العالم يستنكر «مجزرة الطحين» ودعوات للتحقيق وتقديم إجابات

استنكار واسع لاستهداف المدنيين ودعوات للتحقيق في جرائم الاحتلال

محمد النحاس
غزة

قالت جنوب أفريقيا، التي شنت حربًا قانونية ودبلوماسية لإيقاف العدوان على غزة إنها تدين المذبحة التي تعرض لها الناس "أثناء سعيهم للحصول على المساعدات".. لكنها لم تكن الدولة الوحيدة التي استهجنت الحادثة.. فكيف علقت الدول الأخرى؟


كثفت دول العالم المطالبات لإسرائيل بإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وتقديم المزيد من الإجابات بشأن مقتل العشرات من الفلسطينيين أثناء توزيع المساعدات الإنسانية، فيما عُرف بـ”مجزرة الطحين”.

وظلت العديد من الأسئلة دون إجابات، حيث قدم الجيش الإسرائيلي والمسؤولون في غزة روايات متباينة لواحدة من أكثر الأحداث المروعة التي طالت المدنيين في الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، والمستمرة منذ 5 أشهر، وسط استهجان دولي واسع النطاق، وفقًا لتقرير “نيويورك تايمز” الأمريكية، المنشور الجمعة 1 مارس 2024. 

استنكار شديد

دعا لفيف من الدول في جميع أنحاء العالم، إسرائيل لتوضيح ماهية الحادثة المروعة، وطالبت وزير خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، وهي دولة داعمة بشدة لإسرائيل، ومنحازة لروايتها، الجيش الإسرائيلي إلى تقديم “شرح كامل” لعمليات القتل في شمال غزة يوم الخميس.

وقالت الوزيرة الألمانية، على مواقع التواصل الاجتماعي: “الناس في غزة أقرب إلى الموت منهم إلى الحياة، يجب إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية على الفور”.

دعوة للتحقيق

من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، إلى إجراء “تحقيق مستقل”، وقال إن الفوضى المميتة كانت نتيجة لكارثة إنسانية تركت سكان غزة “يقاتلون من أجل الغذاء”.

وقال سيجورني يوم الجمعة: “ما يحدث لا يمكن تبريره”، مشددًا على ضرورة أن تستمع إسرائيل لذلك وأن تتوقف.

وقالت الحكومة الهندية في بيان إنها “شعرت بصدمة عميقة إزاء الخسائر في الأرواح في شمال غزة أمس أثناء توصيل المساعدات الإنسانية”، وأضاف البيان إن “مثل هذه الخسائر في أرواح المدنيين والوضع الإنساني الأكبر في غزة ما زالا يشكلان سببًا للقلق البالغ”، مردفًا: “نكرر دعوتنا لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفي الوقت المناسب”.

جنوب أفريقيا تعلق

قالت جنوب إفريقيا، التي شنت حربًا قانونية ودبلوماسية لإيقاف العدوان على غزة، إنها تدين المذبحة التي تعرض لها الناس “أثناء سعيهم للحصول على المساعدات”.

وقال بيان جنوب إفريقيا إن عمليات القتل أظهرت أن “العلاجات القانونية ليست كافية” لإنهاء الفظائع ضد الفلسطينيين في غزة، ودع المجتمع الدولي إلى “النظر في اتخاذ تدابير أخرى لإنهاء الأعمال غير القانونية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”.

من جانبها، قالت الحكومة البرازيلية إن الحادثة تسلط الضوء على أن “العمل العسكري الإسرائيلي في غزة ليس له حدود أخلاقية أو قانونية”، مشددة على أن : “الأمر متروك للمجتمع الدولي لوقف ذلك، وعندها فقط سنتجنب ارتكاب فظائع جديدة”.

كارثة مروعة

صباح الخميس استيقظ العالم على الكارثة المروعة، وهي سقوط مئات من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح، بعد أن تجمعوا حول قافلة مساعدات، فيما قامت القوات الإسرائيلية باستهداف المدنيين المتجمهرين الجائعين.

ويتجمع الفلسطينيون للحصول على بعض المواد الإغاثية القليلة، مكافحين المجاعة  التي فرضتها الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع.

قتلوا أثناء الحصول على طعام

قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، إنه بغض النظر عن الطريقة التي ماتوا بها، فمن الواضح أن الناس قتلوا أو أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لعائلاتهم.

وبحسب مسؤولو الصحة في غزة فإن القوات الإسرائيلية ارتكبت مجزرة بعد أن أطلقت النار على الحشد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 700، مردفةً: “لا يمكن أن يحدث ذلك.. لا ينبغي إطلاق النار على المدنيين اليائسين الذين يحاولون إطعام أسرهم الجائعة”.

وحسب “نيويورك تايمز”، قال الطبيب، يحيى المصري، إنه وعائلته كانوا يقيمون مع أقاربهم عندما سمعوا القصف وإطلاق النار في مكان قريب حوالي الساعة 4 صباحًا، وعندما هدأ إطلاق النار، خاطر بالخروج إلى تقاطع بالقرب من الساحل وواجه مشهدًا مروعًا، حيث تتراكم الجثث في الشوارع وأكياس الطحين المخضبة بالدماء.

ربما يعجبك أيضا