الصحافة الألمانية| واشنطن وطهران تصعيد أم حوار؟ وأردوغان يوثق فشل مشروع الإسلام السياسي

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة

 
هل يندم أردوغان بعد فوات الأوان أم يستفيق من غفوته؟

نشر موقع "هانلدس بلت" تقريرًا للكاتب "أوتسان دمريكان" أشار إلى غرور الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وعدم اكتراثه بالمشاكل التي تحيط به والتي ستقوده إلى الغرق وفشل نظامه، بل وفشل نموذج الإسلام السياسي بالكامل، والأحداث الأخيرة تؤكد أن أردوغان ما زال يصدق نفسه فقط، ويكذب كل ما عداه، وهي بداية النهاية لكل ديكتاتور.

أردوغان دائمًا ما يدّعِي أنه يفهم الآخرين ويجيد التفاعل معهم، ولكن حينما يتعلق الأمر بنفسه تفشل حواسه رغم أنه الموضوع الأهم، فعندما يحقق الفوز تصبح الأمور كلها جيدة من وجهة نظره، لكن المشكلات الاقتصادية الكبيرة لم يتفاعل معها ولم تغير مزاجه. أردوغان الذي كان يتبنى سياسات إيجابية تجاه الحريات الدينية والإصلاحات الاقتصادية ومزيد من حقوق للأكراد، لم يعد هو نفسه الذي تسبب في معاناة البلاد من مشاكل كبيرة، مثل الركود الاقتصادي، والانقسام المجتمعي، وفي خضم التوترات الجيوسياسية القائمة يتجاوز أردوغان كل الخطوط الحمراء، وإذا لم يُدرك أردوغان قريبًا أنه يفعل ذلك فإن النتيجة ستكون مثلما حدث في اسطنبول من إعلان الشعب رفضه لأردوغان وحزبه وسياسته، فهل يستفيق أردوغان من غفلته أم يستمر في مواجهة عواصف غضب الشعب التي ستلفُظه في النهاية خارج المشهد السياسي، الأمر الذي لم يكن يومًا في حسبان "السلطان".

المستثمرون يُحمِّلون أردوغان مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية

أما موقع "هان الألماني" فأشار في تقرير للكاتب "ماكسمليان كتنباخ" إلى انحدار الوضع الاقتصادي في تركيا إلى مزيد من التدهور، وقد حمّلت جمعية رجال الأعمال التركية "توسيد" المسؤولية لأردوغان، وذكرت بأن الحل السياسي هو بداية حل الأزمة الاقتصادية وأن أردوغان يجب عليه أن يُطبق ما قاله حين ذكر بأن المخرج من أي مشكلة هو الديمقراطية.

رجال الأعمال يُزعجون السلطان

طالب "تونك أوزيلهان"، رئيس جمعية رجال الأعمال التركية "توسيد" المستقلة، أردوغان بتطبيق الديمقراطية للخروج من المأزق الحالي، وأضاف أوزيلهان: "فقط عن طريق المسار الديمقراطي يمكن تحسين الوضع الاقتصادي في تركيا، وإعادة الثقة لرجال الأعمال، وبالتالي وقف تدهور الليرة وبداية النهاية للأزمة الحالية، ومن ثمَّ آمل أن تعكس الانتخابات في اسطنبول نضجنا الديمقراطي، فعندما تنجح الديمقراطية وحكم القانون، وعندما يكون هناك إصلاح تعليمي يمهد الطريق للتفكير النقدي، فإن أداءنا الاقتصادي أيضًا سيتجه للأفضل على الدوام".

جدير بالذكر أن "أوزيلهان" انتقد خطوة إعادة الانتخابات عبر توتير، ووصفها بأنها مُثيرة للقلق، في الوقت الذي يجب أن تركز فيه الحكومة التركية على الإصلاحات الاقتصادية والديمقراطية، وقد تسببت التوترات الأخيرة في المشهد السياسي والاقتصادي في تأخر تركيا في مؤشر التنافسية العالمية، حيث جاءت في المرتبة 116 من بين 140 دولة.

أزمة الليرة والبنك المركزي

وصلت الأزمة المالية في تركيا إلى ذروتها، حيث تتجه الحكومة إلى طلب المساعدة من البنك المركزي، لذلك تعمل وزارة المالية على تشريع قانون يتيح تحويل احتياطيات الأموال من البنك المركزي التركي إلى ميزانية الحكومة، ووفقًا لوكالة "رويترز" فإن الحكومة تستهدف تحويل 40 مليار ليرة من البنك المركزي بهدف تحفيز الاقتصاد التركي وإفاقته من عثراته بعد السياسات الاقتصادية الفاشلة لأردوغان.

الانتخابات المحلية ورفض طلب المعارضة

رفضت اللجنة الانتخابية التركية طلب المعارضة التركية بإلغاء الانتخابات البلدية في جميع مناطق إسطنبول بأكملها، في حين صوّتت الحكومة التركية ضد طلب إلغاء الانتخابات الرئاسية والمحلية لعام 2018م، ووفقًا لوكالة الأناضول الحكومية، رفض جميع أعضاء اللجنة العليا للانتخابية (11عضوًا) مطلب الحزبين المعارضين (حزب الشعب الجمهوري، وحزب الخير)، وقد ذكرت وكالة "سي إن إن" التركية أن اللجنة العليا للانتخابات لم تعلن عن أسباب الرفض. من جانبه اتهم زعيم المعارضة "كمال أوغلو" اللجنة الانتخابية بعدم الاستقلالية وتنفيذ تعليمات حكومة أردوغان، وأنه لم يكن متفاجئًا من قرار الرفض لهذا السبب.

التخبط في الصراع مع إيران

أورد تليفزيون "إي أر دي" الألماني في نشرة الظهيرة تقريرًا لمراسله "مارتن جانسماير" تحدث عن التخبط والعشوائية في صراع الولايات المتحدة ضد إيران، حيث يشكو الكونجرس الأمريكي من فقدان المعلومات والمصداقية والتخبط في قرارات رجال الساسة الأمريكيين؛ ما يُبرهن على وجود خفايا غير مُعلنة في هذا الصراع.

وقد أثارت إدارة هذا الصراع قلق الكونجرس الأمريكي، سواء كان من الديمقراطيين أم الجمهوريين، وطُرحت العديد من التساؤلات منها: لماذا يتم سحب معظم الدبلوماسيين الأمريكيين من العراق؟ وما مدى جدية التهديد الإيراني للمنشآت الأمريكية في الشرق الأوسط؟ ولماذا يُكذب الجنرال البريطاني تحذيرات حكومة ترامب؟

كل هذه التساؤلات يرغب أعضاء الكونغرس في الحصول على إجابات عنها، ومن ثم حذر الكونجرس الأمريكي ترامب من بدء الحرب ضد إيران دون موافقته على هذه الحرب ودون الحصول على معلومات شفافة وحقيقية بخصوص هذا الصراع مع إيران.

مُقلق للغاية

وصف السناتور الديمقراطي "بوب مينينديز"، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، سلوك الإدارة الأمريكية في إدارة الصراع مع إيران بأنه "مُقلق للغاية"، وقال: لا نريد إعادة تجربة أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق، والتي قادتنا إلى واحدة من أسوأ الحروب والقرارات في تاريخنا على الإطلاق. فيما بات العديد من السياسيين في واشنطن يشعرون بالخطر المتزايد بسبب وجود "جون بولتون"، والذي شارك في قرار الحرب على العراق وقت إدارة بوش، وكان أحد أقوى مؤيدي الحرب ضد العراق، واليوم بات "جون بولتون" أكثر نفوذًا بعدما صار مستشار الأمن القومي لترامب، وأضاف "بوب مينينديز": أشعر بالقلق تجاه التصعيد المفاجئ وسياسة الضغط القصوى التي يمارسها ترامب على النظام الإيراني؛ فقد تقودنا إلى طريق خطير للغاية. فيما عبر جنرال بريطاني عن غضبه من سياسة واشنطن تجاه طهران وأنه لا يوجد تهديد متزايد من القوات الإيرانية في العراق وسوريا؛ وهذا يتناقض مع ادعاءات واشنطن تجاه تهديدات إيرانية.

أوروبا تُحذر واشنطن من تداعيات الحرب ضد طهران

طالعنا موقع "زود دويتشا تسايتونج" بتقرير للكاتبين "ماتيس كلوب" و"انطون كروجر" تحدث عن معارضة بروكسل لأي حرب محتملة ضد طهران بعد الانسحاب الأخير للولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران، ودعت بروكسل واشنطن إلى العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران أو على الأقل محاولة التهدئة في ظل الضغوط الكبيرة التي يعاني منها النظام الإيراني جراء فرض هذه العقوبات.

كما حذر كل من وزير الخارجية الألماني "هيكو ماس"  ووزير الخارجية البريطاني "جيريمي هانت" واشنطن من شن حرب مع إيران، حيث قال الأخير: "نحن قلقون للغاية من خطر التصعيد غير المبرر ضد طهران"، فيما رحب "ماس" بزيارة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" لبروكسل، والتي كانت بهدف التشاور حول الوضع المتوتر في الشرق الأوسط، كما أشارا إلى دعوة طهران إلى تحقيقات عاجلة بخصوص هذه الأعمال التخريبية ضد السفن التجارية التي حدثت قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة، حينما تم الكشف عن تخريب اثنتين على الأقل من ناقلات النفط السعودية وواحدة نرويجية قبالة ميناء الفجيرة، فيما حذرت طهران من محاولة استخدام الاستفزازات لتهديد استقرار المنطقة.

ووفقًا لبعض التقارير الإعلامية فإن واشنطن تدرس العديد من الخيارات العسكرية، والتي من بينها إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط ضمن خطة قُدمت بالفعل للرئيس ترامب عن طريق وزير الدفاع الأمريكي المكلف "باتريك شاناهان"، وأكد كل من "ماس" و"هانت" بالإضافة إلى وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لو دريان" ورئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" على موقفهم المشترك والرافض لأي حرب ضد طهران في الوقت الراهن، وقال "ماس": نواصل دعمنا للاتفاق مع إيران مقابل استغنائها عن تصنيع السلاح النووي؛ فهذا يمثل ضمانًا أيضًا لأمن الاتحاد الأوروبي، لذلك يجب الالتزام بالمعاهدة".

من جانبه، علق "أوميد نوريبور"– ممثل حزب الخضر المعارض في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني– بأن الأوروبيين ليس لديهم مجال كبير لمحاولات الوساطة، وصرح "نوريبور" لرويترز بأنه يتعين على الحكومة الإيرانية إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن حتى يمكن حل النزاع ومنع التصعيد، وأكد أن هدف أوروبا والولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران مشترك؛ وهو منع تطوير السلاح النووي الإيراني والحد من الدور المدمر للنظام الإيراني كما هو الحال في سوريا أو اليمن.

مرحبا بكم في رمضان.. شهر الصيام

نشر موقع "تسايت" تقريرًا للكاتبة "أنيكا لازارزيك" تحدث عن عادات المسلمين في ألمانيا في رمضان، وكيف يقضي المسلمون صومهم هناك، وتعلق الكاتبة على ظاهرة "الإفطار الجماعي" في ألمانيا كعادة حميدة من عادات هذا الشهر.

"إفطار رمضان" يشبه "العشاء الترحيبي"، الذي يعرفه الغرب. في مدينة هامبورج الألمانية تجتمع عائلة من اللاجئين في "إفطار جماعي" بصحبة أسرة ألمانية فضّلت الصوم كنوع من أنواع المعايشة للأصدقاء المسلمين في يوم من أيام رمضان. جاءت فكرة "الإفطار الترحيبي" (الجماعي) من مدينة "ستوكهولم"، حيث قام أربعة من الشبان المغتربين في المدينة في عام 2015م بتناول الإفطار معًا، ومن ثمَّ انتشرت بعدها هذه الفكرة في العديد من الدول الأوروبية الأخرى، فيقوم البعض من المغتربين، الذين يعيشون في مكان واحد لفترة طويلة بتناول الإفطار معًا بهدف التعارف والتواصل، وتكوين صداقات جديدة، وهذا ما يحدث في هامبورج، حيث يتجمع أكثر من عشرة آلاف شخص بهذه الطريقة، وفي هذا العام تمَّ ترتيب 2700 إفطار جماعي، ثم تطور الأمر ليتم دعوة الألمان لمشاركة المسلمين في هذه الأجواء وإزالة الحواجز والأحكام المسبقة.

وفي أمسية حارة بمدينة "هامبوج ربيلشتدت" اجتمع نحو 15 شخصًا في منزل عائلة بستاني، يجلسون بجوار بعضهم البعض حول طاولة كبيرة مليئة بأنواع مختلفة من الطعام؛ سلطة، أرز، لحم، دجاج، شوربة، عدس وفطائر ومعجنات، وتفوح روائح الطعام السوري الجميل خارج المنزل. يجلس كلٌّ من "يوهانس كلوج" وزوجه "جوليا بيرمان" في وسط العائلة، ويكاد الجوع يفتك بهذه العائلة التي تخوض هذه التجربة وتصوم عن الطعام والشراب طيلة هذه المدة (أكثر من 16 ساعة) لأول مرة، وهو أمر شاق حتى على المسلمين أنفسهم، كما يقول "أحمد بستاني"، الذي يستضيف هذا الجمع في بيت والده المتسع، وبالنسبة للزوجين الألمان فإن هذا التجربة الأولى لهم مع الصيام على الإطلاق؛ فهما ليسا بمسلمين، وربما لأول مرة أيضًا يلتقون بأحمد نفسه في هذا الإفطار الجماعي.

هل هناك تقاليد ومراسم معينة للصوم؟

مع وقت الغروب يؤذن المؤذن بصوت عال في جوال أحمد، ويردد الجميع الآذان والدعاء، ومن ثمَّ تُسرع منى وفاطمة بإحضار المزيد للسفرة، ثم يبدأ الجميع بتناول التمر ثم الماء، ثم يبدأون باستكمال الطعام.

ويضيف أحمد" قائلاً: "الصيام صحي للجسد، وهناك صوم في العديد من الأديان، بما في ذلك المسيحية، وإن كان صوم المسلمين أكثر شدة، لا سيما في مثل هذه البلاد، لكننا سرعان ما نتعود عليه، في بعض الأحيان يعاني الصائم من هبوط في الدورة الدموية، لذلك يجب على الصائم عدم بذل جهد كبير أثناء النهار، ولذلك لا يُفرض الصوم على الحوامل ولا المرضعات ولا المرضى ولا المسافرين، ولا غير القادرين عليه، وحتى الشباب قبل فترة البلوغ"، يشرح أحمد ذلك بطريقة مازحة؛ فيقول ويا للأسف، فبسبب حلاوة الطعام في رمضان فلن نستطيع أن نقلّل أوزاننا.

"إيناس بوركهارت"، هي إحدى المتطوعات في تنظيم "الإفطار الجماعي" في مدينة هامبورغ منذ ربيع عام 2015م، تقول: "على الرغم من أن الحماس والرغبة في المشاركة في هذا العمل بات اليوم أقل؛ فبعد أن كان هناك 40 متطوعًا من الشباب في مبادرتنا أصبحوا اليوم 15 شابًا فقط، إلا أن الفكرة ما زالت قائمة وتتوسع؛ فاليوم يتم عمل الإفطار الجماعي في دور المسنين والمدن الجامعية بالإضافة إلى أوساط اللاجئين".

الخمر والمخدرات في الإسلام.. بين الحلال والحرام

نشرت الإذاعة الألمانية تقريرًا للكاتب "حسين توبل" لفت إلى أسباب تحريم الإسلام للخمر والمخدرات، وتطرق التقرير إلى إشكاليات كبيرة في التراث الإسلامي بالنسبة لبعض الأنواع الأخرى التي يتناولها بعض المسلمين رغم أنها مُسكرة كـ "القات" في اليمن و"الراكي" في تركيا، وكيف يُقيِّم الإسلام هذا النوعين من المُخدرات والمُسْكِرات.

ورغم تحريم الإسلام للكحول والمخدرات إلا أن هناك بعض أنواع الخمور والمخدرات متداولة في دول إسلامية عديدة؛ فاليمن بها مخدر القات، وتركيا بها "الراكي"، التي تعد من أشهر أنواع الخمور في تركيا، فما السبب في ذلك؟ ففي اليمن، الذي يعاني من الفقر والمجاعة والحرب الأهلية، ربما يتفق الجميع على تناول القات، الذي يعد سلعة وطنية مُصرح بها؛ فاليمنيون مهووسون بأوراق "الإتستروكس الأخضر" سواء الرجال أم النساء أو حتى الأطفال، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يتناول اليمنيون المسلمون مُخدر القات المحرم في الإسلام؟! يجيب السيد "ماتييس رو"، الباحث في الدراسات الإسلامية بجامعة "إرلانجن نورمبرغ" قائلاً: "هناك إشكالية كبيرة في منظور الشريعة الإسلامية حول تحديد ماهية المخدر، ومن ثمَّ بات من غير الواضح ما الذي يجب أن يندرج فعليًّا تحت مصطلح "المخدرات" أم لا".

من جانب آخر لم يذكر القرآن تفاصيل كافيةً لحسم الخلاف حول مصطلح "المُسكر" أو "المُخدِّر"، وبالتالي نشأ الخلاف بين العلماء في هذه المسألة، فبينما يُفتي العلماء في اليمن من جانب بعدم حرمة عقار "القات"، يُفتي أغلب العلماء في أنحاء العالم الإسلامي من جانب آخر بحرمة تناوله لكونه مُخدرًا، ويخضع كل من يقوم بتناوله للعقوبة القانونية أو الشرعية.

وقد أثارت النقاشات حول ترخيص زراعة "القنب"، الذي يشبه نبات "القات" خلافات كبيرة بين السياسيين والأحزاب، حيث عارضت "سيراب جولر"،  وزيرة الدولة للتكامل في شمال الراين-وستفاليا هذه الخطوة قائلة: "أنا لا أوافق على تقنين الحشيش الذي يقود في النهاية إلى إدمان المخدرات، وأنا أؤمن على المستوى الشخصي بحرمة هذه العقاقير المخدرة".

إشكالية حول الحكم الشرعي حول المُخدر والمُسكر

ليست تلك القضية بجديدة على الفكر الإسلامي الحديث ولا تتعلق فقط بـ"القات" أو "القنب"، وإنما تمَ إثارة هذا الخلاف في السابق حول القهوة، ووصل الأمر لدرجة تدخل بعض السلاطين العثمانيين الذين فرضوا تحريم شرب القهوة على الأتراك، لكنهم فشلوا تمامًا في هذا المسعى في النهاية، كما حدث ذلك في القرن السادس عشر في عهد الإمبراطورية العثمانية، حينما جرى حظر القهوة باعتبارها مخدرًا من قبل مُفتي السلطان الكبير، لكن لم يستمر الحظر لفترة طويلة أيضًا.

 كذلك الحال بالنسبة للكحول، الذي ربما يكون مثالًا أوضح على هذا الخلاف، حيث صرَّح القرآن الكريم بحرمة الخمر، لكن الخلاف هنا حول اندراج جميع المشروبات الكحولية تحت مصطلح "الخمر"، الأمر الذي لم يحسمه النص القرآني، لكن المُثير للإعجاب حقًّا أن القرآن نفسه صرَّح بأن الخمر فيه فوائد، وإن كانت فوائده أقل من أضراره، لكنه بذلك أجاز استخدمها على الأقل في بعض الحالات، وإن جاءت آية أخرى لتُحرّم تناول الخمر إطلاقًا، حين ذكر القرآن: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". (سورة المائدة – آية90)

تناول الكحوليات سبب أساسي في ارتفاع معدل الجريمة

لم تكن الخمرة مُحرمة في بداية التشريع الإسلامي، ثم بدأ التحريم تدريجيًا؛ فلقد كان الكثير من العرب من مُدمني الخمر، وقد ذكر القرآن أن أحد أهم أسباب تحريم الخمر أنها تُغيِّب العقل، ومناط التكليف في الإسلام مبني على العقل، وكذلك الحال بالنسبة لقانون العقوبات الألماني، الذي يعتبر الشخص السكران مضطربًا عقليًّا، ولذلك يقول "إينس كروك"، المتخصص في الدراسات الإسلامية، والذي يعمل واعظًا دينيًّا للشاب في المستشفيات والسجون، إنه تيقّن من سبب تحريم الإسلام للخمر بسبب ما عايشه من جرائم جاءت كلها نتيجة لإدمان الخمر، ويضيف: "طبقًا لتجاربي فإن الخمر هو السبب الرئيس في كثير من الجرائم، وأن تناول الكحول يُشكل خطرًا على الصحة والحياة الاجتماعية والعامة في كل مكان".

من المسلمين من يستحل الخمر بغير دليل

يضيف ماتيس: هناك سبب آخر لتناول بعض المسلمين الخمر رغم كونها محرمة في الإسلام ويتمثل ذلك في اللجوء إلى التبرير عبر تفسيرات واهية لا علاقة لها بصميم التشريع الإسلامي، وهذه طريقة شائعة للتعامل مع المُحرمات حتى في غير الإسلام وهو ما ينطبق على مسألة الخمر هنا".

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا