الصحافة الألمانية| تقارب واضح بين هتلر وترامب.. و75 عامًا من الصداقة المصرية الروسية

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة – فارس طاحون
 
هتلر وترامب.. تقارب واضح وسياسة واحدة

أشار موقع "ماذ أونلاين" إلى تصريحات وزير الدفاع الإيراني العميد "أمير حاتمي" حول سياسة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، حيث انتقد هذه السياسة نقدًا لاذعًا، مقارنًا إياها بسياسة "أدولف هتلر"، مشيرًا إلى ما وصفها بــ"انتهاكات ترامب" للعهود والمواثيق الدولية، كالاتفاق النووي الإيراني، والذي انسلخ منه بحجة عدم جدواه في الحيلولة دون استكمال المشروع النووي الإيراني، وبذلك دق ناقوس الحرب معلنًا صافرة البداية.

 وأضاف حاتمي: "إذا لم يقف العالم أجمع، وخاصة إيران، حائلًا أمام تلك الانتهاكات الدولية والحقوقية، فعلينا ترقب ظهور هتلر جديد". ونفى الوزير الإيراني تصريحات ترامب حول رغبة ومساعي طهران في خلق موجة مُلَبدة بالصراعات العسكرية؛ معللًا ذلك بأن بلاده تعي جيدًا عواقب الحرب؛ فقد تعلمت الدرس في حرب العراق، وما تكبّدته من أضرار عسكرية واقتصادية؛ لهذا فليس لدى طهران مساع لإعادة الكرّة مرة أخرى.

وأرجع حاتمي أسباب ودوافع الضغوطات الأمريكية على بلاده إلى سياسة الاستقلال التي يصرون عليها، مضيفًا أنَّ العقوبات الأمريكية وضعت الاقتصاد التركي في موضعٍ لا يُحسد عليه، لا سيما وأنَّ توقيت دخول المرحلة الثانية من العقوبات حيز التنفيذ على الأبواب، مستهدفة بذلك القطاعات الرئيسة في البلاد؛ ما يعني احتمالية التراجع في تطبيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

من جانبه يرى مستشار الأمن الأمريكي، "جون بولتون"، أنَّ أمريكا لا تسعى بهذه العقوبات إلى سقوط النظام الإيراني بقدر مساعيها في إحداث تغييرات جوهرية في السياسة العامة له؛ فتطبيق أقصى حد من العقوبات من شأنه الحيلولة دون تجاوز السياسة "الخبيثة" لطهران حدودها الجغرافية؛ واتهم وزير الخارجية الأمريكي، "مايك بومبيو"، القيادة الإيرانية بسعيها الدؤوب إلى زعزعة الاستقرار في الخارج، مشيرًا إلى دعم طهران للقيادة السورية والميلشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن. 

في سوريا.. حرب أهلية دولية

وعلى الصعيد السوري، نشرت صحيفة "شبيجل أونلاين" تقريرًا للكاتبين "دومنيك بيترز" و "كريستوف سيداو" بعنوان: "الحرب الأهلية الدولية"، مفاده أن عام 2017 يُعدّ العام الأسود في تاريخ الحرب الأهلية السورية؛ وذلك لانعدام سُبل الرعاية للسوريين؛ والسبب لا يَكمن فقط في الحرب الدائرة، ولا في البنية التحتية المدمرة، وإنما أيضًا في استمرار عمليات الجفاف التي سادت معظم البلاد؛ ما أدى إلى تراجع إنتاج القمح هذا العام، كما حدث عام 1989، في حين أنَّ الحكومة السورية كانت تُصدّر قبيل الحرب الأهلية الدائرة ما يناهز 1.5 مليون طن قمح سنويًّا، أم الآن فقد باتت بحاجة إلى استيراد الكمية نفسها.

وعلى الصعيد السياسي، تُحذر منظمات الإغاثة الدولية من وقوع كارثة إنسانية في مدينة إدلب؛ نتيجة استعداد الأسد لاستهداف المدينة، وأضاف التقرير أنَّ الاتفاق التركي الروسي في "سوتشي" لعب دورًا جوهريًا في هذا الشأن، حيث نَص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول المواجهة مساحتها من 15 إلى 20 كيلومترًا، ويبدوا أنَّ الاتفاق يجري دخوله الآن حيز التنفيذ؛ فمن جانبها أعلنت تركيا سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة المتفق عليها حول إدلب، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي، "سيرجي لافروف"، عن سعادته بهذا الأمر، وقد انسحبت أيضًا بعض الميلشيات الموالية للأسد من المنطقة.

واعتبر التقرير أنَّ تحالف المتمردين الأكثر نفوذًا في إدلب، هيئة تحرير الشام، ليس لديه مساعي في تطبيق اتفاق سوتشي، في الوقت الذي لا زال الأسد متمسكًا باسترداد المدينة، بيدَ أنَّ الجيش السوري يبدو منهكًا بعد انقضاء سبع سنوات من الحرب الأهلية؛ بدليل العفو عن الهاربين؛ للاستفادة بهم في الخدمة العسكرية.

ونوه التقرير إلى أنَّ الكرملين متورط أيضًا في الحرب السورية متعددة الجبهات، وكذلك متورط في الحرب الإسرائيلية الإيرانية الباردة، حيث تستغل الحكومة في طهران أذرعها الشيعية الموالية لها المتواجدة في سوريا في مواجهة القوات الإسرائيلية خارج الأراضي السورية، حيث استهدفت الأخيرة قواعد ومراكز إيرانية في سوريا، فضلًا عن استهداف مواقع إيرانية أخرى في مناطق ريفية نائية، كانت تقع تحت سيطرة قوات الحرس الثوري.

واختتم التقرير بأنَّ روسيا تتدخل في أزمة إدلب والصراع الإسرائيلي الإيراني، غير أنها لا تريد المخاطرة بتصعيد كلي على أي جهة من الجهتين؛ ويؤكد ذلك صورة نشرها نتنياهو قبيل أيام حول مكالمة هاتفية أجراها مع بوتن، وأنهما بصدد لقاء مرتقب.

منظومة التعليم الإيرانية لم تسلم من تبعات النظام الحاكم

وفيما يتعلق بالأوضاع الإيرانية الداخلية، وتَبعات سوء النظام الحاكم والوضع الاقتصادي المُتردِي، طالعنا موقع "مينا وتش" بتقريرٍ أكد أنَّ منظومة التعليم الإيرانية أخذت نصيبها من توابع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران وما خلف ذلك من كساد اقتصادي، ومن مساوئ سياسة النظام الحاكم في البلاد، حيث أضرب المعلمون الإيرانيون في عددٍ من المدارس عن دخول قاعات المحاضرات على مدار يومين، فضلًا عن دعوة الإدارة التعليمية إلى عقد جلسات مع روابط اتحادات المعلمين؛ للاحتجاج على سوء الإدارة وتدني مستوى الأجور والتصنيفات التعسفية، مهددين باستمرار الإضراب حال عدم التجاوب مع مطالبهم، وقد رفعوا لافتات مكتوب عليها "لا للتهميش…لا للخصخصة".

وتطرق التقرير إلى السياسة التعسفية التي ينتهجها النظام تجاه المعلمين، فالعديد منهم يقبعون داخل السجون، من بينهم محمد حبيبي، الذي عمل كمدرس لمدة 18 عامًا، وهو عضو في جمعية المعلمين للدفاع عن حقوقهم؛ والذي اعتُقل بسبب أنشطته الحقوقية وحُكم عليه بالسجن لمدة 6 أعوام بتهمة الإضرار بالأمن العام، وختامًا أضاف التقرير أنَّ الجمهورية الإسلامية لا تعترف باستقلالية النقابات، وتُصنِف أنشطتها بكونها معارضة للنظام.

من أجل مجتمع متنوع وحر

نشر موقع "دوم راديو" تقريرًا أفاد بتدشين حملات للقيام بتظاهرة كبيرة في العاصمة الألمانية "برلين"، كردة فِعل على سياسة وأيديولوجية حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للإسلام واللاجئين؛ من أجل مجتمع مستنير ومتنوع ومتكاتف، وحملت تلك التظاهرة شعار: "غير قابل للتجزئة… التضامن بديلًا عن الإقصاء"، مستهدفة بذلك موجة العنصرية التي سادت ألمانيا، ويُتوقع مشاركة 40000 شخص في هذه التظاهرة من جميع الولايات الألمانية، حسبما أفاد المتحدث باسم التظاهرة في أحد المؤتمرات الصحفية.

 وأشار الكاتب إلى أنَّ ما يزيد عن 4500 مؤسسة وأفراد مستقلين دعوا إلى هذه التظاهرة، من بينهم الممثل "بينو فورمان" ومنظمة العفو الدولية.

ليست فقط ضد الإسلام والمهاجرين

وترى المتخصصة في علم الاجتماع، "نايكى فروانتان"، أنَّ الأحزاب اليمينية المتطرفة تخلق جوًّا ملبدًا بالكراهية في أوروبا، وهذا الجو يستهدف كل شكل من أشكال التعددية، ولا تستهدف اللاجئين والإسلام فحسب، وإنما تستهدف أوروبا بأكملها كمنطقة تمتاز بالتعددية؛ بهدف إحداث خلل في المجتمع وخلق جو مليء بالعنصرية والكراهية، كما كان سائدًا قبل 100 عام، على الرغم من أن مبدأ المساواة قد بات مكفولاً دستوريًا.

التصعيد الأمريكي ضد إيران

نشر موقع "قنطرة" في نسخته الألمانية، تقريرًا للكاتب "علي صدرزاده" تحدث عن التصعيد المُرتقب من الولايات المتحدة ضد إيران، حيث سيتم إضافة عقوبات جديدة في نوفمبر المقبل، وبمزيج من الخوف والتوتر وعدم اليقين؛ ينتظر الإيرانيون تلك اللحظة؛ حيث أعلن ترامب تصعيدًا غير مسبوق ضد طهران، على حد زعمه، وفي نفس الوقت تتزايد التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ.

محمود سريع القلم، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو أستاذ بجامعة الإمام الصادق بطهران ويبلغ من العمر60 عامًا، وصف الوضع الحالي بين الولايات المتحدة والصين بأنه وضع الصراع من قبل القوتين العُظمتين من أجل السيطرة على العالم في المستقبل، وأضاف في هذا الصدد: "يجب على إيران أن تتأهب لأمريكا وتستعد لمخاطر الطوفان".

مستشار رئاسي لكنه يفضح النظام

يتمتع سريع القلم بشيء من الحرية ولا يعترف بالمحظورات، وهو ناشط جدًا على شبكات التواصل الاجتماعي، ولغته واضحة وصريحة ويقتحم كل المواضيع المحرمة والمحظورة، حتى أن بعض خصومه من داخل دوائر السلطة يتهمونه بأنه من "الطابور الخامس" بسبب وضوح لغته، ولذلك فهو مُهدد أيضًا من قبل النظام بأن يلقى مصير مستشارين رئاسيين سابقين للجمهورية الإسلامية، والذين جرى إعدام البعض منهم ونُفي الآخرون، بل ووصل الأمر لتعرض بعضهم للاغتيال. زاريو لجلام يعلن بصراحة عدم قدرة إيران على تحمل العقوبات الإضافية التي يرغب ترامب في تطبيقها على إيران، وأضاف في هذا الصدد: "يجب على إيران أن تستعد لعواقب ذلك بكل قوة".

ترامب يخطط لمواجهة إيران

في إيران باتت العواصف العنيفة تهب من جاهات مختلفة، بينما يجلس على رأس السلطة مجموعة متناطحة وتبدو عاجزة، فهل ستمر السنة الأربعين على الجمهورية الإسلامية في ظل هذه العواصف دون أن تسقط في وحل المواجهة مع الشعب الإيراني الذي ستزداد معاناته بعد هذه العقوبات الجديدة.

أردوغان يحاول التأثير على جنوب أوروبا

نشر موقع "فيلت" تقريرًا للكاتب "باريوس كلوني" بعنوان: "كيف يعمل أردوغان على شراء جنوب أوروبا؟" تحدث عن تعثر المشروع التركي في دول مثل صربيا وألبانيا والمجر بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة، محاولاً زيادة نفوذه في هذه البلدان من خلال المال في شكل استثمارات وقروض، وبناء المساجد والبنوك والمطارات، لدرجة أن من يعرف تركيا فسيشعر وهو في برشتينا (عاصمة كوسوفو) بأنه في تركيا؛ فمعظم المباني الحديثة والبنوك والمكاتب مشابهة لمباني إسطنبول تمامًا؛ فقد شُيدت هذه المباني من قبل نفس الشركات التركية في الأساس.

كما يعدّ مطار بريشتينا من الداخل والخارج نسخة مصغرة من مطار أتاتورك في إسطنبول، فتركيا من حيث الشكل هي كوسوفو، وكوسوفو هي تركيا – كما قال ذلك أردوغان عام 2013م.

وأضاف التقرير أن تركيا متواجدة بقوة في البوسنة والهرسك، حيث يجري بناء الطريق السريع من قبل الشركات التركية، وفي صربيا يقوم المستثمرون الأتراك ببناء وتشغيل 20 محطة للطاقة، كما تُعدُّ أنقرة ثالث أهم شريك تجاري لكوسوفو، بينما هي الأهم في صربيا على الإطلاق، وتركيا أيضًا منتشرة على نطاق واسع في الدول التي خلفت يوغسلافيا مثل بلغاريا ورومانيا.

وتعد هذه هي القوة الناعمة لتركيا في الوقت الحالي، فقد تمكنت من أن تصبح جهة فاعلة ومؤثرة نسبيًا في هذه المنطقة، فهناك حوالي 10.000 من الأتراك العرقيين يعيشون في هذه البلدان؛ من بينهم سبعة ملايين مسلم معظمهم في ألبانيا ومقدونيا وكوسوفو والبوسنة، وما زال مسلمو البوسنة بالأخص يحافظون على علاقات وثيقة مع تركيا؛ فقد شعروا بالغدر أثناء الحرب الأهلية اليوغسلافية في وسط أوروبا، إثر ذبح عشرات الآلاف في التسعينيات دون أن يحرك الغرب ساكنًا لوضع حد لهذه المجازر، بل كان موقف الغرب متخاذلاً؛ كون أغلب الضحايا كانوا من المسلمين، بالإضافة إلى ذلك فقد فرَّ عدة ملايين من المسلمين بعد حروب البلقان في الفترة من 1912 إلى 1913 إلى تركيا، ويشعر أحفادهم بأنهم مرتبطون بالمنطقة حتى اليوم، ولدى العديد من المسلمين في البلقان أقارب من تركيا.

إسرائيل عقبة إيران في الهيمنة على الشرق الأوسط

نشر موقع "مينا وتش" تقريرًا عن رغبة إيران في الهيمنة على الشرق الأوسط، وتحدث عن موقف الدول الإسلامية السنية والعربية من الرغبة الإيرانية في الهيمنة على المنطقة، وأكد أن العقبة الأساسية أمام إيران ليست الدول العربية ولا الدول السنية؛ إنما هي إسرائيل. ولسوء الحظ فإن الكثير من دول العالم العربي، وخاصة منذ انطلاق ما يسمى بالربيع العربي، مرت بأزمة اجتماعية سياسية خطيرة، والتي خلقت خلافًا وفراغًا سياسيًا حاولت أن تستغله النخبة الثورية البراقة في إيران، وهذا الأمر يفسر صعود حزب الله في لبنان وزيادة تأثير الحوثيين الشيعة في اليمن.

ولا يزال البرنامج النووي الإيراني وزيادة نفوذ المليشيات التابعة لإيران يقلقان الكثير من الدول السنية؛ فهي لا تقوى على كبح النفوذ الإيراني في سوريا والعراق؛ فمصر الدولة السنية القوية مُنهمكة بشكل قوي في قضاياها الداخلية بعد فترة الاضرابات الماضية، وليس لها فائض من الطاقة لكبح النظام الإيراني عن أطماعه، وتركيا السنية فضلت عدم المواجهة مع إيران بسبب القضية الكردية والحفاظ على التوازن القوي بالمنطقة.

 ومن جانب آخر أدى نسيان العداء بين السُنة وإسرائيل – وفي ظل غياب مفهوم الأمن الشامل بالنسبة للعالم السني والعربي – إلى أن إسرائيل باتت وحدها معارض طموح الهيمنة الإيرانية، لذا تسعى إيران إلى تحييد القوة العسكرية الإسرائيلية من خلال حصارها بوكلائها في المنطقة من مليشيات ومنظمات بل وحتى رؤساء بعض الدول، والذي يسعون لتنفيذ الأجندة الإيرانية، والتي من بينها إيصال رسالة لإسرائيل عن طريق الصواريخ التي تطلق من سوريا ولبنان بهدف تحييد القوة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.

كيف يواجه العالم مشكلة التضخم؟

نشر موقع "فيلت" تقريرًا للكاتب "دانيال اكرت" بعنوان: "كيف يواجه العالم مشكلة التضخم؟"، وتحدث عن معاناة دول مثل إيران وفنزويلا وتركيا من مشكلة التضخم، وامكانية انتقال هذه العدوى إلى العديد من بلدان العالم.

 ويشير التقرير إلى سُبل مكافحة تلك المعضلة والحد منها؛ حتى يمكن تجنب مخاطر هذا المرض الاقتصادي العضال، فمهما حاول النظام الإيراني التكتم على الحالة الاقتصادية الصعبة فإن هناك أمرًا واحدًا يزداد وضوحًا؛ فالجمهورية الإسلامية تحت حصار صارم بسبب التضخم. في أسواق طهران ترتفع أسعار السلع الأساسية بحدة كل يوم تقريبًا وتزداد أسعار المنتجات المعروضة.

وقد أثار هذا الوضع الصعب بالفعل الاحتجاجات وأدى إلى الكثير من الاضطرابات بين المواطنين، بل من المتوقع أن تزداد الأمور سوءًا لأنه من الممكن في ظل الأوضاع الحالية أن تخرج مشكلة التضخم في إيران عن السيطرة. إن الأمة الإيرانية التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة مُعرضون للخطر بسبب احتمال إصابة اقتصادها بالتضخم المفرط حال استمرار وتيرة ارتفاع المعدل هذا المنوال.

ويقول "ستيف هانكه"، أستاذ الاقتصاد التطبيقي بجامعة جونز هوبكنز والخبير في تشخيص وعلاج التضخم: إن تقديرات صندوق النقد الدولي (IMF) بالنسبة لمعدل التضخم في البلاد الغنية بالنفط مثل إيران لعام 2018 بلغ 12%، بينما وصل معدل التضخم السنوي في الوقت الحالي إلى284 نقطة، وهذا هو القياس الوحيد الدقيق بالنسبة لمشكلة التضخم في إيران. ويتحدث الاقتصاديون عن التضخم المفرط (الجامح)، والذي تصل فيه نسبة الارتفاع إلى50 نقطة، بينما تبلغ في التضخم السريع إلى20نقطة. في ألمانيا في الفترة التي تلت الحرب العالمية وحتى حدوث الوصول لذروة التضخم الجامح في عام 1923م حين انهارت العملة الألمانية حدث هذا النوع من التضخم.

وفي جمهورية فايمار– جمهورية نشأت في ألمانيا في الفترة من 1919 إلى 1933– أدى التضخم الجامح إلى أن جزءًا كبيرًا من الطبقة البرجوازية فقدت مدّخراتها وتمزق نسيج التماسك الاجتماعي، وهذا كله أكد أن التضخم ليس نتيجة للخسارة في الحروب فقط كما يقول البعض. وحتى في التاريخ القريب حدثت مجموعة من الأزمات النقدية الخطيرة في أفريقيا، وبالتحديد في زيمبابوي، حيث انخفضت قيمة العملة المحلية حتى فقدت قيمتها تقريبًا.

وتشهد فنزويلا في أمريكا اللاتينية حاليًا أزمات نقدية شديدة مماثلة؛ فمعدل التضخم للعملة الوطنية "البوليفار" يقدر حاليًا بمليون في السنة. وبالنسبة للريال الإيراني فقد أشار صندوق النقد الدولي إلى أن معدلات التضخم السنوية تصل إلى 49% منذ عام 1980مقابل نسبة 19% في المتوسط بالنسبة للأعوام السابقة، ولم يسبق أن وصل معدل التضخم لما هو عليه اليوم.

تدابير صارمة من أجل مقاومة التضخم المفرط

في طهران تواجه القيادة السياسية مُعضلة حقيقة تتثمل في عجزها عن السيطرة على ارتفاع معدل التضخم، وباتت الحاجة ضرورية لاتخاذ تدابير لا تحظى بشعبية، الأمر الذي يمكن أن يثير المزيد من الاحتجاجات والتظاهرات في الشارع الإيراني، وهذا أيضًا ما يُكبل يد تركيا عن مقاومة هذا المرض الاقتصادي القاتل، وأدى ذلك إلى قفز معدل التضخم في إمبراطورية أردوغان إلى 24.5٪، وهو ضعف ما كان عليه في العام الماضي.

العراق مفتاح التنمية للشرق الأدنى والأوسط

نشر موقع "تسايت دي إيه" تقريرًا للكاتبة "بريجيت سيفنسون" تحدث عن مستقبل العراق وأثره على المنطقة، وأكد أن الثروة القومية للعراق ومعظم الدول العربية تتمثل في الشباب القادر على أن يعيد أمجاد الماضي وعراقة التاريخ؛ ما يبعث على التفاؤل بقدرة هذه الدول على الخروج من هذا المأزق حال استغلال هذه القوة الجبارة.
وأضاف التقرير أن العراق هو مفتاح التنمية للشرق الأدنى والأوسط، وفي العراق تتجلى قدرة هذه المنطقة؛ ففي الماضي كانت العراق مهدًا لحضارة بلاد ما بين النهرين، وبالأمس باتت العراق منبعًا للإرهاب الذي انتشر في العالم وأدى إلى انتشار الحروب في العديد من الدول مثل ليبيا واليمن، وافتعال الكثير من الأزمات في منطقة الخليج، وكارثة اللاجئين في الأردن والحروب بالوكالة بين العديد من الدول، بل إن الإرهاب الذي ظهر في مصر لم يكن تخيله لولا حدوث كارثة العراق.

وبدون ظهور الجماعات الدينية المتطرفة التي سمحت بها الإدارة الأمريكية لم يكن هناك وجود للحرب الأهلية في سوريا واليمن، بل ما كانت إيران لتعزّز قوتها وتبسط نفوذها على المنطقة، حتى أن هذه النزاعات الدموية حول السيادة في الشرق الأوسط من الممكن أن تتحول إلى حروب عالمية في أي لحظة، وهذا هو النظام العالمي الجديد، الذي خططت له الولايات المتحدة الأمريكية بغزوها للعراق عام 2003م.

زيادة الاستبداد والديكتاتورية

يشكك الكثيرون في الارتباط بين ما يسمى بالربيع العربي في بلدان تونس ومصر وبين كارثة العراق، لكن تبقى الحقيقة الواضحة أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش كان يتوقع حراكًا في العواصم العربية تزيح المستبدين في كل من سوريا واليمن وليبيا، لكن ما حدث كان العكس تمامًا فقد زاد المستبدون الدكتاتوريون والطغاة وأصبحوا أكثر عنفًا ووحشية، والحجة المزعومة من قبل الإدارة الأمريكية آنذاك بالرغبة في عراق جديد ظهر زيفها؛ وبات هناك أكثر من عراق مستبد؛ فصارت سوريا واليمن وغيرهما.

75 عامًا من الصداقة المصرية الروسية

نشر موقع "نيوزورشر تسايتونج" تقريرًا للكاتب "دانيال اشتاين فورس" أكد أن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتن" يملكان الكثير من الملفات المشتركة والأهداف القوية التي يعمل الطرفان على تحقيقها في منطقة الشرق الأوسط، لذلك تكررت زيارات الرئيس المصري لروسيا مؤخرًا، وهذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها الرئيس السيسي روسيا من أجل تحقيق المكاسب لكلا البلدين.

كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مسرورًا بزيارة بوتين في منتجع سوتشي الروسي، ويبدو أن الزعيمين يفهمان بعضهما البعض جيدًا، وهو ما انعكس في صورة التناغم والاتفاق بين الجانبين في معظم القضايا والأصعدة.

يلقى الرئيس المصري ترحيبًا كبيرًا في روسيا؛ بسبب الشراكة الاستراتيجية القوية، ووفقًا لمستشار الكرملين "يوري أوشاكوف" فإن هذه الصداقة يجري تعزيزها بعقود جديدة، تشمل شراء الأسلحة والتعاون العسكري والتجاري، والتأكيد على توافق الرؤى بين الجانبين بخصوص العديد من القضايا الإقليمية، فالسيسي يدعم وحدة الأراضي السورية، كذلك الأمر في ليبيا يدعم كلا البلدين اللواء "خليفة حفتر"، الذي يسيطر على الجزء الشرقي من البلاد.

وتشعر مصر بالامتنان تجاه روسيا حتى اليوم بسبب بناء السد العالي، وقد أشاد الرئيس المصري بالصداقة التي تجمع البلدين منذ أكثر من 75 عامًا، فقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفييتي ومصر في أغسطس 1943م بعد أن انحازت مصر إلى جانب القوى المناهضة لهتلر، وظلت العلاقة وطيدة بين الطرفين على الرغم من بعض التقلبات التي حدثت في فترة السادات وبعد الحادث الأخير الذي قُتل على إثرة العديد من الروس في منطقة سيناء، لكن سرعان ما عادت العلاقات إلى طبيعتها. وتقوم السياسة الخارجية لمصر في الوقت الراهن على الانفتاح على الجميع؛ ولذلك تحافظ على علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة أيضًا؛ فباب السياسة الخارجية للدولة المصرية لا يزال مفتوحًا للجميع دون استثناء.  

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا