الصحافة الفرنسية | ماكرون وبايدن يعلنان المصالحة.. والإمارات عملاق خليجي يغزو الفضاء

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة: فريق رؤية

انتخابات 2022 الرئاسية.. حملة مارين لوبان الرئاسية مليئة بالألغام

سلطت جريدة “لاكروا” الضوء على مدى هشاشة حملة مارين لوبان الانتخابية، حيث مثلت حزب الجبهة الوطنية والمرشحة للمرة الثالثة لدخول الإليزيه، من شوكة إريك زمور، ويعرب بعض أفراد فريقها عن ندمه على ارتكاب خطأ تام في استراتيجية مواجهة الكاتب المجادل “زمور”، الذي حصل على المركز الثاني في العديد من استطلاعات الرأي.

ومن المتوقع أن يستقبل فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري المرشحة مارين لوبان، لكن الأخيرة لم تصل بعد إلى بودابست، حيث أثارت رحلتها مقارنات جديدة مع إريك زمور، الذي استقبله أيضًا الزعيم الشعبوي في سبتمبر الماضي. ووصولًا لنهر الدانوب، يواصل الكاتب زمور – الذي لم ينطلق رسميًّا بعد في السباق نحو الإليزيه – تعكير صفو بدايات الحملة الرئاسية الثالثة لمارين لوبان. وتعكف قيادة حملة لوبان على مراقبة المدار السياسي والإعلامي لإريك زمور. يقول فيليب بالارد، مدير الاتصالات في حملة لوبان: “لا داعي للذعر”، ويرى أننا نشهد ظاهرتين اعتياديتين في فترة ما قبل الحملة، وهما: فترة مسطحة زائفة وبزوغ الرجل الثالث الشهير”.

غير أن الرجل الثالث يكتسح على نطاق واسع هذه المرة أراضي الجبهة الوطنية. فتحت ستار الأدب، يكشف زمور عن أفكاره المتطرفة حول الهوية والهجرة والأمن خلال الاجتماعات. وبنجاح استطاع مؤلف كتاب “فرنسا لم تقل بعد كلمتها الأخيرة” أن يتفوق على لوبان في استطلاعات الرأي.

ويؤكد الفريق المرافق للمرشحة لوبان أنها لا تزال في أفضل وضع يسمح لها بهزيمة ماكرون في أبريل 2022، متوقعًا حدوث خرق في الاستطلاع والفقاعة الإعلامية حول زمور، معيدًا التأكيد على أهمية الجبهة الوطنية. يقول جان بول جارو، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب التجمع الوطني: “هذا غير عادل.. كل الموضوعات التي تجعل إريك زمور ناجحًا هي بالضبط تلك التي كانت تستخدم بهدف شيطنتا لعقود. غير أن الفرنسيين يفضّلون النسخة الأصلية على النسخ المقلدة.” ومع ذلك، فإننا نواجه صعوبات منذ الصيف الماضي في أن يظل صوتنا مسموعًا في مواجهة الاهتمام الإعلامي الشديد بكاتب جريدة لوفيجارو السابق إيريك زمور، الذي يتم النظر إليه باعتباره “منافسًا وليس خصمًا”.

وتفضل لوبان الرحلات الهادئة على الاجتماعات العامة الكبيرة، وسرعان ما قدمت وعود “اتخاذ القرار”، مثل الاستفتاء على الهجرة أو على الخطة الاقتصادية، وتخفيض ضريبة القيمة المضافة على الكهرباء والغاز والبنزين، وتأميم الطرق السريعة، وإلغاء الرسوم على المحتويات المرئية والمسموعة. ووفقًا لإريك زمور، مؤسس فكرة تحالف البيوت المتواضعة و”البرجوازية الوطنية”، فإن لوبان تستهدف الطبعات الشعبية التي تعد معقل العاطلين والعمل.

فيما يقول الصحفي فيليب بالارد: “عندما يقرر إريك زمور الدخول إلى المعترك، فقد يكون لديه بعض المفاجآت، لكن مارين لوبان على اتصال بالفرنسيين، وهي تعرف ما يشغلهم وهو المال، وفي الواقع لا يمكن الحديث فقط عن الهوية والهجرة؛ فهناك موضوعات أخرى على نفس القدر من الأهمية”.

خطأ في استراتيجية الحملة

أما جان بول جارو فيعود للتأكيد قائلا: “لدينا خطة حكومية حقيقية، والقدرة على المواجهة على جميع الأصعدة. فبعد تعرضنا للانتقاد لفترة طويلة بسبب أننا لا نفعل شيئًا سوى رد الفعل، اخترنا هذه المرة أن نفعل العكس”. ومن أجل الخروج بخطاب جيد بدءًا من الأشهر المقبلة، يعتمد القاضي السابق على النشطاء المخلصين، باستثناء حفنة الرجال المحبطين والمتذمرين والمطرودين الذين ذهبوا لدعم إريك زمور.

وبشرط عدم الكشف عن هويته، صرح بعض المسؤولين التنفيذيين في الحملة الانتخابية للتجمع الوطني بأن هذه الحملة محكوم عليها بالفشل، وهكذا يشير أحد هؤلاء المسؤولين إلى وجود “خطأ تام في استراتيجية الحملة”، ويوضح ذلك قائلًا: “لقد قمنا ببناء خطتنا على بعض المعايير وهي: قاعدة انتخابية مكتسبة يتم توسيعها من خلال التخفيف من حدة الخطاب، والغياب التام للمنافسة، وفرضية رفض المرشح الجمهوري التعرض لنفس موضوعاتنا. لكن كل شيء كان خطأ!”.

ووصف آخرون “إجهاد” المرشحة مارين لوبان التي لم تعد مستعدة لإفساد خططها بسبب إريك زمور. يقول أحد المشتغلين بحملتها الرئاسية: “لم تتعاف لوبان بعد من الانتخابات الرئاسية لعام 2017، ويشعر الناخبون بهذا الأمر. لذلك عندما يُعرض عليهم اسم آخر، فيبدو رائعًا بالنسبة لهم. وعلى الأرض، الرسالة واضحة وهي أنه لا يوجد عداء حقيقي تجاه حزب التجمع الوطني أو لوبان، بل مجرد إغواء بسيط من قبل زمور.

ماكرون وبايدن يعلنان المصالحة

التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الأمريكي جو بايدن وجهًا لوجه لأول مرة منذ الأزمة الدبلوماسية للغواصات الأسترالية، وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حريصًا على ذلك من أجل إصلاح المزاج المضطرب لشريكه الفرنسي. وقبل انعقاد اجتماع مجموعة العشرين يوم الجمعة في روما، تحرك بايدن للقاء ماكرون.

من جانبه أكد أحد أفراد حاشية الرئيس ماكرون أن هذا التحرك يحمل معاني سياسية مهمة، حيث استُقبل بايدن في فيلا بونابرت، موقع السفارة الفرنسية في الفاتيكان. وبعد شهر ونصف على مرور الأزمة الدبلوماسية للغواصات الأسترالية وإبرام اتفاقية أوكوس بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة في غياب باريس، أبدت واشنطن استعدادها لبذل بعض الجهود بهدف تهدئة حليفها الغاضب من هذه الخيانة”. وفي وقت متأخر على جدول أعماله، تأخر الرئيس الأمريكي ما يقرب من ساعة ونصف في وصوله إلى مقر السفارة …

وكان ماكرون وجو بايدن قد تحدثا بالفعل مرتين عبر الهاتف منذ هذا التصرف السيئ الذي حدث في منتصف شهر سبتمبر الماضي. ويوم الجمعة، التقى الرئيسان لأول مرة لإجراء مصالحة فرنسية أمريكية، لذلك شهد اللقاء مصافحة دافئة. وأثناء اللقاء الصحفي القصير قبل اللقاء، أعطى ماكرون لبايدن المساحة الكافية وتركه يمد ذراعه ويذهب لمصافحته. ثم كرر الرئيس الأمريكي الأمر وقال: “ليس لدينا حليف أقدم وأكثر ولاءً”، وشدد على أن “فرنسا شريك ثمين، وقوة قائمة بذاتها”.

ولإنهاء الخلاف قال الرئيس الفرنسي: “أوضحنا ما ينبغي توضيحه”. وذكر القضايا الرئيسية لفرنسا مثل الدفاع الأوروبي، والسيادة الأوروبية، والشراكة الاستراتيجية في المحيطين الهندي والهادئ، والمشاركة الأمريكية في منطقة الساحل لدعم العمليات العسكرية الفرنسية. وقال ماكرون إنه يريد التطلع إلى “المستقبل” من أجل تعزيز التعاون بين البلدين.

وبعد أن نسفت عقدًا كبيرًا لبيع غواصات هجومية إلى أستراليا، أثارت الولايات المتحدة غضبًا نادرًا من فرنسا، وتحولت إلى مكانة المحاور الهامشي. وكانت باريس قد استدعت سفيرها في سابقة من نوعها في تاريخ البلدين. من جانبه أكد بايدن أن “ما حدث كان محرجًا”، قبل أن يؤكد بثقة: “اعتقدت أن فرنسا كانت تدرك أن الاتفاقية مع أستراليا لن تصمد”.

تحقيق مكاسب ملموسة

ويتسم بايدن بالبراغماتية؛ حيث تحولت سياسته نحو المواجهة ضد الصين، وتعد مسألة الدعم الفرنسي للمصالح الأمريكية هامشية في ظل عدم توازن القوى، لكن إدارة بايدن حريصة على الحفاظ على علاقات جيدة واضحة مع حلفائها، لا سيما فرنسا، للتأكيد على مزايا التعددية. وبعد عهد ترامب، تريد الولايات المتحدة أن تُظهر أنها ليست معزولة، كما أنها تعتزم أيضًا تفويض الأمن للآخرين في المناطق البعيدة عن أهدافها الآسيوية، مثل البحر الأبيض المتوسط ​​أو أفريقيا. وقال الرئيس الأمريكي: “في منطقة الساحل، نقوم بمعظم العمل”. بينما قال ماكرون إن الولايات المتحدة اتخذت قرارات عملية للغاية، ففي مالي، تعد الطائرات بدون طيار والاستخبارات الأمريكية ضرورية للغاية في القتال ضد الجماعات الجهادية المسلحة.

وبعد هذه الأزمة الدبلوماسية، يأمل الرئيس ماكرون جني بعض المكاسب الملموسة: أولاً وقبل كل شيء، الارتقاء إلى مرتبة المحاور الحاسم للقوة الأولى في العالم، ثم إزالة التردد داخل الاتحاد الأوروبي من أجل استقلال استراتيجي أكبر. وفي بيان مشترك، أقرت الولايات المتحدة “بأهمية وجود دفاع أوروبي أقوى وأكثر فاعلية”، ودفاع تكاملي مع الناتو. وفي قصر الإليزيه، اتفق الجميع قبل اللقاء على مسألة الإقناع بعدم وجود تناقض بين الدفاع الأوروبي وحلف الأطلسي.

كما اتفق الزعيمان على “عدة شراكات ثنائية”، حيث استشهد ماكرون بصادرات الأسلحة والطاقات النووية والمتجددة والفضاء والتقنيات الأكثر ابتكارًا، كما أعلنت واشنطن أنها خصّصت موارد إضافية لمنطقة الساحل. وفي هذا الشأن أكد ماكرون أن هذه قرارات ملموسة للغاية وتدعم عملية بناء الثقة، أما بالنسبة لبايدن، فيمكنه أن يسعد بتهدئة الخلاف مع فرنسا من أجل التركيز على قضايا أخرى.

الإمارات باتت قوة عظمى في عالم الفضاء

وعلى صعيد الشرق الأوسط، نشرت جريدة “فالور أكتويل” تقريرًا أكدت من خلاله الطموح الإماراتي في عالم الفضاء، حيث بدأت تحولًا كبيرًا نحو التكنولوجيا المتقدمة، في اقتحام هذه الدائرة المغلقة للغاية في غضون سنوات قليلة، فمن يستطيع إيقافها؟

تمكنت دول قليلة حتى الآن من الدخول إلى عالم الحقائق الجديدة والتكنولوجيا العالية مثل الإمارات، حيث تستثمر الدولة الخليجية بالفعل بكثافة في هذا المجال، من أجل مواصلة التحول في نموذجها الاقتصادي، الذي يعتمد منذ فترة طويلة على النفط، وأطلقت برنامجها الفضائي الخاص. لهذا، فهم يبحثون باستمرار عن شركاء دوليين لتطوير مهامهم الفضائية، لكن في الوقت نفسه، أنشأت الإمارات العربية المتحدة قطاع الفضاء التجاري الخاص بها، وكما ذكرت مجلة فوربس في وقت سابق من هذا العام، فإنهم يقومون بذلك بالاعتماد على الدعم الثابت من قادتهم. ففي عام 2017 على سبيل المثال، أعلنت أبو ظبي عن خطة طموحة لمدينة تحاكي مستوطنة على سطح المريخ بتكلفة بلغت 150 مليون دولار. وبعد ذلك طوّرت مسبار الأمل بالتعاون مع الجامعات الأمريكية قبل إطلاقه على متن صاروخ ياباني. وفي الآونة الأخيرة، أصدر مركز محمد بن راشد للفضاء، بمدينة دبي، بيانات قيمة صادرة عن المسبار.

رواد الفضاء المحليين

وبمساعدة شركاء دوليين أيضًا، سترسل الإمارات مركبة فضائية أخرى إلى سطح القمر – تُعرف باسم راشد – يتم إطلاقها على مركبة فالكون 9 الخاصة بشركة “سبيس إكس” الأمريكية، التي أنشأها إيلون ماسك، وسيتم استخدام مركبة هبوط يابانية للوصول إلى سطح القمر، حيث من المفترض أن تهبط المركبة على القمر بنهاية عام 2022، لكن الإمارات تتطلع إلى المزيد، حيث تأمل في عام 2028 في إنشاء مهمة نحو حزام الكويكبات الرئيسي، وهي منطقة تقع بين مداري المريخ والمشتري، وهدف المهمة هو التحليق مرورًا بسبعة كويكبات قبل أن تصل إلى الثامن في عام 2033.

وبالإضافة إلى ذلك، وقعت دولة الإمارات مؤخرًا اتفاقية تعاون مع إسرائيل بشأن مهمة قمرية، وبات لديهم الآن أيضًا رواد فضاء محليون، بما في ذلك امرأة قامت ذات مرة بمهمة إلى محطة الفضاء الدولية. وتريد الإمارات أن يولد برنامجها الفضائي حماسًا شعبيًا و”ثقافة فضائية”، حيث يمكن أن يكون لهذا الأمر أيضًا تأثير دائم على اقتصاد البلد بأكمله. وأخيراً، يأمل العملاق الخليجي في إعطاء صورة عصرية لها من خلال دور المرأة، بعد أن أرسلت أول رائدة فضاء وهي “سارة الأميري” التي أصبحت فيما بعد وزير الدولة للعلوم، كما تولت أيضًا رئاسة وكالة الفضاء في البلاد.. إنها بالفعل رياح الحداثة والتغيير.

ربما يعجبك أيضا