الصحافة الألمانية| تركيا تعيش أسوأ كابوس.. وهل بإمكان دول الخليج تغيير سياسة أوروبا تجاه طهران؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – فارس طاحون
رؤية

إيران تعتزم التمسك بالاتفاق النووي حتى مع الانسلاخ أحادي الجانب من قبل أمريكا

نشرت صحيفة "دي تسايت" تقريرًا بعنوان: "إيران تعتزم التمسك بالاتفاق النووي حتى مع الانسلاخ أحادي الجانب من قِبل الولايات المتحدة"، أشار إلى أن الدولة الثيوقراطية تعتزم التمسك ببنود الاتفاق النووي حتى بعد الانسحاب الأمريكي منه؛ شريطة أن يحقّق لها المصالح والمكاسب الاقتصادية المنصوص عليها، وهذا ما صرح به الرئيس الإيراني "حسن روحاني" بعدما سُئل: كيف يمكن أن تستفيد بلاده من هذا الموقف؟

ووصف "روحاني" القرار الأمريكي بأنه "انتهاك للوائح والضوابط الدولية وقرارات الأمم المتحدة؛ فليس لدولة بمفردها تقرير مصير دول أخرى".

يُذكر أنَّ الدول الموقّعة على الاتفاق النووي أبدت اعتراضها على العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على طهران، وأبدت تمسكها بالاتفاق واستكماله.

وتهدد الولايات المتحدة أيضًا الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق والشركات التي ستستمر في تعاملاتها مع إيران بفرض عقوبات عليهم؛ وإثر ذلك قد تقع شركة ألمانية في ورطة نتيجة رغبتها في إبرام صفقات تجارية بينها وبين طهران وواشنطن، وقد بررت الحكومة الأمريكية موقفها بأن مواصلة الاتفاق يزيد الجانب الإيراني من بناء الصواريخ البالستية.

وفي السياق، قال "ألكسندر فان دير بيلن" رئيس جمهورية النمسا: إن النمسا ودول الاتحاد الأوربي يرغبون في دعم الاتفاقية واستمرارها، ووصفوها بأنها "عنصر أساس في عدم انتشار الأسلحة النووية".

الكابوس الذي تعيشه تركيا بعد انتخابات 24 يوليو

وعلى الصعيد التركي نشرت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينى تسايتونج" مقالاً للكاتب "بولنت موماي" بعنوان: "الواقع الذي تعيشه تركيا بعد انتخابات 24 يوليو يكاد يكون أسوأ من أي كابوس"، مشيرًا إلى أنه في حياته المهنية كصحفي متخصص في الشأن التركي شاهد عمليات الاعتقالات الموسعة التي استهدفت بعض زملائه، حتى بما فيها هو نفسه، وتابع مسيرة تركيا انطلاقًا من الحكم الديموقراطي- وإن لم يكن ديموقراطيًا خالصًا- وصولًا إلى الحكم الاستبدادي تحت قيادة أردوغان وخروجه من ركْب الديموقراطية، والآن فاز أردوغان مرة أخرى بالانتخابات الرئاسية.

وتابع كاتب المقال: "لقد قمتُ مسبقًا بتوضيح طريقة تعامل أردوغان مع المحاولة الانقلابية في 15 يوليو 2016، ومن ثم حاولتُ تصور المسار الذي ستسلكه تركيا فيما بعد، غير أن ما تشهده أنقرة اليوم بعد انتخابات 24 يونيو يُظهر أن الواقع أسوأ بكثير من أي كابوس!

 فبعد صدور نتيجة الانتخابات الأخيرة يوم الاثنين 25 يونيو خرج مؤيدو أردوغان إلى الشوارع احتفالاً بالفوز، وأطلقت مجموعة منهم الأعيرة النارية في الهواء، مرددين شعارات: "نعم أردوغان"، فيما وقفت الشرطة التي تتعامل مع المعارضة بوحشية وبصرامة مكتوفة الأيدي أمام هذه المسيرة. 

وتصدرت دعوى "دولت بهتشلي"، زعيم حزب الحركة القومية، الصحف التركية صباح الثلاثاء مستهدفًا فيها الصحفيين الذين انتقدوه هو وحزبه قبل الانتخابات، وسردهم بالاسم معلقًا بقوله: "لن ننساكم".

وتطورت الأحداث يوم الأربعاء بعد قتل أحد الأعضاء التابعين لحملة حزب العدالة والتنمية على أيدي أتباع حزب العمال الكردستاني الإرهابي، وبدلاً من أن يقوم وزير الداخلية بواجبه تجاه هذه الفعلة بالبحث عن الجناة والقبض عليهم، هدّد حزب الشعوب الديموقراطية قائلًا: "لن نتركم تعيشون هنا بعد الآن".

ويوم الخميس، ولوقف عمليات حزب العمال الكردستاني، واصل وزير الداخلية تشويه صورة المعارضة، فأصدر تعليمات بعدم السماح لمسؤولي حزب الشعب الديموقراطي بحضور جنازات الجنود الذين قُتلوا.
 
فشل المفاوضات في جنوب سوريا

وإلى الأوضاع السورية حيث طالعتنا صحيفة "دي تسايت" بتقرير تحت عنوان: "فشل المفاوضات في جنوب سوريا"، لفت إلى أن المنطقة المحيطة بمدينة "درعا" – جنوبي سوريا– تُعدُّ آخر المناطق الواقعة تحت قبضة المتمردين، لذا فإن هذه المنطقة مُهددة بتفاقم وتصعيد الأحداث، لا سيما بعد فشل المفاوضات بين المتمردين والممثلين الروس من الوصول إلى حلول سلمية، حيث رفض المتمردون الاستجابة لمطلب موسكو بالتخلي عن أسلحتهم الثقيلة مرة واحدة، على الرغم من أنهم كانوا على استعداد لنزع السلاح، ولكن تدريجيًا، وبذلك أُغلق باب المفاوضات دون جدوى!

جدير بالذكر أن القوات الموالية لبشار الأسد وروسيا تشن هجومًا ضاريًا على المتمردين، على الرغم من أن المنطقة المحيطة بمدينة "درعا" تنتمي لاتفاق مناطق خفض التصعيد، وبالنسبة لروسيا فهي تدعم حليفتها سوريا بالضربات الجوية، وحسبما أفاد المتحدث باسم الجيش السوري الحر؛ فإنه بعد فشل المفاوضات شنت ضربات جوية أخرى، حيث ضربت الطائرات المقاتلة والهيلوكوبتر مواقع قريبة من مدينة درعا.

وقد أسفرت الضربات عن نشوب موجة من الهروب الجماعي للسكان، وفر نحو 40000 شخص إلى الحدود مع الأردن، حسبما أفادت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين، ومن جانبها أغلقت الدولة المجاورة حدودها مع سوريا، بعدما سجلت الأردن نحو 650000 سوري لديها كلاجئين.

دول الخليج العربي بإمكانها تغيير سياسة أوروبا تجاه إيران

ونشر موقع أودياتور" تقريرًا بعنوان: "دول الخليج العربي بإمكانها تغيير سياسة أوروبا تجاه إيران"، لفت إلى أن الاحتجاجات التي تهز أرجاء إيران تعد علامة بارزة على تذبذب وكساد الاقتصاد وتدهور النظام الإسلامي الثوري الإيراني، ومن هنا تتاح الفرصة أمام دول الخليج العربي للعب دور مهم في تجفيف منابع الإرهاب وتخفيف عمليات تمويله التي يدعمها النظام الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من خلال اقناع الدول الأوروبية بوقف استثماراتها في إيران.

وما يوضح ذلك، الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية كردة فعل على السياسة الخارجية الألمانية الداعمة لإيران تحت قيادة "أنجيلا ميركل"، فولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، الذي يشعر بالإساءة الشديدة من الحكومة الألمانية، أوقف علاقته مع الحكومة الاتحادية، ففي عام 2017 سحبت الرياض سفيرها من العاصمة الألمانية "برلين" كردة فعل وعقاب على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الألماني السابق "سيجمار جابرييل" من أن ألمانيا لا تقبل المغامرة التي انتشرت في الأشهر الماضية، في إشارة وتلميح إلى مساعي المملكة العربية السعودية لوقف هيمنة حزب الله وإيران من التوسع في البلاد.

وعلى الصعيد الاقتصادي، ذكرت وكالة أنباء "بلومبرج" أن الوزارات السعودية أصدرت تعليمات بعدم تجديد العقود مع الشركات الألمانية التي يمكن الاستغناء عنها، وفي مقدمة ذلك بعض استثمارات البنك الألماني في المملكة، ومشاركة المؤسسات المالية الألمانية في اكتتاب شركة "أرامكو" السعودية المتخصصة في مجال الطاقة، وتصنف عملية الاكتتاب هذه على أنها الأكبر من نوعها على مر العصور.

وتفيد بيانات بأن صندوق الثروة السيادية للرياض يُقدّر بــ 700 مليار دولار، ويبلغ استثمارات صندوق المعاشات التقاعدية نحو 70 مليار دولار، وهذه المبالغ وحدها تعطي المملكة الفرصة في التأثير على من يجول بخاطره الاستثمار في إيران، فمن الممكن أن تضعه المملكة بين خيارين؛ إما التعامل مع الرياض، وإما مع طهران، وليس مع كليهما.

ما هي الخطوات السعودية المقبلة؟

صرحت صحيفة "فاينانشيال تايمز" مؤخرًا بأن الاقتصاد الإيراني على حافة التراجع والانكماش، فيما أفادت تقارير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الأمم المتحدة في انتظار أن توقف جميع الدول واردتها النفطية من إيران، وذلك حتى 4 نوفمبر.

من جانبه، أوضح المورّخ "ميشائيل روبين" أن إيران شأنها شأن الاتحاد السوفيتي والأنظمة الأخرى القائمة على القمع بدلاً من نظام الشورى والإجماع؛ لذا فسيقع النظام حتمًا، وليس السؤال الدائر هل سيقع النظام أم لا؟ وإنما متى سيقع؟

وبالنظر إلى موجة الاحتجاجات التي تجوب أرجاء البلاد والكساد الاقتصادي والأموال التي يرسلها النظام خارج البلاد، والنهاية الوشيكة والحتمية التي ينتظرها "خامنئي"، يمكننا القول بأن الإجابة على هذا التساؤل باتت وشيكة لا محالة، وأن لدول الخليج العربي بقوتها الاقتصادية الكبيرة فرصة هائلة للتأثير على تحويل دفة السياسة الأوروبية تجاه إيران، وعند استغلالهم هذه الفرصة والإمكانيات فستكون هذه النقطة الحاسمة في الحرب الاقتصادية ضد النظام الإيراني.
 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا