الصحافة العبرية| ارتفاع معدل السامية في العالم.. والدوحة دُمية في يد الفلسطينيين وإسرائيل

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمود معاذ

مؤتمر وارسو لن يدفع مسيرة السلام أو الأمن في الشرق الأوسط

 
بعد إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حضور مؤتمر وارسو في الثالث عشر من فبراير، رأى الكاتب “عاكيفا لأألألدر” أن استجابة نتنياهو الفورية للدعوة البولندية الأمريكية في هذا الأمر الذي سوف يتناول قضايا السلام والأمن في الشرق الأوسط، ليس لها إلا هدفان محوريان وهما: الاستفادة من الترويج لنفسه أنه قائد يشارك القرار مع دول العالم الحر، والثاني هو إزاحة أنظار الجمهور الإسرائيلي عن الخبر الذي نُشِرَ حول وجود أدلة جديدة خاصة بتلقيه رشوة، وتوقع الكاتب أن يقوم نتنياهو في كلمته بالتركيز على خطورة البرنامج النووي الإيراني وتواجد قوات تابعة لطهران في الأراضي السورية وذلك لاستمالة الدول العربية المشاركة في المؤتمر والتي ترى في إيران خطرًا حقيقيًّا.
 
أما بخصوص إزالة الغموض حول عمليات القصف التي تمت داخل الأراضي السورية والتي كانت موجهة ضد قوات إيرانية واعتراف إسرائيل بمسئوليتها عنها، رأى “ألدر” في مقال له بموقع “المونيتور” أن نتنياهو أعلن عن ذلك للاستفادة من “قوة ردعه” في حملته الانتخابية للكنيست القادم، رغم ضرر هذا الإعلان على أمن إسرائيل في الوقت الحالي، وتحدث الكاتب عن بعض العروض التي تلقاها نتنياهو من روسيا مقابل إبعاد قوات إيران من الأراضي السورية، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي “فَضَّلَ تعريض أمن إسرائيل للخطر”.
 
العلاقات مع تشاد؟ على نتنياهو توجيه الشكر لأوسلو
 
تعرّض الكاتب “شيمون شيفيس” للحملة التي يقودها حزب الليكود والتي تروّج للعلاقات الجيدة التي تكونت بين إسرائيل وبعض الدول العربية والتي يفتخر بها رئيس وزراء الحالي “بنيامين نتنياهو”، مثل لقائه بالرئيس التشادي “إدريس دافي” ولقائه بسلطان عُمان “السلطان قابوس”، ورأى الكاتب أن الفضل الوحيد الذي دفع تلك الدول لعمل علاقات مع إسرائيل هي اتفاقية أوسلو، وهي المعاهدة التي لا يزال نتنياهو ينتقدها أمام الجمهور الداخلي، وأضاف الكاتب أن الإنجازات التي ينسبها “بنيامين نتنياهو” لنفسه لم تكن لتحدث طيلة السنوات العشر التي تقلد فيها مؤخرًا مقعد رئاسة الحكومة إلا بسبب مسيرة أوسلو التاريخية التي بدأت في العام 1993.
 
وأضاف “شيمون” في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو استفاد بشكل مباشر وغير مباشر من منظومة العلاقات التي جرى نسجها بين إسرائيل والدول العربية في أعقاب أوسلو؛ لذا رغم انتقاده وتحريضه ضد الاتفاقية لم يجرؤ على إلغائها لأنه يعلم في الوقت ذاته فائدة أوسلو في مسيرته السياسية.
 
 وسرد الكاتب العديد من النجاحات التي حققتها أوسلو، مثل بداية تقسيم الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيدًا لفكرة “دولتين لشعبين”، وكذلك اتفاقية السلام مع الأردن التي وُقِّعَت بعد عام من أوسلو (1994)، وكذلك تحريك العلاقات بين مصر وإسرائيل التي كانت باردة قبل الاتفاقية، وكذلك العديد من الدول العربية والإفريقية وذلك يوضح أن تلك الدول ستؤسّس مع إسرائيل علاقات وتعاون كامل في حال تحقيق سلام شامل مع الفلسطينيين.
 
الآن فَطِنَ القطريون.. أقحموا أنفسهم في وحل غزة
 
تعرض الكاتب “شلومي ألدر” لمسألة الأموال التي تُدِرها قطر لقطاع غزة لتخفيف وطأة الحصار عليه، ورأى الكاتب أن الدوحة فطنت مؤخرًا أنها صارت لعبة في أيدي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ففي الوقت الذي أقنعت فيه المسئولين الإسرائيليين بتمرير الأموال إلى غزة، وجدت مؤخرًا رفضًا من داخل القطاع الفلسطيني لاستلام الأموال القطرية، الأمر الذي يعدّ إهانة كبيرة للمبعوث القطري “محمد العمادي” وبلاده، وقال الكاتب: “إن فلسطينيي القطاع يَعتبرون وصول الدعم المالي القطري حقًّا مكتسبًا” وهذا يضع المسئولين القطريين في حَرِجٍ إن قرروا إيقاف ذلك الدعم.
 
وأضاف “شلومي” في مقال له بموقع “المونيتور” أن قطر أرادت ضرب عصفورين في خطوة واحدة وهما: استغلال دعمها لغزة في الترويج لنفسها بين الجماهير العربية، وكذلك استغلال هذا الدعم المالي في الحصول على ثقة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، إلا أنها، طبقًا للكاتب، وجدت نفسها تمسك بسلاح ذي حدّين، وهي لعبة في الوقت ذاته بين الفلسطينيين الذي يهددون بتنظيم مظاهرات جديدة عند الجدار العازل دون الأموال القطرية، وبين إسرائيل التي تشترط الهدوء في القطاع لتمرير هذه الأموال.
 
النكبة وارتفاع معاداة السامية وعلاقة إسرائيل
 
في إطار ذكرى “يوم النكبة” الذي حددته الأمم المتحدة قبل ثلاثة عشر عامًا بتاريخ 27 يناير، تناول الكاتب “آساف فايس” بعض البيانات “المقلقة” التي تؤكد ارتفاع نِسَبِ معاداة السامية في العالم، وكذلك عدم الاعتراف بيوم النكبة من الأساس، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة، ووجد الكاتب جوابه في استطلاع  نشره الاتحاد الأوروبي يؤكد العلاقة الوثيقة بين سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين وبين معدل معاداة السامية التي يواجهها اليهود في دول العالم، مشيرا إلى بعض التقارير الرسمية التي خرجت تدلل على المعاناة التي يلاقيها اليهود في السنوات الأخيرة في بعض البلاد مثل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
 
وشدد آساف في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت” على ضرورة أن تعي الحكومة الإسرائيلية الحالية والقادمة أيضًا أن سياساتهم تؤثر بشكل مباشر على اليهود المتواجدين في الخارج، مشيرا إلى بعض الاستنتاجات التي وصلت لتشبيه تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين بتعامل النازيين مع اليهود، وشدد الكاتب على ضرورة أن تعتني الخارجية والدبلوماسية الإسرائيلية بيهود العالم وأن يضعوهم في اعتبارهم.
 
سيرك فلسطين
 
في إطار الحصار المتواصل على قطاع غزة، صوّر الكاتب اليساري المعروف “جدعون ليفي” في مقاله بصحيفة “هآرتس” قطاع غزة وكأنه عبارة عن سيرك به قفص ضخم محاط بقضبان حديدية وأسوار خرسانية، وحتى ناحية البحر يجد السفن الحربية، وأنه ما يحدث فيه ليس إلا تجربة يقودها المدرب الإسرائيلي بوضع مليونَي شخص في سجن كبير لمدة 12 سنة من التقييد والتجويع حتى الموت. وأشار الكاتب إلى الرفض المؤقت من القطاع لدخول الأموال القطرية ثم معاودة قبولها بشكل آخر، وقال إن أهل غزة سئموا قبول الفتات الذي تسمح لهم إسرائيل به كوسيلة لترويضهم، ولكن جوعهم الشديد دفعهم مضطرين لقبول أموال الدوحة.
 
وتمنى ليفي لو أن تصر حركة حماس على رفض الأموال وإنهاء ذلك السيرك الذي ينصب لهم شهريًّا، لأن طريقة منحهم الأموال وكميتها تُعدّ مهينة لغزة وأهلها، معربًا عن تفهمه في الوقت ذاته لقبولهم المبلغ فيما بعد، مشيًرا إلى أن تأخير السماح بدخول الأموال كان عقابًا لأهل غزة من إسرائيل لإصابتهم جنديًّا إسرائيليًّا يوم 22 يناير بينما مقبول ومتاح أن يطلق الجنود الإسرائيليون النيران على المتظاهرين الفلسطينيين دون تمييز.
 
 وتطرق الكاتب في نهاية مقاله للمعونات والدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، منتقدًا إياه لأنه لا يتوقف حتى عندما لا تتصرف بشكل مقبول، فيما يتوقف دعم الفلسطينيين إن تصرفوا بشكل غير لائق، وانتقد “ليفي” الإسرائيليين الذين يستمتعون بمعاناة أهل غزة.
 
لا زالت فرقة “كوننوت” تقتلع أشجار الزيتون
 
تعرض “عاموس بيدرمان” الرسام الكاريكاتيري في صحيفة “هآرتس” للتصرفات التي يقوم بها أفراد فرقة “كوننوت/التأهب”، وهي عبارة عن مجموعة من المستوطنين في الضفة الغربية وغلاف غزة جرى تدريبهم عسكريًّا على إحباط “العمليات الإرهابية” التي قد يقوم بها الفلسطينيون، مشيرًا إلى أن هؤلاء المستوطنين يستغلون الصلاحيات التي مُنِحَت لهم في تخريب أراضي الفلسطينيين.
 
 وصوّر الكاريكاتير قائد الفرقة ينهرهم ويقول: “سيء، ثلاثون ثانية لتقتلعوا ثلاث أشجار زيتون فقط!”، وذلك في إشارة إلى واقعة اجتثاث عشرين شجرة زيتون بقرية المغير شرق رام الله على أيدي الفرقة  التي تواصل مثل هذه التصرفات ضد الفلسطينيين، مستغلين حمايتهم وتغطيتهم من قِبَلِ الجيش الإسرائيلي.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا