الصحافة العبرية | نحن نموّل الإرهاب.. وهل تعلمنا الدرس من اغتيال رابين؟

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – محمود معاذ – محمد فوزي

غطرسة وتجاهل أمريكي

بعد خروج الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول التعامل مع التغيرات المناخية، وصفت الكاتبة “تسيبي سميلوفيتش” القرار الأمريكي بـــــــ”لامبالاة المتغطرس” الذي لم يعد يعبأ بظروف العالم رغم كونها الدولة العظمى الأولى والتي تحتل أيضًا النصيب الأكبر في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضار، موضحة أن حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن وتأكيده على خطورة الموقف لا يعد كافيًا لإثبات أن الأمريكيين سوف يسعون بالفعل لحل تلك المشكلة.

ورأت الكاتبة بصحيفة يديعوت أحرونوت أن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بالخروج من اتفاق باريس جاء متأثرًا بأفكار حزبه الجمهوري الذي ينكر ظاهرة تغير المناخ من الأساس، كما أنه كرهًا أيضا في سلفه الديمقراطي “الأسود” الذي بادر بذلك الاتفاق، مضيفة أن الولايات المتحدة تتهرب من حل المشكلة التي تسببت هي بحدوثها في العالم من أجل بناء إمبراطورتيها الحالية.

لم يتعلموا الدرس!

بمناسبة ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين في نوفمبر 1995، رأت الكاتبة “أوريت لافي” في مقال لها بصحيفة معاريف أن أجواء الكراهية التي بثها اليمينيون في تلك الأثناء ما زالت متواجدة في أرجاء المجتمع الإسرائيلي، “رابين آخر زعيم سعى لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين، تم حسم مصيره قبل أن يقرر مصير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، فشل أمني سمح ليجئال عمير باغتيال رابين بثلاث رصاصات، انهار كل شيء أمام إصرار القاتل على إفشال رؤية رابين السياسية. وهذا أيضًا حسم مصير إسرائيل التي عمقت قبضتها على المناطق وفرضت على نفسها صراعًا دمويًّا لا تلوح نهايته في الأفق”.

وأعربت الكاتبة عن عدم وجود أي محاسبة رسمية لكل مسئول سياسي حرّض ضد رابين وكل مسئول أمني قصر في عمله، منتقدةً تعامل اليسار مع الحادث الذي اكتفى بمجرد توجيه أصابع الاتهام نحو اليمين.

وشبهت “أوريت” الوضع السياسي الحالي في الدولة تحت قيادة رئيس الحكومة نفتالي بينت بالوضع إبان فترة التحريض ضد رابين، موضحة أن حزب الليكود وأتباع الصهيونية الدينية يعون أن حظوظهم في العودة للدخول في الحكومة غير متوقع لذا يقومون بمحاولات نزع شرعية بينت من الأساس، وقالت: “المجتمع الإسرائيلي اليوم ليس أقل استقطابًا مما كان عليه في 4 نوفمبر 1995، ولا يزال دخان الوقود الذي أشعل نار الكراهية ضد رابين، من نواحٍ عديدة، يملأ الأجواء، ومع ذلك، يبدو أن هناك قادة يمينيين لم يتعلموا شيئًا”.

أنا أُمَوِّل الإرهاب!

تحدثت الكاتبة اليسارية “عاميرا هاس” عن عمليات المداهمة الليلية التي تقوم بها قوات عسكرية إسرائيلية ضد منازل الفلسطينيين والتي يبثون من خلالها الرعب والفزع في قلوب الأسر والأطفال، ورأت الكاتبة أن الأموال التي تدفعها للدولة كضرائب هي نفس الأموال التي تستخدمها لبث الرعب وإرهاب الأسر الفلسطينية.

وأصرت هاس على تعبيرها بأن الدولة تمارس إرهابًا موجهًا ومقصودًا ضد الفلسطينيين، متسائلة “أليس هذا ما تقوم به كاميرات المراقبة المزروعة على الحواجز عند مخارج المدن الفلسطينية؟ ماذا عن جنود حرس الحدود في القدس الذين يوقفون كل عربي؟ وماذا عن الجنود والجنديات الذين يركلون ويصفعون كل من يجرؤ على مجادلتهم وكل من يجرؤ على قطف محصوله من الزيتون؟ ماذا يفعل هؤلاء سوى الإرهاب؟”.

وأضافت الكاتبة في مقال لها بصحيفة هآرتس أن الإرهاب يتم أيضًا ممارسته على المستوى الشعبي عن طريق المستوطنين الذين يحملون الأسلحة البيضاء ويعتدون على الفلسطينيين في وضح النهار، ويستولون أحيانًا على مدخراتهم تحت تهديد السلاح، مشيرة إلى أن أموال الضرائب تذهب أيضًا لمجالس أولئك المستوطنين، ويتم صرفها أيضًا في الرصاص الذي يُقتل به الفلسطينيون ومرتبات موظفي الهيئات التي تهدم بيوتهم.

ليس هكذا.. لن تتملص من مسئوليتك في اغتيال رابين

أبدى الكاتب “يوسي ملمان” في مقال له بصحيفة “هآرتس” استياءه من تملص رئيس المخابرات الأسبق خازي كالو من مسئوليته عن اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، موضحًا أنه “رغم مرور 26 عامًا على الحدث، يصر كبير رجال الاستخبارات السابق أنه ليس مسئولًا بأي شكل عن إسحاق رابين، ولم يُبدِ ولو بعض الندم على تقصيره الأمني وقصر نظره في الأشهر السابقة لاغتيال رئيس الحكومة”.

وأشار ملمان إلى أن خازي يستند على أن الحاخامات هم من استباحوا دمه، وأن السياسيين اليمينيين بزعامة رئيس المعارضة (آنذاك) بنيامين نتنياهو قد أجّجوا مشاعر المتعصبين ما أدى للاغتيال، غير أن ذلك لا يعني تقصيره خاصة أن جميع المسئولين الأمنيين اعترفوا بتقصيره، حتى أن رئيس مصلحة الأمن العام (الشاباك) آنذاك “كرمي جيلون” استقال بعد الحادث.

حكومة بها ميريتس والعمل تقرر بناء استيطاني

بعد موافقة الائتلاف الحكومي على تمرير قانون يسمح بالبناء في الضفة الغربية الأمر الذي يتعارض مع أيديولوجيات بعض الأحزاب المتواجدة في الائتلاف، كحزب ميريتس والعمل، صور رسام الكاريكاتير بصحيفة هآرتس “عيرين وولكوفيسكي” وزير الدفاع بني جانتس يقود سيارته متوجهًا نحو الضفة الغربية ومعه وزيرة المواصلات وأمن الطرق ورئيسة حزب العمل “ميراف ميخالي”، مع وزير الصحة ورئيس حزب ميريتس “نيتسان هوروفيتش”، بينما يقول لهم جانتس: “توجه يمينًا بعد مائتي متر”، وذلك كتعبير رمزي بأن جانتس يقود الأحزاب اليسارية لاتخاذ قرارات تتسق مع أفكار اليمينيين وعلى عكس مبادئهم. وألمح وولكوفيسكي إلى أن البناء سيكون غير قانوني، وذلك بإشارته لوجود فلسطيني يرعى في أرضه بجوار القطعة التي يقنع بها جانتس زملاءه في الائتلاف بالبناء فيها.

ربما يعجبك أيضا