الصحافة العبرية|ترامب النموذج الأسوأ لإسرائيل.. وأمسكوا بيد العرب الممدودة قبل فوات الأوان

مترجمو رؤية

ترجمة: محمد فوزي – محمود معاذ

 أولويات الجيش الإسرائيلي تتغير

أكد الكاتب والمحلل السياسي بصحيفة يديعوت أحرونوت “رون بن يشاي” أنه في ضوء صورة الوضع الإقليمي الراهن وتراجع حدة الاحتكاك في عدة قطاعات، غيّر الجيش الإسرائيلي ترتيب أولوياته فيما يتعلق بمعالجة التهديدات، وبينما بقي حزب الله العدو الأكثر خطرًا الجبهتين الداخلية والشمالية، غير أن التسوية في غزة، أو بدلًا منها الاستعداد لمعركة كبيرة هناك، تعتبرهما المؤسسة الأمنية اليوم الموضوعين اللذين يجب معالجتهما بصورة ملحة أكثر بكثير.

وأوضح المحلل بأن السبب في صعود غزة سلم الأولويات الملحة أن الوضع فيها غير مستقر وأكثر قابلية للانفجار، وإذا لم يتم التوصل إلى تسوية مستقرة مع “حماس” تشمل عدم تحويل أموال قطريّة لمدة عام، وعملًا لعمال من غزة في إسرائيل، وتحلية مياه، وإقامة منطقة صناعية، وحل مشكلة الأسيرين والمفقودين، يمكن أن تواجه إسرائيل خلال وقت قصير تصعيدًا يضطرها إلى الدخول بقوات كبيرة إلى غزة.

وأشار بن يشاي إلى أن الرقم 2 في سلّم الأولويات كان وسيبقى الجهد الذي تبذله إيران لإقامة قاعدة إضافية ضد إسرائيل في سوريا والعراق واليمن، إذ يرسل الإيرانيون إلى سوريا صواريخ أرض – أرض دقيقة لتركيبها في سوريا، ويحاولون أيضًا أن ينقلوا إلى هناك سلاحًا يقيّد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في سماء سوريا ولبنان، وتواصل إسرائيل إحباط هذه المحاولات بشكل مستمر.

ترامب سيئ لإسرائيل

رأى الكاتب “حيمي شاليف” أنه لولا ترامب، لما كان نتنياهو رئيسًا للحكومة على الإطلاق، فصداقتهما المدهشة لا خلاف عليها، حيث تدخل الرئيس الأمريكي مرتين لإنقاذ حليفه، واعترف بالسيادة في الجولان قبل وقت قصير من انتخابات أبريل 2019، وكشف عن خطة القرن قبل دقائق من فتح صناديق الاقتراع في مارس 2020، ومن المحتمل أنه أعطى نتنياهو حافزًا إضافيًّا أبقاه في السلطة ليواصل توجيه الضربات حتى يتملص من محاكمته، فمن في حاجة لأعداء مع أصدقاء من هذا النوع.

وأضاف الكاتب بصحيفة “هآرتس” أن ترامب يُعجب بالمستبدين ويحتقر زعماء منتخبين، ونتنياهو يحذو حذوه، طوعًا وليس كرهًا، فلقد عزز ترامب الاتجاهات الاستبدادية كثيرًا، وبعكس كل الرؤساء الذين سبقوه، فهو ليس معنيًّا، وطبعًا لا ينتقد ولا يضغط على إسرائيل لتحسين علاقتها بالفلسطينيين، أو للمحافظة على حرية الإسرائيليين، ولو لم يكن ترامب رئيسًا فربما لم نكن نرى قانون القومية الذي أحدث شرخًا بين الدولة اليهودية وبين أقلياتها.

وأكد شاليف أنه إذا كانت إسرائيل ستُصاب بالتهاب رئوي في كل مرة تعطس فيها أمريكا، كما قال ليفي أشكول، فماذا سيكون مصيرها بينما الولايات المتحدة نفسها منقسمة داخليًّا ومنبوذة خارجيًّا، ومؤسساتها مشلولة، ونظامها الديمقراطي في خطر، ويسيطر عليها الوباء، ورئيسها الجاهل والمتغطرس صار أضحوكة؟! وهنا يجب أن نكون عميانًا كي نتجاهل حقيقة أن الأذى الذي لحق بإسرائيل خطير جدًّا.

ارتفاع حظوظ التوافق الإسرائيلي اللبناني

اعتبرت المحللة بمركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “أورنا مزراحي” أن فرص التوافق بين لبنان وإسرائيل في قمتها، واستندت في ذلك لأسباب عدة، منها الانهيار الذي يعاني منه لبنان في الوقت الراهن، إذ يعيش أزمة ثلاثية الأبعاد، اقتصادية وسياسية وصحية، وتفاقمت الأمور بعد كارثة الانفجار في مرفأ بيروت، وتعد هذه هي أخطر أزمة عرفها لبنان في العقود الأخيرة، وهو بحاجة ماسة إلى مساعدة خارجية ضخمة، فالدول العربية ومعظم الأطراف الدوليين ليسوا مستعدين، أو لن يستطيعوا أن يتحملوا وحدهم العبء الثقيل للمساعدة، والمطروح مبادرة تدفع بها قدمًا أطراف في الغرب، بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والإدارة الأمريكية، لجمع رزمة مساعدات وقروض للبنان، بشرط إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية، وفي إسرائيل هناك مَن يقترح أن تتضمن هذه الشروط أيضًا تفاهمات على الصعيد الأمني والعلاقات مع إسرائيل.

كما أشارت الكاتبة للتأثير الكبير الذى أحدثته الاتفاقات السلمية بين إسرائيل وبعض دول الخليج، والتي جرت بدفع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تشكل انعطافة استراتيجية بالنسبة لتل أبيب في الساحة العربية، ويمكن أن تمنح شرعية لأي طرف عربي آخر يختار إجراء اتصالات معها، وتُظهر هذه الاتفاقيات العلاقات الجيدة بإسرائيل، والتي يستطيع لبنان أيضًا الاستفادة منها، وخصوصًا الحصول على مساعدة فورية من الولايات المتحدة وأطراف عربية أُخرى، بالإضافة إلى فوائد محتملة من العلاقات مع إسرائيل يمكن أن تساعد الاقتصاد اللبناني في مجالات الطاقة من الغاز والكهرباء، وكذلك الزراعة والمياه والصحة والصناعة والسياحة.

أمسكوا بيد العرب الممدودة قبل فوات الأوان

انتقد الكاتب “عودة بشارات” الأساليب التي يستخدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحق العرب بشكل عام ونواب الكنيست العرب بشكل خاص، خاصة ما يتعلق بوصفهم بشكل متكرر بأنهم إرهابيون، ويعملون لصالح أجندات خارجية، ولا يقيمون وزنًا للصالح العام الإسرائيلي، ولا يزال نتنياهو وبرغم الاتهمات الخطيرة الموجهة إليه، يشغل منصب رئيس الحكومة، بل ويسخّر المنظومة القضائية التي يتلاعب بها مرارًا، وتعيش الدولة معه كابوسًا مخيفًا وواقعًا تتم فيه إدارة أزمة كورونا بحسب احتياجات رئيس الحكومة لا بحسب توجيهات الخبراء، بل وفي أحيان كثيرة بهدف تأجيل محاكمته، ويتعرض الجهاز القضائي لهجمة شرسة، كما لو كان يخفي أجهزة طرد نووية إيرانية، وعليه فقد تتحول الأجواء الملتهبة في الشارع الإسرائيلي في أي لحظة إلى عنف؛ بل وإلى اغتيال سياسي.

وأشار “بشارات” بصحيفة “هآرتس” إلى أنه كان من الممكن تجنّب كل ذلك لو تراجع الأصوليان الزائفان عن قرارهما بعدم تشكيل حكومة تشمل القائمة العربية المشتركة، موضحًا أنه رغم القمع والإقصاء الذي تمارسه الدولة تجاه مواطنيها العرب، إلا أنهم يمدون أيديهم لإنقاذه، وكل ما عليها فعله هو الإمساك بهذه اليد قبل فوات الأوان.

أطلقوا سراح المعتقلين إداريًّا

طالبت صحيفة هآرتس في افتتاحية لها السلطات الإسرائيلية بالإفراج عن الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس، مشيرة إلى أنه للمرة الثانية على التوالي رفضت المحكمة العليا الالتماس الذي قدّمه هذا المعتقل الإداري، الذي أضرب عن الطعام منذ شهرين ونصف مطالبًا بإطلاق سراحه.

وقالت الصحيفة إن “الأخرس” الموجود في مستشفى كابلان في وضع صعب، وقد اقتُرح عليه وقف الإضراب عن الطعام في مقابل أن تتعهد الدولة عدم تجديد أمر اعتقاله الإداري عندما تنتهي مدة صلاحيته في 26 نوفمبر، لكن هذا العرض كان مرفقًا بشرط إمكانية تجدد اعتقاله، إذا تلقت معلومات جديدة بشأن خطر متوقع من إطلاق سراحه، ورفض الأخرس العرض وطالب بإطلاق سراحه من دون شروط أو قيود.

وأوضحت الصحيفة أن الإحالة على المحاكمة هي الطريق الوحيد لإحقاق العدالة، ولا توجد طريق أُخرى، لكن المحكمة العليا تتهرب مرة تلو الأخرى من حسم واضح في الموضوع، وبذلك هي تشوه دورها لإرضاء المؤسسة الأمنية بالموافقة على قراراتها في أغلبية الحالات بصورة تلقائيه مرعبة.

وأضافت الصحيفة أن قضية الأخرس خطيرة، لا سيما وأن وضعه الصحي يزداد تدهورًا، ومطالبته بإطلاق سراحه من دون شروط محقة للغاية، وتدّعي الدولة أنه ناشط في حركة الجهاد الإسلامي دون أن تقدم أي دليل كما هو معهود في الاعتقالات الإدارية، ففي إحدى الجلسات السرية السابقة في قضيته، عرضت الدولة شريط فيديو تدّعي فيه أن ماهر الأخرس كان يتباهى بانتمائه إلى حركة الجهاد الإسلامي، غير أن الصحفية في هآرتس “هاجر شيزف” كشفت حينها أن تفريغ الفيديو يُثبت أن هذا الكلام لم يذكر على لسانه مطلقًا.

في الذكرى العشرين للانتفاضة الثانية.. ما أشبه الليلة بالبارحة

في الذكرى العشرين للانتفاضة الفلسطينية الثانية أجرى موقع ميدا حوارًا مع قائد فرقة يهودا والسامرة حينها وعضو الحركة الأمنية حاليًا اللواء يتسحاق جيرشون، أفصح خلاله عن العديد من الأمور بهذا الشأن باعتبارة أحد القادة الميدانيين وقتها، حيث أكد أن الانتفاضة الثانية كان لها آثار على مستويات مختلفة وليس على مستوى واحد فقط، فعلى المستوى الاستراتيجي، أثبت رفض عرفات قبول اقتراحات إيهود باراك بعد اندلاع الانتفاضة الثانية فرضية أولئك الذين قالوا حتى قبل اتفاقيات أوسلو إن عرفات لم يتخلَّ عن النضال والرواية القائلة بأن الصراع ليس فقط على يهودا؛ بل على يافا والرملة واللد وغيرها من المدن..

 وحاول اللواء الربط بين ماحدث حينها وما يحدث الآن من مستجدات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يعتقد أن أبو مازن يتحدث بطريقة مماثلة لعرفات، وتستمر السلطة الفلسطينية في إدامة قضية اللاجئين، وكذلك يستمر دفع الأموال لعائلات المهاجمين، مع زيادة لهجة التحريض في الكتب المدرسية، كما سمح فك الارتباط عن غزة لنا وللعالم برؤية الأمور في السياق الإسرائيلي الفلسطيني في صورة أوضح، وفي ضوء حقيقة أن القيادة الفلسطينية لم تتخلَّ حقًّا عن طريق النضال ولم يعملوا من أجل السلام.

السلطة الفلسطينية تُصارع الهواء

أكد الكاتب والمحلل بمركز القدس “يوني بن مناحم” أن الحكومة الفلسطينية قررت تشكيل فريق قانوني خاص لجمع الأدلة ضد المستوطنين الإسرائيليين الذين ألحقوا الأذى بالفلسطينيين من أجل محاكمتهم في محاكم السلطة الفلسطينية، وهو ما اعتبره المحلل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات أوسلو.

وأوضح الكاتب أن السلطة الفلسطينية غاضبة ومحبطة من توقيع اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وينتظر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الأمريكية على أمل انتخاب “جو بايدن” رئيسًا، أملًا في خروجه والسلطة الفلسطينية من المحنة السياسية والاقتصادية.

وأشار الكاتب إلى أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يعانون من وضع اقتصادي صعب للغاية بسبب وباء كورونا، وارتفاع معدلات البطالة، ويتقاضى عشرات الآلاف من مسئولي السلطة الفلسطينية رواتب جزئية فقط بسبب نفاد خزائن الدولة، وأن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو رفض السلطة الفلسطينية قبول أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل، والتي تعادل نحو 180 مليون دولار شهريًّا.

ويعتقد الكاتب في النهاية أن التحرك الفلسطيني عمل صوريٌّ فقط، تحاول السلطة الفلسطينية من خلاله خلق انطباع لدى سكان الضفة الغربية بأنها تفرض سيادتها على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية على الرغم من وجود قوات الجيش الإسرائيلي.

في المنزل والدولة.. نتنياهو يتجاهل الأزمة الاقتصادية!

أشار رسام الكاريكاتير “عاموس بيدرمان” إلى حالة التخبط التي يمثلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي يقلّل فيها من وجود أزمة اقتصادية حقيقية في إسرائيل، متجاهلًا كل التقارير الاقتصادية المقدمة من رجال الاقتصاد، لمجرد الحفاظ على صورته والتمسك بمكاسب سياسية ضد المصلحة العليا للدولة، وذلك على الرغم من قناعاته الأكيدة بوجود أزمة عميقة.

وصور بيدرمان نتنياهو في منزله وقبل خروجه للعمل يطلب بعض النقود من زوجته سارة نتنياهو التي تجلس متجهمة وهي تتابع أخبار الاقتصاد الإسرائيلي من خلال الصحف الاقتصادية، كناية عن أن الاقتصاد وأزماته هو حديث الساعة في إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا