الصحافة العبرية | معارضة نتنياهو لن تنجح من دون عرب إسرائيل.. وإشارات مهمة قادمة من العراق

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

ائتلافات إقليمية جديدة

تناول تحليلأعده المحلل "رون بن يشاي"بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصورة الحالية للقوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، مبرزًاالتحركات الأمريكية الجديدة مؤخرًا، مشيرًاإلى أن الولايات المتحدة في مرحلة انسحاب من المنطقة منذ حققت استقلالها في مجال الطاقة، وقد انتقل مركز اهتمام واشنطن الاستراتيجي وتوظيف جهودها العسكرية والدبلوماسية منذ ولاية الرئيس أوباما إلى شرق آسيا، ويعبر ترامب عن عدم اهتمامه الواضح بالمنطقة، ويحاول -على الرغم من معارضة البنتاغون – إنهاء التدخل العسكري في دول المنطقة.
وأضاف "بن يشاي"أن الولايات المتحدة لا تزال تتدخل بما يجري في الشرق الأوسط الجديد كي لا تخسر تمامًا مكانتها كقوة عظمى عالمية، وبسبب التزامها بأمن إسرائيل، في مواجهة جهود إيران للحصول على سلاح نووي، بالإضافة إلى رغبتها في بيع سلاح وبضائع لدول المنطقة.
وأشار المحلل إلى أن الهزيمة المهينة التي مُنيت بها الولايات المتحدة هذا الأسبوع في مجلس الأمن، تعدّ تعبيرًا واضحًا لضعف وتدني مكانة واشنطن في المنطقة والعالم، وذلك حين طالبت بتمديد حظر بيع السلاح لإيران،إذْوحدها جمهورية الدومينيكان التي أيدت طلب ترامب،في حين أنّكل الدول الأُخرى امتنعت من التصويت، وسط معارضة متوقعة بالتأكيد من وروسيا والصين.
في الواقع.. ماذا يريد المتهم؟

 في إطار تصميم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على تمرير الميزانية الحالية لسنة واحدة، رأت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها أن إصرار نتنياهو ليس لأي اعتبارات اقتصادية أو سعيًا لمصلحة الدولة، بل لأنه إذا وافق على تمرير ميزانية لعامين قادمين فإن ذلك سوف يضمن استقرارًا اقتصاديًّا أكبر للدولة؛ وبالتالي يتولى شريكه الائتلافي بني جانتس رئاسة الحكومة في ميعاده المحدد، وذلك ما لا يريده بنيامين نتنياهو بالطبع.
وعاودت الصحيفة تأكيدها تفضيل رئيس الحكومة مصالحه الشخصية عن مصلحة الدولة، مشيرة إلى ما يضعه نتنياهو نصب أعينه هو التخلص من تورطه في القضايا الجنائية التي من الممكن أن يخرج منها مكبلًا بالقيود، موضحة أنه معنِيٌّ أيضًا بحل الكنيست بعد انتهاء مدته ثم إجراء انتخابات جديدة يتمكمن هو أيضًا فيها من اختيار مستشار قانوني للحكومة حسب رغبته ليلعب دورًا في مسألة الاتهامات الموجهة ضده.
العراق يرسل إشارات مهمة

أكدت "سماراداربيريط محللة الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية الجديد هو شخصية مثيرة للاهتمام واصفة التحركات العراقية في عهدة بالفعالة والمؤثرة.
ولفتت الكاتبة إلى أن رئيس الوزراء الشاب قام بمجموعة من الزيارات المهمة وغير المترابطة في وقت قياسي، إذ سافر الشهر الماضي إلى طهران واجتمع بالمرشد الروحي علي خامنئي، وبرئيس الجمهورية حسن روحاني، والذي حذره بكلمات حادة من الرئيس دونالد ترامب ومن الجنرالات الأمريكيين، وبعد مرور أسبوع واحد فقط سافر للولايات المتحدة، وقابل دونالد ترامب، وطُلب من الكاظمي تمديد زيارته يومًا آخر للاجتماع بأعضاء كونغرس ديمقراطيين، وهو ما ترك انطباعًا جيدًا، وسارع ترامب إلى إعطائه وصف "الشاب الذكي"، وفي الأسبوع المقبل سيحط في عمّان للاجتماع بالملك عبد الله، وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبعد أيام قليلة من ذلك يخطط لاجتماع مهم للغاية بالملك سلمان وولي عهده في العاصمة السعودية الرياض.
وأوضحت الكاتبة أن العراق في عهده يبعث بإشارات واضحة إلى الغرب، فهو لا يدعو إلى خروج القوات الأمريكية، ولا يقف ضد اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، لكن في العراق وكما جرت العادة، فإن رصاصة واحدة تستطيع أن تقضي على كل الخطط.
لن ينجح الاحتجاج دون العرب

تناول الكاتب "أمنون باري" بصحيفة "هآرتس" الأسباب الكامنة وراء ضعف مشاركة القطاع العربي بإسرائيل في الاحتجاجات الشعبية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مرجعًا الأمر لسببين رئيسيين:
السبب الأول يعود للأزمات التي يعاني منها المواطنون العرب كونها مختلفة عن تلك التي يعاني منها المعسكر الليبرالي- الديموقراطي اليهودي، حيث يطالب المواطنون العرب من على كل منصة بوقف هدم منازلهم في ظل غياب بديل تنظيمي إسكاني، كما يطالبون بظروف عمل مُنصفة، وإنشاء مؤسسات تعليمية لائقة، لكن الأهم من ذلك كله أنهم يطالبون وبحق، بوضع حد لمأسأة أشقائهم في الأراضي المحتلة،فكيف سيساهم سقوط نتنياهو في تلبية هذه الاحتياجات الملحة؟
السبب الثاني هو الإقصاء المتعمد والممنهج للعرب، إذ يرىالكثيرون، حتى من بين المحتجين، أن العرب ليسوا مواطنين شرعيين، حيث استسلموا لغسيل الدماغ من اليمين والممنهج منذ ربع قرن، والذي يحاول جاهدًا منع تشكييل أي تحالف بين اليسار والعرب، فقد قام اليمين الاستيطاني – لأسباب أيديولوجية – بالاستيلاء والسيطرة على سلم القيم في دولة إسرائيل.
مع الحكومة أم المعارضة؟

دعا الكاتب "إيريزتادمور" حزب أبيض – أزرق "كاحوللافان" إلى أن يحدّد موقفه السياسي، سواء كان مع الحكومة أو المعارضة، إذ اتهم الكاتب الحزب الائتلافي بازدواجية الشخصية والمعايير، حيثإنه في الوقت الذي يتفاخر فيه الحزب بمحاولاته إحباط جهود نتنياهو لفرض السيادة والتفاخر بذلك علنًا، وأنها تعطي زخمًا للتظاهرات خارج مقر رئاسة الوزراء، وتواصل تصوير بنيامين نتنياهو على أنه فاسد، وكذلك بأنهم يستخدمون سلطتهم السياسية لمنع نظام العدالة الفاسد،غير أنهم في الوقت ذاته يقرون بالكثير من القرارات التي يتم اتخاذها من قبل الحكومة الحالية بزعامة بنيامين نتنياهو، كما أن الصور الرسمية تُظهر جانبًاكبيرًا من التفاهم بين زعيم الحزب بيني جتنتس، وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي الذين يدعون محاربته.
وطالب الكاتب، بيني جانتس باتخاذ قرار واضح حول ما إذا كان سيواجه الوحدة الحقيقية التي ستترك جزءًا كبيرًا من ناخبيه غاضبين، أو ما إذا كان ينوي الاستمرار في تقديم نفسه كمعارض لنتنياهو، في محاولة يائسة لاستعادة تعاطف معسكر اليمين، حيث إنه إذا استمر بنفس الأسلوب الحالي، فسيكون الطريق لتفكيك الحكومة وتقديم الانتخابات ممهدًا، والمسئولية عن ذلك ستكون مسئوليته بالكامل.
سابقًا أخذوا قدوم.. وبعد ذلك الدور على بلفور

بعد قيام الجيش الإسرائيلي باستعمال القوة المفرطة لفض مسيرة متظاهرين في كفر قدوم بالضفة الغربية، قارن الكاتب اليساري "جدعون ليفي"بين التعامل مع المتظاهرين ضد نتنياهو في شارع بلفور، وبين المتظاهرين الفلسطينيين، قائلاً: "المتظاهرون في بلفور وقدوم خرجوا من أجل العدل، في بلفور من أجل القيم، وفي قدوم من أجل الحرية والحياة، لكن جيد أكثر أن تكون في بلفور ولكن خطر للغاية تواجدك في قدوم، لأنهم في الأخيرة يطلقون النيران ويزرعون عبوات ناسفة"، وأشار ليفي إلى تقبل المجتمع الإسرائيلي لمظاهرات بلفور لأنها من أجل الديمقراطية بينما لا يجدون هناك مبرر لمن يناضلون من أجل حريتهم وحياتهم في الضفة الغربية.
وأضاف ليفي: "في بلفور مجرد القبض على متظاهرين لمدة ساعات يعدّ عنفًا شديدًا، بينما في قدوم يطلقون نيران حية ورصاصًا مطاطيًّاضد أطفال، وإطلاق غاز مسيل، ولكن لا يوجد من يهتم". وأعرب الكاتب عن اندهاشه الشديد من إقبال الجيش على زرع عبوات ناسفة في قدوم دون مراعاة لأي إنسانية، موضحًا أن الإسرائيليين الذين يمنحون الشرعية لجنود الجيش لاستعمال العنف المضاعف مع المتظاهرين الفلسطينيين بحجة أنه يدافع عنهم، هم أنفسهم الذين يمنحون الشرطة الشرعية لاستعمال العنف الخفيف مع المتظاهرين اليهود في بلفور.
التحركات الروسية في جنوب سوريا إيجابية لإسرائيل

أوضح المحلل العسكري "يوني بن مناحم" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس راضيًا عن التمركز العسكري لإيران في سوريا، وعن جهودها للسيطرة على الموارد الطبيعية في سوريا، إذ يرى بوتين في النشاط الإيراني الذي يهدف أيضًا إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في هضبة الجولان السوري، خطرًاكبيرًا على الاستقرار الذي تعمل روسيا على ترسيخه في سوريا مع انتهاء الحرب الأهلية في معظم أجزاء الدولة، كي تستطيع المساعدة في إعادة الإعمار، وقطف ثمار استثمارها في سوريا في السنوات الأخيرة.
ولهذا السبب – طبقًا للكاتب – فقد أقام الروس قوة عسكرية سميت "الفيلق الخامس" في سنة 2018، وانضم إليه متمردون ضد نظام بشار الأسد، والآن يقيم الروس اللواء الثامن الذي سيلتحق بهذا الفيلق، وسيضم بضعة آلاف من المقاتلين، بالإضافة إلى ذلك فإنه مؤخرًا انتهت دورة تدريب شملت عدة مئات من المقاتلين في اللواء الثامن في بلدة بصرى الشام بمنطقة درعا جنوب سوريا.

ويعتقد المحلل أن ما يجري هو تطور إيجابي بالنسبة لإسرائيل يمكن أن يساعدها في إحباط نشاطات إيران وحزب الله في الجولان السوري، لاسيما وأن أغلبية الأطراف التي تعيش في المنطقة، وفي الأساس الدروز، تريد العيش بسلام بعد صدمة الحرب الأهلية، وهي لا تريد تدخل الإيرانيين وحزب الله في حياتها، كما أنه يوجد بين إسرائيل وروسيا حوار سياسي وعسكري وللدولتين مصلحة في المحافظة على الهدوء في جنوب سوريا وعدم التسبب بتصعيد عسكري.

ليس هناك انتخابات

بعد تصريح رئيس مدينة تل أبيب "رون خالداي"بأنه في حالة فك الكنيست الحالي والتوجه لانتخابات جديدة، فإنه سوف ينافس فيها، صور الكاريكاتيري عيرين وولكوفيسكي بصحيفة هآرتس مدى تأثير ذلك على ثبات واستقرار الكنيست ورد فعل كل من رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي يعدّ أكبر المستفيدين من استمرار البرلمان لأنه يترأس الحكومة في الوقت الحالي، وبني جانتس رئيس حزبأزرق أبيض الذي يعاني في شراكته الائتلافية مع نتنياهو.

وتخيل الرسام أنّ نتنياهو يشيح بوجه جانتس عن أبواب الانتخابات الجديدة لئلا يقتنع بما يردده "خالداي" الذي يقف بدوره عند أبواب لجنة الانتخابات بينما يقول له: "ليس هناك شيء" كي يطمئن أن جانتس لم يسمع بفكرة الانتخابات الجديدة، لأن انسحاب حزب أزرق أبيض من الائتلاف يعني سقوط الحكومة؛ ومن ثم الذهاب لانتخابات جديدة.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا