الصحافة الفرنسية | حفل افتتاح مميز لمعرض دبي إكسبو 2020.. وماكرون يسعى لتكوين تكتل انتخابي جديد

مترجمو رؤية

ترجمة: فريق رؤية

ماكرون لا يزال يبحث عن معسكره المشترك في سباق انتخابات 2022

أبرزت صحيفة “هوفينجتون بوست” المساعي التي يقوم بها الرئيس ماكرون من أجل إنشاء تكتل انتخابي قادر على تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة، فقبل دخول عام 2022، يتراجع مشروع جمع الأغلبية تحت سقف قطب مركزي كبير، بينما يطلق إدوارد فيليب حزبه الخاص في أكتوبر الجاري.

وعندما تسأل أيًّا من أنصار ماكرون عن المعسكر الانتخابي المشترك، سيخبرك أنه يتكون من حزبي الحركة الديموقراطية، والجمهورية إلى الأمام، بالإضافة إلى إدوارد فيليب. وعندما تسأل أحد أنصار حزب الحركة الديموقرطية عن معسكره الانتخابي المشترك، سيخبرك أنه يتكون من دعامتَي الوسط وهما حزبا الحركة الديموقراطية والجمهورية إلى الأمام، بدون فيليب الذي ينتمي إلى جبهة اليمين، ولا أولئك الموجودون على اليسار ولا كل من يريد أن ينضم إليهم”. وعندما تسأل شخصًا مقربًا من إدوارد فيليب، سيخبرك بأنهم “منفتحون على كافة الخيارات”.

هذا تقريبًا ملخص المفاوضات بين مختلف مكونات الأغلبية والتي من المفترض بها أن تجتمع قبل نهاية العام تحت سقف حركة مركزية كبيرة للتكتل؛ من أجل الفوز في الانتخابات الرئاسية والتحضير للانتخابات التشريعية لعام 2022. وتماما كشخصية خيالية، لا يزال الجميع يتحدث عن هذا المعسكر دون أن يراه أحد. فكل معسكر يدافع عن كيانه لدرجة أن أحدًا لم يعد قادرًا في هذه المرحلة على الاتفاق على ملامح ما يشبه الصحن الطائر السياسي.

لماذا يتدخل ماكرون في الأمر؟

بالرغم من أن الجميع يتفق على الفائدة من مشروع التكتل، إلا أن الأمور لا تتقدم كثيرًا. لدرجة أن الرئيس، الذي كان حتى وقت قريب بعيدًا عن الملف، تدخّل من خلال تنظيم مأدبة عشاء كبيرة في الإليزيه لحوالي عشرين ضيفًا من بينهم رئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب، ورؤساء الكتلة البرلمانية لحزبي الحركة الديموقراطية والجمهورية إلى الأمام في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ. بالإضافة إلى كل من فرانسوا بايرو، رئيس حزب الحركة الديمقراطية، الذي يتمتع بنشاط كبير جدًّا في الحض على إنشاء التكتل، ونظيره في حزب الجمهورية إلى الأمام ستانيسلا جيريني وريتشارد فيران، رئيس الجمعية الوطنية، الذي عينه إيمانويل ماكرون ليترأس كل شيء.

واتفق المشاركون على الاجتماع مرة أخرى في غضون شهر لمراجعة تقدم الخطط التي تبدو في هذه المرحلة بالكاد مرسومة بالقلم الرصاص. وبما أن المعادلة لا تزال تحتوي على العديد من القيم المجهولة، لا سيما من حيث الشكل، فعن ماذا ستثمر؟ هل هو حزب؟ أم حركة؟ أو حركة “تعاونية” كما يقترح فرانسوا بايرو؟ أم اتحاد؟ وتحت أي مسمى؟ اقترح البعض إنشاء “الحزب الديمقراطي” أو حزب “الديمقراطيين”، لكن المقترحات لم تتوقف. وكيف سيتم توزيع التمويل؟ هل سيتمكن كل كيان من الحفاظ على هويته؟ من المحتمل ذلك. وماذا سيفعل أولئك الذين سيلتزمون فقط بالانضمام لهذا الهيكل؟ هل يمكنهم فعل ذلك؟

في الواقع، ذكر الوفد المرافق للسيد ريتشارد فيران، رئيس الجمعية الوطنية أنه: “من المبكر قليلًا التحدث عن ذلك الأمر”. ولم يقدموا إجابات سواء حول امكانية الانتهاء من المشروع قبل نهاية العام أو حتى موعد انطلاقه.

من ناحية أخرى، يحذر أحد أتباع حزب الجمهورية إلى الأمام قائلًا: “علينا بالتأكيد أن نعقد مؤتمرًا تأسيسيًّا لهذا الحزب المركزي الجديد قبل نهاية العام، وإلا ستكون هناك فوضى كبيرة”. ويضيف أحد البرلمانيين قائلًا: “إذا فشلنا في الانضمام إلى المعسكر المشترك، فلن يكون هناك شيء مشترك”. وأضاف أحد أقارب إدوارد فيليب: “البيت المشترك، كما يوحي اسمه، يجب أن يكون مشتركًا”.

هل ثمة مصير مشترك بين ماكرون وزمور؟

وسلطت جريدة “لوابنيون” الضوء على السباق الانتخابي المحتدم في فرنسا، حيث تحظى الشعبية التي يتمتع بها الكاتب الجدلي “إريك زمور”، الذي لم يترشح بعد للانتخابات الرئاسية، بالمتابعة الحثيثة من قصر الإليزيه؛ ولأنه يقسم أصوات اليمين، يسمح زمور للرئيس ماكرون بالبقاء على القمة؛ فهل يتغير هذا الأمر؟

وبعد أن التزم الصمت، رد رئيس الدولة على الكاتب إريك زمور – دون أن يلفظ اسمه – وذلك بعد أن دعا الأخير إلى استبدال الأسماء الأولى غير الفرنسية بأسماء فرنسية. ومن جانبها، تستمر مارين لوبان في التراجع في نوايا التصويت لانتخابات عام 2022، حيث بات تقدمها يتقلص لصالح زمور، وفقًا لنتائج استطلاع أجراه معهد هاريس التفاعلي لصالح جريدة “تشالينج”.

ويبقى السؤال: ما أوجه الصلة بين ماكرون زمور؟ لأول مرة رد رئيس الدولة قائلًا إنه يريد “إجبار الناس على التسمي بأسماء فرنسية” لأن “تسمية الأبناء بأسماء مثل محمد يعني استعمار فرنسا”. وحتى وقت قريب، امتنع الرئيس ماكرون عن التعليق على هذه التصريحات الوقحة، لكنه رد مؤخرًا وقال في رسالة إلى زمور: “لن تتمكن من فهم ما أقول”، وتابع: “ليس من دوري أن أصدر تعليقات سياسية”.

وفي اليوم التالي، وبعد نتائج استطلاع هاريس التفاعلي لصالح مجلة “تشالينج”، الذي أعطى الكاتب زمور 13٪ من نوايا التصويت، رد ماكرون على زمور، دون الإشارة إلى اسمه، وقال في كلمة بمناسبة زيارته لموقع تجديد مكتبة فرنسا الوطنية: “كثيرا ما نسأل أنفسنا في الجدل السياسي عن مسألة هويتنا. لكن هويتنا لم تؤسس على التضييق أو على الأسماء الأولى أو على أي شكل من أشكال التوتر. بلادنا. بل إن أمتنا بُنيت على أساس مؤسستين هما: الدولة واللغة. تلك اللغة التي لم تعد متمركزة اليوم على ضفاف نهر السين، ولكن ربما بات تمتد الآن إلى أبعد من ذلك بكثير وصولًا لنهر الكونغو”.

ولكن هل يجب الدخول في جدل في هذه المرحلة؟ يقول فلوران بودي النائب في حزب الجمهورية إلى الأمام الحاكم: “لا يوجد حل جيد. وإذا لم يرد الرئيس ماكرون، فسيتم انتقاده لأنه سمح لزمور بالصعود إلى الطابق العلوي دون رد فعل. وإذا رد عليه فسيُنتقد لأنه سيكون قد أدخله بذلك إلى قلب اللعبة. وبالرغم من عدم وجود ما يؤكد أن ماكرون يريد إدخال زمور إلى قلب اللعبة في هذه المرحلة، إلا أن رئيس الدولة لا يمانع في الاهتمام بالموضوعات التي أهملها اليمين”.

عرض سياسي

وتتمتع الموضوعات التي أثارها الكاتب إيريك زمور في النقاش العام بأهمية شديدة لدى توجهات الرأي العام لدرجة أن العديد يرون في القرار الأخير للرئيس ماكرون بتقييد منح التأشيرات بشكل كبير للقادمين من الجزائر والمغرب وتونس إلى فرنسا رد فعل على المخاوف التي أثارتها كتابات زمور بشأن الهجرة. ويرى أحد المحللين أن “ماكرون قد أدرك الموجة الشعبية الوطنية الضخمة التي تغمر البلاد، ولا يريد أن يتقدم بعرض سياسي ساذج للغاية”.

ومنذ ما يقرب من ثمانية عشر شهرًا، أجرى الرئيس وزمور حوارًا خاصًا حول قضايا الهوية، وكان حوارًا مباشرًا للغاية وفقًا لتعبير زمور. ففي كتابه الأخير بعنوان: “فرنسا لم تقل بعد كلمتها الأخيرة”، يروي زمور هذا النقاش باستفاضة. وفي بداية شهر مايو 2020، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يصف فيه “الإسلاميون” في أحد شوارع باريس إيرك زمور بأنه “فاشي وعنصري”. وتسبب هذا الفيديو في إثارة غضب الطبقة السياسية بالإجماع. وآنذاك، اتصل به إيمانويل ماكرون، الذي التقى به في استوديوهات شبكة “إر تي إل” عندما كان وزيرًا للاقتصاد، للتعبير عن دعمه له.

وتبع ذلك نقاش مدته 45 دقيقة، تبادل فيه الرجلان وجهات النظر حول الموضوعات التي تسود الجدل مثل: “الحثالة، والضواحي، والهجرة، والإسلام”. وتحدث زمور عن الخلافات التي حدثت أثناء المحادثة، ولكن أيضًا عن بعض التوافق. وكتب على وجه الخصوص: “أخبرني أنه إذا تحدث مثلي، فإننا سندخل حربًا أهلية”. وقال له إيمانويل ماكرون: “إذا استخدمت حديثك، فسأمزق البلد”.

وبالرغم من أن الكاتب إيريك زمور لم يتقدم رسميًّا بأوراق ترشحه، لكن صعوده السريع بات يؤخذ الآن على محمل الجد في قصر الإليزيه، حيث يقول أحد المستشارين بالقصر: “لقد تمكن من محو الجدل حول وباء كوفيد-19 في خمسة عشر يومًا. إنه أشبه بدونالد ترامب الفرنسي، ونجم التلفزيون الشعبوي الذي اقتحم الجدل السياسي”. وبالفعل، استشهد إريك زمور في حديث أخير له بحملة دونالد ترامب الانتخابية في عام 2016، وذكر أنها تمثل نموذجًا لحملته. ويلاحظ أحد المقربين من إيمانويل ماكرون أن تيار اليمين المهمش كان يبحث عن مرشح، ووجدوه في زمور الذي يحلم بأن يكون شخصية مؤثرة.

المبالغة في التغطية الإعلامية

ومن الغريب أنه خلال ستة أسابيع من التغطية الإعلامية المفرطة، نادرًا ما تحدث زمور عن الرئيس ماكرون. يقول أحد المشتغلين في استطلاعات الرأي: “لم أسمع الكثير من الانتقادات الموجهة لماكرون وسياسته حتى الآن. فوفقًا لحاشية رئيس الدولة فهو يقوم بإنجاز الأشياء بشكل مرتب. في البداية حاول الالتفاف حول معسكره، والآن ها هو يعمل على إرباك اليمين”.

هذه الاستراتيجية التي تسير على خطى زمور لا تخفق أبدًا في تحقيق المزايا لماكرون. فمن جانبه، يلاحظ جان كريستوف كامباديليس الرئيس السابق للحزب الاشتراكي أنه في الوقت الحالي، يتسبب زمور في إحداث فوضى كبيرة في الانتخابات الرئاسية، بينما لا يزال الجميع يتمتعون بكامل قوتهم. ويحول تقدم زمور دون خلق ديناميكيات بديلة لماكرون، كما يقسم الموجة القومية الشعبوية. ففي المشهد السياسي، يعدّ ماكرون اليوم هو القطب الوحيد للاستقرار في ظل مشهد سياسي أخذ يتفكك ويخدمه، بعد أن بلغت نتائجه في استطلاعات الرأي نحو 26٪.

وعندما نصل إلى المنعطف الأخير قبل الانتخابات الرئاسية في ديسمبر ويناير المقبلين، يجب أن يخسر الرئيس ماكرون المنتهية ولايته تلقائيًّا بضع نقاط، تمامًا على غرار جميع الرؤساء المنتهية ولايتهم قبله. لكن كامباديليس توقع قائلًا: “في مواجهة المرشح زمور، الذي يقدم بديلًا لحزبي التجمع الوطني والجمهوريين، سيتأهل ماكرون بالتأكيد إلى الجولة الثانية”.

ومع ذلك، فإن هذه العملية الحسابية محفوفة بالمخاطر بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته، لأنه غير متأكد ما إذا كان إريك زمور سينجح في نهاية المطاف في كسب اليمين الكلاسيكي، المنافس الحقيقي لماكرون، أم لا. في الواقع، يقول أحد المقربين من الرئيس ماكرون: “زمور يؤمن بما يقول وكذلك يؤمن إيمانًا راسخًا بأنه قادر على الفوز، لكن هل بإمكانه أن يجسّد دور رئيس ذي مصداقية؟”.

حفل افتتاح برّاق لمعرض دبي إكسبو 2020

ذكرت النسخة الفرنسية من جريدة “هوفينجتون بوست” أنه بعد أن عادت الحياة بها تقريبًا إلى طبيعتها، ووسط أجواء احتفالية رائعة، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة في اليوم الأخير من شهر سبتمبر معرض دبي إكسبو 2020، وهو أول معرض عالمي يتم تنظيمه للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وأكبر حدث عالمي منذ بداية وباء كوفيد -19.

وافتتح ولي عهد دبي الأمير الشيخ حمدان بن محمد رسميًّا حفل افتتاح الفعالية الذي بلغت تكلفته 7 مليارات دولار، وقال الشيخ حمدان قبل انطلاق الاحتفالات: “يجتمع العالم كله في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نفتتح، بحمد الله، معرض دبي إكسبو 2020”.

وأضاءت الإسقاطات والتأثيرات الضوئية ساحة الوصل بلازا، التي تحتوي على مجمع مستقبلي التصميم على شكل قبة ترمز للعمارة الإسلامية. وأعقب ذلك حفلات موسيقية متنوعة، من بينها حفلات المغنية الإماراتية الشهيرة أحلام، والمغنية البريطانية إيلي غولدينغ. وكان عازف البيانو الصيني “لانغلانغ” من بين الفنانين المميزين المشاركين في إحياء الاحتفالية، وكذلك المخضرم الإيطالي أندريا بوتشيلي، الذي اختتم عرض الافتتاح أمام القادة الإماراتيين.

وافتتح المعرض، الذي تأجّل العام الماضي بسبب الأزمة الصحية، أبوابه أمام للجمهور في موقع وسط الصحراء على مشارف دبي، تلك المدينة الشهيرة بناطحات السحاب ومذاق الفخامة الخاص. وتأمل الإمارات من خلال استضافتها لهذا المعرض في استقبال نحو 25 مليون زائر، حيث يعد إكسبو 2020 فرصة للكشف عن عجائب معمارية وابتكارات تكنولوجية في أجنحته العديدة التي تمثل أكثر من 190 دولة.

25 مليون زائر

وأقيم أول معرض عالمي من هذا النوع في لندن عام 1851 في مبنى كريستال بالاس الذي جرى تشييده خصيصًا لهذه المناسبة. وفي باريس، كشف معرض عام 1889 عن برج إيفل. وعلى غرار لندن وباريس، يَعِد معرض إكسبو 2020 في الإمارات بأن يكون أكبر حدث على الإطلاق في الشرق الأوسط، قبل عام واحد من كأس العالم الذي يقام في دولة قطر المجاورة. وتأمل دبي في تسجيل نحو 25 مليون زيارة في المعرض الذي يقام على مدار ستة أشهر.

وبينما منعت السلطات اليابانية الجمهور من إقامة أولمبياد طوكيو، تفتح دبي أبوابها على مصراعيها أمام السياح الأجانب مع إلزامهم بارتداء الأقنعة واحترام التباعد الاجتماعي. وسيكون على الزائرين أيضًا إما تلقي اللقاح أو تقديم نتيجة سلبية لاختبار بي سي آر الخاص بفيروس كوفيد-19.

وتعد الإمارات من بين أسرع الدول في إتمام عملية التطعيم، حيث تم إعطاء ما يقرب من 20 مليون جرعة لجميع سكانها البالغ عددهم حوالي 10 ملايين نسمة. ويعتبر معرض إكسبو 2020 من أكبر طموحات إمارة دبي التي لا تتوقف عن تسجل الأرقام قياسية من أجل جذب الانتباه والسياح، حيث تحتضن أطول برج في العالم، وهو برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه 828 مترًا. وبفضل تأخير وباء كوفيد-19 لموعد إقامة المعرض، ستكون الإمارات على موعد مع الاحتفال في 2 ديسمبر، بالتزامن مع المعرض، بالذكرى الخمسين لتأسيس هذا الاتحاد المكون من سبع إمارات، والتي من بينها دبي والعاصمة أبو ظبي.

ومن بين عوامل الجذب المتوقعة بالمعرض سيكون هناك فريق كرة السلة الاستعراضي “هارلم جلوبتروتيرز” وروبوت الباندا الصيني، كما يمكن لعشاق السفر المستقبلي زيارة كابينة قطار “هايبرلوب”، بينما سيكون بإمكان هواة التاريخ رؤية تابوت قديم في الجناح المصري.

ربما يعجبك أيضا