الصحافة العبرية| الصراع التركي اليوناني يعود مجددًا.. ومَن البديل حال رحيل نتنياهو؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

إدارة ترامب دمّرت العملية السياسية أكثر من أي إدارة أخرى

رأى المحلل "شلومو شامير" أن الإدارة الأمريكة الحالية برئاسة دونالد ترامب قد أسهمت في تدمير العملية السلمية بشكل غير مسبوق وأكثر من أي إدارة أمريكية سابقة، مشيرًا إلى أنه ليس هناك إدارة أمريكية أثارت السخرية وقضت على طابع التدخل وأنماط النشاط والوجود الأمريكي بحد ذاته في مجال السعي للدفع قدمًا بحل سياسي للنزاع، مثل ما فعلته وتفعله إدارة ترامب.

وأوضح الكاتب بصحيفة "معاريف" أنه منذ رئاسة رونالد ريغن، كل إدارة أمريكية أظهرت تدخلًا نشطًا في جهود التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين والدفع قدمًا بحل سياسي للنزاع، وكل الإدارات فشلت باستثناء إدارة جيمي كارتر التي توصلت إلى اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، وليست مهارة كارتر هي التي أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، حيث كان كارتر يعدّ أحد أسوأ الزعماء الذين عرفهم البيت الأبيض، غير أنه عمل مع شخصيتين سياسيتين مهمتين، مناحيم بيجن وأنور السادات، اللذين حرصا كثيرًا على تحقيق الأفضل لشعبيهما، وليس لنفسيهما.

وشبه "شامير" الذي ينتظر حلًّا من الرئيس ترامب يتعلق بمشكلة في منطقة الشرق الأوسط بالذي ينتظر إعلان إيجاد علاج لوباء كورونا، فالضم وكل خطة السلام للشرق الأوسط، وخطة القرن، هي أشياء تهم الرئيس ترامب بقدر اهتمامه بارتفاع العشب الأخضر في ساحة البيت الأبيض، وربما أقل من ذلك، ففي كل ولاية مهمة ومركزية ومؤثرة في الولايات المتحدة انخفض التأييد للرئيس ترامب بحجم لم يُعرَف له مثيل من قبل، والفجوة لمصلحة جو بايدن تزداد اتساعًا، وفشله المطلق في إدارة كارثة الجائحة، وردوده المهينة على التظاهرات الشعبية الجماهيرية ضد العنصرية والتمييز، جعلت الرئيس ترامب في وضع صعب، وفي مواجهة أهم تهديد منذ انتخابه قبل 3 سنوات ونصف السنة.

نتنياهو يتسلق على شجرة

تعرضت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها لتأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه سوف يبدأ تنفيذ خطة الضم في الأول من يوليو، ورأت أن كلًا من نتنياهو ورئيس حزب أزرق أبيض "بني جانتس" يدركان تمامًا أنهما لا يستطيعان بدء تنفيذ خطتهما بضم أراض فلسطينية حاليًا، لأن كليهما لن يعرضا أنفسهما لخطر قيام انتفاضة فلسطينية جديدة بل واشتعال إقليمي بسبب الضم، كما أنهما يعيان أن جميع المعنيين بالصراع يعرفون أن الضم غرضه الأساسي دحض قيام دولة فلسطينية، وهو الحل الوحيد الذي يراه العديد من أطراف الصراع.

واستدلت "هآرتس" على رأيها بأن تاريخ الأول من يوليو ليس مقدسًا وأن هناك مناقشات جارية في هذا الأمر، وأشارت إلى أن ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق المحتلة بالضفة، لن يختفوا من الوجود لمجرد أن ترامب ونتنياهو قررا أن لإسرائيل الحق في بدء فرض سيادتها على أراضي الفلسطينيين، وتوقعت "هآرتس" ألا يتم تنفيذ خطة الضم ولو بعد عِقد من الزمان إلا من خلال تسوية سياسية مع الفلسطينيين.

على إسرائيل الحصول على دعم حزبي أمريكا الكبيرين

رأى الكاتب "ياكوف احيمائير" أنه يجب على إسرائيل أن تسعى للحصول على دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا، موضحًا أن الملاحظ حاليًا هو أن إسرائيل لا تُظهر اهتمامًا كبيرًا، بل تُظهر ربما لامبالاة إزاء السباق في الحزب الديمقراطي على وجه الخصوص، وهذا لم يحدث عشية الانتخابات في سنة 2016، فيومها راهن نتنياهو رهانًا رابحًا على ترامب، وأثمر الرهان ثمارًا سياسية؛ بسبب الدعم التقليدي الكبير الذي يمنحه الصوت اليهودي للحزب.

وأكد الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة "إسرائيل اليوم" أنه لا يمكن تجاهل الواقع المقلق الذي سيطر على علاقاتنا مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وهو الحزب الذي يمثل الأغلبية في مجلس النواب، حيث يظهر للمرة الأولى بوضوح وجود خلافات في الرأي مع إسرائيل، فالتصويت المسبق الذي يجري هذه الأيام داخل الحزب قبيل الانتخابات العامة في نوفمبر، يمكن أن يقضي على أساس تقليدي مهم، وهو مبدأ حصول إسرائيل على دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

النفوذ الإيراني في سوريا يتضاءل.. ورسائل إسرائيلية مهمة

تناول الكاتب "رون بن يشاي" الأوضاع في سوريا والسيطرة الإيرانية على الوضع هناك، مشيرًا إلى أنه يبدو مؤخرًا أن الإيرانيين خففوا كل ما له علاقة بنشاط مباشر لإقامة جبهة ضد إسرائيل في سوريا بالقرب من الحدود في هضبة الجولان. وقد جرى هذا في أعقاب اغتيال الجنرال سليماني ووباء كورونا الذي يفتك بإيران، وليس صحيًّا فقط بل اقتصاديًّا أيضًا، وعلى ما يبدو فإن الشخص الذي حل محل سليماني "إسماعيل قاآني" ليس لديه الميزانيات التي كانت موضوعة بتصرف سليماني، مؤكدًا أن خليفة سليماني يركز على بعض الأهداف، كمساعدة أنصاره جيش الأسد في حربه على المتمردين الإسلاميين من السنّة في محافظة إدلب، ومشروع الصواريخ الدقيقة، ونشر منظومة صواريخ واسعة في سورية ولبنان.

وعن الهجوم الذي استهدف مخازن لصواريخ في الأراضي السورية والمنسوب لإسرائيل خلال الأيام الماضية، رأى الكاتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه من الممكن أن تكون تلك التقارير صحيحة بنسبة كبيرة، وأن الرسالة المهمة للهجوم المنسوب إلى إسرائيل هذه الليلة تشبه الرسالة التي تُنقل كل مرة في الفترة الأخيرة إلى النظام في إيران: لن نسمح لكم بالتمركز في سوريا، وسنعرقل بقدر المستطاع مشروع الصواريخ الدقيقة، وستدفعون الثمن بالدم والمال على عمليات ميؤوس منها، لن تمنحكم في نهاية الأمر تفوقًا عسكريًّا والقدرة العسكرية المطلوبة لضرب إسرائيل إذا اندلعت حرب كبيرة.

نتنياهو يجب أن يرحل.. لكن من البديل؟!

تعرض الكاتب اليساري "جدعون ليفي" للمظاهرات التي نُظِّمَت أمام منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورأى ضرورة ألا يستمر رئيس الحكومة الحالي في منصبه مثلما ردد المتظاهرون، لكن في الوقت ذاته يرى "ليفي" وجود حالة يأس كبيرة تسيطر على أعداد كبيرة من الإسرائيليين لشعورهم بعدم وجود شخص بديل أو فكرة بديلة أو برنامج بديل، مشيرًا إلى أنه يدعم مطالب المحتشدين لأن لها ما يبررها من اعتراض منطقي على استمراره بسبب أدائه أو القضايا المدان بها، لكن المشكلة تكمن – في وجهة نظر الكاتب – في عدم عرض المتظاهرين بديل لنتنياهو.

وطالب "ليفي" في مقاله بصحيفة "هآرتس" المواطنين بإغماض أعينهم وتخيل شخص يثير الأمل بدلًا من نتنياهو في مكتب رئاسة الوزراء، لكنهم لن يجدوا، ليس لأن نتنياهو جيد، ولكن تكمن قوته في عدم وجود منافس له، ربما هو أحد أسباب ذلك، مفندًا قدرة القوى السياسية الحالية في أن يكونوا بدلاء جيدين لاهتمامهم بتطبيق أفكارهم الشخصية دون التفكير بشكل مُجدٍ لعامة الشعب، فابن المستوطنات يركز فقط على زيادتها، وخريج المدرسة العسكرية يركز على الأمن وهكذا.

وأشار الكاتب إلى مشاركة متقاعدين من سلاح الطيران بالجيش في التظاهرات ضد نتنياهو، وقال إن الميزة الوحيدة في وجودهم هو كونهم متقاعدين؛ ما يعني من وجهة نظر "ليفي" أنهم لا يقصفون الأبرياء في قطاع غزة أو لبنان.

الصراع التركي اليوناني يعود للواجهة

في تحليل منشور بموقع مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أوضح المحللان "ليندا شتراوس" و"رامي دانييل" أن التوتر طويل الأمد يزداد بين أنقرة وأثينا، وقد يصل إلى مستويات قياسية جديدة في الأشهر المقبلة، حيث لا يريد أي من الجانبين تصعيدًا كبيرًا، ولكن خطر التدهور في العنف القائم، ويجب على إسرائيل الانتباه إلى التطورات التي قد تؤثر عليها أيضًا.

وأضاف المحللان أن التوترات قد زادت بعد التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة التوافق الوطني الليبية، والتي تتجاهل الادّعاء اليوناني بأن "رودس" و"كريت" لهما الحق في المياه الإقليمية، كما يأتي التهديد التركي وسط نزاع طويل الأمد بين تركيا واليونان حول ترسيم المياه الإقليمية بينهما والسيادة على بعض الجزر اليونانية، كذلك دون إغفال التوترات الأخرى بينهما بخصوص نية تركيا تحويل مبنى أيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، وكذلك المحاولة التركية لنقل اللاجئين من سوريا إلى الحدود بين البلدين.

وأوضح التحليل أن مسألة السيطرة على الجزر الموجودة في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط ظلت نقطة احتكاك بين تركيا واليونان لعقود، بالإضافة إلى الخلاف بين البلدين بشأن السيادة على نصيبهما، كما أن هناك أيضًا خلافًا أساسيًّا حول ترسيم الحدود البحرية، إذ ترفض أنقرة التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، أن التعريف العادل لحدود البحر الأبيض المتوسط في البحر الأبيض المتوسط يجب أن يعطي وزنًا أكبر لساحلها الطويل من الجزر اليونانية المتناثرة، وأنه يجب أحيانًا تجاهل هذه الجزر، وأصبحت تلك المسألة أكثر جدلًا في الأشهر الأخيرة، بعد اتفاقية نوفمبر 2019 بين تركيا وحكومة الموافقة الوطنية الليبية، والتي تحدد الحدود البحرية بين البلدين وفقًا للموقف التركي، على عكس الادعاءات اليونانية بأن ليبيا وتركيا ليس لديهما حدود مشتركة في البحر الأبيض المتوسط على الإطلاق.

الشارع الفلسطيني غاضب من المحاباة داخل السلطة

تناول الكاتب "يوني بن مناحم" حالة الغضب التي تنتاب الشارع الفلسطيني في الفترة الأخيرة بسبب ازدياد الاتهامات بالفساد للمسئولين داخل السلطة الفلسطينية، موضحًا أنه لم يكد الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية يتعافى من قصص الفساد التي كشف عنها ياسر جاد الله ، المدير السابق للدائرة السياسية في مكتب السلطة الفلسطينية، عن سرقة أموال المساعدات الفلسطينية من قِبل كبار المسئولين الفلسطينيين، إلا وتواردت اتهامات لوزيرة الصحة مي كيلا  بتعيين العديد من أقارب كبار المسئولين في السلطة الفلسطينية في مناصب رفيعة بوزارة الصحة الفلسطينية.

وأضاف الكاتب بالموقع الأورشليمي أن السلطة الفلسطينية سارعت بالرد على الاتهامات، حيث أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في اجتماع حكومي أسبوعي أنه سيتم تشكيل لجنة لمراجعة جميع التعيينات في الوزارات الحكومية، مؤكدًا أن التعيينات الكبيرة تتطلب موافقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والحكومة الفلسطينية، وادّعى أن جميع الترقيات في المكاتب الحكومية توقفت منذ نحو عام بسبب الضائقة المالية للسلطة الفلسطينية.

ورأى الكاتب أن تصريحات "أشتية" ما هي إلا حبوب مهدئة للشارع الفلسطيني، والذي يشتعل غضبًا من تلك الأخبار، لا سيما في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من ضائقة اقتصادية خانقة بالأخص منذ انتشار كورونا في الضفة الغربية، معتقدًا أن الفلسطينيين ضاقوا ذرعًا من تلك الحكومة، ولا يبالون بتصريحاتها وتبريراتها، خاصة وأنه دائمًا ما يثبت عكسها.

لن نسمح بدخوله لأنه ليس حلالًا

تناول رسام الكاريكاتير بصحيفة هآرتس "عاموس بيدرمان" ما أُشيع عن ظهور فيروس جديد في الصين وإمكانية تحوله لوباء نظرًا لعدم وجود مناعة لدى الإنسان ضده، وسخر "بيدرمان" من قادة التيارات الدينية في الكنيست بجميع أشكالها في الكنيست (الحريديم ذوي الأصول الشرقية والغربية والمتدينين القوميين)، وقال على لسان أحدهم "لن نسمح بدخوله إسرائيل، إنه ليس حلالًا".

وكان أحدهم (يعقوب ليتسمان من حزب يهدوت هاتوراه) قد قال من قبل إن كورونا سوف تنتهي قبل عيد الفصح لأن المسيح وعده بذلك، ومر العيد الذي كان في الثاني عشر من أبريل الماضي واستمرت كورونا في الانتشار، لذا يرمز الكاريكاتير هنا إلى أن أعضاء الكنيست المتدينين لا يبحثون عن حلول موضوعية للمشاكل التي تواجهها الدولة، وإنما يُعزون الأمور دائمًا لحلول غير منطقية يتخيلون أنها سوف تُجدي نفعًا، لكن هباءً!

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا