الصحافة العبرية| عندما يتوقف العنصريون عن الاعتذار.. وإسرائيل سجينة لخطابات نتنياهو العدائية

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

 
عندما يتوقف العنصريون عن الاعتذار

في إطار الإعلانات والصور التي نشرها حزب "البيت اليهودي" للتحذير من الزواج بين العرب واليهود خلال حملتهم للانتخابات المحلية في مدينة الرملة، شنت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها هجومًا شديدًا على الحزب الإسرائيلي، موضحة أنها تفتقر لأقل معايير احترام الآخر حيث تحتوي على الإعلانات على صورة شابة محجبة مع تحذير فوقها من أن تكون هذه الشابة ابنة لأحد اليهود في يوم من الأيام، وألقت الصحيفة مسئولية تلك الإعلانات الدعائية غير المسئولة في رام الله على رئيس الحزب وعضو الكنيست ووزير التعليم "نفتالي بنت" ووزيرة القضاء "ايليك شاكيد" مع ضرورة الإشارة  إلى الدور "التحريضي" الكبير الذي يلعبه رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو في غرس مفاهيم الانفصال والكراهية بين مواطني المجتمع الواحد.

وأضافت الصحيفة أن المشكلة تكمن أيضًا في أن "بنت" كوزير للتعليم مسئول عن تثقيف الأطفال والصبية الإسرائيليين، كما أن الوزيرة "شاكيد" التي من المفترض أن تكمن مسئوليتها في إضفاء وتحقيق العدالة، كيف لها أن تسمح بمثل هذه الحملة الدعائية الفاضحة؟! مضيفًا أن هذا ليس مستغربًا على كلا الوزيرين التي تعبر مواقفهما السابقة عن تلك التوجهات العدائية، ورغم رفض مواطني مدينة الرملة للدعاية التحريضية نظرًا للعلاقات الطيبة التي تجمع العرب واليهود بها، انتقدت "هآرتس" عدم خروج قادة حزب البيت اليهودي للاعتذار وعدم وجود أي شجب من جانب هيئة الانتخابات المحلية لمثل هذا التنوع من الدعاية.

هكذا يصرف ليبرمان ناخبي اليمين عن فشله في غزة

بعد تصريح وزير الدفاع "أفيجدور ليبرمان" بأنه يسعى للحصول على تصديق الحكومة على بناء 31 وحدة سكنية في حزقيا بمدينة الخليل، رأى الكاتب "عاكيفا ألدر" أن تصريح المسئول الإسرائيلي سببه الرئيس سوء أوضاع المستوطنات الكائنة في غلاف غزة، إضافة إلى الوضع السيء لحزبه "إسرائيل بيتنا" الذي ظهر خلال استطلاعات الرأي مقارنة بالأحزاب الأخرى مثل الليكود والبيت اليهودي، موضحًا أن ليبرمان سعى من خلال تصريحه للتأكيد للناخبين اليمينيين على ولائه للمصالح القومية المتطرفة وذلك في إطار الحديث عن إمكانية تقديم الانتخابات البرلمانية القادمة لبداية العام القادم 2019.

وتساءل الكاتب في مقاله بموقع "المونيتور" عن السبب الذي يدفع ليبرمان لــ"إشعال" الضفة الغربية بتصريحه الأخير، مضيفًا أنه كان من الأولى الانتظار لما يسمى بصفقة القرن الأمريكية، بيد أن وزير الدفاع الإسرائيلي قلقٌ للغاية من الاستطلاعات التي تؤكد احتمالية وجود تفوق كبير للأحزاب اليمينية الأخرى على حزبه، وأضاف الكاتب أن تصديق باقي أعضاء الحكومة على قرار البناء في الخليل يوضح لأي مدى تسعى هذه الأحزاب لمصالحها السياسية عن طريق إظهار نفسها أكثر تطرفًا للناخب اليميني على حساب القضايا الوطنية الشائكة.

إسرائيل سجينة لخطابات نتيناهو وليبرمان العدائية

بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزير الدفاع "أفيجدور ليبرمان" التي تشير إلى قرب توجيه ضربة عسكرية شاملة ضد قطاع غزة "إن لم تتوقف حماس عن تصرفاتها"، رأى الكاتب "تسفي بارئيل" في تحليل له بصحيفة هآرتس أن المجتمع جرى سجنه فكريًّا بسبب هذه التصريحات الخطابية "العدائية" التي يحاول من خلالها المسئولان الإسرائيليان رمي الكرة في ملعب "حماس" وإظهارها بأنها هي من سوف تضطر إسرائيل لاتخاذ قرار الدخول في حرب من عدمه، مضيفًا أن هذا التصوير غير واقعي؛ لأنه يضع المسئولية دائمًا على جانب واحد من جانبَي الصراع دون  التطرق لمسئولية إسرائيل التي لم تتوقف عن إطلاق النيران الحية على المتظاهرين الفلسطينيين على حدود القطاع خلال فعاليات مسيرة العودة.

وأعرب بارئيل عن تخوفه من أن يؤدي عدم تقدم مسيرة المفاوضات من أجل إعادة إعمار القطاع التي تجرى بوساطة مصرية إلى تفكير قادة حماس للجوء لخيار الحرب لتحقيق مكاسب لم تنلها الحركة من المباحثات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن تصاعد الحرب الكلامية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يحتم على المصريين التركيز للوصول لتهدئة مؤقتة بين الجانبين بدلاً من التركيز على الوصول لمصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وقال المحلل في نهاية مقاله: إن شن هجمات عسكرية مستقبلاً على أهداف معينة في غزة هي مسئولية أحزاب اليمين جنبًا إلى جنب مع الحركة الفلسطينية.

الدعاية الكاذبة بعدم وجود شريك فلسطيني

حول توقف جميع المباحثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل الوصول لسلام دائم والادعاء اليميني الرائج بعدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض، قلّل الكاتب "ديميتري شوميسكي" من هذه الادعاءات واصفًا إياها بـ"الكاذبة" التي تحتال على المواطنين الإسرائيليين لتبرير عدم استئناف المباحثات مع الفلسطينيين، موضحا أن مؤتمر أنابوليس الذي عُقد في السابع والعشرين من نوفمبر 2007 في الكلية البحرية الأمريكية بين جورج بوش الابن ورئيس السلطة "محمود عباس أبو مازن" ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك "إيهود أولمرت"، يثبت أن أبو مازن وكذلك أولمرت كانا شريكَيْن رائعَيْن للسلام.

 وأوضح شومسكي في مقال له بصحيفة "هآرتس" أن ممثل الشعب الفلسطيني أعلن عدم دعمه لــــــــ"المقاومة العنيفة" وسلوكه جانب المفاوضات فقط من أجل السلام، كما أن أولمرت الذي تخلّص من فكرة "أرض إسرائيل الكاملة" اليمينية كان مختلفًا تمامًا عن إيهود باراك الذي ترأس مباحثات كامب ديفيد مع الفلسطينيين ولم يخلع مطلقًا بزته العسكرية، وتعامل باستعلاء وتكبر تام وقتها مع زعيم حركة فتح آنذاك ياسر عرفات، وأشاد الكاتب بــــ"شجاعة" أولمرت وقتها بطرحه علنًا فكرة تقسيم القدس بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحًا أن سبب توقف المباحثات وقتها كان ضعف شعبية رئيس الوزراء الأسبق، إضافة إلى قضايا الفساد التي لاحقته، مشيرًا في نهاية مقاله إلى أن الحكومات الإسرائيلية تتشدق دائمًا بشعار "الرفض الفلسطيني" والتي خلقته من الخيال لتبرير توسيع عمليات الاستيطان والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين.

تركيا واستغلال الفرص

ادعى الكاتب "أيال زيسر" بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الاتهامات الموجهة للمملكة العربية السعودية بخصوص اختفاء ومقتل الصحفي "جمال خاشقجي" من شأنها أن تغيير موازين الأمور، ففي الوقت الذي كانت العلاقات التركية الأمريكية في مهب الريح وعلى وشك الانهيار بسبب قضية القس الأمريكي المحتجز في تركيا، في حين أن السعودية بدا وكأنها الدولة المحورية الأولى في المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة، غير أن قضية خاشقجي والاتهامات التي كيلت للمملكة قد غيرت تلك المفاهيم بنسبة كبيرة جدًّا، حيث انساقت الولايات المتحدة وراء المجتمع الدولي مطالبة توضيحات سعودية بشأن اختفاء الصحفي السعودي المعارض، الأمر الذي جرى استغلاله من قِبل تركيا بإطلاق سراح القس الأمريكي المحتجز لديها كخطوة أولى للتقرب من الأمريكان وهو ما يوحي بأن عهد الخلافات الأمريكية التركية قارب على الانتهاء ومن ثم الأمر ذاته بالنسبة للخلافات التركية الإسرائيلية.

احترام مزيف

رأى اللواء السابق بالجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي السابق "يعقوب عميدور" في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن الصراع الدائر بين المرشحين الأربعة لمنصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتسم بالهدوء الشديد والدبلوماسية المبالغ فيها، رغم علم الجميع بمدى سعي الأطراف الأربعة للحصول على المنصب.

 وأكد أن الصورة المثالية لا تتوافق مع الصراع الدائر بين رئيس الأركان الحالي "إيزنكوت" ومفوض شكاوى الجنود "يتسحاق بريك"، والذي نشر تقريرًا خرج به عن نطاق المألوف استنادًا إلى زيارات قام بها إلى كل الوحدات العسكرية طوال عقد كامل، حيث قال إن الجيش ليس مستعدًا للحرب، وشرح ادعاءاته في ورقة مفصلة، الأمر الذي قوبل لعاصفة هجوم من قبل رجالات الجيش الذين رأوا أن تقريراً كهذا كان لابد وأن يقدم ويناقش في الغرف المغلقة، ولكن الكاتب اعتبر أن على الجيش أن يحقق بجدية في نتائج التقرير بدلاً من أن يهاجم كاتبه، لا سيما وأننا بصدد الحديث عن أن اللواء بريك هو بطل حرب، وقاد وحدات قتالية من جميع المستويات، وحاز على شهرة في حرب يوم الغفران كقائد سرية يتمتع بشجاعة استثنائية، وخلال توليه مهماته لم يكن هناك خلاف بشأن حكمته واستقامته.

يحيى السنوار.. هل يكون هو الحل؟

تناول "مايكل كلاينر" المحلل السياسي لصحيفة "معاريف" شخصية "يحيى السنوار" كزعيم فلسطيني قادر على التوصل لتسوية، مفندًا طبيعة السنوار من خلال مقابلته مع التلفزيون الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الجانب الأبرز في شخصيته هو اتسامها بالوضوح؛ إذ أنه أعلنها صراحة أنه يكره إسرائيل وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يخجل من إعلان فشل النضال المسلح، فهو شخص يفضل قول الحقيقة بشكل مباشر دون خجل مختلفًا في ذلك عن شخصيات كياسر عرفات أو أبو مازن، واعتبر المحلل أن الأمر الذي لا يحبه السنوار أكثر من أي شئ حتى من كراهيته لإسرائيل هو معاناة الشعب الفلسطيني، فهو لا يريده أن يظل هكذا، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى منذ بداية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني التي يوجد فيها طرف في الزعامة الفلسطينية صادق ومخلص ومن الصعب عليه التعايش مع المشكلات الصعبة والفقر والإحساس بالخطر على الحياة وغياب الأمل السائد في الجانب الفلسطيني.

ورأي المحلل أن تصريحات السنوار يمكن من خلالها أن نفهم بوضوح أن حماس لم تسقط؛ بل إنها تسعى لطريقة محترمة تسمح لها بوقف النضال المسلح وإعادة بناء حياة السكان في غزة، وقبل الحاجة إلى إطار حكم مستقر هناك حاجة أكبر إلى استقرار اجتماعي واقتصادي للفلسطينيين من أجل تحقيق عودة الأمور الطبيعية إلى المنطقة، فالناس هم أهم كثيرًا من السلطة التي تحكمهم، الأمر الذي فهمه السنوار، أما أبو مازن فلم يفهم هذا أبدًا.

أمريكا والضغط الناجح على تركيا

اعتبرت الباحثة بمركز أبحاث الأمن القومي "جاليا ليندنشتراوس" قرار المحكمة في تركيا للسماح بالإفراج عن القس الأمريكي "أندرو برونسون" وعودته إلى الولايات المتحدة هو نتيجة ناجحة من الرئيس "دونالد ترامب" في تعامله مع الأزمات، إذْ اعتُقل برونسون في أكتوبر 2016  لكن في الأشهر الأخيرة ضاعفت الإدارة من الضغوط على تركيا في قضيته على الرغم من نفيها رسميًّا للمطالبة المقدمة في الصحافة الأمريكية أن هناك صفقة بين أنقرة وواشنطن لإطلاق سراحه، فمن الصعب الاعتقاد أنه جرى إحراز تقدم حول هذا الموضوع دون مزيد من التفاهمات.

ورأت الباحثة أن إطلاق سراح برونسون ليس الدواء الشافي للأزمة المتفاقمة بين أنقرة وواشنطن منذ أكثر من عام، لكنها أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن تركيا لديها نقاط ضعف يمكن الضغط عليها من خلالها، وهي الورقة الاقتصادية.

أما بالنسبة لعلاقات إسرائيل بتركيا المتدهورة منذ نقل السفارة الأمريكية للقدس؛ فأبدت الباحثة اعتقادها بأن إدارة ترامب لا تبدو وكأنها تعمل للحد من التوتر الحالي بين تركيا وإسرائيل، ولكن يمكن القول إن المناخ الإيجابي الذي يسود العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة قد يؤثر نوعًا ما على العلاقات التركية الإسرائيلية بالإيجاب.

ضرورة تجديد الخطاب الإعلامي حول القدس

وفي صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر الكاتب العربي الإسرائيلي "زياد أبو زياد" عن استيائه من الخطاب الإعلامي الفلسطيني تعقيبًا على قضية خان الأحمر والاستيطان الإسرائيلي بشكل عام، ففي الوقت الذي يعتصم فيه فلسطينيون حفاظًا على أراضيهم وبيوتهم في خان الأحمر، يستخدم الإعلام نفس المصطلحات البالية التي لم تعد تؤثر، رغم صحتها، في المتلقى نظرًا لتكرارها مئات المرات، مشيرًا إلى ضرورة إبراز خطورة الاحتلال الإسرائيلي للقدس، لا سيما أنه ليس احتلالًا عسكريًا سينتهي بسحب الجيش، إنما هو احتلال عميق يتخلل كل جانب من جوانب الحياة في المدينة على أساس يومي، وقد منحته العديد من المؤسسات أدوات وموارد، برئاسة وزارة التعليم ومكتب رئيس الوزراء ، وأمانة أملاك الغائبين، ومؤسسات شبه حكومية، ومنظمات دينية ومدنية متطرفة.

وأوضح الكاتب أن الاحتلال العميق للقدس يتجلى في مجالات الصحة والتعليم والعمالة والتخطيط والبناء، وحتى في الحياة الاجتماعية، بفصل الفلسطينيين المقيمين في القدس عن الضفة الغربية، إذ تحاول إسرائيل تعميق المسافة بينها وبين السلطة الفلسطينية من خلال التأكيد على فشل الأخيرة وعدم كفاءتها في الأمور المتعلقة بالقدس وسكانها الفلسطينيين ومشاكلهم وتطلعاتهم. 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا