الصحافة الألمانية| بعد فوز نتنياهو لا مكان لحل الدولتين.. وحزب أردوغان يواصل ترنحه

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة

وعود ميركل بدعم الحرب ضد الإرهاب

نشر موقع إذاعة ألمانيا (دويتشلاند فونك) تقريرًا للكاتب "ستفن ديتين" أشار إلى إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائها بمنظمة التحالف من أجل الساحل (قوة عسكرية إقليمية مشتركة لمكافحة الإرهاب في منطقة ساحل إفريقيا -موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) ضرورة دعم الحرب ضد الإرهاب في ظل الظروف الراهنة في القارة الإفريقية، سواء كان في سوريا أو ليبيا أو السودان، بالإضافة لاشتعال الثورات في هذه المنطقة الملتهبة، وسبل الوقاية من أضرار تمدد هذه الظاهرة إلى العالم.

وأضاف التقرير أن ميركل تشعر بالقلق بعدما إبلاغها التقارير من رؤساء مجموعة الساحل حول ممارسة المتطرفين الإسلاميين والإرهابيين والجماعات الإقليمية المتشددة ضغوطًا على بلدانهم، وخلصت ميركل إلى نتيجة مُقلقة بأن الإرهابيين يسيرون بسرعة؛ ومن ثمَّ يجب علينا أن نتحرك بشكل أسرع حتى نتمكن من التغلب عليهم.

من جانبه قال "روش مارك كابوري" رئيس بوركينا فاسو: "إن مناطق الاضطرابات في غرب إفريقيا جميعها مُهددة بالحرب الأهلية وإشعال المنطقة بأكملها؛ فهناك أزمة سياسية في السودان، كما أن الوضع على الحدود مع بعض الدول، مثل الجزائر، حرج للغاية، وتلك القضايا المُلحة إذا لم يتم التعامل معها ستتفاقم المخاطر بطريقة مُرعبة".

اضطراب الوضع في ليبيا

زعزعة استقرار ليبيا يمثّل لمجموعة الساحل تهديدًا وجوديًّا؛ حيث تقع هذه الدول على الجنوب من ليبيا، ومن غير المبرر بالنسبة لتلك الدول عدم وجود موقف مُوحد من أوروبا تجاه الأزمة الليبية، وعاد كابوري ليقول: "أعتقد أن أوروبا بحاجة إلى موقف مُشترك بشأن القضية الليبية للوصول لحل فعَّال يمنع الإرهابيين من الانتشار". وردّت ميركل يالقول: "بالتأكيد مواجهة الإرهاب في هذه المنطقة ليست مسؤولية هذه الدول الخمس وحدها، بل مسؤولية أوروبا والعالم؛ فإذا نجح الإرهاب في هذه المنطقة، وهوم ما نعمل على محاربته، فسيؤثر ذلك بالطبع على أوروبا والعالم أجمع".

ميركل ووعود الدعم

وقد اضطرت ميركل للاعتراف بخطأ الدول الغربية، حينما سمحت بالإطاحة بنظام القذافي، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في زعزعة استقرار ليبيا. من جهة أخرى يبدو أن ألمانيا، التي تترأس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الفترة الحالية، عاجزة عن تلبية مطالب الرؤساء الخمسة بتبني ودعم الأمم المتحدة لهذه القوة المشتركة، والذي لم يتحقق لأسباب ليس أقلها رفض واشنطن لهذا المقترح، لكن ميركل وعدت بدعم تلك القوات من جانبها قائلة: "لا يمكننا تحقيق هذا المطلب في الوقت الراهن، غير أنه يجب علينا في الوقت نفسه أن نفكّر في سبل تعزيز جهودنا؛ فالوقت أمامنا قصير للغاية، نحن من جانبنا سندعم تلك القوات (قوات الساحل المشتركة) بالمعدات العسكرية والتدريب، وإن كانت الأولوية بالنسبة لنا البدء بالمشاريع المدنية كالزراعة، وتعزيز التعاون الإنمائي".

أطفال داعش الألمان بين الحرمان من الحضانة و مخاطر البقاء

نشر موقع "زود دويتشا تسايتونج" تقريرًا للكاتبين "فلوريان فلادا" و"جورج ماسكوكلو" تحدث عن إمكانية نزع الحضانة من الأسر (سواء كانت الأم أو الأب أو الاثنين معًا) إذا ما ثبت تقصيرهم أو انتهاكهم لحقوق الأطفال، وأثر هذه الخطوة على تنشئة الأطفال بعيدًا عن محيط الأبوين.

وتساءل التقرير عن إمكانية قيام دور الرعاية أو الأسر البديلة في ألمانيا بدور الأسرة الأم وعن مصير الأطفال إذا ما أثبتت تحريات مكاتب رعاية الشباب والسلطات الاجتماعية وتحقيقات الجهات الأمنية تعرض هؤلاء الأطفال للخطر بسبب انتهاك واجب الرعاية والتعليم، وفي الوقت نفسه حذرت وكالة "حماية الطفل" الألمانية من الحلول السياسية وتأثيرها الخطير على الأطفال، لا سيما هؤلاء الذين يعانون بشدة بسبب انفصالهم عن الأبوين. ووفقًا لتقارير صحفية؛ تحقّق مكاتب رعاية الشباب الألمانية من إمكانية حرمان المنتمين لداعش، الذين يعودون من سوريا والعراق، من حضانة أطفالهم؛ فهؤلاء الآباء المتطرفون، الذي غامروا بأطفالهم الصغار إلى أرض الحرب والموت ليسوا أهلًا لحضانتهم".

ولم تعد التهم الموجهة لبعض العائدين والعائدات من سوريا والعراق، والذين ثبت انضمامهم لتنظيم داعش، هي مجرد الانتماء لمنظمة إرهابية، بل من الممكن أن يتعرض هؤلاء العائدون أو العائدات لتُهم انتهاك حقوق الأطفال، إذا ما ثبت تعمدهم انتهاك حقوق الرعاية والتعليم لأبنائهم؛ ولذلك يقول رئيس مكتب الشرطة الجنائية الحكومي في بريمن دانييل هاينك: "إن الأطفال الذين نُقلوا إلى أراضي ما يُسمى بالدولة الإسلامية تم استغلالهم وانتهاك حقوقهم من خلال الأيديولوجية اللاإنسانية لهذه المنظمة الإرهابية، والتي تبيح استغلال الأطفال في أعمال العنف والقتل، وتربيتهم على كراهية الغير (الكفار) والرفض العدواني للمجتمع الديمقراطي الحر وقمع النساء؛ ما ينتج عنه بالضرورة معاناة الأطفال من اضطراب نفسي وسلوكي نتيجة لجرائم الآباء".

من جهته قال رئيس المركز الاستشاري للتطرف في المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين "فلوريان إندريس": "يقوم الآباء المتطرفون غالبًا بتعليم أطفالهم أيديولوجية سياسية ودينية معينة، وهو ما يضر الأطفال ويعرّضهم للأذى بسبب تقييد حياتهم الاجتماعية"، فما حذّرت "مارتينا هكسول فون آهن"، نائبة المدير الإداري لوكالة "حماية الأطفال" قائلة: "يجب المقارنة بين حق الطفل في رعاية والديه من ناحية، والأضرار المُحتملة على الطفل بسبب الأفكار المتطرفة من ناحية أخرى؛ فالأطفال الصغار سيعانون من أضرار بالغة نتيجة الانفصال عن آبائهم". ووفقًا لإحصائيات الجهات الأمنية في ألمانيا؛ فإنه كان هناك أكثر من 1000 عنصر ألماني يقاتلون في صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق، عاد ثُلثُهم تقريبًا، بينما يوجد نحو 70 منهم رهن الاعتقال الكردي في شمال سوريا والسجون العراقية، إضافة إلى وجود أكثر من 50 طفلًا معظمهم ولدوا في نطاق ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية بالعراق والشام.

الجيش التركي يُدرّب جماعات إرهابية لمهاجمة الأكراد

نشر موقع "هايسه" الألماني تقريرًا للكاتب "فلوريان روتسر" أكد قيام الجيش التركي بتدريب عناصر من هيئة تحرير الشام، التابعة لتنظيم القاعدة، على أنواع جديدة من الأسلحة المحمولة والثقيلة؛ بغرض الهجوم على الأكراد في منطقة إدلب، كمرحلة أولى ضمن خطة طويلة تهدف إلى إبادة الأكراد في كلٍّ من سوريا والعراق.

وأضاف التقرير أنه يبدو أن تركيا تستعد للهجوم على شرق الفرات بواسطة الميليشيات الإرهابية والسورية الموالية لأنقرة؛ فمنطقة إدلب، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وتعدّ فرعًا من فروع تنظيم القاعدة، تقع ضمن اهتمامات أنقرة في سويا، لذا تم الاتفاق بين أنقرة وموسكو بخصوص هذه المنطقة أكثر من مرة، فروسيا تخشى من تحول هذه المنطقة إلى معقل للإرهابيين، ومن ثمَّ تقوم بين الحين والآخر بمهاجمة أهداف في هذه المنطقة باستمرار، لكنها في الوقت نفسه تتردد في مواصلة الهجوم انتظارًا لتنفيذ الجانب التركي التزاماته تجاه هذه المنطقة، وهو ما يفسّر تخاذل موسكو والقوات الحكومية والميليشيات الشيعية عن مهاجمة إدلب حتى الآن.

هجوم مُخطط له منذ فترة طويلة

في ديسمبر 2018م أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عزمه مُهاجمة الأكراد شرق الفرات، ووعد بإنشاء منطقة تركية عازلة في كردستان، لكنه لم يفعل، وتهدف سياسة أنقرة تجاه سوريا عامة إلى تأمين مصالحها، التي تتمثل في منع قيام دولة كردية على الحدود التركية، والمشاركة في رسم مستقبل سوريا بما يتناسب مع المصالح التركية، ودعم الجماعات المسلحة والإسلامية لكسب المزيد من الأراضي السورية، ولذلك سعت القوات التركية مؤخرًا لتوسيع سيطرتها باحتلال منطقة عفرين وطرد الأكراد منها، كما تريد أنقرة مواصلة الهجوم على الأكراد، لكن يبدو أنها تنتظر موافقة واشنطن وموسكو؛ فعمليات "درع الفرات"، واحتلال عفرين تم التغاضي عنهما من قبل واشنطن وموسكو، فهل ستعطي واشنطن الضوء الأخضر لأنقرة لمهاجمة الأكراد الذين دأبوا في الحصول على الدعم من قبلها، وكان لهم دور بارز في القضاء على تنظيم الدولة عسكريًّا في كلٍّ من العراق وسوريا؟ أم أن ظهور "البغدادي" وعمليات سريلانكا ستُرغم ترامب على عدم ترك الساحة السورية والتخلي عن الأكراد، الذين يمثلون الورقة الرابحة لواشنطن في محاربة داعش، الذي لم ينته فعلًيا، كما أعلنت واشنطن، وإن تحققت هزيمته وطرده من آخر جيوبه في سوريا من منطقة الباغوز على يد الأكراد.

 حزب أردوغان يترنح وأوغلو يتهمه الفشل

نشر موقع "شبيجل أون لاين" تقريرًا للكاتبة "ياسمين الشريف" تحدث عن إعلان قيادات كبيرة في حزب العدالة والتنمية التمرد على سياسة الرئيس أردوغان في قيادة الدولة والحزب معًا، وإمكانية حدوث تصدع كبير على خلفية خسارة الحزب لانتخابات البلدية في أنقرة وإسطنبول، لا سيما بعدما وجه رئيس الوزراء الأسبق "أحمد داود أوغلو" أصابع الاتهام إلى أردوغان بأنه وراء هذا الفشل.

أحمد داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا، ورئيس حزب العدالة والتنمية السابق، نشر قبل بضعة أيام بيانًا مُطولًا على صفحته على "فيس بوك"، انتقد فيه بلهجة قاسية سياسة أردوغان وحزبه، وألقى داوود أوغلو باللوم على قيادات الحزب في التراجع في الانتخابات البلدية السابقة، الأمر الذي أدى إلى هزيمتهم في العديد من المدن الكبرى، كاسطنبول وأنقرة.

سياسة متعجرفة لحزب العدالة والتنمية

ذكر أوغلو أن أهم أسباب هزيمة الحزب وتضاؤل شعبيته وانخفاض الدعم الشعبي يرجع إلى السياسة المتعجرفة لقيادة الحزب، كما انتقد أوغلو بشدة التحالف مع حزب الحركة القومية المتطرف (MHP)،الذي أدى لتقزيم الحزب الحاكم وجعله رهينة لمجموعة من السياسيات الواهية، كما شدّد أوغلو على ضرورة الاعتراف بنتائج الانتخابات؛ فالسياسيون مُلزمون باحترام قرار الشعب، في إشارة إلى جهود حزب العدالة والتنمية لإلغاء النتيجة في اسطنبول، التي لم تُبتّ اللجنة العليا للانتخابية (YSK) في الفصل بشأنها بعد التظلم المُقدم من أردوغان، وعلى الرغم من ذلك أدى مرشح المعارضة "أكرم إمام أوغلو" اليمين الدستورية كرئيس للبلدية.

وانتقد أوغلو سياسة الحزب في التعامل مع الوضع الاقتصادي المُتقلب، والذي أدى خسارة الحزب والنتائج الانتخابية السيئة، حيث قال: "لا يمكننا مُعالجة الأزمة من خلال إنكار وجودها وإلقاء اللوم على وسائل الإعلام الأجنبية؛ فالحكومة وحدها هي المسؤولة، وهي التي تتحمل نتائج هذه الأزمة".

أردوغان مريض بجنون العظمة

عندما ينتقد "داود أوغلو" أردوغان علنًا، فإن هذا معناه أن الرئيس التركي مريض بجنون العظمة، ولا يقبل النقد من خصومه، فضلًا عن النقد من قبل أحد القيادات الكبار في الحزب، مثل داود أوغلو، والذي يعرف أن مثل هذا الانتقاد والخلاف مع أردوغان كفيل بإنهاء حياته السياسية. داود أوغلو، الذي قال إنه سيظل مدينًا بالولاء لأردوغان حتى النهاية، بات ينتقد صديقه السابق علنًا ويتهمه بقمع المعارضة وتقييد الصحافة والحريات، وهذا يؤكد رغبة أوغلو في العودة للسياسة، وإمكانية الانشقاق عن الحزب وتكوين حزب جديد؛ حيث يمكنه استغلال حالة الغضب العارمة داخل حزب العدالة والتنمية في إنشاء حزب جديد بعيدًا عن ديكتاتورية أردوغان.

الثورة السودانية تفتقد مسارها

نشر موقع "زود دويتشا تسايونج" تقريرًا للكاتب "برنت دوريز" تحدث عن معاناة الثوار السودانيين من أجل الحفاظ على الثورة والكفاح من أجل تحقيق أهدافها؛ فالدولة العميقة، التي تحكم منذ عقود والتي تتمثل في شبكة من قيادات في الجيش والإسلاميين والأحزاب، ما زالت تسيطر على مفاصل الدولة، ولن تسمح للثورة أن تطيح برقابها بسهولة.

السودان له تاريخ طويل في الثورات التي تصل لمبتغاها، ويخشى الشباب في هذا البلد من تكرار مآسي الماضي وفقدان الثورة لطريقها، ولذلك يحرصون على النزول للشوارع والضغط من أجل الحفاظ على أهم مطالب الثورة والتخلص من رموز الدولة العميقة.  ويفهم جيل الشباب في السودان جيدًا أن أولى خطوات الثورة السودانية كان التخلص من رأس النظام، الذي أفسد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على مدار 30 عامًا، هذا الديكتاتور الذي أمر الجيش بإبادة نصف الشعب إذا تطلب الأمر ذلك؛ فهم متمردون خارجون يجوز قتلهم، على حد زعمه، لكن صمود الشباب وعزيمتهم هي من وقفت حائلًا أمام رغبة هذا النظام في البقاء في السلطة. لقد سقط الديكتاتور لكن النظام لم يسقط، ولذلك يواصل الشباب كفاحهم من أجل تحقيق أهداف الثورة وتسليم السلطة لحكومة مدنية تكون مهمتها الأولى التخلص من رموز الدولة العميقة وتطهير الدولة من أركان الفساد الذي استشرى فيها على مدار عقود؛ فنحن لم نحقّق كل شيء.

بعد نجاح نتنياهو.. وداعًا لحل الدولتين

نشر موقع "شبيجل أون لاين" تقريرا للكاتبة "رانيا سالوم" تحدث عن تأثير نتائج إعادة انتخاب رئيس الوزراء نتنياهو لفترة جديدة على قضية حل الدولتين، حيث سيتجه نتنياهو لمزيد من التصعيد، وبناء المستوطنات وفرض سياسة الأمر الواقع، التي تتبناها واشنطن في الفترة الحالية تحت قيادة ترامب.

 بنيامين نتنياهو في طريقة لرئاسة وزراء إسرائيل للمرة الخامسة، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، لكن يبدو أن ترامب له رأي آخر؛ فقد حرص على تهنئة نتنياهو حتى قبل الانتهاء من فرز الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية، قائلًا:" أعتقد أننا سنرى بعض الإجراءات الجيدة فيما يتعلق بعملية السلام؛ ففوز نتنياهو يبشّر بحل الصراع في منطقة الشرق الأوسط".

لا مكان لحل الدولتين

"يوسي كوبرفاسر"، الرئيس السابق لأبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يُعلق على فوز نتنياهو وعلاقة ذلك بعملية السلام قائلًا: "لا يرغب نتنياهو في حكم الفلسطينيين، لا في الضفة الغربية ولا في غزة"، فيما أكد "مصطفى البرغوثي"، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي شارك في تحديد الخطوط السياسية نفس الاتجاه، حيث قال: "قبل الانتخابات الإسرائيلية كان يتمَّ الحديث عن حل الدولتين بشكل مصطنع، لكن المهم أنه كان حيًّا، أما الآن فقد صار ميتًا". وتساءل: ما فائدة الحديث عن حل الدولتين إذا كان نتنياهو يغتصب أرض فلسطين كل يوم ؟! ما قيمة حل الدولتين؟! وأين هي إذًا الدولة الفلسطينية؟!

نتنياهو في طريقه لضم المزيد من المستوطنات

وأضاف البرغوثي أن إسرائيل تتبني خيار دولة الفصل العنصري أو الدولة ذات الحقوق المتساوية للإسرائيليين والفلسطينيين، لكن ليس هناك دولتان، ومع ذلك فالخيار الأخير قد يعني نهاية إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ويشكّك في حقها في الوجود".

وعلى الرغم من أن اتفاقيات أوسلو في التسعينيات كانت تمثل خريطة طريق لحل النزاع الشرق الأوسط، رغم استبعادها لأصعب القضايا مثل وضع القدس وترسيم الحدود وعودة اللاجئين، إلا أنها كانت تهدف في الأساس لسيطرة الفلسطينيين تدريجيًّا على الضفة الغربية، وهو مالم يحدث بعد نحو 26 عامًا، بل حدث العكس، كما قرر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، حيث قال: إن أكثر من 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يعيشون على 38% فقط من المنطقة، ويرجع ذلك إلى القيود الإسرائيلية الكبيرة المفروضة على الفلسطينيين في 62% من مناطق الضفة الغربية – ما يسمى بالمنطقة "سي"، بالإضافة إلى بناء المستوطنات وتوسيع الاحتياطيات العسكرية والطبيعية الإسرائيلية، ويعتقد دبلوماسيون رفيعو المستوى في القدس وتل أبيب أن نتنياهو قد يضم قريبًا مستوطنات في المناطق "سي" القريبة من إسرائيل، مثل معاليه أدوميم التي تقع بالقرب من القدس، وهذه الخطوة تأتي بالتأكيد بعد التنسيق مع واشنطن وضمن اتفاقات وتسويات صفقة القرن، التي من المحتمل الإعلان عنها قريبًا.

ترامب واقتراح حلول أحادية الجانب

يقول أحد كبار الدبلوماسيين في الأمم المتحدة: "بشكل غير رسمي يعلم الجميع أن حل الدولتين قد مات فعليًّا؛ فالمجتمع الدولي ليس لديه خطة بديلة لحل النزاع في الشرق الأوسط، وترامب ينتهك جميع الاتفاقات، مثلما حدث في إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وضم مرتفعات الجولان المحتلة بما يمثل عدوانًا صارخًا على القانون الدولي"، ويهدف كلٌّ من ترامب ونتنياهو بهذه الخطوات لزيادة الضغط على الضفة الغربية حتى الاستسلام، بيد أن الفلسطينيين يقامون هذه الخطة بشدة.

الاتحاد الأوروبي يحذر من الاضطرابات في الضفة الغربية

في فبراير بدأت الحكومة الإسرائيلية في حجب حوالي 5% من عائدات الضرائب الفلسطينية بهدف إرغام السلطة الفلسطينية على عدم دفع معاشات لأسر مُرتكبي الهجمات ضد إسرائيل، لكن السلطة الفلسطينية ردّت برفض استلام باقي إيرادات الضرائب، والتي تمثّل حوالي ثلث الميزانية، وقامت بخفض رواتب موظفي القطاع العام إلى النصف خلال الشهرين الماضيين، ومن ثمّ يحذر الخبراء من عواقب هذا الإجراء، حيث قال "فينتشنزو كوبولا"، الذي يرأس البعثات المدنية للاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية: "لم تعد تملك الشرطة الفلسطينية القدرة على دفع رواتب العاملين بالقطاع، وفي غضون شهرين أو ثلاثة ستصيح عاجزةً تمامًا عن العمل، واذا ما أقدم نتنياهو على ضم المزيد من المستوطنات فسيكون هناك بالتأكيد الكثير من الاضطرابات في فلسطين، وهذا ليس في مصلحة إسرائيل ولا أوروبا".
 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا