الصين تثير شبح الحرب للاستيلاء على تايوان

أعلنت الصين فجأة عن تدريبات تشارك فيها وحدات عسكرية من القوات الجوية والصاروخية والبحرية والجيش وخفر السواحل، صباح الخميس 23 مايو 2024، واستمرت حتى اليوم الجمعة 24 مايو 2024.

وتقول الصين، إن التدريبات جاءت في أعقاب “الأعمال الانفصالية” التي وقعت بعد تنصيب الرئيس التايواني الجديد “لاي تشينغ-تي” يوم 20 مايو 2024.

الاستيلاء على السلطة

قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الجمعة 24 مايو 2024، إن التدريبات أظهرت خرائط لـ 5 مناطق مستهدفة تقريبية في البحر المحيط بجزيرة تايوان الرئيسية، واستهدفت مناطق أخرى أيضًا جزر تايوان البحرية القريبة من البر الرئيسي الصيني.

وقالت وزارة الدفاع الصينية إن التدريبات التي جرت، اليوم الجمعة، تختبر قدرة جيشها على “الاستيلاء على السلطة” واحتلال مناطق رئيسية، تماشيا مع هدف بكين النهائي المتمثل في ضم تايوان.

وترفض حكومة تايوان وشعبها احتمال الحكم الصيني، لكن حاكم الصين شي جين بينج لم يستبعد استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة. وزعمت المخابرات الغربية أن شي طلب من جيش التحرير الشعبي أن يكون قادرًا على الحرب بحلول عام 2027.

نوعية التدريبات

ذكرت وكالة أنباء “رويترز” نقلا عن مسؤول أمني تايواني، قوله إن هذه التدريبات شملت “عمليات تفتيش صورية” للقوارب المدنية. وقال المسؤول نفسه إن جيش التحرير الشعبي نفذ أيضًا هجمات وهمية على السفن الأجنبية في قناة باشي، التي تمتد بين تايوان والفلبين.

كما أن حوالي 24 طائرة حربية اقتربت من تايوان، لكن لم تدخل أي منها منطقة تايوان المتاخمة الممتدة على بعد 24 ميلًا بحريًا من الشاطئ. وشوهدت أيضًا ثلاث سفن تابعة لخفر السواحل الصيني على الأقل قبالة جنوب غرب تايوان.

الرئيس الصيني شي جين بينج

ضربات وهمية

بعد ظهر يوم 22 مايو، قال جيش التحرير الشعبي إن طائرات مقاتلة تحمل صواريخ حية نفذت بنجاح “ضربات وهمية” على أهداف عسكرية تايوانية، لكن التدريبات حتى الآن أصغر حجما من تلك التي أجريت في عامي 2022 و2023.

ووفقًا للجيش التايواني، لم تعلن بكين عن أي مناطق حظر طيران. ولم يتم استخدام الذخيرة الحية إلا في مناطق التدريب بالبر الرئيسي الصيني، كما أرسلت الصين 19 سفينة حربية حول محيط تايوان، و16 سفينة تابعة للشرطة البحرية و49 طائرة حربية، عبرت 35 منها خط الوسط، وهو الحدود الفعلية بين الصين وتايوان.

تايوان ترد

رداً على ذلك، أرسلت تايوان طائراتها، ووضعت قواتها في حالة تأهب، ونقلت أنظمة الصواريخ المضادة للسفن إلى المناطق الساحلية، ومن قاعدة عسكرية في تاويوان، قال رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ تي، يوم 23 مايو 2024، إنه يثق في قدرة الجيش على حماية تايوان.

وتضمنت الدعاية التي أنتجها جيش التحرير الشعبي إشارات إلى عائلة صواريخه الباليستية من طراز دونغفنغ، ولكن لم تكن هناك اقتراحات باستخدامها في التدريبات. وسلطت الرسوم المتحركة التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية اليوم الجمعة الضوء على مدن تايبيه وهوالين وتايتشونج وكاوشيونغ كأهداف.

الانتخابات الديمقراطية

تم تنصيب لاي رئيسا لتايوان، بعد فوزه في الانتخابات الديمقراطية التي جرت في يناير 2024. وينتمي لاي وسلفه تساي إنج وين إلى الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للسيادة والذي تعتبره بكين انفصاليا. وفي خطاب تنصيبه أكد لاي على سيادة تايوان، ووعد بالدفاع عنها، وحث الصين على إنهاء الأعمال العدائية.

وحسب الجارديان، فإن أي خطاب يلقيه رئيس ينتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، دون الاستسلام لموقف بكين المتمثل في أن تايوان تنتمي إلى الصين، كان من المرجح أن يثير ردود فعل غاضبة.