الصحافة العبرية | الجميع هنا يُفضّل دولة يهودية عن دولة ديمقراطية.. وتركيا النووية حقيقة أم خيال؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

وداعًا لعصر نتنياهو المحرّض

أشاد الكاتب "شلومي ألدر" في مقال له بموقع "المونيتور" بقدرة القائمة المشتركة على إقناع الجماهير العربية بالإقبال على التصويت في الانتخابات، مضيفًا أنه رغم أن النتائج النهائية لم تظهر حتى الآن، غير أن النتائج الأولية توضح إقبالًا غير مسبوق من عرب 1948، ورأى الكاتب أن هذا الإقبال أيضًا جاء بسبب ضغط واتهامات غير مبررة من جانب نتنياهو بتزوير انتخابات أبريل السابقة في القرى العربية، وأن ذلك منعه من تشكيل حكومة.

وانتقد الكاتب، حزب "أزرق – أبيض" الذي أعطى ظهره للمرشحين العرب رغم تلميحاتهم بالاستعداد للانضمام للحكومة، مبررًا قلق الحزب بأن ذلك قد يُفقده أصوات بعض اليهود لأن نتنياهو استطاع تثبيت الصورة الذهنية السلبية لعرب الداخل، وتوقع ألدر أن تنضم التكتلات العربية لأزرق وأبيض حين تشكّل حكومة، معربًا عن سعادته من أنه إذا أوكلت مهمة تشكيل الحكومة على نتنياهو، فإن أحد المشاكل التي تواجهه هو قذف الجماهير العربية.

بيد أن الخبير بمعهد أبحاث إسرائيل والصهيونية بجامعة بن جوريون "أرنون داجاني" تناول عملية تصويت العرب وسير العملية الانتخابية في إسرائيل بطريقة مختلفة، حين دلّل على أن الديمقراطية في الوقت الحالي ليس لها مكانٌ في إسرائيل، مستشهدًا بستينيات القرن الماضي والذي كانت تتضمن حملات الأحزاب الإسرائيلية أوراقًا مكتوبة بالعربية لجذب الناخب العربي للتصويت إليها، بينما في الوقت الحالي تبتعد الأحزاب "اليهودية" عن المصوت العربي لأنه سوف يكون مضرًّا لها؛ لأن جميعهم يفضّل دولة يهودية عن دولة ديمقراطية. 

وفي ذات الإطار، رأى الكاتب "يوسف حداج" في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن القائمة العربية مدينة بالفضل لنتنياهو في عدد المقاعد التي حصلت عليها، موضحًا أن الفارق بين نتنياهو في انتخابات 2015 والانتخابات الحالية، أنه استفز ناخبيه يوم انتخابات 2015 بأن العرب يتدفقون للتصويت، ولم يجد العرب وقتها مجالًا لإعادة أوراقهم للخروج الفعلي، غير أن خطأ نتنياهو في حملته الانتخابية الحالية، أنه بدأ الحديث عن عملية تصويت العرب مبكرًا للغاية؛ الأمر الذي مكّنهم من الاستعداد والخروج للتصويت. 

أما اللقاء المصور لنتنياهو والذي قال خلاله إنه مستعد لتعيين وزراء عرب لحكومته، لكن ليس أحمد طيبي وأيمن عودة تحديدًا، فربما أضره أكثر من إفادته، لأن الجميع يعرف تاريخ وحاضر تصريحاته عن المواطنين العرب جميعهم، وقد صاحب تصريحه غضب في أوساط الجمهور الإسرائيلي، حيث قال أحدهم تعليقًا على ذلك: "بيبي رجل ضعيف يتملق للجميع، بما فيهم العرب، للحصول على حصانة في الكنيست الجديد"، وقال آخر موجها حديثه لرئيس الوزراء: "إنك تبدو منهكًا وضعيفًا للغاية".

ورغم التصريح الذي أبدى خلاله نتنياهو بعض المرونة للمرة الأولى مع المصوتين العرب، غير أنه صرّح بعد ظهور النتائج الأولية والتي أظهرت احتمال عدم قدرته على تشكيل الحكومة بأنه "لم ولن تكون هناك حكومة تعتمد في تشكليها على الأحزاب العربية المعادية للصهيونية"؛ لذا انتقدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها تناقض رئيس الوزراء وطريقته المحرّضة ضد المواطنين العرب الذين يمثلون خُمْس حاملي الجنسية، وقالت "إن (رئيس حكومة التحريض) يستمر في مهمته بنزع شرعية المواطنين العرب، وأضافت أن نتنياهو، الذي يعد السبب الرئيس في تصدع المجتمع وازدياد معدل الكراهية بين المختلفين سياسيًّا، وتمنت الصحيفة قدرة عناصر أخرى على تشكيل الحكومة لينتهي بذلك عصر "التحريض". 

وتعرض "عيرين وولكوفيسكي" الرسام الكاريكاتيري بصحيفة "هآرتس" للأمر ذاته، مصورًا أن نتنياهو الذي كان يلجأ إلى تخوين كل منافسيه وأن سعيهم للأصوات العربية يعدّ اتهامًا من وجهة نظره، صار أحد الراغبين في الصوت ذاته بتصريحه الأخير، وتضمن الكاريكاتير تصويرًا يوضّح كيف يصوّر منافسيه رؤساء الأحزاب الأخرى وكأنهم عربٌ لإبعاد اليهود عن التصويت لهم، وذلك بإلباس منافسيه عقالات تُضفي عليهم الطابع والسمت الفلسطيني والعربي. 
 
تهديدات أردوغان بتركيا نووية

تعرّضت خبيرة الشئون التركية بمعهد أبحاث الأمن القومي "جاليا ليندشتراوس" للتهديدات الضمنية التي أطلقها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" والتي قال خلالها: "إن دولًا مجاورة، كإسرائيل، لديها صواريخ ذات رؤوس نووية، لكن ممنوع عليّ أن أحصل عليها. أنا لا أقبل ذلك"، ورأت أن ذلك يعكس وجهة نظر المسئول التركي بضرورة الوصول لقدرات نووية للتعبير عن مدى قوة وتطور بلاده، لا سيما وأن أردوغان يولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير صناعة السلاح في تركيا والتي تهدف لبناء قوة عسكرية مستقلة وكذلك بغرض التصدير، ورغم أن تركيا تتمتع بالمظلة النووية الخاصة بحلف الناتو، غير أن الرئيس التركي لديه شكوك وقلة ثقة في مدى التزام أعضاء الحلف تجاه بلاده وخاصة الأمريكيين. 

وأضافت الخبيرة أنه في إطار عدم وجود بنية تحتية كافية لدى الأتراك لتطوير قدراتها النووية، فهي ترى أن تصريح الرئيس التركي ما هو إلا تعبير عن عدم رضاه عن الأمريكيين في ظل الأزمة الحالية ودعمهم للقوات الكردية الفاعلة شمال سوريا، كما أنه انتقاد صريح للمجتمع الدولي وضرورة عمل إصلاحات لنهج مجلس الأمن الذي تضع خلاله الدول التي تمتلك سلاحًا نوويًّا العراقيل في وجه الدول الأخرى التي تريد الحق ذاته، وترى ليندشتراوس أن التصريح التركي العلني يدلّل أكثر على وجود صعوبة لدى أنقرة في التقدم في عملية تطوير القدرات النووية.   

نزع شرعية الراغبين في السلام بالمجتمع الإسرائيلي

تناول "جلعاد شير – نعمى شتيرينبرج – مور بن- كاليفا" وهم باحثون بمعهد أبحاث الأمن القومي، عن عملية تخوين ونزع أهلية المؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان والسياسيين الذين يسعون لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين بالوصول لحل سياسي طويل الأمد ومُرضٍ للطرفين، موضحين أن الحوار في المجتمع بخصوص عملية السلام وصل إلى طريق مسدود، وأن إمكانية الوصول لحياة يعيش خلالها الفلسطينيون والإسرائيليون متجاورين في سلام أمرٌ لم يعد له وجودٌ في نقاش أفراد المجتمع، وذلك لعدة أسباب من وجهة نظرهم منها الصراع المستمر والعنيف بين الطرفين الذي يمهد أرضًا خصبة لعملية نزع شرعية المنافس.

وأضاف الباحثون في تحليلهم أن الساحة السياسية هي السبب الرئيس لنزع شرعية الداعين لسلام بسبب تخوين وضغط كل من يتحدث عن إمكانية الوصول لسلام، بل إن الأمر وصل إلى مقتل أحد نشطاء حركة السلام الآن "شالوم عخشاف" على يدي مواطن اعترف بفعلته، وقال إنه فعل ذلك ردًّا على "الخونة"، بل إن الأمر وصل لاتهام اليمينيين الذين يتخذون مواقف شجاعة بالخيانة لمجرد رغبتهم في التصدي للتطرف، مثل اتهام وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون بــ"الخيانة والانضمام لعصابة اليسار"، واتهام رؤساء قائمة أزرق – أبيض رغم كونهم ثلاثة رؤساء أركان سابقين بأنهم يتلاعبون بهدف تدمير إسرائيل. 
 
حكومة وحدة أو الفوضى

شدّدت السياسية وعضوة الكنيست السابقة "ليمو ليفنيت" عن الليكود في مقال لها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" على ضرورة تشكيل حكومة وحدة بين الليكود وأزرق – أبيض، مبررةً ذلك بحجم التهديدات التي تحيط بإسرائيل في هذه الفترة، وأن الوضع الحالي لا يسمح بإجراء انتخابات ثالثة تقود إلى فشل جديد، موضحة أن عدم قيام الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين" بدعم هذه الفكرة قد يقود الدولة لفوضى عارمة، مطالبة المرشحين الأقوى بإظهار مسئوليتهم القومية والاتحاد سويًّا.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا