الصحافة العبرية|حماس تزداد قوة رغم عزلتها.. وعنصرية الإسرائيليين ضد الفلسطينيين عرض مستمر

مترجمو رؤية

ترجمة –  فريق رؤية

أمريكا وإسرائيل تبدآن في تقويض إيران

أكد محلل الشئون العسكرية بصحيفة يديعوت أحرونوت “رون بن يشاي” أن قوات من الجيشين الأمريكي والإسرائيلي تجريان منذ ما يزيد عن أسبوعين، حملة ردع استراتيجية مشتركة قبالة إيران، لم تشهد منطقة الشرق الأوسط مثيلًا لها من قبل، وتهدف هذه الحملة إلى ردع طهران عن تنفيذ عمليات انتقامية أو استفزازية تهدف إلى ممارسة الضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن إيران.

وتشارك في هذه الحملة للمرة الأولى في تاريخ المنطقة غواصات استراتيجية أمريكية وإسرائيلية وقاذفات أمريكية، بهدف إشعار إيران بأن ثمة قدرات عسكرية لا تستطيع مجاراتها أو مواجهتها، إذا ما أقدم الإيرانيون أو وكلاؤهم على تنفيذ عمليات تُكبّد الولايات المتحدة وإسرائيل، أو أيًّا من حلفاء واشنطن في المنطقة، ضحايا بشرية أو أضرارًا مادية جسيمة، وقد أشرف على تنسيق هذه الحملة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال “مارك ميلي”، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة قبل أسبوع.

وأشار “بن يشاي” إلى الحاجة الملحة إلى حملة الردع هذه نتيجة التقديرات المشتركة التي وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية وإسرائيل، والتي أشارت إلى أن هناك احتمالًا كبيرًا جدًّا لأن تلجأ إيران إلى تنفيذ عملية عسكرية أو إرهابية، حتى قبل تأدية الرئيس الأمريكي المنتخَب جو بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل، وأشارت تلك التقديرات إلى أن لدى إيران ثلاثة دوافع للقيام بذلك: الدافع الأول تنفيذ عملية انتقامية ضد الولايات المتحدة بحلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، وكذلك ضد إسرائيل انتقامًا لاغتيال العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده”.

والدافع الثاني، دفع الأمريكيين إلى سحب قواتهم التي تشكّل تهديدًا استراتيجيًّا لإيران من العراق في الغرب، ومن أفغانستان في الشرق، أما الدافع الثالث فهو ممارسة ضغط نفسي على إدارة الرئيس بايدن لدفعها إلى رفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران، والتي تُسبّب لها ضائقة اقتصادية واجتماعية حادة، وتشكّل تهديدًا جديًّا لبقاء النظام الحاكم في طهران.

رغم العزلة.. حماس تزداد قوة

أكد الكاتب “إيال زيسر” أنه على الرغم من أن القوى الراديكالية في العالم العربي تعيش أزمة حقيقية، وتتقلص قوتها وهيمنتها على مقاليد الأمور في الدول العربية، لا سيما مع توقيع اتفاقيات السلام بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، غير أن الوضع ليس كذلك بالنسبة لحركة حماس في قطاع غزة، حيث تستمر الحركة في القوة والازدهار، ولا زالت إسرائيل تعتقد خطأً بأن إيجاد سبل للتعامل مع حماس في غزة هو الخيار الأفضل، بينما يعمل حلفاء إسرائيل في بقية أنحاء الشرق الأوسط على مطاردة الحركات الإسلامية وحظرها، وتفعل إسرائيل عكس ذلك تمامًا.

وأضاف الكاتب بصحفة “إسرائيل اليوم” أن حركة حماس الآن معزولة سياسيًّا، بينما تتمتع إسرائيل بدعم واسع من العالم العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الواقع في غزة يختلف عن واقع الحدود الشمالية، فحماس ليس لديها عمق استراتيجي، وحلفاؤها محدودون في قدرتهم على تقديم المساعدة لها، لذلك فإن لدى إسرائيل القدرة على إملاء مسار الأحداث في غزة، بالتعاون والدعم من حلفائها العرب، وحتى قوات أمن السلطة الفلسطينية التي جددت مؤخرًا علاقات التعاون الأمني مع إسرائيل.

واعتبر الكاتب أنه إذا فشلت إسرائيل في التحرك لإسقاط نظام حماس، أو على الأقل وضع قواعد جديدة أكثر ملاءمة لإسرائيل، فسوف تستمر الصواريخ في الانطلاق من غزة كل ليلة، وستستمر قطر وتركيا في جني الثمار السياسية، فصواريخ حماس ليست على وشك الصدأ، وسيأتي اليوم الذي تدفع فيه إسرائيل ثمنًا باهظًا من وراء السماح لحماس ببناء نظام صاروخي موجَّه ضد إسرائيل دون عائق وتحت مراقبتها.

وفي العلاج أيضًا عنصرية!

بعد تصريح وزير الأمن الداخلي “أمير أوخانا” بأن المعتقلين الأمنيين لن يحصلوا على التطعيم ضد كورونا دون الحصول على تصريح بذلك، رأت الكاتبة “عاميرا هاس” أن تصرف الوزير غير مقبول بالمرة، موضحةً أن “أوخانا” يواصل تطبيق التوجه الإسرائيلي السائد بمعاقبة الأسرى الفلسطينيين وذويهم للأبد، منوهةً إلى أن مدير عام وزارة الصحة حذف كلمة “الأمنيين” من البيان ليتم بذلك عدم منح جميع المعتقلين الفلسطينيين اللقاح المطلوب لعلاجهم.

وأضافت الكاتبة في مقال لها بصحيفة “هآرتس” أن السياسة الإسرائيلية الممنهجة تستمر في قمع الفلسطينيين وسحقهم؛ لذا “فليصابوا بفيروس كورونا وليعانوا قبل إطلاق سراحهم”. وترى “عاميرا” أن الممارسات اليومية غير المعلنة التي يمارسها النظام في إسرائيل هو التنكيل بالفلسطينيين: “ضغط، وسرقة الأراضي، وزيادة رقعة الاستيطان، وتضييق الحركة، وعلى ذلك يتم على سبيل المثال تطعيم المستوطنين في معاليه أدوميم والتي بُنيت في الأساس على أراضي العيزرية وأبو ديس الفلسطينية، ويتم تجاهل سكان المدينتين الفلسطينيتين من قائمة متلقي اللقاح رغم فقدان أرضهم ومصالحهم لصالح اليهود ودولتهم”.

النظام الصحي في قطاع غزة على وشك الانهيار

حذر الكاتب بصحيفة هآرتس “جاكي خوري” من كارثة صحية قد تحل على الجميع في أعقاب الأخبار والتحذيرات المتعلقة بتفاقم الوضع الصحي في قطاع غزة، حيث حذر مسئولون كبار في وزارة صحة القطاع من انهيار جهاز الصحة بسبب ارتفاع عدد إصابات كورونا الحرجة، فقد ارتفع، وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، عددها إلى 40 مريضًا، ووصل العدد لـ 226 مريضًا، وهو رقم غير مسبوق، كما وصلت، وبحسب تصريحات مسئولي جهاز الصحة، مستشفيات القطاع إلى 90٪ من قدرة استيعابها، فيما وصل المستشفيان المخصصان لعلاج مصابي الفيروس في خان يونس وغزة إلى درجة استيعابهما القصوى؛ ما اضطرهما حاليًا لنقل المرضى إلى مستشفيات أخرى.

وأوضح مسئول كبير في خدمات طوارئ غزة، أن القطاع تمكن قبل نحو ثلاثة أشهر من وقف انتشار الوباء من خلال فرض حجر على كل القادمين من معبري إيريز ورفح، لكن عندما بدأ الفيروس بالانتشار داخل القطاع نفسه، فقدت السلطات سيطرتها على الوباء.

وعرض الكاتب مطالبة جمعية (أطباء من أجل حقوق الإنسان) وبموجب القانون الدولي، إلزام إسرائيل قانونيًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا بتزويد سكان الضفة الغربية والقطاع بلقاح كورونا، وورد في رسالة “غادة مجادلة” مديرة قسم الأراضي المحتلة في المنظمة، أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على اقتناء لقاح كورونا، وبالتالي يقع على عاتق إسرائيل اقتناؤه، وأخيرًا أشار الكاتب إلى أنه إذا تفاقم الوضع بشكل أسوأ مما هو عليه الآن؛ فإن إسرائيل ستعاني وبشدة.

حكومة بنكهة المستوطنين!

رأى الكاتب العربي “حسين غول” أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون بنكهة المستوطنين، وستعمل على وأد ما تبقى من أحلام الفلسطينيين بإقامة دولتهم، كما ستعمل على سَنِّ قوانين تهمّش الحيز الديمقراطي وتنال من حقوق الأقلية العربية الفلسطينية؛ بل وستسنُّ قوانين قد تتجاوز في عنصريتها قانون القومية، وسيعمل وزراؤها، كلٌّ في مجاله، بهدف دق الأسافين بين مكونات الشعب وتعزيز مظاهر العنصرية والكراهية ضد المحسوبين على اليسار أيضًا.

كما سيتواصل التحريض على كل ما هو عربي في هذه البلاد، وسيستمر التضييق على الناس في أرزاقهم، وسيستمر أيضًا هدم المنازل العربية، بل وسيزداد شراسة في قادم الأيام، وحتى وإن لم يصبح نتنياهو رئيس الحكومة المقبل، فإن خليفته في هذا المنصب سيكون أكثر تشددًا منه حيال المجتمع العربي وقضاياه وإزاء تقويض القضية الفلسطينية، وستستمر أعمال العنف والجرائم في المجتمع العربي دون أن تعبأ الحكومة المقبلة بذلك.

وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “هآرتس” أنه حتى لو فرضنا أن القائمة العربية الموحدة بزعامة “منصور عباس” ستدعم ولو على استحياء أي تحالف حكومي قادم؛ فإن ذلك لن يشفع للمواطنين العرب وسيظل التحريض عليهم واتهامهم بأنهم وممثليهم من داعمي الإرهاب على حاله، فإذا عقدت هذه الحكومة ومن يقف على رأسها اتفاقيات سلام مع الدول العربية، فحريٌّ بها أيضًا أن تعقد اتفاقية سلام مع مواطنيها العرب أولًا، لتتيح لهم الاندماج في الدولة ونيل حقوقهم المساوية التي يسعون إليها.

أردوغان يريد التقرب من إسرائيل

تناول الكاتب “تسفي بارئيل” تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي قال فيها إن بلاده معنية بتحسين علاقاتها مع إسرائيل، وأضاف أردوغان أنه إذا لم تحدث مشاكل مع القيادة في إسرائيل، بإمكان العلاقات بين الجانبين أن تكون مختلفة تمامًا. وأشار الكاتب إلى أنه قد يبدو هذا التصريح صحيحًا في الاتجاه الآخر أيضًا إذا لم تحدث مشاكل مع أردوغان، وستبدو علاقاتنا مع تركيا بصورة أخرى، فالمشاكل التي يقصدها أردوغان هي بشكل أساسي سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، فـإجراءاتها الوحشية ضد الفلسطينيين غير مقبولة في نظر أنقرة.

 وكان بإمكان إسرائيل الادّعاء بأن إجراءات تركيا الوحشية ضد الأكراد غير مقبولة، وبالإمكان الاستمرار في تبادل الاتهامات إلى ما لا نهاية، من خلال المقارنة بين سياسات كلا النظامين تجاه الأقليات في البلدين، لكن العلاقات بين الدول تقوم على المصالح، وعلى الخرائط الجيوسياسية المتغيرة، وكذلك على استغلال الفرص.

وأوضح الكاتب أن تركيا تعاني بشدة إقليميًّا، وهي التي تبنّت قبل خمس سنوات سياسة خارجية تقوم على مبدأ عدم إثارة مشاكل مع الجيران، وهي الآن متورطة في علاقات قاسية ومتوترة مع غالبية دول الشرق الأوسط، فقد فرضت المملكة العربية السعودية عليها مقاطعة غير رسمية سببت هبوطًا بنحو 16% من حجم التبادل التجاري بين الدولتين منذ أكتوبر الماضي، أما الإمارات العربية المتحدة فقد تأكدت بأن تركيا هي “التهديد الأخطر في المنطقة، حتى أكثر من إيران”، كما أنه لا يوجد أي اتصال بين تركيا ومصر منذ صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.

وبعتقد الكاتب أن كل تلك العوامل تُعدّ من الأسباب الرئيسية التي تدفع تركيا لتحسين العلاقات مع إسرائيل، بهدف الخروج من عزلة العلاقات في المنطقة، لا سيما وأن إسرائيل تُعد في الفترة الأخيرة محور كل القضايا والعلاقات في المنطقة.

مأزق جديد لنتنياهو

علق رسام الكاريكاتير “عيرين وولكوفيسكي” على قرار خروج عضوَيْ الكنيست “رون خولداي” ووزير العدل “آفي نسكورين” من الائتلاف الحالي للحكومة وتشكيلهما حزبًا جديدًا تحت اسم “الإسرائيليين”، ورأى وولوكوفيسكي أن بنيامين نتنياهو في مأزق كبير الآن لأن انهيار الحكومة سوف يجعل موقفه أضعف فيما يخص عمليات التحقيق التي تجرى معه. وتخيل رسام الكاريكاتير أن نتنياهو سيحاول فرض عدم الخروج من للائتلاف وكأنه حظر يشبه حظر كورونا، قائلًا: “عزل؛ غير مسموح بمزيد من الخروج!”

ربما يعجبك أيضا