الصحافة الألمانية| ترامب في أزمة بعد الهجوم على أرامكو.. وأردوغان يساوم بورقة اللاجئين

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة

ماذا يمثّل الهجوم على أرامكو بالنسبة لألمانيا؟

طالعنا موقع "فرانكفورتر ألجماينا" بتقرير للكاتب "كريستيان مولنج" و"توربن سوتس" تحدث عن وجوب حذر أوروبا من هذا النوع الجديد من الأسلحة (صواريخ كروز)، التي تم استخدمها من قبل روسيا وإيران مؤخرًا، وكيف يجب على أوروبا أن تعزز من منظوماتها الدفاعية بما يكفي لصد مثل هذه الهجمات في المستقبل؛ فمن الوارد تهديد أوروبا بهذا السلاح، لا سيما في ظل صعوبة تحديد مصدر إطلاق هذه الأسلحة، رغم التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة.

وباتت أوروبا اليوم عرضة للهجوم مما كانت عليه قبل عشرين عامًا، ومن الضروري الانتباه لهذا الأمر؛ فقد دمرت طائرات من دون طيار (19 طائرة) واحدًا من أكبر معامل إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية، وهذا الهجوم يجب أن يكون إشارة تحذير؛ فمن الممكن أن يُوجَّه لأوروبا في ظل ضعف المنظومة الدفاعية لها. هذه الهجمات للطائرات من دون طيار ليست سوى جزءًا صغيرًا من سلاح قوي جرى تطويره على مدار السنوات الماضية، وعواقب مثل هذه الهجمات ليس لها تأثير فقط على الشرق الأوسط، حيث يمكن لما يسمى بالدولة الإسلامية أو الميليشيات في شرق أوكرانيا أن تستخدم مثل هذه الأسلحة في الهجوم على أوروبا.

الدفاعات الجوية الأوروبية مستهدفة 

من المتوقع أن تتضاعف سرعة الصواريخ في السنوات المقبلة، وسيصبح من الصعب في الوقت نفسه تحديد موقعها؛ فقد أدت الرقمنة الشاملة للدفاعات الجوية والصواريخ إلى خلق واجهة جديدة بين المجال الجوي والفضاء الإلكتروني، وبات اختراق نقاط الضعف في الأسلحة الدفاعية أسهل من ذي قبل. 

ضرورة تقنين استخدام هذه الأسلحة

تتطلب هذه التهديدات الجدية حلولًا سياسية وتقنية جديدة، مثل اتفاق جديد بخصوص هذه الأسلحة، أو إعادة تفعيل معاهدات عدم انتشار الأسلحة النووية، بحيث يتم منع تطوير التكنولوجيا الخاصة بالطائرات من دون طيار، والطائرات المقاتلة الحديثة والصواريخ الباليستية، وصواريخ الكروز، ويجب على كل من الصين والهند التوقيع على هذه الاتفاقية. 

ورغم صعوبة موافقة تلك الدول دون حوافز مُغرية، فإن هذا الحل وحده غير كاف؛ فالطائرات الصغيرة من دون طيار متاحة تجاريًّا، وتتطلب القليل من التكاليف لتحويلها لأغراض عسكرية أو إرهابية.

من جانب آخر خفّضت ألمانيا وأوروبا الإنفاق على الدفاعات الأرضية إلى الثلثين خلال العشرين سنة الماضية، رغم أنه من الضروري مواجهة التهديدات الجوية من خلال مزيد من الاستثمار في هذه الأنظمة لمكافحة التهديدات في هذا المجال، وهذه مهمة مشتركة لأوروبا إلى جانب الولايات المتحدة التي تشارك أوروبا في حلف الناتو، ويجب على القارة العجوز تعزيز قدرتها في هذا الصدد وتحمُّل المزيد من مهام الناتو من خلال زيادة مساهماتها بشكل ملحوظ، لكن الأسئلة الصعبة في هذا السياق كثيرة، أهمها: هل سيتم تعزيز الدفاع في جميع مناطق أوروبا أم الأماكن الضرورية والبنية التحتية الحيوية فقط؟ 

المخاوف الحقيقية من الهجوم على أرامكو

نشر موقع "فرانكفورتر ألجماينا" تقريرًا للكاتب "الكساندر أرمربوستر"، تحدث عن موقف الولايات المتحدة والعالم من الهجوم الذي استهدف شركة أرامكو السعودية، وتأثيره على استقرار الاقتصاد العالمي، فرغم أن السعودية لديها مخزون يكفي بالوفاء بما هو مُبرم قبل الهجوم، كما أن أمريكا لديها ما يكفيها من المخزون الاستراتيجي، غير أن تبعات هذه الهجوم ستؤثر على المسار الاقتصاد العالمي في مجال النفط، وربما تتسبب في حدوث عملية ركود بسبب تعطل إنتاج أكبر مُصدّر لإنتاج النفط في العالم. 

وبطبيعة الحال لا يزال النفط من أهم احتياجات العالم، وإن كانت السعودية تمللك مخزونًا كافيًا لتغطية هذه الأزمة، بحيث ينتظم استلام العملاء للشحنات المطلوبة كما هو مخطط لها في الأسابيع والأشهر المقبلة، فإن العالم قلق من نتائج هذا الهجوم.

وتستورد ألمانيا احتياجاتها النفطية من روسيا والنرويج بشكل أساسي، وكذلك الولايات المتحدة لم تعد تعتمد في هذا المجال على النفط الأجنبي، ومع ذلك فإن العالم يترقب تعامل الرياض مع الهجوم على معامل النفط التابعة لشركة أرامكو، تلك الشركة التي شاركت الولايات المتحدة في إنشائها عام 1945، حينما وقّعت اتفاقية بين الرئيس الأمريكي "روزفلت" والملك "سعود"، واستطاع الرئيس الأمريكي "نيكسون" لاحقًا إقناع السعودية ببيع منتجاتها النفطية بالدولار الأمريكي؛ الأمر الذي ساهم في جعل الدولار عملة احتياطية عالمية، ومن ثمَّ فإن الحليف الأمريكي مُطالب بمشاركة السعودية في الرد على هذا الهجوم، لكن كيف ذلك؟ وهل ستعمل واشنطن فعلًا على تأمين سلامة المنشآت النفطية السعودية بحيث لا يتكرر مثل هذا الهجوم، أم ستكتفي بالاستهلاك الإعلامي وإعلان تضامنها مع الرياض؟

إن الخوف الحقيقي من هذا الهجوم هو الإعلان عن فشل الأسلحة الأمريكية في الدفاع عن مستقبل الاستثمار في المملكة، لا سيما ما سيترتب على هذا الأمر من تراجع المستثمرين الأجانب في ظل حرب اليمن، أضف إلى ذلك النتائج الكارثية على الاقتصاد العالمي في حالة تكرار مثل هذه الهجمات على معامل النفط، التي كانت الدافع الرئيس وراء العديد من الحروب في العالم.

ترامب في أزمة بعد الهجوم على أرامكو

نشر موقع "فيلت" تقريرًا للكاتب "دانيال فردريش شتروم" لفت إلى المُعضلة التي تواجه الرئيس الأمريكي بعد الهجوم على شركة أرامكو، حيث كان يخطّط للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماع الأمم المتحدة، لكن بعد تلك الهجمات، التي أكدت واشنطن أن لديها صورًا تثبت أن هناك صواريخ إيرانية انطلقت لتنفيذ هذا الهجوم، ماذا سيصنع ترامب، خاصة بعد إعلانه أنه مستعد لحماية مصالح المملكة؟ وقد اتهم وزير خارجيته، إيران مباشرة بارتكاب هذا الهجوم، فما هي خيارات واشنطن في الرد على ذلك؟ 

وقبل بضعة أيام بدا الأمر وكأن ترامب يُخطّط لتغيير جوهري في سياسته الخارجية عبر استعداده للقاء الرئيس الإيراني على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك؛ فترامب رجل سياسي غير تقليدي قادر على فعل التناقضات، ويكفي أنه أصبح صديقًا لـ "كيم جونغ أون" ديكتاتور كوريا الشمالية، وأحد قيادات دول مثلث الشر. 

وكانت إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي "جون بولتون" مؤشرًا على رغبة ترامب في إذابة الجليد المتراكم منذ عقود في العلاقات الأمريكية مع إيران؛ فقد كان بولتون مُعارضًا قويًّا لمثل هذا المسار، وكان يطالب مرارًا وتكرارًا بتغيير النظام في طهران، لكن الآن، وبعد قصف الطائرات من دون طيار لأكبر شركات النفط السعودية، بات اللقاء بين ترامب وروحاني مستبعدًا جدًا، ولذلك كان ترامب مُجبرًا على إعلان رفضه لقاء روحاني، وأن الأخبار بشأن هذا اللقاء عارية تمامًا من الصحة.
 
ترامب يهدد بالانتقام

الآن يبدو الأمر مُختلفًا تمامًا بين طهران وواشنطن؛ فقد غرد ترامب مُهددًا بضربة انتقامية، وكان وزير الخارجية "بومبيو" قد اتهم إيران بأنها وراء الهجوم، على الرغم من إعلان الحوثيين في اليمن تبنيهم له، وصرح ترامب بأن الولايات المتحدة لديها أدلتها التي تؤكد أن الهجوم جرى تنفيذه من جهة أخرى غير الحوثيين في اليمن، ولدى وشنطن صور تؤكد ذلك. 

في الوقت نفسه ردَّ الرئيس الإيراني روحاني برفضه الاتهامات الموجهة من الولايات المتحدة، وأضاف أن واشنطن تريد صرف الانتباه عما تفعله السعودية في اليمن، ويجب على الولايات المتحدة أن تعترف بأن وجودها في المنطقة هو سبب الكثير من المشاكل.

المتشددون يتمنون التصعيد في منطقة الشرق الأوسط

أجرى موقع "إن تي في" حوارًا مع الخبير الألماني في شئون الشرق الأوسط "كورنيليوس أديباهر"، تناول  تأثير الهجوم الأخير على أرامكو، وعن السيناريوهات المُحتملة بعد هذا التصعيد الخطير..N-tv.de: تعرضت أكبر معامل تكرير النفط في العالم للهجوم، والولايات المتحدة هددت من عواقب ذلك، فما مدى صعوبة الوضع في الخليج بعد هذا الهجوم؟

كورنيليوس أديباهر: إنه نوع من التصعيد الذي كنا نخشاه، فقد هاجمت إيران ناقلات النفط في المنطقة، لكنها الآن تستخدم طائرة من دون طيار أو ربما هجومًا صاروخيًّا لضرب منشآت إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية، وهذا مستوى جديد من العنف.

قائد سلاح الجو في الحرس الثوري قال إن إيران مستعدة للحرب.. فهل هذا صحيح؟

في الفترة الماضية وقبل هذا الهجوم، سادت أجواء مُريحة، لا سيما في الأسابيع الأخيرة؛ فقد سمعنا عن إمكانية عقد محادثات بين الرئيس الأمريكي وإيران، ثم الآن يبدو أن الأطراف المتصارعة في المنطقة تتحدث عن نزاع عسكري، أو على الأقل على ضرورة ردع إيران لعدم تكرار مثل هذا الهجوم.

من الذي يقف خلف هذا التصعيد؟

من الممكن أن يكون الحوثيون هم من قاموا بهذا الهجوم بغرض إعاقة المملكة عن مواصلة الحرب في اليمن، أو المتشددون في إيران مثل الحرس الثوري، أو حتى المتشددون في الولايات المتحدة الذين كانوا يدعون منذ فترة إلى ضرورة الاستعداد لحرب مع إيران، الأمر الذي يبرهن سرعة ردة الفعل من واشنطن، وفي الواقع فإن المستفيد من ارتفاع أسعار النفط هو في الغالب من يقف وراء هذا التصعيد. 

لكن لماذا هذا التناقض؟ فواشنطن تتهم إيران، بينما يزعم الحوثيون أنهم من قاموا بالهجوم؟

هذه كلها لا تزال تكهنات، وحتى لو كان مرتكبو الهجوم هم الحوثيون، فلا يمكنهم ذلك إطلاقًا دون الدعم الإيراني، وإن كان من المحتمل ضلوع إيران مباشرة بتنفيذ هذا الحادث، وحتى لو أنكرت؛ فإن العديد من الأدلة تشير إلى ذلك الاتجاه، لكن ينبغي ألا نتسرع ونتهم دون أدلة، كما صنع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو واتهم إيران من البداية دون أن يقدم أدلة على ذلك. 

هل يملك الحوثيون طائرات من دون طيار؟

في الواقع، يبدو أن اليمن بدأت في إنتاج طائراتها من دون طيار، بناءً على النماذج الإيرانية، وهناك تعاون وثيق مع طهران، كما يمكن للحوثيين أيضًا شراء تلك الطائرات، إضافة إلى أن الهجوم لم يكن بالطائرات فقط، فقد كان هناك أيضًا حديث عن صواريخ، وهذه الطائرات المسيرة الحربية ليست كالطائرات الصغيرة؛ بل وصل حجمها إلى ثلاثة أو أربعة أمتار.

حتى لو كان الأمر كذلك.. فكيف نجحت في اختراق الدروع الدفاعية للمملكة؟

المملكة العربية السعودية مُسلحة جيدًا بالفعل أفضل بكثير من إيران، لكنها لم تكن مستعدة بشكل جيد لمثل هذا النوع من الهجمات في الوقت الحالي.

لكن كيف سيردُّ السعوديون؟

إذا اتهمت المملكة الحوثيين، فهذا معناه أن ذلك جاء نتيجة للحرب في اليمن، والمملكة لا يمكنها مُغادرة اليمن في هذا التوقيت، بالإضافة إلى انسحاب دولة الإمارات من التحالف؛ فالحل أن تصنع المملكة مثلما صنعت الولايات المتحدة وتتهم إيران، ولكن بعد ذلك سيتعين عليهم الانتقام، وربما بدعم من واشنطن، وهذا من شأنه تصعيد الصراع في المنطقة بسرعة، لكن على الأقل يخشى الجيران (دول الخليج) من مثل هذا الصراع الواسع النطاق مع إيران. 

هل ستظل ألمانيا بعيدة عن هذا النزاع؟

بالطبع لا؛ فنحن مستهلكون للنفط ونعتمد على الأمن في الخليج العربي، كما لا يمكننا السماح لبلد أو مجموعة مثل الحوثيين بمهاجمة بلد آخر أو تدمير البنية التحتية النفطية هناك. ونحن الأوروبيين مدعوون للمساهمة في إنهاء هذا التصعيد، علاوة على ذلك، نحن قريبون جدًّا من إنجاز الاتفاق النووي مع طهران، ولا نريد أن يتخلص الإيرانيون من هذه الصفقة؛ لأنهم إن فعلوا ذلك فقد نواجه تصعيدًا نوويًّا.

سلطة أردوغان في تآكل مستمر

نشر موقع "تي أو لاين" تقريرًا للكاتب "باتريك ديكمان" لفت إلى تآكل سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على جميع الأصعدة، وأن المؤتمر الأخير حول سوريا كان فقط حدثًا لحفظ ماء الوجه، لكن الانشقاقات الأخيرة في الحزب والإخفاقات المتتالية، بالإضافة إلى استغلال معاناة اللاجئين لاستعراض نوع من أنواع النجاح الوهمي، تؤكد أن أردوغان بدأت نهايته.

السلطان يقف وحيدًا 

تتدهور قوة أردوغان في تركيا بسرعة بسبب الهزائم المتتالية على الصعيدين المحلي والعالمي؛ فالرئيس يفقد السيطرة بشكل متزايد، حتى في المحادثات الأخيرة مع روسيا وإيران بدت تركيا مهمشة، وربما تهدد الحرب الأهلية في الدولة المجاورة مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية، وتعلن عن أكبر هزيمة عايشتها السياسة التركية الخارجية منذ تولي أردوغان السلطة، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي أفقدته شعبيته بوتيرة مذهلة، ونتيجة لذلك غادر سياسيون بارزون، حزب العدالة والتنمية، وتسببت الأزمة الاقتصادية في انخفاض معدلات التأييد للرئيس التركي بطريقة متزايدة.

هزائم سياسية

يعتقد أردوغان أن تركيا هي خليفة الإمبراطورية العثمانية، فمن ناحية يجب أن تمثّل جسرًا بين أوروبا والعالم العربي، ومن ناحية أخرى يجب أن تكون المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ولذلك دعم أردوغان جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والجماعات الإسلامية التي تقاتل ضد بشار الأسد في سوريا، حيث كانت تخطط تركيا للإطاحة به ومنع إقامة إقليم كردي من التمتع بحكم ذاتي على الحدود مع سوريان، لكن الأسد لم يسقط بسبب الدعم الروسي والإيراني، الأمر الذي مثّل فشلًا للمشروع التركي، كما أن الأزمة الاقتصادية كان لها الأثر الأكبر في هذا الأمر؛ فقد باتت تركيا عاجزة عن تحمل نفقات الصراع العسكري في سوريا، ولم تستطع أنقرة الحفاظ على إدلب؛ فروسيا وإيران لا يتهاونان مع أردوغان، ولذلك فشلت كل محاولات أنقرة لوقف هجوم نظام الأسد على إدلب.

تمرد في حزب العدالة والتنمية

 تسببت الإخفاقات الأخيرة في انتهاز خصوم أردوغان السياسيين لهذه الفرصة؛ فغادر كثير من الأعضاء البارزين حزب العدالة والتنمية، فبعد أحمد داود أوغلو، غادر وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، وفي الأشهر الأخيرة غادر مئات الآلاف من الأعضاء، وتعرض الحزب لهزائم متكررة وخسر أنقرة وإسطنبول.

السلطة على حساب اللاجئين

وفي الآونة الأخيرة يرفص غالبية الأتراك قبول لاجئين جدد، وهناك توترات متزايدة بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة، ولذلك لا يريد أردوغان استقبال المزيد من اللاجئين، ولكن في الوقت نفسه لا يمكنه فعل ذلك، ومن ثمَّ فهو يطالب أوروبا بالمزيد من المال لإعادة توطين اللاجئين في سوريا، ولا شك أن الضغط الداخلي على أردوغان بسبب هذه القضية كبير جدًا، حيث لا يرغب الرئيس التركي في خسارة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، ولذلك يساوم أوروبا للحصول على مزيد من الأموال، وفي الجانب الآخر يعمل على ترحيل اللاجئين السوريين رغم المخاطر التي تحدق بهم إرضاءً للداخل التركي الناقم على استضافتهم في ظل الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها البلاد.

 استثمارات دولية جديدة في دولة الإمارات

نشر موقع "ماركت أوند ميتلسلاند" تقريرًا أكد اتخاذ دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات جريئة بهدف زيادة نسبة الاستثمارات العربية والأجنبية في البلاد، ولفت إلى أن قانون الاستثمار الأجنبي المباشر (InvestG)، والذي تأخر تفعيله منذ عام 2018، بات يتيح الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاعات (القائمة الإيجابية)، ولم يعد يشترط وجود الأغلبية العربية في إدارة أو ملكية المشروع، كما كان الحال من قبل.
 
وقالت "فيرينا نوسكو"، الخبيرة القانونية بمكتب ستروهال ليجال (Strohal Legal)، المتخصص في العالم العربي، إن بنود القانون غير فاصلة في هذا الأمر، ويمكن تفسيرها بطرق مختلفة، سواء كانت الملكية بنسبة 100 ٪ أو بنسبة 80% للمستثمر الأجنبي، لكن على كل حال لم تعد تشترك الهيمنة العربية في الإدرة أو التمليك، الأمر الذي لم يكن متاحًا من قبل في عموم دولة الإمارات.

ظروف السوق والقائمة الإيجابية

وأضافت "نوسكو" أن هذا التغيير قد يربك حسابات الشركات الأجنبية في البداية، لكنه سرعان ما سيعجّل بخلق المزيد من الاستثمار، لا سيما في إطار القائمة الإيجابية التي تضم 122 نشاطًا اقتصاديًّا في 13 قطاعًا، حيث تعتمد الحكومة الإماراتية، خاصة في مجال الطاقة المتجددة وإنتاج السلع المصنعة، على التكنولوجيا الأجنبية، وبالتالي فإن هذه القطاعات ستمثل سوقًا واعدًا للمستثمرين والشركات الألمانية المتميزة في هذا المجال.

من جانب آخر سيساهم هذا القانون في زيادة الصادرات الإماراتية، حيث بات مسموحًا للشركات الأجنبية المنافسة على المناقصات والمشاريع المحلية التي لم تكن متاحة من قبل إلا للشركات المحلية، وبهذا القانون تشجع دولة الإمارات الشركات الأجنبية على زيادة استثماراتها في المجالات الأخرى غير مجال النفط والخدمات المصرفية والمالية، وكذلك إمدادات المياه والكهرباء.

الانتخابات التونسية.. مشهد لم يحدث من قبل في العالم العربي

نشر "موقع فرنكفوتر ألجامينا" تقريرًا للكاتب "هانس كريستيان روزلا" أشار إلى الانتخابات التونسية ونتائجها ودلالاتها، حيث ستتم جولة الإعادة بين الأكاديمي المستقل "قيس سعيّد" ورجل الأعمال "نبيل القروي"، وقد خاض السباق الرئاسي 26 مرشحًا بينهم امرأتان، بينما انسحب اثنان من المرشحين قبل بدء التصويت، ليصبح عدد المتنافسين 24 مرشحًا، فماذا يحدث في تونس؟

هناك الآلاف من التونسيين أمام الشاشات الكبيرة في أمسيات الصيف في العاصمة التونسية، رغم أنه لا توجد مباراة كرة قدم، لكن هناك سباق للوصول لقصر الرئاسة في قرطاج؛ فتونس تختار رئيسها. 

اليوم هناك أحد عشر مليونًا من التونسيين في حيرة أمام اختيار أحد المرشحين من بين هذا العدد الكبير؛ فقبل خمس سنوات كانت الانتخابات الرئاسية بين منصف المرزوقي والسبسي؛ أي بين التيار الإسلامي والعلمانيين، بينما اليوم هناك تسعة من صفوف حزب نداء تونس، وستة من المعسكر الإسلامي.

الكثير من الناخبين يرفضون الوجوه السياسية المعروفة؛ فبعد ما يقرب من تسع سنوات من بدء الربيع العربي، يشعر التونسيون بخيبة أمل في السياسيين الذين لم يحققوا شيئًا من وعودهم، وقدمت المناظرات التلفزيونية نظرة عامة لا يمكن للصحافة أو الشبكات الاجتماعية في تونس توفيرها؛ فالمشهد الإعلامي مسيّس للغاية، الأمر الذي يهدد الديمقراطية، ومن ثم جاءت فكرة المناظرة لتشجيع الشباب على المشاركة، وهذه المناظرات كانت تُبث على قنوات جزائرية وعراقية وليبية، بينما تولت قناة رئيسية أخرى البث إلى جميع أنحاء العالم العربي.

جاءت نتائج الانتخابات لتؤكد أن جولة الإعادة ستكون محصورة بين الأكاديمي والمتخصص في القانون الدستوري قيس سعيد، ورجل الأعمال نبيل القروي، وللمرة الأولى يخفق الإسلاميون الذين قدموا عبد الفتاح مورو للترشح لمنصب الرئاسة؛ فحزب النهضة المنظم بشكل جيد في جميع أنحاء البلاد، والذي كان دائمًا الأقوى، لم ينجح في دخول جولة الإعادة، فهل كان هذا مخططًا من قبل الحزب لتقاسم السلطة، حيث يرغب الحزب في عدم تكرار ما حدث في مصر، وذلك حينما استطاع حزب الحرية والعدالة الفوز المزدوج في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فتم تحميلهم نتائج الإخفاقات، وكانت النتيجة خروجهم من الرئاسة والبرلمان.

وفي كل الأحوال فإن ما حدث ويحدث في تونس يؤكد أنها بادرة لم يسبق لها مثيل، حيث خرج الإسلاميون من المشهد الرئاسي مُبكرًا، وسقطت الوجوه السياسية المعروفة، ليحتل المشهد وجوه جديدة لها رؤى سياسية مُختلفة تحمل معها مشاعل الديمقراطية. 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا