الصحافة الألمانية | فيبرلين أيضًا عنصرية.. والإيرانيون يخشون حكومتهم أكثر من كورونا

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة


تركيا بين القومية والإسلامية

نشر موقع "هايسه" نقلًا عن موقع "تليبوليس" تقريرًا للكاتبة "إليكا داجلايت"لفت إلى الوضع التركيوالمشاكلالمتتاليةللرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته؛ فبدلًا من أن تصبح تركيا منارة للإسلام الليبرالي المعتدل، باتت تمثل تهديدًا للغرب والشرق بسبب سياستها الخارجية العدوانية.

وأضاف التقرير أن الحكومات الغربيةكانتتأمل أن تصبح تركيا منارة على يد الحزب الحاكم"العدالة والتنمية" قبل 18 عامًا، وكانت لديها أيضًا آمال كبيرة في بلد ديمقراطي ليبرالي دعمه الكثيرون في الخارج، مثل حزب الخضر الألماني،غير أن أنقرةباتتفي عزلة دولية اليوم بسبب سياستها الهمجية والخطر المتنامي لحكم الفرد الفاشي المتأسلم.
تركيا أردوغان صارت أزمة بدلًا من أن تكون بارقة أمل

في بداية الثورات العربية عام 2011كانت تركيا تمثل نموذجًا للعالم الإسلامي، وبالنسبة لمن يجهل تاريخ أردوغان ولم يكتشف توجهه السياسي الحقيقي تجاه الإسلام السياسي، كان من الممكن أن يصدق أن تمثل الدولة بارقة أمل لنجاح مشروع الإسلام السياسي، لكن عندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، ظهر كمدافع عن الطبقة الاجتماعية المسلمة والمحافظة، والتي كانت غير راضية عن الحكومة السلطوية العلمانية(القومية الكمالية) لـ "بولينت إسيفيت"، رئيس الوزراء التركي آنذاك.
وعلى الصعيد الدولي دعا الحزب الحاكم إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والمزيد من الديمقراطية، والإصلاحات في العديد من القطاعات لصالح حقوق الإنسان والأقليات، ودعا للتفاوض مع حزب العمال الكردستاني، ومن ثمّ استطاع الحزب الفوز في الانتخابات العامة عام 2011 وحصل على 50٪ من الأصوات.
وهكذا استمرت شعبية الحزب على هذا المنوال تقريبًا حتى احتجاجات غازي عام 2013، وبدأت بعدها شعبية أردوغان وحزبه في التراجع حتى عام 2015، حين دخل الحزب الديمقراطي اليساري المؤيد للأكراد البرلمان، ومنذ ذلك الحينفقد الحزب الحاكم أغلبيته المطلقة، ولم يعد يعرف لمحادثات السلام طريقًا ولا للإصلاحات منهجًا،كما ظهر الحزب على حقيقته؛ فبعد الهزيمة في العديد من الانتخابات المحلية والتراجع في الانتخابات العامة، ردت الحكومة بحصار المدن الكردية في الجنوب الشرقي.
 وقد تحول أردوغانإلى حاكم مستبد،حيث لجأ إلى الوسائل القمعية لتشويه المعارضة، لا سيما حزب الشعوب الديمقراطي الذي جرى انتخابه لأول مرة في البرلمان عام 2015، واتُّهم من قِبل الرئيس بالإرهاب، وأصبح المعارضون فجأة إرهابيين، مثل حركة مبادرة السلام للأكاديميين عام 2016، والتي أعلنت انتقادها للحرب على الجنوب الشرقي الكردي؛ فجاء رد الحكومة التركية بتصنيفها حركة إرهابية، وألقت القبض على 27 عالمًا، وفقد مئات من الأكاديميين الذين وقّعوا على العريضة وظائفهم.
تقول السيدة روزا بورك، المتخصصة في الشئون السياسية والديمقراطية: إن السلام في تركيا بات يمثل عملًا إرهابيًّا، وإن الانقلاب الفاشل الذي اتُّهمت فيه حركة كولن دون أي دليل، تسبب في إثارة الرعب لدى الحكومة من فقدان السلطة.
خيبة أمل على الصعيد الدولي

لم يعد هناك اليوم حرية ولا عدالة، وولّى الكثير من المواطنين الأتراك ظهورهم للحزب الحاكم، وأظهرت استطلاعات للرأي تراجع شعبية أردوغان وحكومته لأقل من 40%، ويتكرر هذا الأمر على الصعيد الدولي، حيث باتت تركيا في عزلة دولية بسبب انتهاكات الحكومة التركية لحقوق الإنسان ضد المعارضة والأقليات العِرقية في البلاد.
الأتراك يعلنون خصامالإسلام السياسي

جهود أردوغان لإدخال الإسلام السياسي في تركيا على غرار جماعة الإخوان المسلمين المصرية باءت بالفشل. وعلى الرغم من أنه تمكن من تحويل مئات المدارس الثانوية في تركيا إلى مدارس دينية، غير أن هناك تراجعًا مستمرًا، لا سيما بين أوساطالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا، وأصبحت هناك نسبة لا تتعدى الـ20% فقط من الشباب يصفون أنفسهم بأنهم متدينون.يقول الصحفي التركي روزين كاكر، الذي يراقب الحركة الإسلامية في تركيا منذ الثمانينيات، إن أبناء العائلات المتدينة لم يعودوا ينجذبون إلى الحركة الإسلامية أو إلى أي شكل من أشكال الجماعات الإسلامية.
فيما تقولالكاتبة والمؤلفة الإسلاميةسوزان شروتر: "إن الإسلام السياسي حركة تهدف إلى السيطرة السياسية، وإنهيخطّط للتغيير التدريجي للمجتمع بأسره، لذا فإن المعايير الإسلامية يجب أن تكون بديلًا عن المعايير العلمانية والمتعددة الثقافات، ومن ثمّ فإن أردوغان يناور بتركيا لتحويلها إلى الإسلام السياسي، الأمر الذي من شأنه أن يعمق الانقسام بين الأتراك؛ فهناك من عانى من النخب العلمانية بسبب التهميش والاضطهاد،وهناك، وهم غالبية الأتراك، من يفضّل الدولة الديمقراطية الحديثة".
وعلى الرغم من أن النظام الحاكم يسيطر على جميع وسائل الإعلام تقريبًا، إلا الحقائق بدت تتجلى وتنكشف أمام الكثيرين الذين يرون البون الشاسع بين الشعارات والحقيقة؛ فأردوغان يسكن في القصور الفاخرة بينما يعجز كثير من الأتراك عن شراء اللحوم، وبدا للجميع أن الرئيس يعاني من اضطرابات النرجسية والهوس بالسلطة،ويريد تتويج نفسه كقائد جديد للإمبراطورية العثمانية الجديدة المزعومة.
وأكد الكاتب التركي مصطفى أكيول، الذي يدافع عن الإسلام الليبرالي في كتابه: "إسلام بلا حدود"، هذه الحقيقة قائلًا: "يشعر الكثير من الناس بالصدمة من النظام الاستبدادي الحالي وأخطائه ومن الفساد والمحسوبية ومن استغلال الدين في تبرير سياسته العدوانية، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى الإحجام عن الدين؛ فبينما يحتفل البعض بسياسة أردوغان الخارجية، يشعر البعض الآخر بالقلق لأن الرئيس يشعل النار في كل مكان، ويمكن أن ينفجر برميل البارود في أي لحظة وفي أي وقت، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ إلى أين سيؤدي هذا التقسيم في المجتمع، فقد تقود الأزمة الاقتصادية والفساد والقمع، إلى جانب الانقسام الاجتماعي، إلى حرب أهلية في البلاد".
موجة ثانية للفيروس القاتل تعصف بالإيرانيين

أذاع تليفزيون "إيه أر دي1" الألماني بنشرة الظهيرة تقريرًا للمراسل "ماريون سندكر"، لفت إلى الأزمة الطاحنة التي يمر بها الشعب الإيراني، والتي تسبب فيها ظهور الموجة الثانية لانتشار وباء كورونا بعد تخفيف الإجراءات الوقائية لمكافحة الفيروس.
وضربت إيران موجة ثانية من الوباء،ويرى الخبراء أن الاحتجاجات والمظاهرات ضد السياسة الفاشلة للحكومة الحالية مسألة وقت فقط؛ حيثتعطي بعض الشوارع في طهران الانطباع بأنالفيروس غيرموجود؛فالناس يسيرون في جماعات وتزدحم حركة المرور وتعمل العديد من المصانع بأعلى طاقة لها، فقط يحمل الإيرانيون الأقنعة الواقية على الوجوه، وتؤكد وزارة الصحة الإيرانية أن الفيروس لا يزال موجودًا وأن خطره لا يزال قائمًا.
ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بعد إعلان تخفيف الإجراءات

وقد علقت المتحدثة باسم وزارة الصحة "سيما لاري" على أزمة كورونا قائلة: "إن الحرب مع فيروس كورنا(كوفيد-19) تشبه لعبة كرة القدم؛حيث لا يمكن التنبؤ بتطورات الوضع ما دام الفيروسموجودًا، وكما يمكن أن نتفاجأ في لعبة كرة القدم بهدف في أي لحظة، حتى في الدقيقة 90".
انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 15%

ومع بداية الموجة الثانية للفيروس يكون قد حقق انتصارًا على الحكومة الإيرانية مرتين(2-0) لصالح كورونا؛ فقداستطاع أن يضربطهران بقوة مقارنةً بأي دولة أخرى بالعالم،وجاءت الموجة الثانية بعد التخفيف لتزيد من معدلات العدوى والوفيات.
وصرح الرئيس روحاني بأن مخاطر الانهيار الاقتصادي الذي سببه كورونا أكبر بكثير من المخاطر الصحية، وقال:"إننا كنا- قبل ظهور الفيروس – وما زلنانعاني بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية الصارمة، وقد تسببت الموجة الأولى من انتشار الفيروس في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للدولة الإيرانية بمقدار 15%، وفقًا للمصادر الرسمية؛فلم يبق أمامنا خيارآخر سوى العمل وتشعيل مصانعناومتاجرنا، وعلينا أن نستمر".
الرئيس على حافة الهاوية

تسببت سياسات روحاني أيضًا في الكثير من الجدل داخل الحكومة، الأمر الذيدفع البرلمان لمناقشة سحب الثقة من الحكومة الحالية والإطاحة بروحاني قبل نهاية فترته في العام المقبل. ويقف العديد من الإيرانيين نفس الموقف منالرئيس، وتبدو مخاوفهم من استمرار وجوده أكبر من مخاوف من استمرار وجود فيروس كورونا. وقد حمّل روحاني الشعب الإيراني مسئولية تدهور الأوضاع الصحية، حيث قال إن نسبة 80% من الشعب الإيراني حتى مايو2020 كانوا يتبعون الإجراءات الاحترازية، ولكن منذ يونيو من نفس العام لم يتبع تلك الإجراءات سوى20% فقط.

أسباب ضعف الاحتجاجاتفي إيران

كيف يمكن أن يساهم الوضع المتردي الحالي في إيران في التخفيف من وتيرة الاحتجاجات؟ بالنسبة للكثير من الشعب الإيرانيفإنه لا يمكنهم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وخاصة الصحية؛ ففي بعض الأحيان لا تتوفر المياه لغسل اليدين نتيجة للسياسات الحكومية الخاطئة على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك لا يمكن الاحتفاظ بالمسافات البينية اللازمة للسلامة الصحية في ظل هذه الكثافة الكبيرة في العديد من المدن الإيرانية، وخاصة التجمعات، كما أن انشغال الإيرانيين بمكافحة الفيروسوالصراع من أجل البقاء جاء في صالح الحكومة؛ حيثلم يعد في مقدور هذاالشعبالبائس الاحتجاج والتظاهر ضد حكومته الفاشلة.
وتؤكدتقديرات محللي المخاطر الدولية أناندلاع الاحتجاجات إيران في ظل هذه التطورات ليست سوى مسألة وقت فقط. يقول السيد علي فتح الله نجاد، خبير الشئون الإيرانية بجامعة توبينجن:إن الجميع، بدايةًمن المتشددين وحتى الرئيس الإصلاحي السابق خاتمي،بالإضافة إلى معهد البحوث في البرلمان الإيراني، مُجمعون على أن العواقب الاقتصادية نتيجة لتفشي فيروس كورونا من المرجح أن تؤدي إلى انفجار جديد للاحتجاجات في الشوارعالإيرانية.
قرارات خاطئة لحكومة روحاني

يعاني الكثير من الشعب الإيراني من الظلم والفقر والقمع، ويعتقد "فتح الله نجاد" أن هذه المشاكل ليست كل شيء، بل تكمن الخطورة الحقيقةفي الأزمة الثلاثية الجديدة في هذا العام:الصحة والاقتصادوانخفاض أسعار النفط، وقد مرت الدولةبأزمات عديدة معقدة خرجت منها بسلام، لكن هذه الأزمة الثلاثيةقد تستغرق أكثر من الاحتجاجات التي كانت تُسحق بوحشية في الماضي.
ألمانيا تعاني أيضًا من التمييز العنصري

نشر موقع "كورير" الألماني تقريرًا للكاتبين "أندريا ديرنباخ" و"بول اشتارتسمان" تحدث عن مشكلة التمييز العنصر في المجتمع الألماني الذي عانى لفترات طويلة بسبب وصول النازيين للحكم، ولا تزال ألمانيا تعاني من تبعات تلك الحقبة التاريخية التي كانت تسود فيها العنصرية والتمييز.
في ألمانيا أيضًا يتم التمييز من قِبل الشرطة لأسباب مختلفة؛ فعنصرية قوات الشرطةوالعنف المفرط أمر ملحوظ رغم إنكار الرد الرسمي للسلطات الأمنيةعلى هذا الاتهام، وأنه لا يوجد شيء من هذا القبيل؛ وأن الشرطة الألمانية تعمل فقط وفق معايير حقوق الإنسان والدستور.يقول السيد"ديتر رومان"مفوض الشرطة الفيدرالية: إن اتهام الشرطة بالعنصرية أمرٌ بالغ الخطورة.
من جانبها،دعت السيدة "ساسكياإسكين"، زعيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، إلى إعلان الحرب على العنصرية في صفوف قوات الأمن، وقدلاقت هذه الدعوة تأييدًا ودعمًا من اليسار وحزب الخضر، لا سيما فيمايتعلق باقتراح إنشاء هيئة شكاوى مستقلة للمتضررين من التمييز العنصري، فيماانتقد ائتلافحزب البديلوالحزب الديمقراطي الحر تلك المبادرة بشدة،وحذر الائتلاف من التعميم في إدانة المسئولين، ورد نائب رئيس اتحاد الشرطة"يورغ راديك" مؤخرًا بأن أولئك الذين يتهمون الشرطة بالعنصرية، إما أنهم لا يعرفون شيئًا عن عمل الشرطة، أو أنهم يريدون استغلال الظروف الراهنة.
وفي السياق،أوردت عدة تقارير ضحايا من هذا النوع، وإن كانت نادرة؛ فقد سجلت حملة "برلين من أجل ضحايا عنف الشرطة العنصري" قائمة من الاعتداءات للشرطة في العاصمة برلين من عام 2000 إلى 2020 بلغت حوالي 300 صفحة. وقد سجلت المبادرة خلال العام الماضي فقط 18 حالة، آخرها كان في24 من أبريل 2020، وإنكانت هذه الأرقام غير موثوقة، لكن الدراسة التي أجراها "توبياس سينجلنشتاين"أستاذ علم الجريمة في بوخوم تعمل منذ عام 2018 على معالجة الأخطاء.
وقد جاءت معظم الانتهاكاتالمرصودة بشكل عام متعلقة بعنف الشرطة المفرط في التعامل مع السود؛ ففي سبتمبر الماضي ذكر تقرير لمؤسسة أفرو سينسوس،والتي تعمل تحت إشراف الحكومة الألمانية، أن العامل المشترك في أكثر من 3400 استبيان للسود في ألمانيا كان عنف الشرطة غير المبرر تجاههم.

ويشدّد المتضررون والعلماء وخبراء حقوق الإنسان مرارًا وتكرارًا على أهمية تعامل الشرطة وسلوك المسئولين في الدولة، حيث تعكس هذه التصرفات نوعية المتهم وخطورته، وبالتالي يمكن أن تضع معايير خاطئة للمجتمع ككل إذا اعتمدت هذه الإجراءات على لون البشرة أو الدين أو العِرق.

تنوع متزايد

وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى أن التمييز العنصري من شأنه أيضًا أن يقلل من ثقة أولئك الذين تم تمييزهم بهذه الطريقة في الدولة، وخاصة المجتمعات المنقسمة التي تتميز بالتنوع المتزايد، وألمانيا،بلا شك، من هذه المجتمعات، حيث إن ربع الألمان لديهم جذور عائلية في الخارج.يقول المؤرخ الألماني"باتريس ج. بوتروس": إن الحالات الفردية لسوء المعاملة أو الإفراط في استخدام القوة من قِبل الشرطة قد تكون لها عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها.
في حين أكدت الحقوقية "إيفا ماريا أندراديس" أن التمييز العنصري في تعامل الشرطة مع السود ليس سوى جزءًا من المشكلة، وتكمن المشكلة في حقيقة افتقار العديد من ضباط الشرطة ومدعي العموم والقضاة في الوعي بمشكلة العنصرية، حيث يرفض المسئولون في كثير من الأحيان تهم التمييز والإهانة بسبب اللون أو العِرق لأنهم لا يلقون بالًا لهذه التهم، لذا فالكثير من ذوي البشرة السوداء لا يثقون في سلطات الدولة، بالإضافة إلى ذلك فإنه نادرًا ما يتم إجراء تحقيقات شفافة في التهم الموجهة ضد ضباط الشرطة بسبب التمييز العنصري أو التعامل بإهانة مع أصحاب البشرة السوداء.
وقد تلقت ألمانيا قبل عدة سنوات انتقادات حادة من قبل المنظمات الدولية بسبب التقرير الذي صدر في مارس 2020 والمتعلق بالسلوك العنصري لسلطات إنفاذ القانون الألمانية، بما في ذلك العنف والإهانات، حيث دعت لجنة مناهضة العنصرية والتعصب، التابعة للمجلس الأوروبي، الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء التمييز العنصري. وأعرب مفوض الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان"نيلس موينيكس" عام 2015 عن قلقه العميق من سلوك الشرطة الألمانية تجاه مئات الآلاف من اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا آنذاك.
في أزمة الضم.. لماذا تحاول ألمانيا التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

نشر موقع "نيو فيستفلشا" تقريرًا أشار إلى محاولة ألمانيا للوساطة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لحل أزمة الضم، رغم أن ألمانيا أعلنت مسبقًا رفضها لهذه الخطوة. وقد حث وزير الخارجية الألماني "هيكو ماس" إسرائيل والفلسطينيين في رحلته إلى الشرق الأوسط على استئناف المحادثات، وقال بعد محادثاته مع الجانبين في عمّان بالأردن إنه سيكون من الضروري أن تتم ترجمة الأقوال إلى الأفعال. ويحاول ماسلعب دور قوي في الجهود المبذولة لحل الصراع؛ لأن ألمانيا هي الرئيس المقبل في الدورة القادمة بالمجلس الأوروبي، كما أنها في الوقت ذاتهستترأس مجلس الأمن الدولي.
وقال ماس: "سنلعب بالتأكيد دور الوسيط باسم الاتحاد الأوروبي أولًا، وباسم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثانيًا، وأتمنى أن تكون الأطراف على استعداد حقيقي للتفاوض والحوار، ورغم فشل المحادثات المباشرة بين الجانبين مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة، والتي كان آخرها في عام 2014 بعد مبادرة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك "جون كيري"؛غير أنني آمل أن نستطيع التوصل لاتفاق يرضي الطرفين.
وانتقد "ماس" بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، خطة الضم باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي، لكنه لم يلمح لإمكانية فرض عقوبات، كما عارضت مجموعة من المحامين الدوليين خطة الضم، وقالت في رسالة مفتوحة نشرت على شبكة الإنترنت، إن مثل هذا العمل سيمثّل انتهاكًا واضحًا للقواعد الأساسية للقانون الدولي.ويناقش الاتحاد الأوروبي ما إذا كان ينبغي استخدام العقوبات للرد على الضم، وبالنظر إلى الموقف الألماني الحرج مع إسرائيل بسبب المحرقة، فإن ألمانيا لا يمكن أن تكون صاحبة الاقتراح بالعقوبات على الإطلاق.
وفي هذا السياق عرضرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة ترامب لضم أجزاء من الصفة الغربية على "ماس"،مدعيًاأن المصالح الاستراتيجيةالإسرائيليةتقتضي-على حد زعمه- الحاجة إلى سيطرة أمنية كاملة على غرب الأردن، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية وعدم إخلاء المستوطنات الإسرائيلية.
وباء كورونا في اليمن.. كارثة فوق كارثة

نشر تليفزيون "زد دي إف" الألماني تقريرًا للمراسلة "فلورنس آنا كالبلة" تحدث عن الأزمة اليمنية جراء تأثير انتشار فيروس كورونا في ظل الحرب الطاحنة والظروف القاسية على اليمنيين.وأضاف التقرير أن الأمور في اليمن لا تسير على ما يرام؛ فالبلد يعاني مننظام صحي منهار، ومخاوف من انهيار الوضع الإنساني والسياسي بسبب (Covid-19).
وتعدّ اليمن من أفقر دول العالم ولا تنتهي بها الأزمات، حيث يحارب المتمردون الحوثيونالحكومة المعترف بها دوليًّا منذ أكثر من خمس سنوات، ولا يوجد في المشهد السياسي اليمني من تتوافق عليه الأطراف أو حتى يمكنه أن يوفّق بينهم؛ ولا يزال الشعب اليمني هو من يعاني الجوع والعطش والمرض.
65% من اليمنيين في حاجة للمساعدات الإنسانية والنفسية

تؤكد منظمة "ماديرا"، وهي إحدى المنظمات العاملة في اليمن منذ عام 2017، أن الدولةباتتتشهدأكبر أزمة إنسانية بالعالم، وأن المنظمةقامت بعمل ما تستطيع من بناء المراكز الصحيةوإمدادات مياه الشرب والصرف الصحي، لكن هذا لا يزال غير كافٍتمامًا.يقول السيد "ستيفن هورستماير"، المدير الإداري للبرامج الدولية بالمنظمة:إن اليمن به أضعاف المحتاجين، كما هو الحال في سوريا، لكن العالم لا يهتم بهما؛ خاصة أناليمن ليس محط اهتمام المجتمع العالمي، رغم أنه بلد فقيرلا يملك شيئًا، وقد أعلنت المنظمة أن ثلثي الشعب اليمني في حاجة ماسة للمساعداتالإنسانية والدعم.

المتمردون الحوثيون يقللون من خطر كورونا
يحاول المتمردون الحوثيون في اليمن التقليل من خطورة فيروس كورونا،خاصة من الناحية السياسية، حيث لا يريدونالإعلان عن عدد الحالات الموجودة في الشمال أو صنعاءليظهروا أنهم في وضع أفضل مقارنةًبالجانب الآخر، كما أنهم يرغبون في عدم توفير ذريعة تسمح للمجتمع الدولي بالتدخل في هذه المناطق، ولا يتخذ الحوثيون أي نوع من أنواع التدابير الاحترازية أو الوقائية، ولذلك فإن العلاج الوحيد المتوفر في اليمن للمصابين بفيروس كورونا هو الموت.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا