الصحة تتراجع والسمنة تتزايد في أمريكا.. هل من رابح؟

في أعقاب كورونا.. ما أسباب تزايد السمنة وتراجع الصحة في الولايات المتحدة؟

محمد النحاس

مع تراجع مستويات الصحة في الولايات المتحدة وازدياد السمنة، ازدهرت في المقابل سوق صناعة الأدوية الخاصة بالسمنة على الرغم من مخاطرها المحتملة


منذ جائحة كورونا، تراجعت الصحة الجسدية والنفسية في الولايات المتحدة، مقارنةً بما قبل الوباء، حسب استطلاع مؤسسة جالوب الأمريكية.

وأظهرت البيانات الصادرة حديثًا، الخاصة بمؤسسة جالوب للبحوث المعنية بالاستطلاعات والتحليلات والاستشارات، تراجع  بعض مؤشرات الصحة العامة في الولايات المتحدة، وزيادة العادات غير الصحية وتدني مستويات الصحة النفسية.. فما أسباب ذلك؟ وكيف يمكن أن يؤثر على قطاع الأدوية في الولايات المتحدة؟ وكيف يتربح البعض من ذلك؟

ما علاقة الصحة النفسية بالجسدية؟

أظهرت نتائج استطلاع جالوب، الصادرة اليوم الخميس، 14 ديسمبر 2023، تزايد عدد الأمريكيين الذين أفادوا بتشخيصهم بمرض السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وتراجع مستويات الثقة، والصحة النفسية، بزيادة عما كان عليه الحال قبل تفشي الجائحة، حسب ما نقل موقع أكسيوس الأمريكي الإخباري.

وفي حديثٍ خاص لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، قال إخصائي الصحة النفسية، أحمد عبد الحي تعليقًا على تلك البيانات، إن مستويات القلق المرتفعة وحالات عدم اليقين عادةً ما ترتبط بممارسة سلوكيات غير صحية مثل تناول الوجبات السريعة، والأطعمة غير الصحية إجمالاً، والابتعاد عن ممارسات الهوايات والرياضة.

وتابع أن هذه “الحلقة المفرغة” تتواصل، وتزيد من تفاقم الأمر سوءً، فالسلوكيات غير الصحية تؤدي لتدهور الصحة النفسية والجسدية، ومن ثمّ تتزايد مجددًا هذه السلوكيات كنتيجة لذلك”، معتبرًا أن ما سماه “قلق ما بعد الجائحة”، وتزايد حالات عدم اليقين بشكل عام.

هل تأثرت ممارسة الرياضة؟

رغم تزايد السمنة وداء السكري، إلا أنّ عادات ممارسة الرياضة لم تتأثر كثيرًا مقارنةً بما كان عليه الحال، قبل الوباء. ولا تزال التقديرات المتعلقة بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة أو أكثر لثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع ثابتة عند 49.1% من البالغين، مقارنة بـ48.1% في عام 2019.

وقال 28% من المشاركين في الاستطلاع إن صحتهم البدنية كانت شبه مثالية هذا العام، وهي نسبة أقل من عام 2019 والتي بلغت 38%.

تراجع مستويات النشاط والطاقة

قال 46% من المشاركين في الاستطلاع إنهم تناولوا طعامًا صحيًّا طوال اليوم قبل الإجابة على الاستطلاع في عام 2023، بانخفاض عن 51% عن عام 2019.وانخفضت إجمالاً معدلات الطهي المنزلي عن مستويات ما قبل الوباء.

ورغم عدم تأثر التمارين الرياضة من عام 2019 عما هو عليه الوضع عام 2023، إلا أن أعدادًا متزايدة من الأمريكيين، أفادوا بأنهم يشعرون بانخفاض عام في الطاقة، وقلّة النشاط، ويكمن أن يُعزي ذلك جزئيًّا إلى تزايد نسب العمل من المنزل المرتبط بالجائحة.

وانخفضت أيضًا بعض الجوانب الأخرى على ذات الشاكلة، مثل الشعور بالإنتاجية العالية، وكذلك تراجع “التمتع بصحة بدنية شبة مثالية”، ومستويات الرضا عن المظهر الجسدي، كل هذه المؤشرات انخفضت بنحوٍ لافت.

ماذا عن السمنة؟

في عام 2019 عانى 32% من الأمريكيين من السمنة، وقد ارتفعت هذه النسبة عام 2023 لتصل إلى 38%، وقد وثق الاستطلاع أن الفئة التي تتراوح أعمارها بين 45 إلى 64 عامًا، قد سجلت أعلى معدل للسمنة بنسبة 44% وأكبر زيادة عن مستويات ما قبل الجائحة، حسب الاستطلاع.

وعن العوامل التي قد تزيد احتمالات الإصابة بداء السكري، قال تقرير جالوب إنه بالإضافة إلى  السمنة أو التقدم في العمر، فإن هناك عوامل أخرى مثل قلة النشاط البدني، والاستعداد الوراثي والجيني.

من الرابحين؟

تراجع الصحة وتزايد معدلات السمنة، ليست صفقة خاسرة للجميع، فحسب تقرير لأكسيوس فقد سعى المرضى في الولايات المتحدة للحصول على أدوية إنقاص الوزن بشكل عام، ومن المتوقع أن يبلغ سوق هذا القطاع 100 مليار دولار بحلول عام 2030.

وعادةً فإن الأطباء لا ينصحون بمثل هذه الأدوية بسبب آثارها الصحية، إذ تنطوي الكثير منها على مخاطر محتملة. كما أن أكثر هذه الأدوية باهظة التكلفة، ومؤخرًا تزايد التنافس بين مختلف الشركات في قطاع الأدوية على إنتاج هذه أدوية إنقاص الوزن، حتى أن تقرير في هذا الصدد وصف الأمر بـ”حمى الذهب” لكنها في قطاع الأدوية.

ربما يعجبك أيضا