الصحافة العبرية | انتفاضة فلسطينية جديدة تلوح في الأفق.. وتصريحات ترامب تثير غضب يهود أمريكا

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

اليهود جهلة وغير مخلصين

حول وصف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اليهود الذين صوتوا لمنافسيه في الحزب الديمقراطي بأنهم جاهلون أو غير مخلصين، وذلك وسط استمرار نزاعه مع أعضاء الكونجرس اليساريين بشأن إسرائيل والفلسطينيين، أكد الكاتب اليساري "جدعون ليفي" بأنه عندما يعتبر الرئيس الأمريكي معظم اليهود في أمريكا، مصوتي الحزب الديمقراطي "جهلة" و"غير مخلصين" فليس واضحًا إذا كان يقصد إخلاصهم لدولتهم أم لشعبهم، للولايات المتحدة أو لإسرائيل.

وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة "هآرتس" أنه يمكن بسهولة إلقاء أية تهمة على الأقليات بأنهم خونة أو جهلة في إسرائيل مثلما هو الحال في أمريكا، في الوقت الذي لا يمكن لعرب إسرائيل أن يحلموا بمكانة مثل مكانة يهود الولايات المتحدة، رغم أن هناك قاسمًا مشتركًا بينهم؛ وهو الاتهام بعدم الولاء، لكن هذه التهمة في أمريكا يوجد لها مرجعية، والمتمثلة في الدعم التلقائي للمؤسسة اليهودية لكل حكومة إسرائيلية، وتقريبًا لكل مواقفها، هو الدليل على الولاء المزدوج، فخيار المؤسسة اليهودية واضح وصريح، إسرائيل أولًا، إسرائيل فوق كل شيء.

وحول نفس القضية عقّب الكاتب "حيمي شيلو" بالقول إن اتهام اليهود بـعدم الولاء ناجم عن خيبة أمل الرئيس الأمريكي، لأنه لم يحصل على مقابل لقاء بادراته المؤيدة لإسرائيل، حيث وُعِدَ بأن اليهود سيقفون إلى جانبه لكنهم خيبوا أمله، وليس هناك ما يُخرج ترامب عن اتزانه أكثر من شعوره بأنه خرج خاسرًا في صفقة تبادلية المنفعة، حتى الآن ينصب غضب الرئيس على يهود بلده، لكن ليس من المستبعد أنه يخفي وراءه استياء من يهود إسرائيل، متمثلاً في ممثليها وكبار مسؤوليها الذين أقنعوه بأنه سيكون هناك مقابل يهودي للفاتورة الإسرائيلية المدفوعة.

تهديدات نصر الله جدية

تناول المحلل "رون بن يشاي" بصحيفة "يديعوت أحرونوت" تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بأن الحزب لن يسمح مجددًا بدخول طائرات إسرائيلية مسيرة إلى لبنان، مشددًا على أنه سيسقطها، وأكد الكاتب خطورة الأمر، خاصة إذا صحت الأخبار القائلة بأن هناك مشروعًا إيرانيًّا لإدخال صواريخ عالية الدقة للداخل اللبناني، لصالح حزب الله، لا سيما وأن الأمر يعني قدرة حزب الله على الوصول لأماكن غير مسبوقة في الداخل الإسرائيلي، والمتمثلة في المناطق المأهولة بالسكان.

وأشار الكاتب إلى أن إيران لا تزال متمسكة بفكرة نقل المعركة بينها وبين إسرائيل لمناطق أقرب من الصواريخ بعيدة المدى الموجهة من طهران، وهو الأمر الذي يتضح من محاولاتها المستمرة لإمداد الأراضي السورية بالصواريخ، ثم الانتقال حاليًا للفعل ذاته مع حزب الله في لبنان، وأضاف أن الوضع ينبئ بخطورة كبيرة، لأن أي فشل استخباراتي إسرائيلي حيال عملية نقل واحدة ناجحة للصواريخ الإيرانية باتجاه سوريا أو لبنان أو حتى العراق، يعني كارثة حقيقية بالنسبة لإسرائيل.

انتفاضة فلسطينية جديدة في الطريق

اعتبر المحلل "يوسي ميلمان" بصحيفة "معاريف" أن الأحداث والتطورات الأخيرة من الجانب الفلسطيني، والمتمثلة في العمليات الفردية بالضفة الغربية والقدس والتي استهدفت إسرائيليين، هي أمر يدعو للقلق، ولا يمكن التعويل على وصف تلك العمليات بالفردية، مشيرًا إلى كون الأوضاع الحالية تشبه مثيلاتها قبيل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987.
ولفت الكاتب إلى أن أحداث اليوم وما يصاحبها من عنف متصاعد في قطاع غزة، تعد بمثابة جرس إنذار باحتمالية تفاقم الأوضاع بشكل أكبر إذا لم يجر تدارك الأوضاع سريعًا، لا سيما مع ارتفاع التحذيرات القادمة من مراكز الأبحاث الأمنية، وكذلك من جانب أجهزة المخابرات باحتمالية تطور الأمور لانتفاضة فلسطينية شاملة.

وأكد المحلل أن تمسك الحكومة الإسرائيلية بنفس أيديولوجيتها العقيمة – على حسب وصفه – والتي تهدف إلى تجنب المفاوضات والترتيبات الاقتصادية طويلة الأجل، من أجل تقسيم الشعب الفلسطيني وترسيخ الانقسام بين الضفة الغربية وغزة وحماس، هو أمر يُسهم بشكل كبير في تسريع التوجه سريعًا نحو الانتفاضة المنتظرة.

ليس هناك قوى معارضة في إسرائيل

وجهت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها نقدًا شديدًا للمعارضة السياسية داخل إسرائيل، معتبرةً إياها بأنها غائبة تمامًا عن أداء دورها، الأمر الذي ظهر في أدائها بخصوص دفع نتنياهو إسرائيل إلى مسار التصعيد غير المسبوق إزاء إيران، حيث صمتت المعارضة المتمثلة في حزب كاحول لافان "أبيض وأزرق" والذي يقوده ثلاثة من الجنرالات السابقين بالجيش، الأمر الذي بدا وكأنهم لا زالوا في الخدمة العسكرية، وكأن لزام عليهم التزام الصمت في وقت الحرب، وأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

وأضافت الصحيفة أنه في دولة فاعلة يجب أن يكون هناك كوابح وبدائل فكرية واستراتيجيات بديلة، فهذا هو دور المعارضة الفاعلة، أن تقدّم للشعب وجهة نظر مختلفة عن تلك التي تقدمها الحكومة، وطالبت الصحيفة المعارضة بأن تكشف للجمهور المخاطر الكبرى التي تنتظرهم في ظل حكم نتنياهو، وأن تقدم بديلاً، بدلاً من إنفاق أموال لا ضرورة لها على مستشارين إعلاميين، لكن رئيس أزرق أبيض "بني غانتس" يفضّل أن يهتف للجيش في الفايسبوك، ويوجه إلى الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة تهديدًا آخر باسمه، وفي المقابل يقترح نائبه "يائير لبيد" استخدام القوة في غزة.

أيمن عودة وخطوة نحو الاندماج

تناول الكاتب والمحلل "أيال زيسر" بصحيفة "إسرائيل اليوم" الإعلان المفاجئ لرئيس القائمة المشتركة العربية "أيمن عودة" بأنه مستعد للانضمام لائتلاف حكومي يشكّله رئيس حزب "كاحول لافان" بيني غانتس، مشيرًا إلى أنه لم يراعِ الناخب العربي في هذا الإعلان الذي أصبح لزامًا عليه أن يسلك أحد اتجاهين في انتخابات الكنيست القريبة، أولهما التصويت لأحد الأحزاب الصهيونية في ما يسميه معسكر يسار الوسط المتمثل في حزب "كاحول لافان"، بعد أن منحه عودة شرعية ليصبح "رئيس حكومة" باختيار العرب، وثانيهما أنه سيمتنع عن التصويت ويقاطع الانتخابات؛ لأن قائمة مشتركة في الائتلاف الحكومي لن تحقق أي شيء، بينما وجودها في المعارضة يمكن أن يُسمع صوت الفلسطينيين في إسرائيل.

ودعا الكاتب الساسة العرب في إسرائيل أن يفهموا جيدًا نبض الشارع العربي وأن يصطفوا مع ناخبيهم، لافتًا إلى أن التغيير سيأتي مع توليد الجيل القادم من السياسيين العرب في إسرائيل الساعين إلى الاندماج والشراكة، على أمل أن يجدوا أيضًا شركاء بين الأحزاب الصهيونية في إسرائيل.

إسرائيل تدفع ثمن الابتعاد عن فرنسا

عقبت الكاتبة "رونا بروشنان" على المخاوف الإسرائيلية وعدم الارتياح من لقاء الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" مع وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" ، على هامش قمة السبع، معتبرةً أن إسرائيل تدفع ثمن التباعد بينها وبين فرنسا في السنوات الأخيرة، حيث غيرت إسرائيل من أولوياتها الدبلوماسية، وذهبت لشراكات لا طائل منها مع دول مثل المجر وبولندا، على حساب الدول الغربية الكبرى، لذا فإنه لا يمكن التعجب من تحركات ماكرون ومواقفه نحو إيجاد صيغة تفاهم بين إيران والغرب، وحل الأزمة، بدلًا من نبذها كما تريد إسرائيل.

وأضافت الكاتبة بموقع "المونيتور" أن الأمر لس بالتأكيد محض الصدفة؛ حيث إن مواقف الدولة الفرنسية في عهد ماكرون تتسم بالضدية نحو إسرائيل بشكل لا تخطئه عين، وليس هناك أوضح من الإدانات الفرنسية السريعة لأية محاولة إسرائيلية من جانب حكومة نتنياهو لبناء مستوطنات في الضفة الغربية، كما أن باريس تتعامل بهذا النهج مع إسرائيل بسبب رفض الأخيرة أية مقترحات فرنسية أو أوروبية بشأن حل الدولتين، والذي يعد الحل المفضّل للحكومة الفرنسية الحالية للخروج من المأزق الراهن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا