الصحافة الفرنسية| داعش يعود على أنقاض سوريا والعراق.. وما خيارات الغرب في التعامل مع طهران؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد شما

باريس تستبعد مسئولية الحوثيين عن هجوم أرامكو

أعلنت جريدة "ليكبريس" الموقف الفرنسي من الهجمات التي تعرضت لها شركة أرامكو السعودية، فبعد أن أعلن الحوثيون مسئوليتهم عن الغارات على المنشآت النفطية السعودية، قال وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لو دريان" إنه غير مقتنع بأن الهجوم ربما يكون قد نفّذه المتمردون الحوثيون في اليمن، واصفًا هذا الأمر بأنه "لا يُصدّق نسبيًّا".

وتابع الوزير الفرنسي: "من الواضح أنه جرى استخدام العديد من الأدوات العسكرية، والطائرات من دون طيار، وربما حتى الصواريخ "، وتساءل عن قدرة الحوثيين على تنفيذ مثل هذه العملية وحقيق هذه العمليات لأهدافها.

هل هناك رغبة في إلغاء الاجتماع المقرر بين ترامب وروحاني؟

كما أشار لو دريان إلى العلاقة بين الهجوم واقتراب موعد الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، والتي قد تشهد اجتماعًا تاريخيًّا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني. ولفت الوزير الفرنسي إلى "أن هذا هو الوقت المناسب الذي اختاره المعتدي لتنفيذ هذه الضربات" ضد المواقع النفطية السعودية، مشيرًا إلى احتمالية إلغاء هذا الاجتماع. وأضاف أن "هذا العمل يأتي قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت الذي قامت فيه فرنسا على وجه الخصوص بمبادرات لمحاولة استعادة شكل من أشكال الصفاء في المنطقة"، في إشارة منه إلى الوساطة الفرنسية لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني. 

وكرّر الوزير دعوته إلى وقف التصعيد في المنطقة، رافضًا التكهن باحتمال القيام بعمل عسكري سعودي أو أمريكي ضد إيران، وأضاف أنه "يجب الآن العودة إلى مبدأ وقف التصعيد (…) وأنه لا يقوم بمشاريع على افتراضات ليست مطروحة على الطاولة اليوم". 

بسبب الهجوم على أرامكو.. فرنسا تعلن إعارة خبرائها إلى السعودية 

وفي نفس السياق، أبرزت جريدة "لاتريبون" تضامن باريس مع الرياض إثر حادث أرامكو، ففي اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجمات بشدة، وقرّر إرسال محققين فرنسيين لتقديم المساعدة لها. وأضاف الإليزيه أن ماكرون أكد لولي العهد السعودي تضامن فرنسا مع السعودية وشعبها في مواجهة هذه الاعتداءات، مجددًا التزام فرنسا بأمن السعودية واستقرار المنطقة.

مستشار ماكرون يتوجه للرياض

وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجمات على المنشآت النفطية السعودية جاءت من جنوب غرب إيران، في حين تنفي الأخيرة أي تورط لها في هذا العمل. وقد أعلن الحوثيون (حلفاء إيران في النزاع في اليمن) مسؤوليتهم عن الهجمات، قائلين إنهم استخدموا 10 طائرات من دون طيار في هذا الهجوم المزدوج الذي ضرب قلب المنشآت النفطية السعودية، هذا وتسعى الرياض إلى طمأنة الأسواق العالمية للنفط، حيث أعلنت أن إنتاج النفط السعودي سيعود إلى طبيعته بنهاية شهر سبتمبر الجاري.

من جانبه، توجه "إيمانويل بون"، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إلى السعودية بعد الحادث، حيث التقى بالأمير "محمد بن سلمان" خلال تلك الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها قبل تلك الهجمات.

داعش يستعيد الزخم على أنقاض العراق وسوريا

وتحت عنوان "داعش يستعيد الزخم على أنقاض العراق وسوريا"، لا حظ موقع جريدة "لاكروا" المتخصصة في الأديان أنه بالرغم من أن الباجوز تُعد آخر ما يملكه التنظيم من أراضٍ في سوريا وتعرضه لضربات قوات التحالف في شهر مارس 2019، غير أنه يمكن ملاحظة أن التنظيم الإرهابي لا يزال نشطًا في تلك المنطقة.

ففي رسالة صوتية بثتها شبكة تيليجرام الأسبوع الماضي قال أبو بكر البغدادي: "إخوانكم وأخواتكم جدّوا في استنقاذهم ودكّ الأسوار المكبلة لهم". ودعا الزعيم الداعشي أتباعه إلى إنقاذ الجهاديين المحتجزين في السجون وأُسرهم الذين يعيشون في مخيمات النازحين. ويعد هذا خطابه الثاني في ستة أشهر، بعد مقطع الفيديو الذي صدر في أبريل الماضي، والذي شهد أول ظهور له منذ خمس سنوات، حيث زامن الأنباء المتزايدة عن الهزيمة الإقليمية لداعش بعد وقت قصير من خسارة مدينة الباجوز آخر المعاقل في سوريا.

تمرد تم الإعداد له

ولأن القضاء على داعش لم يؤدِّ إلى نهاية داعش على الأرض، صرحت وزارة الدفاع الأمريكية أن التنظيم يعاود الظهور في سوريا وتشتد قوته في العراق، ويقول ماتيو بوكستون، المتخصص في التاريخ والخبير في الشأن الداعشي: "لقد سمحت عملية الإعداد هذه بأن يكون لديهم اليوم قيادة وظيفية ودعاية لم تتوقف أبدًا، وميزانية حرب حقيقية". وتقدّر الأمم المتحدة الموارد المالية للتنظيم بنحو 50 مليون إلى 300 مليون دولار.

فخاخ وقنابل وانتحاريون

ومن أجل الحفاظ على تسلسل قيادي وشبكة منظمة، يستقر التنظيم في مناطق يصعب الوصول إليها أو متنازع عليها. ففي العراق، يتواجد بشكل واسع بين إقليم كردستان والأراضي التي تسيطر عليها بغداد. وفي سوريا، يستفيد داعش من الحرب وتشرذم القوى المعنية. ويرى بوكستون أن العديد من الخلايا تتمركز في الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وتتواجد كذلك في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وصولًا إلى المناطق الجنوبية حتى درعا. ومن المحتمل أن تكون قيادة التنظيم مختبئة في الصحراء السورية والمناطق الحدودية بين سوريا والعراق.

وذكرت وزيرة الدفاع الفرنسية أن سبعة انفجارات نفّذها داعش في مدينة الرقة بين الخامس والسادس من الشهر الماضي، وأوضح وسيم نصر، الخبير في شئون داعش ومؤلف كتاب «الدولة الإسلامية، الأمر الواقع»، أن تجمعات التنظيم تنمو جنوب نهر الفرات في سوريا وفي المنطقة التي لا يسمح لقوات التحالف بتنفيذ غارات جوية عليها.

التجنيد في المخيمات

ويقدر البنتاجون عدد المقاتلين الذين لا يزالون نشطين بين 14 و18 ألف مقاتل؛ ومن المرجح أن يزداد هذا العدد في ظل سعي التنظيم إلى تجنيد المزيد من الأتباع. وفي سوريا، يلعب التنظيم على وتر التوترات العرقية بين الأكراد، أصحاب الغالبية العظمى داخل «قوات سوريا الديمقراطية»، والعرب الذين لا يقبلون بهيمنة هذه القوات. ويقول ماتيو بوكستون: "يُعد مخيم الهول للمشردين بمثابة قنبلة موقوتة، فمنه تدخل الأموال، ويحتفظ فيه التنظيم بالنساء اللاتي ظللن مخلصات للخلافة ويعلّمن أطفالهن مبادئ التنظيم، ومن بين سبعين ألف شخص يعيشون في هذا المخيم، هناك خمسون ألف شخص دون سن الثامنة عشرة، وهم المستهدف الرئيسي للتنظيم". 

وفي العراق، يستفيد التنظيم من شعور الرفض لدى العراقيين السنّة، حيث يقول نصر: "يُعدّ العمل العسكري وحده غير قابل للتطبيق" في مواجهة هذا الوجود الكامن؛ فالتنظيم ينتظر انسحاب الغرب وتفكك التحالفات المؤقتة"، وتبدو إعادة إعمار المدن وإعادة توطين المشردين أمرًا ضروريًّا لعدم تغذية هذا التنظيم الوحشي.

عن الشريعة والحجاب وغيرهما.. أرقام مدهشة عن الإسلام في فرنسا

من جهته، سلّط موقع "فالور أكتويل" الضوء على بعض الأرقام المستمدة من دراسة أجراها معهد استطلاعات الرأي حول مسلمي فرنسا، حيث نقل الموقع مقابلة صحيفة مع جريدة "لوبوان"، قدم من خلالها السيد جيروم فوركيه، مؤلف كتاب "الأرخبيل الفرنسي" ومدير قسم الرأي واستراتيجيات الأعمال في المعهد الفرنسي للرأي العام تحليله لهذا الأرقام.

المطالبة بسيادة الشريعة الإسلامية

في هذه الدراسة وُجد أن "18 في المائة فقط من المسلمين المولودين في فرنسا يعتقدون ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ". وترتفع هذه النسبة إلى 26 في المائة بين الفرنسيين معتنقي الإسلام، و46 في المائة بين المسلمين الفرنسيين القادمين من الخارج. ويحلل أستاذ العلوم السياسية "جيروم فوركيه" على هذا الأمر قائلًا: "لقد وصل هذا الادعاء بتفوق الشريعة في المقام الأول مع الوافدين الجدد من البلدان التي يكون للإسلام فيها بصمة قوية جدًّا".

ويوضح "فوركيه" أن من بين الدروس الأخرى المستفادة من هذه الإحصائية، أن "ثلث النساء من أصل مسلم أو من معتنقات الإسلام حديثًا يرتدين الحجاب في الوقت الحالي مقارنةً بـ 24 في المائة في عام 2003". 

37 في المائة من المسلمين يعتقدون أن على العلمانية التكيُّف مع الإسلام

كما يكشف هذا الاستطلاع، الذي قام به المعهد الفرنسي للرأي العام، أن 41 في المائة فقط من المسلمين "يعتقدون أن ممارسة شعائر الإسلام يجب أن تتوافق مع العلمانية الفرنسية". بينما يعتقد 37 في المائة أنه "على العكس من ذلك يجب على العلمانية الفرنسية أن تتكيف مع الإسلام". و"بالمقارنة مع عام 2011، نلاحظ زيادة بلغت 8 في المائة بين أولئك الذين يقولون إن الأمر متروك للعلمانية الفرنسية لتتكيف هي مع الإسلام، كما سجّل الاستطلاع زيادة قوية في المعارضة لقانون عام 2010 الذي يحظر ارتداء النقاب في الشوارع".

حق اللجوء وبرنامج الدولة للمساعدات الطبية.. ماذا يدور في ملف الهجرة بفرنسا؟

ونشر موقع جريدة "لوباريزيان" توضيحًا حول الجدل السياسي القائم حاليًا في فرنسا بعد أن أدان إيمانويل ماكرون وحكومته العوار في سياسة الهجرة، وطالب بعقد مناقشة برلمانية بهذا الشأن في نهاية شهر سبتمبر الجاري.

وقد بدأ النقاش حين تحدث ماكرون علنًا عن الهجرة في خطابه الأخير إلى الشعب حيث قال: "فرنسا أرض للهجرة وهذا أمر يخلق الكثير من التوترات، ولكن علينا أن ننظر إلى الأمام". وبانتظار المناقشات المقررة بهذا الشأن في الجمعية الوطنية في 30 سبتمبر، وبين اتهامات بالتعتيم على الأرقام الحقيقية في هذا الملف من ناحية ومخاوف بعض الأحزاب من عقد مثل هذه المناقشات، ماذا يمكن أن يقال عن الواقع في فرنسا؟ وماذا تقول البيانات التي نمتلكها عن تدفقات الهجرة؟ إليكم بعض الإجابات حول هذا الموضوع الشائك.

زيادة كبيرة في المساعدات الطبية للدولة

تدور العديد من الشكوك بانتظام حول هذا الأمر حيث يستفيد من برنامج المساعدات الطبية الحكومية الأجانب المقيمون بشكل غير شرعي على الأراضي الفرنسية، ويحصلون على الرعاية المجانية. وقدّر تقرير برلماني صدر في عام 2015 أن 70 في المائة من المساعدات الطبية الحكومية تذهب لتغطية تكاليف المستشفيات المختصة بالأمراض الخطيرة، مثل السل وفيروس الإيدز، وبعض حالات الولادة.

ووفقًا لأحدث الإحصائيات، يستفيد نحو 310 آلاف شخص سنويًّا من هذه المساعدات. وقد ازداد هذا العدد في السنوات الأخيرة من 155 ألفًا إلى ما يقرب من 300 ألف في عام 2014. وبالتالي، ارتفعت تكلفتها أيضًا ارتفاعًا حادًا. فبينما كان يتم إنفاق نحو 400 مليون يورو قبل 15 عامًا، رُصد حوالي 934.9 مليون يورو لهذه المساعدات في مشروع قانون الموازنة لعام 2019.

وتبحث الحكومة الحد من الحصول على المساعدات الطبية، ويبدو أن ثمة خيارين لتحقيق هذا الأمر: إما من خلال المعايير التي تحدد المستفيد أو من خلال عدد مرات الرعاية التي يمكن سدادها. ووفقًا لجريدة "ليزايكو"، تفضل الحكومة الخيار الثاني بسبب وجود الكثير من العمليات غير العاجلة التي يطلبها طالبو اللجوء. وحول سؤال: بأي نوع من سوء الاستخدام يتعلق الأمر؟ أشار الأمين العام لحزب الجمهورية إلى الأمام، السيد ستانيسلاس جيريني، إلى حالة "زراعة الثدي". وقد ردّت وزيرة الصحة الفرنسية بأنها لا توجد لديها معلومات محددة عن مثل هذه الحالات، غير أن السيد جيريني عاد في وقت لاحق ليعتذر عن طرحه لهذا المثال.

رقم قياسي لطالبي اللجوء 

لقد بلغ العدد الإجمالي لطالبي اللجوء في فرنسا في عام 2018، وفقًا لآخر تقرير سنوي للمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية، 123625 شخصًا، حيث ارتفع هذا العدد بنسبة 22.7 في المائة عن العام السابق، بعد أن ارتفع بالفعل بنسبة 7.1 في المائة في عام 2016 و17.5 في المائة عن عام 2017. وبعبارة أخرى، فإن المعدل لا يتوقف عن الازدياد.

ومن بين المتقدمين بطلبات اللجوء (بمن فيهم القاصرون المرافقون) ممن يقدمون ملفهم للمرة الأولى، هناك 10370 أفغانيًّا، بزيادة تقدّر بحوالي 55 في المائة مقارنةً بعام 2017. وترجع هذه الزيادة الكبيرة أيضًا إلى جورجيا، التي سجلت 6751 من مقدمي الطلبات للمرة الأولى في عام 2018، بزيادة أكثر من 260 في المائة (باستثناء القُصر المرافقين). ولا يزال الرجال يشكّلون الأغلبية من بين طالبي اللجوء، حيث بلغت نسبتهم 66.8 في المائة، مقابل 65.3 في المائة في عام 2017، في حين أن متوسط عمر ملتمسي اللجوء انخفض قليلاً إلى 30.9 عامًا.

وفي العام الماضي تم قبول 27 في المائة من الطلبات، وهي النسبة ذاتها مقارنة بالعام السابق، غير أن النسبة المئوية للقبول اختلفت اختلافًا كبيرًا باختلاف جنسية المتقدم، حيث تم قبول 91.9 في المائة من طالبي اللجوء السوريين و65.4 في المائة من الأفغان (باستثناء القُصر المرافقين) في عام 2018، مقارنةً بنسبة 4.6 في المائة فقط من الجورجيين. وأشار ماكرون إلى بعض طلبات اللجوء المسيئة – من وجهة نظره – حيث قال رئيس الدولة أمام غالبية البرلمانيين: "أؤمن بالحق في اللجوء.. لكن بعض الشبكات تحرّفه عن غايته والبعض يقومون باستغلاله".

انخفاض عدد المهاجرين عبر البحر المتوسط

وفي حين أشار ماكرون إلى أن " طلبات اللجوء بلغت أعلى معدلات تاريخية لها في فرنسا"، إلا أنه أشار أيضًا إلى أن "تدفقات الدخول قد بلغت أدنى معدل تاريخي لها في أوروبا". ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل نحو 70 ألف لاجئ إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط هذا العام (من 1 يناير وحتى 16 سبتمبر)، مقارنة بعدد 141472 لعام 2018، و373652 لعام 2016؛ ما يعني أن الأرقام تشير إلى الانخفاض بشكل متزايد عن الذروة التي سجلها عام 2015، حين وصل عدد المهاجرين 1,032,408.

ورغم أن تدفقات المهاجرين في أوروبا أخذت في التناقص، إلا أن عدد تصاريح الإقامة للمرة الأولى الصادرة في فرنسا لا يزال على نفس المستوى، بل إنه سجل زيادة طفيفة؛ بعدما بلغ حولي 255 ألف في العام الماضي، مقارنة بـ 247 ألف تصريح في عام 2017، وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية. ويعد السببان الرئيسيان للقبول هما الأسرة والتعليم. ثم تأتي أسباب اقتصادية وإنسانية، ولا تأخذ هذه الأرقام في الاعتبار الأجانب الذين يعودون إلى بلدانهم الأصلية كل عام، كالطلاب على سبيل المثال. وأخيرًا، تشير وزارة الداخلية إلى أن 30 ألفًا و276 أجنبيًّا من المقيمين غير الشرعيين في فرنسا غادروا أراضيها في عام 2018.

كيف تساعد الحرب في اليمن على تقوية إيران؟

سلط موقع راديو فرنسا الدولي الضوء على التدخل الإيراني في اليمن، فبينما لا يزال الهجوم المزدوج على المنشآت النفطية السعودية يثير ردود أفعال عنيفة؛ ترى الباحثة اليمنية فريا المسلمي أنه من الضروري أن يتحرك الغربيون من أجل تحقيق السلام. وعلى الجانب الإيراني، المتهم بالوقوف وراء هذا الهجوم، حذّر وزير الخارجية من أن توجيه ضربة عقابية لبلاده سيؤدى إلى نشوب حرب شاملة. 

وذلك في الوقت الذي يقوم فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بجولة في الخليج تهدف لـ"بناء تحالف للتوصل إلى حل سلمي". وفي خضمّ هذه التصريحات الإعلامية المتبادلة؛ يؤكد الحوثيون أنهم هم من شنَّ هذا الهجوم من اليمن.

وترى المسلمي، أحد مؤسسي مركز صنعاء للأبحاث الاستراتيجية، أن الوقت قد حان للاعتراف بالحقيقة والتوقف عن استخدام اليمن لمحاربة إيران من بوابة المتمردين الحوثيين. وتابعت: "يشن السعوديون حربًا على اليمن منذ أربع سنوات ولكن دون جدوى! وما زالوا يعتقدون أن هذه الحرب مفيدة، ومن دفع الثمن هم اليمنيون، في حين أن إيران كانت المستفيد الأكبر لأن الحرب لم تُضعف سوى الحوثيين".

وبعد أربع سنوات من الحرب، تم تدمير النظامين الاقتصادي والسياسي في اليمن، ولكن بالنسبة لأعضاء مركز صنعاء للأبحاث الاستراتيجية، لا يزال الوقت سانحًا للحديث عن السلام. 

الحرب أم الدبلوماسية في التعامل مع إيران؟

وتساءلت جريدة لا بريس الكندية المحررة بالفرنسية عن الطريقة التي سيتم اعتمادها في التعامل مع إيران، حيث يتبنى ترامب مواقف متناقضة تجاه إيران منذ الهجمات على منشأتي النفط السعوديتين، حيث كان أول رد فعل له هو التوعد برد قاس بمجرد أن يظهر له دليل على تورط طهران، وبعد بضع ساعات، خفّض من لهجته وبدا أكثر حذرًا.

ويرى خبراء أن الهجوم بالطائرات من دون طيار والصواريخ التي تعرضت لها شركة أرامكو النفطية السعودية يُعدّ عمل مجموعة أو دولة ذات قدرات متطورة. فالأسلحة المستخدمة ودقة الضربات والأضرار الناجمة عنها تؤكد عظم حجم الموارد المالية والعسكرية المستخدمة والإتقان الكبير في التخطيط. 

ويكشف الحادث عن نقطة ضعف أساسية في المملكة العربية السعودية وهي: عدم قدرتها على استخدام قواتها المسلحة ومعداتها العسكرية التي اشترتها بعشرات المليارات من الغرب للدفاع عن نفسها أو لدعم عملياتها العسكرية.

وبما أن الإنتاج النفطي السعودي يعد مهمًّا جدًّا لأداء الاقتصاد العالمي؛ فإن العواقب قد تكون كارثية بالنسبة لأوروبا واليابان في حال نجحت إيران في زعزعة استقرار المملكة وإبطاء إنتاجها من النفط، إن لم يكن وقفه.

تهدئة اللعبة

وأمام هذا الضعف المزدوج – العسكري والاستراتيجي – ليس من المستغرب أن تحاول واشنطن وموسكو وباريس تهدئة اللعبة. وهكذا يبدو أن ترامب تراجع أمام العواقب التي يمكن أن تترتب على تنفيذ ضربة أمريكية، وهو الآن ينتظر المزيد من التفاصيل عن هذه الهجمات، وسيعطيه العديد من أصدقائه عذرًا جيدًا لعدم توجيه ضربة عسكرية لإيران.

وقد أرسلت الأمم المتحدة خبراء إلى المنطقة لإجراء تحقيق وانضمت فرنسا إلى هذه البعثة، فيما دعا صديق ترامب، فلاديمير بوتين، إلى إجراء تحقيق شامل وموضوعي لإقامة الدليل وقطع الشك باليقين فيما يخص الاتهامات السعودية ضد إيران. ويفتح نشر خبراء غربيين على الأرض المجال أمام التفكير حول تحقيق الاستقرار في المنطقة وحول التدخل الأمريكي.  وهنا تجد إيران والمملكة العربية السعودية نفسهما وجهًا لوجه، أما في واشنطن، فتدعو الأصوات إلى إعادة النظر الشامل في سياستها بالمنطقة، وقد تحدث مساعد وزير الخارجية السابق في عهد أوباما حول ضرورة التوقف عن دعم البلدين (إيران والسعودية) واصفًا إياهما بأنهما يضران بالأمن الدولي بنفس القدر.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا