الصحافة العبرية| إسرائيل تخشى كشف أسرارها.. وهل تتحالف أحزاب اليسار مع عرب 48؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمود معاذ
تسعون عامًا من إخفاء أرشيف "الشاباك"

بعد توقيع رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" على تعديلات جديدة بتمديد فترة إخفاء الأرشيف والوثائق التاريخية الخاصة بمصلحة الأمن العام (الشاباك) والموساد وعدة مؤسسات أمنية أخرى لتسعين عامًا، بعد أن كان القرار ينص على الحفاظ على خصوصية ذلك الأرشيف لخمسين عامًا ثم زادوا لسبعين، رأى الكاتب "أفنار بينشوك" في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن استمرار التمديد يعني أن إسرائيل لديها ما تخشى إفشاءه، وذلك رغم استمرار العديد من الدول مرارًا، ومنها الولايات المتحدة، في الإفراج عن وثائق سرية تاريخية وذلك لأنهم يعرفون جيدًا أهمية أن يعرف المواطن كل شيء بعد زمنٍ حتى لو كان الأمر في بدايته سريًّا.

وأضاف الحقوقي في مقاله أن "الشاباك" يتذرع دائمًا بالرد على أي طلب بكشف وثائق تاريخية بأنها تضر بأمن إسرائيل، مشيرًا إلى تقديم نقابة حقوق الإنسان طلبًا من قبل بالكشف عن أحداث القمع التي تعاملت بها الأجهزة الإسرائيلية مع الاحتجاج الذي نظمه المهاجرون اليهود من شمال إفريقيا، لكن قوبِل بالرفض لنفس الذريعة "أمن إسرائيل"، وألمح الكاتب إلى العديد من الأحداث المجتمعية التي يعرف جميع السكان تدخُّل "الشاباك" فيها وهي ليست ذات خطورة على الأمن كما يدّعون، ولكن يرفضون أيضًا!

هل يحدث هنا أمرٌ ليس على خلفية قومية

علقت الكاتبة "عاميرة هاس" على تمديد اعتقال الشاب الفلسطيني "عرفات أرفاعية" المتهم باغتصاب وقتل إسرائيلية، وإعلان مصلحة الأمن العام أن الحادث وقع على خلفية قومية، ورأت أن الأجهزة الإسرائيلية في الضفة الغربية تستغل مثل هذه الأسباب لأنه يمثل لها فرصة وذريعة لـــ"سرقة" الأراضي الفلسطينية وهدم بعض المنازل بحجج أمنية.

وأضافت "هاس" في مقال لها بصحيفة "هآرتس" أن الشرطة أيضًا تغلق المرور على الفلسطينيين عبر الحواجز الأمنية، وتقوم بتضييق الخناق عليهم بشكل أكبر وتحقيق هدف المستوطنين الأسمى بالنسبة لهم وهو تفريغ المنطقة (ج) من أي وجودٍ للفلسطينيين، مشيرة إلى أن الدولة تُهمل في حقوق القرى الفلسطينية في وجود بنية تحتية آدمية، وذلك أيضًا على خلفية قومية، ولكن لا يوجد من يحاسبهم، واختتمت "هاس" مقالها بالقول: إن "جميع الجرائم التي نفّذتها إسرائيل في حق الفلسطينيين وأراضيهم وضمها للمستوطنات اليهودية والعنف الممارَس ضدهم، جميعها تحدث على خلفية قومية".

لم يعودوا مجرد أعشاب شيطانية.. نتنياهو يمنح الشرعية لتلاميذ الحاخام كاهانا

في إطار الحملة الانتخابية التي يقودها حزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو وتحريضه ضد الأحزاب اليسارية، انتقد الكاتب "شلومي ألدر" في مقال له بموقع "المونيتور" مساعي نتنياهو لشيطنة كل معارضيه؛ بل ومَنْح من يؤيده الدعم الكامل حتى المتطرفين منهم، موضحًا أنه منذ توليه منصب رئيس الوزراء لأول مرة عام 1996، ويحذّر نتنياهو الجمهور من ظاهرة خطيرة تسمى (اليسار) ويطلق على معتنقي الفكر اليساري كلمات مهينة وتهديدية، ويصفهم دائمًا بـ"المرض العضال"، وأكد الكاتب أنهم دائمًا ما يقومون بتخوين كل من لا يسير تحت مظلتهم مستدلاً على ذلك بعدة اقتباسات لنتنياهو وبعض أعضاء حزبه.

وأضاف "ألدر" أنه رغم حَلِّ حزب الحاخام الراحل "مائير كاهانا" خارج القانون بسبب عنصريته وتشدده، مثل دعوته لطرد فوري لعرب 1948، إلا أن حزب الليكود دعا لدعم حزب "عوتسمات إسرائيل" الذي يتولى قيادته تلاميذ ذلك الحاحام "المتطرف"، مشيًرا إلى أن ذلك يعدّ أكبر دليل على عدم وجود خطوط حمراء، وأن كل شيء مباح لدى "نتنياهو" من أجل الحصول على أغلبية في البرلمان وتشكيل ائتلافه اليميني بعد الانتخابات المقبلة بسهولة، وأشار "ألدر" إلى النماذج المتطرفة التي تترأس حزب "عوتسمات إسرائيل" الذي يدعمه نتننياهو.

لن تقوم لليسار الإسرائيلي قائمة دون عرب 1948

دعا الكاتب والبروفيسور "لون ليئال" إلى ضرورة اتحاد أحزاب اليسار الإسرائيلية مع عرب الداخل؛ لأنهم يتسقون أيدولوجيًّا، موضحًا أن هناك ثلاثة تيارات سياسية في إسرائيل، أولهم معسكر اليمين الذي يؤيد ويدعم "احتلال" الأراضي الفلسطينية وزيادة رقعة الاستيطان مع الحفاظ على قانون القومية الذي جرى إقراره مؤخرًا بكل بنوده، ومعسكر الوسط الذي يدعمون الاستيطان ولكن بطريقة "أكثر دهاءً وبنسبة أقل حدة" من اليمين، والمعسكر الثالث وهو اليسار الذي يرفض السياسات الاستيطانية ويدعو لإلغاء قانون القومية مع إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما يدعو إليه كلٌ من اليهود اليساريين وعرب الداخل، لذا عليهما الاتحاد لا سيما وأن اليهود اليساريين لا يتعدون نسبة الــ10% من مجمل السكان.

وأضاف الخبير الاستراتيجي الذي عمل سابقًا كمدير عام وزارة الخارجية في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أنه لن تقوم لليسار قائمة بدون عرب الداخل، كما أن عرب الداخل لن تكون لهم شرعية في التواجد من الأساس دون دعم اليساريين اليهود، متوقعًا أن يكون لليسار صوتٌ مسموع ودورٌ مؤثر حال اتفاقهما سويًّا، مشيًرا إلى أنه على حزبَيْ "القائمة العربية المشتركة" و"ميريتس" التعبير عن هوية عربية يهودية أكثر من مجرد كونهم أحزابًا، الأمر الذي سوف يجذب لهم العديد من الناخبين ويؤهلهم لإنهاء الاستيطان وقانون القومية الذي يجلب العار لإسرائيل واليهود، طبقًا للكاتب.

عقبات تحول دون تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل

تحدث الخبير ومدير معهد أبحاث الأمن القومي "أودي ديكيل" عن تقدير الموقف الإستراتيجي لإسرائيل في بداية العام 2019، ورأى أنه رغم تعاظم القوة العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية، بيد أن هناك العديد من العقبات التي تحول دون تحقيق تقدم ملموس بشأن أهدافها في المحيط الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى العديد من تلك الأهداف التي لم تتحقق مثل: القدرة على إيعاد إيران من التواجد على الأراضي السورية، بل ارتفع معدل التسلح لقواتها في دمشق رغم محاولاتها العسكرية في هذا الصدد، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة ينذر أيضًا بتصعيد قوي للأمور، والذي ربما ينتهي باندلاع حرب.

وأضاف "ديكيل" أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخراج قوات بلاده تباعًا من منطقة الشرق الأوسط تضع إسرائيل في مأزق، لا سيما في سوريا والعراق، معربًا عن تخوفه من تدهور للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية إن رفضت حكومة نتنياهو خطة السلام "صفقة القرن" التي تقترحها إدارة ترامب لحل الصراع بين الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن علاقات إسرائيل بالدول العربية أيضًا مشروطة بتحقيق تقدم في مسيرة السلام مع الفلسطينيين، وهذا أمر لم يتحقق بسبب تجميد المباحثات بين الجانبين.

طريق إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي لا يزال بعيدًا

بعد لقاء رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" مع الرئيس التشادي "إدريس ديبي"، وتوجه تل أبيب بشكل عام نحو تقوية علاقاتها مع دول إفريقيا المختلفة، رأت الكاتبة "رينا بروشنين" أن سعي تل أبيب للعب دور المراقب في الاتحاد الإفريقي لن يتأتى بسبب تقدير الاتحاد "لنضال" الفلسطينيين من أجل إقامة دولتهم المستقلة، واستدلت على ذلك من خلال الخطاب الأخير لرئيس السلطة محمود عباس أبو مازن في قمة الاتحاد الإفريقي التي أقيمت في العاشر من فبراير، والتي طالب خلالها باستمرار دعم الاتحاد للفلسطينيين في قضيتهم، مشيرة إلى أن الصور "العائلية" الملتقطة في نهاية القمة تؤكد على أن أبو مازن له تقدير كبير من قادة الاتحاد الإفريقي، بينما كان نتنياهو غائبًا عن تلك الصور.

وأشارت "رينا" بمقال لها في موقع "المونيتور" إلى أن المنظمة الإفريقية منحت السلطة الفلسطينية لعب دور المراقب منذ عام 2013، وأضافت أن إسرائيل كانت تأمل في الحصول على نفس الدور منذ فترة لكن جهودها قلت بعد أن تولت الجنوب إفريقية "نكوسازانا دلاميني زوما" منصب رئاسة مفوضية الاتحاد، وهي تشتهر وبلدها بالدعم الكامل للفلسطينيين؛ بل إنهم يلعبون دورًا محوريًّا في الحركات والمنظمات الداعية لمقاطعة إسرائيل مثل:  BDS، وأوضحت الكاتبة أن آمال تل أبيب تجددت بعد أن رحلت "زوما" عن هذا المنصب وتولي الرواندي "بول كاجاما" مكانها، لافتة إلى أن مساعي إسرائيل الحالية للعب دور المراقب ليست بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فقط؛ وإنما للدور المهم الذي يلعبه الاتحاد الإفريقي دوليًّا، وكذلك تعاونه المثمر مع الأمم المتحدة؛ الأمر الذي قد يساعد تل أبيب للتخلص من العزلة الدولية، طبقًا للكاتبة.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا