حال فوزه بانتخابات 2024..كيف ينوي ترامب «تدمير» ديمقراطية أمريكا؟

ما الذي يدور داخل عقل ترامب بشأن خططه بعد الانتخابات؟

محمد النحاس

هل تكوّن نهاية "الديمقراطية الأمريكية" على يد ترامب؟


سلط مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على مخاطر عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024.

وبحسب مقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة برينستون وكاتب العمود، جان فيرنر مولر، المنشور الاثنين 4 ديسمبر 2023، فإن ترامب إذا ما أعيد انتخابه سيكون لذلك تبعات خطيرة على الديمقراطية الأمريكية بخلاف من يعتقد أنها ستمر بسلام، فما أدلته التي ساقها؟

“احتلال” البيت الأبيض

ذكر الكاتب جان فيرنر مولر، على عكس ما يعتقد البعض فإن عودة ترامب للبيت الأبيض ستترك أضرارًا حتمية في بنية الديمقراطية الأمريكية، مرجعًا اطمئنان بعض المراقبين إلى استنادهم إلى رئاسة ترامب وأنها طالما لم تكن حكمًا فاشيًّا في السابق فلن يكون كذلك في المستقبل.

ويدحض مولر التصور مستدركًا، بأنه وفي حين يخفي المستبدون الأقوياء عادةً خططهم ومساعيهم قبل الولوج إلى السلطة فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد يتحدث علنًا عن خططه، مردفًا بأنه لن ينتقم من خصومه فحسب، بل سيعمل على “احتلال البيت الأبيض”.

الهيمنة على مؤسسات الدولة

بالنظر إلى أن كثيرًا من “المستبدين” على حد وصف المقال، اعتبروا أنه من الظلم البين أن يسخروا المعترك الانتخابي، فعندما يعودون للسلطة يتعلمون شيئًا واحدًا عدم إهدار جهودهم في حروب ثقافية.

بل الهيمنة بدلاً من ذلك على مؤسسات الدولة، بما في ذلك القضاء، وبمجرد إحكام السيطرة عليه، يمكن ملاحقة الصحفيين والمعلمين والأكاديميين الذين لديهم آراء مختلفة.

هل تعلم ترامب أيضًا ذلك النهج؟

بحسب المقال، إذا ما كان ترامب تعلم هذا النهج (الهيمنة على مؤسسات الدولة) أم لا هو أمر يمكن المجادلة بشأنه، لكن من الواضح أن العديد ممن حوله قد تشربوا الدرس، وعلى حد تصريحاتهم ففي عام 2025 “لن يسمحوا للدولة العميقة بتقويض الزعيم مرةً أخرى”.

وأشار عدد من المحللين النابهين، هناك مخطط تفصيلي لاستبدال ما قد يصل إلى 50 ألف موظف حكومي بآخريين يدعمون ترامب، ووضع وزارة العدل “تحت السيطرة لسياسية”.

ترامب وتدمير الدولة العميقة

من المعتاد أن يختطف المستبدون من الطراز الشعبوي السلطة جهارًا وحجتهم في ذلك أنهم “وحدهم يمثلون الشعب الحقيقي”، على حد تعبير ترامب نفسه في الـ 6 من يناير، وعندما دخل ترامب إلى البيت الأبيض ادعى قائلاً: “إننا ننقل السلطة من واشنطن ونعيدها إليكم، أيها الشعب.”

وتعهد ترامب في سياق آخر بـ “استئصال” من أسماهم الشيوعيين والماركسيين والفاشيين واليسارين المتطرفين، وهدد أيضًا: “إما أن تدمر الدولة العميقة الولايات المتحدة أو ندمر الدولة العميقة”.

ومحذرًا من مغبة ذلك، يشدد المقال ختامًا على أنه حال فوز ترامب سيدعي أن “الشعب” (لأن ناخبيه هم الشعب الحقيقي) قد صوّت “ديمقراطيًّا” لصالح الانتقام.

ربما يعجبك أيضا