الصحافة العبرية | فليذهب نتنياهو بلا رجعة.. وأنقرة في مأزق أوروبي جديد

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

الكرة الآن في ملعب "جانتس"

أثنت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها على موقف "جابي جانتس" رئيس حزب أزرق أبيض برفضه المحاولات المستمرة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، بمشاركته في التشكيل الحكومي تحت رئاسته، واعتبرت الصحيفة أن رفض "جانتس" المستمر قوض فرص نتنياهو في تولي رئاسة الحكومة، وحدا به للاستسلام والاعتراف بعدم مقدرته على تشكيلها؛ الأمر الذي يعطي الرئيس الإسرائيلي راؤفين ريفلين الفرصة لعرض تشكيل الحومة على جانتس، لتكون المرة الأولى منذ 10 سنوات التي يعطى فيها حق تشكيل الحكومة لشخص غير نتنياهو.

وأضافت الصحيفة بأنه حان الوقت للتخلص من حكم نتنياهو، والذي عانى منه الإسرائيليون وامتاز حكمه بالتحريض وسياسة "فرّق تسد"، في وقت كان الجميع فيه أهدافًا شرعية لانتقاداته، المواطنون العرب، اليسار وزعماؤه، منظمات المجتمع المدني، المحاكم، النيابة العامة، الإعلام، الحياة الأكاديمية، الشرطة ورئيس الدولة، كما أنه في محاولته التهرب من المحاكمة عَمِلَ على تغيير القانون بحسب حاجاته، وحاول إلغاء كل الأُطر القانونية والتوازنات الموجودة في البناء الديمقراطي الإسرائيلي بخلاف إرادة الأغلبية.

وطالبت الصحيفة "جانتس" بالعمل بأقصى طاقة ممكنة من أجل النجاح في تشكيل الحكومة، عبر التواصل مع كل الأطراف السياسية بهدف توحيد الرؤى، والعمل على وضع تفاهمات من شأنها إنجاح تشكيل الحكومة التي يتمناها كل الإسرائيليين، بأن تكون حكومة تمثّل جميع الأطياف وتحقّق تطلعاتهم.

علاقات روسيا والأردن تشكّل خطورة على إسرائيل

اعتبر الكاتب "رونين يتسحاق" أن دفء العلاقات بين الأردن وروسيا ليس بالأمر الجديد، فعلى مدار العامين الماضيين، ازداد الاهتمام الأردني بتشديد العلاقات مع روسيا، وإذا كان الملك عبدالله ملك الأردن يعدّ من الأصدقاء في الولايات المتحدة، فإنه يعتقد اليوم أن روسيا هي مفتاح مستقبل المملكة الهاشمية، حيث أوضح الملك عبدالله عندما سئل: "لن يتم حل أي مشكلة دون تدخل روسيا"؛ ما يوضح مدى قوة العلاقات بين البلدين.

ورأى الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن المشكلة تكمن في أن روسيا تدعم أيضًا إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وتعارض اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس كعاصمة لإسرائيل، بل إنها ترفض الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في الجولان، وروسيا مستعدة أيضًا للمساعدة في حل مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن، وزيادة الاستثمار، وتقديم القروض، وفتح المزيد من الأسواق أمام السلع الأردنية، للمساعدة في تعزيز اقتصادها.

وأضاف الكاتب بأن التجارة بين الدولتين قد ازدادت أربعة أضعاف خلال العام الماضي، من 157 مليون دولار في عام 2017 إلى 600 مليون دولار في عام 2018، كما ارتفع عدد السياح الروس الذين يزورون الأردن بمقدار الضعف. وأشار الكاتب إلى أنه قد يكون ارتفاع درجة حرارة العلاقات الأردنية الروسية مجرد تحدٍّ للحكومة الأمريكية، أو رد فعل مضاد لمحاباة الولايات المتحدة لإسرائيل، ولكن الأكيد أن هذا النهج يشكّل خطرًا، ليس فقط على الولايات المتحدة ولكن أيضًا على إسرائيل، وقد يضرّ بمستقبل معاهدة السلام بين الدولتين.

فليذهب نتنياهو بلا رجعة

أبدى الكاتب "رون أدليست" ابتهاجه بفشل نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن السنوات السبع التي قضاها رئيس الوزراء في محاولة عبثية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وطرد الإيرانيين من بلاده، انتهت بالفشل المشترك والخيانة المتبادلة.

واعتبر الكاتب بصحيفة "معاريف" أن نتنياهو استخدم الفزاعة الإيرانية والسورية للتغطية على الإخفاقات المتتالية، ولإبقاء الجميع في حالة قلق واحتياج للخبرات العسكرية التي يتمتع بها وزير الدفاع السابق، وهو ما ثبت فشله مرة تلو الأخرى، متمنيًا بأن تكون تلك هي المرة الأخيرة لنتنياهو في الساحة السياسية الإسرائيلية.

ورأى الكاتب أن الطريق الوحيد للخروج من الانتكاسات المتتالية التي أوقع فيها نتنياهو الدولة، تكمن في نجاح "بيني جانتس" وحزب أبيض أزرق في تشكيل حكومة متجانسة تعمل على إزالة آثار الدمار السياسي الذي خلفه نتنياهو وحكوماته المتعاقبة، والعمل على إعادة تشكيل السياسة الخارجية لإسرائيل في ضوء المعطيات الجديدة والمتغيرة في الشرق الأوسط، بما يشمل التعاون مع القوى الفلسطينية الراغبة في السلام، وتوطيد أواصر التعاون مع باقي الدول العربية.

اليهود لا يكترثون بحياة العرب

أفردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" المجال للناشطة العربية "مها أجباريا" لتناول رأيها في قضية تصاعد وتيرة العنف في المجتمع العربي بإسرائيل، وأعربت "أجباريا" عن انزعاجها من حالة اللامبالاة التي تُبديها الحكومات الإسرائيلية والمواطنون اليهود على حدٍّ سواء، نظرًا لحالة الغوغائية التي تشهدها القرى والمناطق العربية مؤخرًا، مؤكدةً أنه في حال لم يتم السيطرة على الأوضاع فإن انتشار تلك الحالة خارج نطاق القرى العربية ليس ببعيد. وأبدت الكاتبة رفضها إنشاء المزيد من مراكز الشرطة داخل المجتمعات العربية، لا سيما وأن مراكز الشرطة والضباط يتعاملون مع المواطنين بحدة شديدة؛ ما يزيد من حالة الاحتقان لدى الجمهور العربي. واستهجنت الناشطة موقف الجمهور اليهودي من القضية ورفضهم التضامن مع العرب في قضيتهم، مشيرة إلى حالة الازدواجية في كون تلك الفئة تتهم العرب برفض الاندماج والتقرب من الواقع الإسرائيلي، في حين أنهم يقومون بالأمر ذاته الآن.

وأوجزت الناشطة المشكلة في أن الاحتلال الدموي الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، والاحتلال الفكري لعرب 48، يزيد من حالة الإحباط لدى الجمهور العربي، بالإضافة لكون القوانين العنصرية وسياسات التخطيط التمييزية وهدم المنازل، كلها أمور تثير الغضب العربي، ثم يصبح في النهاية العرب هم المتهمون!

تركيا في مأزق أوروبي

رأى المحللان "جاليا لينشتراوس" و"إلداد شافيط" أن قرار تركيا بدخول شمال شرق سوريا كان متوقعًا في ضوء تهديدات أنقرة المتكررة، والتي توجت بخطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام تجمع الأمم المتحدة في سبتمبر، تلاها تقديمه خريطة تضمنت مسودة لما تسميه تركيا "المنطقة الآمنة".

وأضاف الباحثان أنه بالنسبة لتركيا فهذه قضية رئيسية لها وجهة نظر أمنية، إذ تريد قلب عجلة القيادة في شمال سوريا لصالحها، بعدما كانت بحوزة الأكراد، حتى لو أن الأمر سيثير استياء الأكراد في تركيا والمقدر عددهم بنحو 3.6 مليون، حيث تخطط أنقرة لإعادة اللاجئين إلى الأراضي المستقبلية حين تحكم شمال سوريا.

وأشار الباحثان إلى أن الهجمات التركية على التجمعات الكردية ليست ظاهرة جديدة، ولكن الهجوم التركي الحالي تلقى انتقادات دولية واسعة النطاق نسبيا، وقد انعكس هذا على سبيل المثال في الحظر المفروض على الأسلحة من قِبل الدول الأوروبية، والذي يرى الباحثان أنه سيكون ذا تأثير كبير جدًّا على تركيا، وذلك على الرغم من أنها تقول إن حوالي 70 بالمائة من احتياجات الجيش التركي مكتفية ذاتيًّا بالفعل، غير أنها لا تزال بحاجة إلى أنظمة متطورة وقطع غيار، بما يمنح الحظر المفروض على هذه الأسلحة بعض التأثير عليها.

الانسحاب الأمريكي من سوريا ليس ضد إسرائيل

خالف الخبير الاستراتيجي "أفرايم عانبار" الإجماع الإسرائيلي في رؤيته للقرار الأمريكي الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الأراضي السورية، ففي الوقت الذي ذهبت فيه أغلب قوى اليمين واليسار في إسرائيل لانتقاد القرار ووصفه بأنه لا يخدم مصالح إسرائيل، ويفسح المجال للأتراك والإيرانيين بالعبث في الداخل السوري بحرية تامة، رأى "عانبار" في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن الانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية لن يؤثر بشكل كبير على الشراكة الأمريكية الإسرائيلية، معتقدًا بأن ترامب قد سبق وأعلن نيته في ذلك الانسحاب منذ قرابة العام، وأن سياستة تعدّ استكمالًا لسياسة أمريكية عامة بدأها الرئيس السابق باراك أوباما، تعمل على انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل من منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف "عانبار" بأن الرئيس ترامب يحاول بقدر الإمكان تلبية رغبة الجمهور الأمريكي، والذي يطالب بالكف عن التدخل في مناطق الشرق الأوسط، والزج بالجنود الامريكان هناك، وتعريضهم للخطر المحدق، حيث يسعى ترامب بكل تأكيد للحفاظ على حظوظه الانتخابية قبيل الانتخابات الأمريكية في العام المقبل.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا