الصحافة العبرية| قضاء موسى ليس كقضاء موشيه.. ونتنياهو ومعارضوه يسيرون في الاتجاه الخاطئ

هدى اسماعيل

ترجمة بواسطة – محمود معاذ

"إرهاب" المستوطنين في تزايد رهيب

 
بعد نشر حركة "ييش دين" العديد من التوثيقات التي تضم عددًا من الجرائم العنصرية التي ارتكبها مستوطنون يهود في حق الفلسطينيين والقرى العربية المجاورة لنابلس ومستوطنة يتسهار؛ انتقد الكاتب "شلومي ألدر" في مقال له بموقع المونيتور تعامل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المهمل مع مثل هذه الأحداث، حيث إنهم تقريبًا لا يلقون القبض على المستوطنين الذين يقومون بمثل تلك الأعمال والذي يندرج معظمهم تحت لواء الحركة الاستيطانية المتعصبة "تاج مِخِير" والقليل منهم من جرى توجيه صحيفة اتهام لما يفعله رغم بشاعة الحدث في بعض الأحيان، مشيرًا إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي لا تحمي كافة المواطنين وإنما تحمي فقط المستوطنين.
 
ورغم تنفيذ بعض العمليات التخريبية من جانب المستوطنين داخل حدود الخط الأخضر وتحديدًا في كفر قاسم، إلا أن أعضاء الكنيست، طبقًا للكاتب، وعلى رأسهم أتباع حزب البيت اليهودي، يدعمون أعمال هؤلاء المستوطنين؛ بل يحاربون كل شخص يحاول الحد من العنف الذي يتسم به أغلبهم، ورأى "ألدر" أن هذه العمليات ستستمر وتتزايد ما دامت متفقة مع سياسة الحكومة الحالية، وأشار الكاتب في نهاية مقاله إلى بعض الأحداث التي وثّقتها حركة "ييش دين"؛ ومنها محاولات المستوطنين طعن فلسطينيين وتخريب قراهم وممتلكاتهم.
 
قضاء "موسى" ليس كقضاء "موشيه"
 
انتقدت الكاتبة "روني بيلي" اختلاف تعامل الأمن والقضاء الإسرائيلي مع المتهمين حسب أصولهم، وتحديدًا اليهود أو العرب، موضحة أنه أحيانًا يُمنع المتهم العربي من لقاء محاميه تحت حجة "أمن الدولة" وبذلك يمنعونه من التواصل مع حلقة الوصل الوحيدة التي يستطيع من خلالها المتهم التنفس والبوح بملابسات قضيته، وفي المقابل يمنعون عنه النوم ويخيفونه ويهددونه وأفراد عائلته فيضطر للاعتراف حتى بما لم يفعله من الأساس، وقالت الكاتبة: "موسى وموشيه يعيشان سويًّا في الضفة الغربية، يحظى "موشيه" بنظام قضائي ديمقراطي عصري، بينما يعاني "موسى" من نظام قضائي عسكري قامع".
 
 وانتقدت "روني" في مقال لها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" تجاهل الجمهور الإسرائيلي والأمن لنداءات منظمات حقوق الإنسان في هذا الصدد إذا كان المتهم فلسطينيًّا، بينما إذا كان هناك متهمٌ يهوديٌ بالتورط في جرائم ضد فلسطينيين فإن القضية تحظى باهتمام شعبي وقضائي، وأشادت الكاتبة والمحامية بوجود بعض القضاة في المحاكم المحلية الذين يرفضون تصرفات أجهزة الأمن الإسرائيلية تجاه المتهم، سواء كان عربيًّا أم يهوديًّا، بينما المحاكم العسكرية لا تتعامل بالمثل مطلقًا إن كان المشتبه به فلسطينيًّا ولا تحافظ على حقوق المُحَقَّق معهم.
 
حقيقة اليمين الجديد
 
بعد إعلان قادة حزب البيت اليهودي تشكيل حزب جديد باسم "اليمين الجديد" يشمل الجمهور اليميني المتدين منهم والعلماني تحت لواء واحد، رأى الكاتب "أوري هايتنر" أن حزب الليكود تحت رئاسة بنيامين نتنياهو يمثّل بالفعل يمينًا جديدًا مختلفًا عن اليمين التقليدي في إسرائيل، موضحًا أن حزب الليكود لا يحترم دولة القانون، ولا يعترف بالمساواة أمام القضاء، ولا تتماشى مبادئه الحالية مع النزاهة ونقاء اليد، مشيرًا إلى أن الحزب تحت قيادة نتنياهو يدير الدولة وفقًا لأهوائه الشخصية وليس حسب مصالح الدولة.
 
وأضاف "هايتنر" في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن "نظرية المؤامرة" هي التبرير والذريعة التي يتحجج بها نتنياهو في تصرفاته التي لا تتماشى مع دولة القانون ولتنفيذ كل ما يحلو له تحت شعار "مصلحة الشعب"، واستدل الكاتب على رأيه بالتصريح الذي أدلاه عضو حزب الليكود دودي أمسلم: "لن يقبل مئات الآلاف بل والملايين أي قرار للمستشار القانوني للحكومة بتقديم صحيفة اتهام ضد نتنياهو"؛ ما يعني تهديدًا مباشرًا لأي شخص قد يتخذ قرارًا "قانونيًّا" ضد رئيس الحكومة، وأشار الكاتب إلى العديد من التصريحات التحريضية التي أطلقها أعضاء حزب الليكود ضد الشرطة والنيابة العامة وقضاة المحاكم وكل من يحاول اعتراض سياسات النظام الحالية. 
 
انقسام في اليمين
 
بعد إعلان كتلة "المعسكر الصهيوني" التي كانت تضم كلاً من حزب العمل برئاسة "آفي جباي" وحزب (الحركة) الذي تترأسه "تسيبي ليفني" إنهاء الشراكة بينهما قبيل إجراء انتخابات الكنيست المقبلة، سخر الكاتب "جدعون ليفي" مما روّج له الإعلام في إسرائيل بأن هناك انشقاقًا قد حدث في اليسار الإسرائيلي بعد إعلان فك كتلة المعسكر الصهيوني، موضحًا أن هذا الصدع قد حدث في اليمين وليس اليسار، موضحًا أن كلاً من جباي وليفني هم أعضاء قدامى وخريجو مدرسة الليكود، وأشار إلى أن الحديث عن يمين ويسار في إسرائيل هي أبواق تُرَوِّج للوهم فقط، فإسرائيل بها "يمين أ" و"يمين ب" و"يمين ج" وغير ذلك، وجميع الأحزاب يمينية ولها نفس الرؤى المتعصبة ضد العرب؛ بيد أنها تختلف في تكويناتها فقط وطرق تنفيذ تلك الرؤى. 
 
وأضاف "ليفي" في مقال له بصحيفة "هآرتس" أنَّ ممثلَي اليسار الوحيدَيْن في إسرائيل هما: حزب ميريتس والقائمة العربية المشتركة، ولكن الأول صغير والثاني مُستبعَد ومنبوذ، وكلاهما عديما التأثير في مجريات السياسة الإسرائيلية، ولفت الكاتب إلى رؤساء الأحزاب الممثلة في الكنيست والذي يعد أغلبها أعضاءً سابقين بحزب الليكود، واستدل "ليفي" على رأيه حول تطابق أفكارهم بأن أغلبهم اقترحوا قوانين عنصرية متشابهة في دورات كنيست مختلفة، ولكن فقط اختلفت صيغة وتسمية هذه القوانين مثل قانون القومية ومواقفهم من "احتلال" الأراضي الفلسطينية، باستثناء حزبي ميريتس والقائمة المشتركة، طبقًا للكاتب.
 
اليسار هو من يُتَوِّج اليمين في إسرائيل
 
في إطار قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتيناهو" بتقديم ميعاد الانتخابات الإسرائيلية لتكون في النصف الأول من العام الحالي، تعرض الخبير الاستراتيجي والكاتب "عوفيد حزقيال" في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" لاستعدادات كل من الأحزاب الإسرائيلية للانتخابات المزمع إجراؤها قريبًا، وانتقد في إطار حديث الأحزاب التي تصنف في إسرائيل بأنها أحزاب يسار – وسط، موضحا أنه في الوقت الذي تستعد فيه أحزاب اليمين برؤى واضحة، سواءً كانت دينية أو علمانية، إلا  أن اليسار يعاني من وجود شخصيات ضعيفة بداخله، كما أن رؤاهم مختلفة رغم انتمائهم لتوصيف حزبي واحد.
 
وأضاف "حزقيال" (الذي عمل من قبل كسكرتير للحكومة في عهد رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت) أنه في الوقت الذي ينشغل فيه اليمين برفع حظوظه في الحفاظ على قيادته للدولة من خلال الانتخابات القادمة، إلا أن الأحزاب اليسارية الوسطية تتصارع فيما بينها، بل وداخل الحزب الواحد، حول أي عضو أو شخص من بينهم قادر على قيادة الحزب بشكل خاص واليسار بشكل عام، وانتقد الكاتب نظام الحكم في إسرائيل الذي يضطر الحزب الأكبر لضرورة تشكيل ائتلاف مع أحزاب أخرى تُملِي عليه شروطها للموافقة على الانضمام للائتلاف الحكومي.
 
قلق نتنياهو من تخلي ترامب عنه.. ومنافسوه السياسيون يسيرون في الاتجاه الخاطئ
 
نشرت صحيفة "هآرتس" رسمًا كاريكاتوريًّا للفنان "عاموس بيدرمان" تناول نقطتين تشغلان الرأي العام الإسرائيلي؛ هما ما وصف بتخلي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن نتنياهو، فجاء نتنياهو يتصبب عرقًا عند سؤاله "أتريد ترامب؟" من بعض المارين، وهم شخصيات سياسية بارزة من المفترض أن تنافسه في الانتخابات القادمة، لأنه من المعروف أن شعبية ومستقبل رئيس الوزراء في إسرائيل تتأثر بقوة علاقاته مع الولايات المتحدة، بيد أنه في الوقت ذاته لا يحاول رؤساء الأحزاب الإسرائيلية الذين سخروا من نتنياهو تطوير أنفسهم ليستطيعوا هزيمة حزبه (الليكود) في الانتخابات المقبلة؛ وإنما يركزون فقط على سقطاته دون مراعاة ضعفهم على الساحة السياسية والشعبية في إسرائيل.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا