارضة السلمية في سوريا، والتي لم يُكتب لها النجاح، حتى بعد ثماني سنوات من بداية الثورة، فقد قضى "الأسد" على المعارضة الديمقراطية إلى حد كبير، وربما تحتل ألمانيا المرتبة الثانية من حيث قيمة المساعدات المالية التي تقدم إلى سوريا بعد الولايات المتحدة، لكنها على الجانب السياسي لم تقدّم الدعم المطلوب للمعارضة.
تمزيق المجتمع وتقسيمه
يقول الباحث في العلوم الإسلامية "دانييل جيرلخ": "لطالما سعت حكومة دمشق إلى تمزيق السوريين على أسس عِرقية وطائفية من أجل البقاء في السلطة، ولو على حساب الوطن والشعب؛ فالطبيعة الديمغرافية السورية ساعدت النظام في نجاح هذا المخطط، وباتت كل مجموعة تحاول حماية نفسها، والانسلاخ من غيرها، ما أدى في النهاية لقدرة النظام على القضاء على المعارضة وتنصيب نفسه حاميًا لهذه المجموعات"
معارضة ديمقراطية ضعيفة
كما ساهمت سياسة القمع والاضطهاد التي مارستها الحكومة السورية لعقود من الزمن في عدم ظهور معارضة ديمقراطية قوية، فقبل ثورة 2011م كانت المعاضة تتمثل في جبهتين: الجماعات الإسلامية، التي لا يمكن أن تكون ديمقراطية من وجهة نظر الثوار، وجبهة العلمانيين الذين ظلوا يعارضون النظام بهدف مكافحة الفساد والاستبداد، لكنه لم يكن لديهم خطط للإطاحة بالنظام بالقوة، ولم يكونوا منظمين بشكل جيد، كما هو الحال مع الجماعات الإسلامية، ومن هنا حدث الانقسام حتى بين صفوف المعارضة، ويرى "عبد الباسط سيدا"، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض، أن سياسة النظام القمعية هي التي أدت إلى ضعف المعارضة، فقد كان النظام يدير البلاد بعقلية العصابة، حيث كان لا يفهم سوى لغة العنف والسلاح والدم.
انعدام الدعم الدولي
ويضيف دانيل جراش، الخبير في شئون الشرق الأوسط، أن من بين أسباب ضعف المعارضة الديمقراطية في سوريا عدم وجود برنامج سياسي واضح يمكن أن يصطف خلفه المواطنون، كما أن المعاضة كانت في كثير من الأحيان تفتقر إلى الدعم الخارجي على الصعيد الدولي، ولم يبدِ الغرب العون الكافي للوقوف إلى جانب المعاضة وحل الكثير من المشاكل في البلاد، وهو ما مثل الضربة القاضية من قِبل النظام للمعارضة، فقد تمكن النظام من تقسيم المعارضة داخليًا وأمكنه التغلب على مكوناتها الفردية، كما لعبت الجماعات الجهادية دورًا أساسيًّا في تدمير المعارضة، حيث رفض الكثير من السوريين الانضمام إليها، وبذلك ظهرت كتل كبيرة تم من خلالها سحق المعارضة الديمقراطية.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا