الصحافة الفرنسية| العلاج بالبلازما أمل مصر في محاربة كورونا.. ولبنان الحزين بين الخوف والغضب

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد شما

في شرق المتوسط.. أردوغان لا يفهم سوى ميزان القوى

أجرت جريدة “ليبراسيون” حوارًا مع أستاذ العلوم السياسة التركي المقيم في فرنسا “أحمد إنسل” مؤلّف كتاب “تركيا أردوغان الجديدة”، للحديث حول الاستراتيجية التركية في منطقة الشرق الأوسط. فمنذ عدة أسابيع، أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات عدائية قائلًا: “سنقوم بتمزيق الخرائط”، مشيرًا إلى خريطة ترسيم الحدود البحرية الحالية بين اليونان وتركيا، مضيفًا: “سنستعيد حقنا في بحر إيجه”. ومنذ ذلك الحين فشلت جميع محاولات الوساطة للحد من التوترات في شرق البحر المتوسط.. فما الذي يبحث عنه أردوغان من خلال هذه الاستراتيجية الهجومية؟ وإلى أبرز ما جاء في الحوار:

هل يُعدّ استغلال موارد الغاز الطبيعي في شرق المتوسط من أولويات تحديات الرئيس التركي؟

يعد استغلال الغاز الطبيعي مشكلة حقيقية بالنسبة لتركيا، التي سعت دائمًا لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة وتفتقر إلى موارد الغاز أو النفط. لكن في الواقع، لم تكن الدولة التركية تتطلع إلى أن تكون منتجة للغاز الطبيعي بقدر ما أن تصبح المحور الرئيسي لتوصيل الغاز والنفط من القوقاز والشرق الأوسط إلى أوروبا. ومع ذلك، أُحبِط هذا الطموح بالفعل من خلال الاتفاق الذي أبرمته اليونان ومصر وإسرائيل وقبرص لنقل الغاز من جزيرة كريت إلى إيطاليا.

ولكن التصريحات التركية تتجاوز الآن مجرد مشكلة الطاقة.. بل إنها تبدو في بعض الأحيان رغبة في “إعادة احتلال” الجزر اليونانية في بحر إيجه؟

قبل عام، بدأ أردوغان في التشكيك علانية في معاهدة لوزان لعام 1923 التي تقطع حدود الإمبراطورية العثمانية السابقة. لكن هذه الطريقة تهدف في المقام الأول لظهور الرئيس التركي كمنقذ للبلاد، من خلال إحياء الحنين إلى ماضي العظمة العثمانية. ومع ذلك، لا أعتقد أن الجنرالات الأتراك يأخذون هذه الفكرة على محمل الجد.

ومع ذلك، تتبع الدبلوماسية التركية حاليًا استراتيجية ورقة المطالب المتطرفة على أمل التفاوض في وضع أفضل، هذه الاستراتيجية الدبلوماسية لها حدود أيضًا؛ حيث تُضطر اليونان على أن تكون عنيدة أيضًا. والمشكلة هي أن أردوغان يفهم فقط ميزان القوى، ولا يعرف أي لغة أخرى، ولم يمضِ أكثر من يومين خارج تركيا، لكنه يمتلك غطرسة غير عادية، ويعتقد أنه مختار من الله.
ومع ذلك أصبح ضعيفًا سياسيًّا..

يعدّ النظام التركي استبداديًّا بشكل متزايد، وعلى الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان، فإنه يحتاج إلى المصداقية الانتخابية. فالحال لم يعد كما كان في عام 2014، عندما كان قادرًا على أن الفوز في انتخابات الرئاسية معتمدًا على قوته. وبالفعل، اضطر أردوغان في عام 2018، إلى تشكيل ائتلاف، واليوم، يحول السياق الاقتصادي غير الموات، دون توسيع لقاعدته الانتخابية أو الحد من تآكلها، لا سيما وأنه مضطر لإرضاء حلفائه الانتخابيين من التحالف الشعبي. لكن غطرسته اللفظية تمنعه من أن يرى نفسه ضعيفًا في أعين اليمين المتطرف، الذي منحه أصواته دون المشاركة في الحكومة، عندما قرر فجأة أن يشعر براحة أكبر بلعب المزايدة دون تحمل المسئولية.

ألا يمتلك أردوغان طموحًا أوسع للهيمنة على المجتمع السُّني؟

اعتقد الرئيس التركي خلال ثورات الربيع العربي بأنه سيكون “الأخ الأكبر” للعالم الإسلامي، وخاصة في الشرق الأوسط. في ذلك الوقت، كان لا يزال يعدّ نموذجًا للإسلام المعتدل والديمقراطي، لكن إزاحة محمد مرسي في مصر أظهر له أن الدعم الغربي غير موجود؛ ومن هناك بدأ يتظاهر بأنه مدافع عن الإسلام ضد الغرب، بعد تحالفه مع قطر في معارضة واضحة للسعودية ومصر.

ألا تعرقل الصعوبات الاقتصادية طموحات الرئيس التركي التي قادته حتى أفريقيا؟

يحاول أردوغان الذهاب إلى أي مكان يستطيع فيه تحقيق استفادة من فقدان القيادة في العالم الغربي. أما بالنسبة للوضع الاقتصادي الهش لبلاده، فلا بد من إرجاعه إلى حجم السوق الذي يضم 83 مليون نسمة بإجمالي ناتج محلي يبلغ 800 مليار دولار. وستكون هناك دائمًا إمكانيات تمويلية لدعم الاستراتيجية السياسية، ما لم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة، لأن الصادرات التركية تعتمد على السوق الأوروبية بشكل كبير. لكن في الوقت الحالي، يشعر المسئولون الأتراك بالسعادة لأنهم نجحوا في تقسيم أوروبا.

كيف يسبح أردوغان في مياه طرابلس الهائجة؟

وفي السياق ذاته، نشرت جريدة “لوابنيون” تقريرًا أوضحت خلاله دور الرئيس التركي في الغرب الليبي من أجل بسط نفوذه على السلطة السياسية العسكرية هناك. فبعد ما يقرب من خمس سنوات من إبرام اتفاقيات السلام بين الفصائل الليبية في الصخيرات، يقدّم المغرب مرة أخرى الدعم لمختلف أطراف النزاع بهدف توطيد وقف إطلاق النار بين قوات المشير خليفة حفتر شرق، وقوات الغرب الموالية لحكومة فايز السراج. لكن مستقبل ليبيا يتوقف على أنقرة، التي تدعم القوات الطرابلسية من ناحية، وموسكو التي تدعم الخصوم في برقة من ناحية أخرى.

وعبر تقديم الدعم العسكري إلى قوات طرابلس، كان على تركيا التدخل لإسكات الخلافات بين الأطراف السياسية، بيد أن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، علق عمل وزير داخليته، فتحي باشاغا، أثناء وجوده في تركيا لإجراء محادثات مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

وبعيدًا عن كون فتحي باشاغا إسلاميًّا متطرفًا، لكنه يعرف كيف يقوم بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين عندما يخدم ذلك مصالحه، لا سيما وأن التواصل مع الجماعة يقربه قبل كل شيء من الحكومة التركية، في حين أن بعض الميليشيات في مصراتة – المدينة التجارية القوية التي جاء منها – موالية له بشكل كبير. أما فايز السراج فيتهمه بتفجير الاحتجاجات الشعبية في طرابلس والسعي إلى أخذ مكانه، لكنه اضطر إلى إعادته إلى منصبه تحت الضغط التركي الأمريكي المزدوج.

ويعد باشاغا المسئول عن مكافحة الإرهاب والسيطرة على الهجرة، لكن طموحاته السياسية وعلاقته برئيس الحكومة تقوض وحدة طرابلس، كما أن تعامله مع الميليشيات في طرابلس يزداد صعوبة لأنه يسعى إلى المواءمة فيما بينها.

المغامرة

وقد أوضح جليل حرشاوي، الباحث في معهد كلينجينديل بلاهاي، أنه كان من المفترض بالرئيس أردوغان أن يكون على ما يرام مع هذه الأزمة بوجوده ما يسمى بالمعسكر الموالي لتركيا. لكن الرئيس التركي لا يريد وضع البيض كله في سلة واحدة؛ حيث تعمل أنقرة بشكل جيد مع باشاغا، الذي ينظم جزءًا من شحنات الأسلحة القادمة من تركيا، كما أن أردوغان يحتاج بالفعل إلى فايز السراج الذي وقّع معه مذكرة تفاهم لترسيم الحدود البحرية الشرقية للبلدين، ويعدّ هذا الأخير الضامن الفعلي لهذه الاتفاقية التي لم يصادق عليها برلمان الشرق.

أما الولايات المتحدة، التي سئمت من المغامرات والصداقات الروسية للمشير حفتر، فتُعوّل على طرابلس في حربها ضد الإرهاب؛ لذلك قامت بحملة من أجل عودة باشاغا إلى منصبه، وتحت هذا الضغط، لعب السراج بمهارة لإضعاف سلطة وزير داخليته. ويؤكد حسن ماجد، مؤسس شركة دي آند إس الاستشارية، أن السراج يؤكد نفسه على حساب باشاغا، الذي كان عليه أن ينسجم مع الاعتراف بسلطة رئيس الحكومة.

أما صلاح النمروش، الذي عُيّن في منصب وزير الدفاع بحكومة السراج، فينحدر من مدينة الزاوية التي تقع في الشمال الغربي، ويُعد أيضًا مؤيدًا لتركيا؛ وهو ما يسمح لأنقرة بالحصول على عدة بطاقات في متناول يدها. ومؤخرًا، تحدث السراج لأكثر من ساعتين مع أردوغان على انفراد في إسطنبول، وناقشا موضوع الأمن في ليبيا وإجراءات حماية حقوق البلدين في شرق البحر المتوسط.

تجربة غير سارة

وفي الأسابيع الأخيرة، قلل أردوغان من طموحاته لاحتلال الأراضي في ليبيا، غيما تقوم روسيا، التي تلعب دور المعسكر الغربي، بحملة من أجل خفض التصعيد، ولا ترغب مصر في خوض الحرب حتى لو كانت قد هددت بها في حالة حدوث المزيد من التقدم من قِبل القوات الطرابلسية. وفي الواقع، يريد الرعاة الخارجيون الاستقرار ولا يريدون الانخراط في مشاريع محفوفة بالمخاطر تخاطر بإضعاف مراكزهم.

ومن المنتظر أن يُستقبل فايز السراج في باريس خلال النصف الثاني من شهر سبتمبر الجاري. يقول حسن ماجد: “دعمت فرنسا هجوم المشير حفتر في أيامه الأولى، وهي تحاول الآن تحسين علاقاتها مع الحكومة في طرابلس، وأرسلت مؤخرًا مهمة من قواتها الخاصة إلى هناك”. ويدعم الإليزيه رسميًّا السلام والموقّعين على وقف إطلاق النار، لكن باريس تسعى بشكل أساسي إلى الحد من نفوذ تركيا وتَعتبر مناوراتها في البحر المتوسط عملًا معاديًا.

ويضيف جليل حرشاوي: “لقد عادت فرنسا إلى اتخاذ موقف أقل تحيزًا بشكل طفيف، لا سيما مع ولائها لحليفها الإماراتي الذي يواصل لعب دور نشط في تعزيز الآلة العسكرية في الشرق، كما تواصل أبو ظبي مساعيها لجعل التجربة الليبية أكثر إزعاجًا وتكلفة بالنسبة لتركيا”.

بعد حادث مرفأ بيروت.. لبنان بين الخوف والغضب

سلط موقع “إل سي إي” الإخباري الضوء على حالة السخط التي اجتاحت المجتمع اللبناني. فبعد خمسة أسابيع من الانفجار المزدوج الذي أصاب العاصمة اللبنانية، اندلع حريق هائل يوم الخميس 10 سبتمبر في ميناء بيروت، وهو ما أعاد تأجيج صدمة المدينة التي تعيش حالة حداد مستمر، وأحدث حالة من الذعر والسخط بين اللبنانيين، ولا يزالون في حالة صدمة.

“هذا يكفي!” كلمتان تشهدان على ارتباك وغضب اللبنانيين. ففي 4 أغسطس، دمّر انفجار مزدوج مميت ميناء بيروت؛ ما أسفر عن مقتل 192 شخصًا وإصابة 6500 آخرين، وتسبب في تدمير جزء كبير من العاصمة. وبعد أكثر من شهر بقليل من هذه المأساة، اندلع حريق هائل، يوم الخميس 10 سبتمبر، بالقرب من المكان الذي وقع فيه الانفجار الأول، وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود بدت مرئية لعدة أميال حولها. وقال الجيش اللبناني إن الحريق الهائل أصاب مستودعًا لعلب الزيت وعجلات السيارات.

وقال هيثم، أحد العمال في المستودع المتضرر: “كنا نعمل، وفجأة تعالى الصراخ بالخروج. وكانت هناك أعمال لحام جارية، ثم اندلعت النيران، ولا نعرف ما حدث”. وبحسب معلومات أولية، فقد جرى تنفيذ إصلاحات بمنشار كهربائي، أدت شرارته إلى اندلاع حريق، بحسب ما أعلن وزير النقل والأشغال العامة ميشال نجار. وقال الرئيس ميشال عون: “حريق اليوم قد يكون عملًا تخريبيًّا متعمدًا أو نتيجة خطأ فني أو إهمال”، موضحاً أن “المسئولين سيمثلون للمساءلة”.

استمرار الكابوس!

وخوفًا من تكرار سيناريو كارثة أغسطس، هجر موظفو الميناء وسكان الأحياء المجاورة المباني في حالة من الذعر؛ حيث وصف الصحفي والمنتج “آرثر ساردين” الوضع على تويتر قائلًا: “إنه مشهد مخيف وغير مفهوم”، مضيفًا أن الدخان الهائل يرعب جيرانه. وفي غضون دقائق، غمرت صور ألسنة اللهب والعمود المثير للإعجاب وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت “لاريسا عون” مراسلة شبكة سكاي في المنطقة: “إنه أمر لا يصدق أن نرى ذلك مرة أخرى”. وقالت إحدى متصفحات الإنترنت: “لقد مرت خمسة أسابيع فقط على الانفجار المزدوج. نحن نهمل حياتنا… ونعيش في رعب. والكابوس مستمر!”. وقالت ليز سلاي مراسلة واشنطن بوست في العاصمة اللبنانية: “الجميع مذعورون”.

مهزلة فاسدة

وسرعان ما تحول الذعر والخوف إلى سخط واستياء. ففي أطلال مرفأ بيروت التي لا يزال تصاعد الدخان منه، وأحد أكثر المناطق حساسية في البلاد وسط المباني المدمرة، يعد هذا الحريق الثاني في غضون أيام قليلة. ففي يوم الأربعاء 9 سبتمبر، اشتعلت النيران بالفعل في أكوام من النفايات والأخشاب والإطارات؛ لذا يقول الناشط عماد بزي: “هذا البلد لم يتعلم شيئًا ولم يتغير شيء منذ لحظة الانفجار”.

وبعد هذا الحادث الجديد، تُعدّ الطبقة السياسية، المتهمة بالفساد وعدم الكفاءة، والمرفوضة من قبل الشارع، هي المسئولة بالفعل عن مأساة 4 أغسطس. يقول أحد النشطاء: “في لبنان، تتكرر الأحداث مرتين. مرة كمأساة كبيرة، ومرة أخرى كمهزلة فاسدة تمثل قادة البلد”. لقد تحدث النواب المنتخبون في البلاد عن المسئولية أيضًا، حتى أنهم ذهبوا إلى حد تخيل محاولة الحكومة دفن الأدلة المحتملة فيما يتعلق بالكارثة في أغسطس. وكتبت النائبة نعمة فريم: “إذا بدأ الحريق اليوم، فإنه بلا شك للتغطية على شيء ما، ولمنع المحققين من إجراء التحليلات وجمع المزيد من الأدلة”. ولا تزال السلطات اللبنانية ترفض أي تحقيق دولي في الانفجار المزدوج.

تقول الصحفية لونا صفوان: “على بيروت أن تعيش مع كل هذا التلوث، مرة أخرى، وكأن هذه المدينة لم تتعرض للتدمير والتلف والتلوث بما فيه الكفاية. فالحكام اللبنانيون يقتلون ببطء أي مشاعر حب وانتماء لأي شخص. إنهم لا يبالون بأن هذه هي المرة الثانية هذا الأسبوع التي يعيدون فيها إصابة مدينة بأكملها دون سابق إنذار”. وبعد الصدمة التي تسبب بها شريط فيديو لطفل يخاف الدخان ويريد الهرب إلى الجبال “حتى لا يموت” في بيروت، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت للعودة إلى الحياة الطبيعية.

دول الخليج تؤكد تضامنها مع لبنان

من جانبه، أبرز موقع “عرب نيوز” المواقف العربية المتضامنة مع لبنان؛ حيث تابعت الرياض بقلق بالغ تداعيات الانفجارات المتتالية. وقالت السعودية في بيان لها إن الخارجية السعودية تُعرب عن دعم المملكة وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق، كما أعربت حكومة خادم الحرمين الشريفين عن خالص تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين، متمنية لهم الشفاء العاجل، فيما دعا رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب “الدول الصديقة” إلى دعم البلد الذي يعاني بالفعل من أسوأ أزمة اقتصادية له منذ عقود بالإضافة إلى وباء فيروس كورونا.

وغرّد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد على تويتر وعبر عن تعازيه لأسر الضحايا قائلاً: “نسأل الله أن يرزقكم الصبر والسلوان. بارك الله في لبنان والشعب اللبناني”. كما كتب وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة له: “قلوبنا مع بيروت وأهلها”. ونشر هذه التعزية إلى جانب صورة برج خليفة في دبي، أطول مبنى في العالم، وهو مضاء بألوان العلم اللبناني. وكتب يقول: “صلواتنا في هذه الأوقات العصيبة أن يحفظ الله لبنان الشقيق واللبنانيين ويخفف من بلائهم ويشفي جراحهم”. من جانبه، أمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإرسال مساعدات عاجلة إلى لبنان للمساعدة في التعافي، بينما قالت البحرين إنها “منزعجة للغاية بسبب هذا الانفجار الرهيب”.

وساعد مركز الملك سلمان للإغاثة والإنقاذ الفرق الطبية اللبنانية؛ حيث قامت فرق الطوارئ من فريق إنقاذ سبل السلام بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإنقاذ الضحايا من شمال لبنان وحتى بيروت. وأطلقت فرق أخرى من مركز الأمل الطبي، الممول أيضًا من مركز الملك سلمان للإغاثة والإنقاذ، حملة للتبرع بالدم.

وبينما لم يتم بعد تأكيد سبب الانفجارات، لكن البعض يطرح فرضية ارتباطه بمستودع أسلحة سابق تابع لحزب الله.

العلاج بالبلازما.. أمل مصر في محاربة فيروس كورونا

وعلى صعيد محاربة وباء كورونا؛ أشارت صحيفة “كابيتال” إلى الترحيب الواسع في مصر لاستخدام البلازما في علاج وباء كوفيد-19، حيث تسعى الدولة المصرية إلى تحفيز المواطنين على التبرع بالدم، ويتكون العلاج من أخذ أجسام مضادة من أشخاص مصابين ولكن تم شفاؤهم، تسمى بلازما النقاهة، وحقنها في المرضى.

وبينما لا تزال العديد من المختبرات تعمل على اللقاحات والعلاجات المضادة لكوفيد-19، يبقى التساؤل: هل يبعث علاج فيروس كورونا بالبلازما الأمل؟ على أي حال، فإنه يثير بعض الحماس في مصر التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة. يقول إيهاب سراج الدين، مدير المركز القومي لنقل الدم في مصر: “إن فيروس كورونا هو أحد تلك الفيروسات التي ليس لها أدلة إرشادية (…) ونحن نحارب عدوًّا مجهولًا؛ لذا فإن أي شكل من أشكال العلاج هو بارقة أمل يجب أن نتشبث بها”.

فعندما يصاب الشخص بمرض كوفيد -19، ينتج جسمه أجسامًا مضادة لمحاربة الفيروس، وتتركز هذه الأجسام المضادة في البلازما، الجزء السائل من الدم. ويشمل العلاج أخذ الأجسام المضادة من الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى ولكنهم تعافوا، وتسمى بلازما النقاهة، وحقنها في المرضى. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية شهر أغسطس عن الإذن الطارئ بنقل بلازما الدم من الأشخاص المتعافين من فيروس كورونا إلى المرضى في المستشفيات. ووفقًا لسراج الدين، فإن هذه الطريقة واعدة في انتظار اللقاح. ومنذ أبريل، يقود حملة لحث حوالي 79 ألف مريض في مصر على التبرع بالبلازما. وبحسب الأرقام الرسمية، سجلت مصر قرابة 100 ألف حالة إصابة بكورونا، بينها أكثر من 5500 حالة وفاة منذ بداية تفشي الوباء.

وبحسب وزارة الصحة المصرية، فقد جرى بالفعل استخدام عينات البلازما من المرضى المتعافين. ومن بين المتبرعين بالدم، محمد فتحي (25 عاما) – أصيب بالفيروس في مايو خلال عطلة عيد الفطر ثم تعافى – وهو مصمم على مساعدة المرضى الآخرين من خلال التبرع بأجسامه المضادة. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية وهو يتبرع بالمركز القومي لنقل الدم في القاهرة: “فقدان التذوق كان تجربة مروعة. تشعر وكأنك تأكل فقط لتناول الطعام”.

وأوضح فتحي أن والده أصيب أيضًا بالفيروس، وتابع: “جئت اليوم للتبرع لأنني لا أرغب في أن يمر أي شخص آخر بما مررت به أنا وعائلتي. لذا إذا كان بإمكاني مساعدة شخص واحد، فهذا أمر جيد”.. لقد ثبت أن علاج البلازما فعال في بعض الدراسات لعلاج فيروس الإيبولا أو السارس، الذي ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس التاجي الجديد، لكن جميع الخبراء يتفقون على أن هناك حاجة لمزيد من التجارب السريرية لمقارنة البلازما بالرعاية القياسية، فالاختبارات السريرية التي أجريت في بوليفيا وكولومبيا والهند والمكسيك وباكستان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة ومصر، أظهرت نتائج مشجعة.

ووفقًا للسيد سراج الدين: “التبرعات بالدم منخفضة بشكل عام في مصر لذا نعمل على توعية الجمهور”. هذا الضعف في حالات التبرع دفع أحمد مصطفى، مدير إعلانات يبلغ من العمر 37 عامًا، إلى إنشاء تطبيق يسمى “مساندة” لربط المرضى المتعافين بالمرضى. فبعد أن تعافى أحمد مصطفى بنفسه من الإصابة بفيروس كورونا، طوّر التطبيق بمساعدة طبيب، وقال: “نريد أن نكون همزة الوصل بين المرضى”، معترفًا بأن طلبه لم يكن ناجحًا للغاية حتى الآن.

وقد ألمحت الصحف المحلية في يونيو عن ظهور سوق سوداء للبلازما من المرضى المتعافين، مشيرة إلى تكلفة قدرها 20 ألف جنيه لكل تبرع. وردًّا على ذلك، انتقدت مؤسسة الأزهر أولئك الذين “يستفيدون من الوباء”، وقالت إن الشريعة الإسلامية لا تسمح بذلك إطلاقًا.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا